القرضاوي والعزة بالإثم

الفكر الشيعي المسلم التابع لأهل بيت النبوّة حريق مدمِّر بالنسبة للقرضاوي!

 

شبكة النبأ: فيما يتزايد الوعي بين افراد الامة العربية والاسلامية حول الطريق الأسلم الذي يجب على الجماهير سلوكه في محاولات التقريب بين اطياف ومذاهب المسلمين تصر جهات ما فتأت أن تكون مصدر خلاف وتفرقة وفتنة على ان الفكر الشيعي المسلم المتشبِّث بعلوم وسيرة اهل البيت عليهم السلام انما هو خطر مدمر!!؟، بينما تتصدى العديد من جهات الاعتدال والاسلام النيّر لهذه الافكار العقيمة القائمة على الخوف من الاخر ومن احقيته وصوابه..

وكتب جمال البنا مقالاً في صحيفة (المصري اليوم) بعنوان "فصل المقال فيما بين الشيعة والسُـنة من اتصال" ردَّ فيه على تخرصات القرضاوي ووصفِهِ الفكر الشيعي بأنه مدمّر للإسلام، واضعاً نفسه موضع المرشد والنذير من هذا الخطر الذي يزعمه، وجاء في مقال البنا:

أنا لا أرى في الفكر الشيعي وامتداده أي نوع من الخطر.. فالشيعة إخوة لنا يقولون لا إله إلا الله محمد رسول الله، ونستطيع أن نتحدث معهم بلغة القرآن والرسول، وهم جميعًا يستظلون بمظلة الإسلام، ولا أرى خطرًا في أن يتحول السُـني إلى شيعي، فهذه  مذاهب إسلامية، وإيران والسعودية قاعدتان من قواعد الإسلام يحميانه ويدعمانه خاصة إذا تعاونتا، وهما جناحا أمة محمد.

واضاف البنا في مقاله، لقد أعاد الشيخ القرضاوي انتشار الشيعة في مناطق لم يكونوا بها من قبل إلى خطط وتكتيكات واستراتيجية إيرانية، وهذا غير صحيح، الصحيح أن الجماهير أرادت أن تعاقب حكامها بتأييد الشيعة من باب النكاية من ناحية، ولأن عدو عدوي صديقي، فليس للشعوب الإسلامية من عدو سوى إسرائيل وحاميتها أمريكا، وهاتان هما عدوَّتا إيران، والنتيجة أن إيران صديقة، ونحن وهي في خندق واحد، وقد رأى الناس أن التأييد الإيراني لحزب الله مكن الحزب من أن يرد إسرائيل على أعقابها ويفسد عليها مخططها، ولولاه لكان الصهاينة هم سادة بيروت.

وتأمّلَ البنا، في مقاله، موقف المواطن المصري الذي تكالبت عليه الهموم وأطبقت عليه الحاجة والفاقة نتيجة الفساد المستشري، وهو يرى حكومته التي تحكمه بقانون الطوارئ والأمن المركزي، وهي مستخذية مستسلمة ترفض أن تفتح معبر رفح، وتصبح شريكة في سجن مليون ونصف المليون فلسطيني، ويقارن هذا الموقف بموقف إيران الصلب أمام تحديات العالم أجمع، أو يسمع صيحات نجاد ضد إسرائيل، أفلا يتعاطف هذا المواطن مع إيران؟!

فإذا كانت مجموعات من الشعوب العربية انضمت للشيعة، فإن هذا لم يكن من مدخل العقيدة، ولكن من مدخل التعاطف مع إيران وسياستها.

وتابع البنا في مقاله، إن الجماهير لا تنتقل من مذهب إلى مذهب نتيجة مخططات تضعها دولة ما، إن الجماهير تنتقل بإرادتها، وقد كان الاتحاد السوفيتي يدعم الأحزاب الشيوعية، وقد أبقي هذا علي الأحزاب ولكنه لم يكسب لها الأعضاء، علي حين أن هجرة الألوف من العمال والمهنيين المصريين إلي السعودية والخليج وبقاءهم سنوات طوالاً أثرت علي فكرهم فعادوا يبشرون بفكر وهابي.

