اليونان بيت اللاجئين والمهاجرين في العالم

 

شبكة النبأ: خلقت الفوضى الأوربية من اليونان سجناً للمهاجرين الغير شرعيين، بمن فيهم أولئك الذين غادروا محطات بلدانهم جراء أزمة سياسية أو اقتصادية، او حتى اجتماعية، وبمن فيهم أولائك الذين أشتعلت بلدانهم بنيران الاقتتال كما هو الحال في افغانستان او باكستان، او حتى العراق.

(شبكة النبأ) تسلط الضوء في هذا التقرير على الهجرة الغير شرعية، واستقبل الاراضي اليونانية لأعداد المهاجرين، وتحملهم لعبء هذه الهجرة:

فوضى السياسة في أوروبا تخلق من اليونان مقراً للمهاجرين

أجبرت الحرب، التي يشنها الغرب ضد مقاتلي حركة طالبان، خالد محمد على ترك منزله لكن بحثه عن اللجوء في اوروبا تركه محاصرا في بلدة فقيرة باليونان فيما تتجاهله الحكومة ويلقى معاملة سيئة من الشرطة.

وأصبح ميناء باتراس بغرب اليونان جبهة لمهاجري اوروبا غير المرغوب فيهم. ويعيش مئات الافغان مكدسين في أكواخ قذرة بحي فقير تطل عليها مبان سكنية فخمة يأملون في أن يهربوا على متن سفينة متجهة الى ايطاليا حيث شروط اللجوء اكثر سهولة.

وبالنسبة لمحمد الذي فر من وسط أفغانستان العام الماضي بعد أن فقد أصدقاءه وأسرته في الحرب فهي مجرد معسكر اعتقال. بحسب رويترز.

فهو يعاني حالة من الجمود بدون أوراق او حقوق وممنوع من البقاء في اليونان وفي الوقت نفسه ممنوع من المغادرة. انه وضع يقول نشطاء في مجال حقوق الانسان انه يوضح الفوضى المتزايدة في قلب سياسة الاتحاد الاوروبي للهجرة.

وقال محمد (28 عاما) فيما تجمع زملاؤه الخمسة في الغرفة حول ارجيلة: لم نأت الى هنا لنودع في سجن. جئنا لنكون أحرارا.

ويحمل محمد الذي عمل مترجما لحساب الامم المتحدة في أفغانستان ايصالا بطلب اللجوء الذي تقدم به لكنه فقد الامل في أن يقبل وقال: الحياة هنا بائسة. ليس لدينا اي شيء.

واليونان هي جبهة الهجرة الجديدة في اوروبا. وفيما اتخذت كل من اسبانيا وايطاليا اجراءات صارمة ضد المهاجرين من الشرق الاوسط وافريقيا ارتفع عدد الذين ألقت اليونان القبض عليهم الى 112 الفا العام الماضي بعد أن كان 40 الفا عام 2005 ينتمي كثير منهم الى دول تخوض حروبا.

وفي باتراس يعيش رجال أفغان يرتدون قمصانا قطنية متسخة في أكواخ مبنية من قطع الخشب وألواح البلاستيك بحوض استحمام مشترك وبلا كهرباء.

وتنتشر الامراض الجلدية والتنفسية لكن الذهاب الى المستشفى ينطوي على مجازفة بالاعتقال. ووضع أحد الرجال ذراعه في الجبس بينما ربط اخر ساقه بضمادة.

ويقولان انها اصابات بسبب ضرب الشرطة لهما. ويقول متطوعون طبيون بالمخيم انهم كثيرا ما يعالجون الضحايا من اثار سوء معاملة الشرطة بما في ذلك رجل كسر فكه الاسبوع الماضي لكن وزارة الداخلية قالت انها لا تعلم شيئا عن وجود أي مشكلة.

وقالت مارسيللا توماسي رئيسة مركز أطباء بلا حدود في باتراس: هؤلاء الناس يأتون وهم يعتقدون أن اوروبا جنة لحقوق الانسان لكننا نعاملهم كالحيوانات.

وتقول مفوضية الامم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين ان معاملة اليونان للمهاجرين من بين الاكثر عنفا في دول الاتحاد الاوروبي البالغ عددها 27.

ولم تقبل الا 0.6 في المئة من 25113 متقدما بطلبات لجوء عام 2007 وتقول المفوضية ان هذا معدل منخفض بشكل مزعج. وقد تفاقم اتفاقية جديدة للاتحاد الاوروبي أقرت الشهر الماضي من وضع المهاجرين غير الشرعيين.

