قضية السيد الفالي دوافع سياسية ام تعصب مذهبي

ما يحدث في الكويت سيناريو قديم لاشعال الفتنة

محمد حميد الصواف

شبكة النبأ: وجه العديد من النخب ورجال الدين في العراق الاتهام الى الفكر السلفي ومن يقف خلفه في الكويت محاولة زرع الفرقة واشعال واثارة النعرات الطائفية في الكويت، عبر التعرض الى الرموز والشخصيات الشيعية. وقد اثار ذلك حفيظة الشارع العراقي، معتبرين ما جرى مع احد الخطباء الشيعة في الكويت اخطار ينبغي التحذير منها ومحاولات لكبت الحريات ومصادرة الحقوق في دولة الكويت التي تعد رائدة في مجال الحقوق والحريات الدستورية.

ويعتبر السيد محمد باقر الفالي احد علماء الدين  البارزين في الطائفة الشيعية العربية المنتشرة في العراق ودول الخليج.

يقول الاستاذ الحقوقي خالد العرداوي احد تدريسيي كلية القانون في جامعة كربلاء: ( نعلم جيدا ان الدستور الكويتي يكفل جميع الحريات الشخصية والعامة كون البلاد تتمتع بنظام دستوري مؤسساتي، ولا يوجد هناك اعتبارات قانونية ستترتب على السيد الفالي، كونه لم يخرق اي قانون خلال خطبة التي تذاع عبر القنوات الفضائية، وان كان هناك اي تجاوز على القانون لما عاود الفالي الدخول الى الكويت مرة اخرى).

ويضيف العرداوي: ( برأيي ان هناك دوافع مذهبية وسياسية وراء الامر برمته، فان صح ما يدعي به النواب الكويتيين الثلاث لما تغاضى بقية النواب عن الاحتجاج).

الشيخ ناصر الاسدي احد علماء الدين في حوزة كربلاء الدينية عزا ما يجري من ضجة الى الحملة التكفيرية التي يقودها يوسف القرضاوي على المذهب الشيعي حيث يقول: ( لا نستغرب هذا الامر بل نحن ندرك ان رجال الظلمة والتكفير لا يدخروا اي وسيلة لضرب اتباع مذهب ال البيت عليهم السلام، ولهم في كل بلد اساليبهم الخاصة وهم ينتهزون الفرص لذلك، فالعراق مثلا اشعلوها حربا اهلية وحاولوا تفريق المسلمين بفتاويهم سيئة الصيت، فكفروا الجميع ابتداء من الشيعة وانتهاءا بالسنة، لقد اباحوا دماء الجميع).

 ويستطرد الاسدي:( لو نظرا بعمق الى ما يحدث لو جدنا هناك اكثر من خيط يربط الضجة المثارة حول السيد الفالي بتصريحات القرضاوي الاخيرة حول التصدي لفكر ومدرسة آل البيت عليهم السلام، فالحملة الشعواء التي تقف ورائها اجندات واضحة للعيان، هدفها ضرب المذهب الشيعي، وتصنيفه خارج دائرة المذاهب الاسلامية الاخرى.

متناسين ان هذا المذهب هو مذهب امامي نبع من العراق على يد صحابة الرسول (ص) الخلص امثال الامام علي (ع) وعمار بن ياسر ومالك الاشتر).

من جهته يرى الشيخ مرتضى معاش رئيس تحرير مجلة النبأ انه من الخطأ الفادح والخطورة في اقحام امر الطوائف الاثنية في الشؤون السياسية بهذا الشكل، حيث يصف ما يجري هو عبارة عملية تصفيات سياسية تقف ورائها الصراعات الاقليمية في المنطقة والازمات الداخلية التي تمر بها الكويت.

فيقول: ( نلاحظ بين فترة واخرى هناك محاولات لضرب التيار الشيعي من خلال السياسة، مما قد تترتب عليه افرازات خطيرة، خصوصا ان الشيعة هم بالاصل مواطنون في تلك البلدان،ولهم حقوقهم الانسانية اسوة بالاخرين، مما سيؤدي تتدريجيا الى اشعال فتنة طائفية وخلق صراعات غير مبررة تضر بالجميع).

ويضيف: ( السماح لاثارة النعرات بين المسلمين من قبل البعض لعدم رضاهم عن هذا او ذلك خطأ فادح، لذا من المفروض على الحكومات ومنظمات المجتمع المدني والعقلاء ان لا يسمحوا لتلك الاصوات المتوترة والمتطرفة بالانتشار، كونها تسوق للحقد والكراهية والعنف ورفض الاخر، يجب ان تسود حرية الرأي والتعبير لجميع الطوائف والاقليات التي كفلتها لها الانظمة والقوانين دون قمع او تهميش، وان ما يجري للسيد الفالي في الكويت ليس موجه لشخصه الكريم بل موجه للشيعة ولحرياتهم العقائدية والدستورية).

من جانبه قال النائب صالح عاشور إن لدى السيد الفالي إقامة صالحة في البلاد «وحتى اللحظة لم تصدر في حقه احكام قضائية وإن صدرت فإن علينا جميعا الالتزام بالقضاء وأحكامه». وقال عاشور إن الأجدر بالنائب الطبطبائي وهو رئيس لجنة حقوق الإنسان البرلمانية أن يدافع عن السيد الفالي كونه وافدا وليس عليه احكام وألا يبعد كما انه ليست عليه أي قضية. ونفى أن يكون سمو رئيس الوزراء الشيخ ناصر المحمد طرفا في الموضوع «وكل ما في الأمر أن الفالي تم احتجازه وأفرج عنه لعدم وجود أي تهمة في سجله القضائي، وإن تعاملنا مع القضايا بهذا الشكل فإن هناك أفكارا أخرى يمكن إثارتها من مثل المطالبة بعدم دخول بعض العلماء الذين يثيرون الفتنة الطائفية أمثال الشيخ يوسف القرضاوي، ثم لماذا هذا التصعيد ضد رئيس الحكومة في قضية ليس طرفا فيها؟».  بحسب صحيفة الراي.

وبحسب صحيفة الدار الكويتية فان مصدرا حكوميا وصف ما يجري على الساحة من تطورات وصراعات وإشعال فتائل الفتنة بأنه حرب على الكويت، وأوضح أن مفهوم الحرب يمكن أن يتخذ أكثر من شكل، وأن يكون له أكثر من مدلول، فمثلا.. الفتنة حرب.. وتهديم الاقتصاد حرب.. وضرب الوحدة الوطنية حرب. وإثارة الفتن والغرائز والنعرات العنصرية حرب واستهداف القيم والمبادئ حرب.

وكشف المصدر نفسه عن أن هناك جهات من خارج الكويت، دعمت بعض الشخصيات وساهمت في إنجاحهم في الانتخابات لغرض إحداث فتنة واشعال الحرب على الكويت وما تمثله من قيم ووحدة وطنية ونموذج تعايش. وكشف المصدر أيضا عن أن هناك تسجيلات صوتية بين أحد النواب الطائفيين وأحد أبناء الأسرة الحاكمة، للدفع نحو استجواب رئيس الوزراء ناصر المحمد وإشعال حرب سياسية جديدة

واتهم النائب حسين القلاف أطرافا لم يسمها بالتآمر لاسقاط رئيس الحكومة، مشيرا الى ان احد أخطر اطرافها هم من كشفوا رؤوسهم في حادثة الفالي.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 18/تشرين الثاني/2008 - 18/ذي القعدة/1429

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م