ويحث الاتفاق غير الملزم وهو من بنات أفكار الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي على تشديد الرقابة على الحدود الخارجية وزيادة عمليات الترحيل واستقطاب المهاجرين من أصحاب المهارات. وتسمح تعليمات منفصلة من الاتحاد باحتجاز المهاجرين غير الشرعيين لما يصل الى 18 شهرا.

وتقدر المفوضية الاوروبية أن هناك ما يصل الى ثمانية ملايين مهاجر غير شرعي بين سكان دول الاتحاد البالغ عددهم 500 مليون حيث يتوافد نحو نصف مليون كل عام.

ويقول مارتن بولدوين ادواردز رئيس مرصد الهجرة المتوسطي والذي انتهى لتوه من تقرير رفعه للمفوضية: حكومات الاتحاد الاوروبي جعلت من الصعوبة بمكان توظيف المهاجرين الشرعيين بحيث يضطر الجميع الى سلوك الطريق غير المشروع.

ويشير بولدوين ادواردز الذي يرفض اتفاقية الاتحاد الاوروبي بوصفها لغوا سياسيا الى عيوبها قائلا: انها لا تحرز أي تقدم في التوصل الى تعريف مشترك للجوء ولا تقدم شيئا لمساعدة ملايين المهاجرين الذين يعيشون في حالة من الجمود مثل محمد.

وناشد كوستاس كرامنليس رئيس الوزراء شركاء اليونان بالاتحاد الاوروبي تقديم مزيد من المساعدة في مواجهة تدفق طالبي اللجوء والمهاجرين لاسباب اقتصادية لكن الاتفاق الجديد يترك مسؤولية المواجهة على عاتق الحكومات الفردية.

وتقضي قواعد اللجوء للاتحاد الاوروبي التي تسمى قواعد دبلن المنظمة ان على اللاجئين المستقبليين العودة الى حيث دخلوا الى الاتحاد لتقديم طلباتهم وتكون هذه عادة دولا حدودية مثل اليونان وايطاليا. وقال يورجوس تساربوبولوس الرئيس المحلي لمفوضية شؤون اللاجئين هذا عبء اكبر من اللازم على الدول التي لها حدود خارجية... ليس هذا هو التضامن الاوروبي.

وأضاف تساربوبولوس انه في ظل أن اليونان بها واحد من أعلى معدلات البطالة في منطقة اليورو ويعيش خمس اليونانيين في فقر فان لدى الحكومة أولويات أعلى من حقوق المهاجرين.

ونفى متحدث باسم الحكومة هذا. ومن المفارقات أنه رغم المعاملة القاسية التي يلقونها يقول خبراء اقتصاديون ان المهاجرين ساعدوا في اذكاء عقد من الزمن من النمو في اليونان.

وقال نيكولاس ماجيناس من بنك اليونان الوطني: المهاجرون يمنحون مرونة لسوق العمل وتكاليف أقل في قطاعات مهمة مثل السياحة والبناء والزراعة وتجارة التجزئة. مضيفا أنهم يمثلون الان 15 في المئة من قوة العمل.

أكواخ أثينا والمهاجرين الغير شرعيين

اعلنت ادارة الشرطة اليونانية انها عثرت على 45 مهاجرا غير شرعي غالبيتهم من باكستان وبنغلادش وبورما والصومال محتجزين في ظروف مأسوية في كوخ قرب اثينا.

واوضحت الشرطة ان العثور على المهاجرين المحتجزين تم خلال عملية للشرطة في ايغالو الضاحية الغربية للعاصمة. بحسب فرانس برس.

واكدت الشرطةانها اعتقلت رجلا يعتقد انه المهرب من دون ان تكشف عن جنسيته في حين لا تزال تتعقب ثلاثة آخرين يعتقد انهم اعضاء في شبكة لتهريب المهاجرين غير الشرعيين.

وبحسب الشرطة فان المهربين احتجزوا المهاجرين لارغامهم على دفع المبالغ المتوجبة عليهم مقابل تهريبهم والتي تصل الى سبعة آلاف يورو عن كل فرد.

ومن بين الموجودات التي ضبطتها الشرطة في الكوخ اوراق نقدية بورمية وعراقية وتركية واميركية وايرانية ورخصة قيادة عراقية ودفتران دونت عليهما بالعربية البلدان الاصلية للمهاجرين.

وتعتبر اليونان ممرا تقليديا للمهاجرين غير الشرعيين القادمين من تركيا وهي تشهد نموا مضطردا في اعداد هؤلاء.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 15/تشرين الثاني/2008 - 15/ذي القعدة/1429

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م