واستطرد البنا، والخطر الذي تحدث عنه الشيخ القرضاوي نتيجة التشيع في العراق والحوثيين في اليمن، إنما يعود ــ بالنسبة للعراق ــ إلى أن الولايات المتحدة عندما فشلت في تحقيق مخططاتها كاملة، فإنها عمدت إلى إثارة المجموعات والدس بينها، وليس هناك ما هو أسهل من هذا، خاصة أن هناك فرق مرتزقة وجواسيس من كل نوع، بحيث أصبح كل فريق يضرب في الآخر، أما بالنسبة للحوثيين فلو أن الحكومة اليمنية لجأت إلي أسلوب الحوار لحلت مشكلتهم بأهون سبيل، ولكنها عمدت إلي القوة، فأوجدت القوة لدد العداوة.

وانتهى البنا بمقاله فيما يخص الاتهامات القرضاوية لهجمة شيعية مزعزمة، مشيرا إلى أن الخطر الذي تصوره القرضاوي، ورأى فيه نارًا مدمرة، يكاد يكون خطرًا وهميا، أما الخطر الحقيقي فليس الذي يأتي من إيران أو السعودية، ولكن ما يأتي من الغرب أو إسرائيل وأمريكا، وقد بدأ الغرب منذ وقت مبكر في الغزو الفكري بتأسيس الهيئات التبشيرية والمدارس التي تعلم فيها «الأرستقراطية» العربية، وتأمل مثلاً الجامعة الأمريكية في مصر، إنها دولة داخل دولة، وقد أعلنت أخيرًا رفضها دفع الضرائب.

كما اكد الكاتب البنا على ان الجدير بالقرضاوي وما يظفر به من اهتمام واحترام وموقع بين المسلمين، ان يكون مثالاً للوحدة الاسلامية لا داعية للتشرذم والخلاف والتفرقة فيما بين مكونات المسلمين..

اجتماع الدوحة لاتحاد علماء المسلمين يدعو ايران لوأد الفتنة!

واصدر المشاركون في الاجتماع الطارئ الذي عقده في الدوحة الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين من اجل تطويق السجال بين العلماء السنة والشيعة نداء الى ايران لتحمل مسؤوليتها في وأد الفتنة ولمعاقبة وكالة انباء ايرانية نشرت مقالة انتقدت فيها الداعية يوسف القرضاوي.

وجاء في البيان الختامي للاجتماع ان المجلس "يطالب الجمهورية الإسلامية في إيران بتحمل مسؤوليتها الشرعية في وأد الفتنة المذهبية وإطفاء نارها وذلك باتخاذ التدابير اللازمة لمعاقبة وكالة الأنباء (مهر) بسبب مقالتها التي جاءت بمجموعة من الأكاذيب والاتهامات الباطلة وبأسلوب السباب والشتائم ".

وكان الاجتماع عقد بعيدا عن وسائل الاعلام في محاولة لتطويق السجال الذي اندلع مؤخرا بين رجال دين سنة وشيعة وحضره اية الله علي تسخيري الذي يشغل منصب امين عام المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية ومنصب نائب الداعية الشيخ يوسف القرضاوي في رئاسة الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين. وتبادل الرجلان في الفترة الاخيرة الانتقادات علنية في سجال اذكى المخاوف من فتنة بين السنة والشيعة.

وكان القرضاوي قد جدد ادانته لما اعتبره مساع تبذلها ايران بهدف "غزو المجتمعات السنية الخالصة" بالفكر الشيعي فيما انتقد تسخيري تصريحات القرضاوي معتبرا ان"مثل هذه التصريحات تدفع الشعوب الاسلامية اكثر فاكثر نحو التفرقة". بحسب فرانس برس.

ودعا البيان الختامي "للكف عن أي محاولة منظمة أو مدعومة للتبشير بالمذهب غير السائد في المناطق التي يسود فيها المذهب الآخر وعلى ضرورة الاحترام المتبادل بين المذاهب".

وكان القرضاوي قال في جزء من رسالته المثيرة للجدل ان "الخطر في نشر التشيع ان وراءه دولة لها أهدافها الاستراتيجية وهي تسعى إلى توظيف الدين والمذهب لتحقيق أهداف التوسع ومد مناطق النفوذ حيث تصبح الاقليات التي تاسَّست عبر السنين اذرعا وقواعد ايرانية فاعلة لتوتير العلاقات بين العرب وايران وصالحة لخدمة استراتيجية التوسع القومي لإيران".

كما كان القرضاوي وجه في منتصف الشهر الماضي انتقادات حادة الى مراجع دينية شيعية انتقدت تصريحات كان ادلى بها عن المذهب الشيعي واتهم وكالة الانباء الايرانية مهر التي نشرت اراء هذه المراجع "بالاسفاف البالغ".

وجاء في البيان الختامي لاجتماع علماء المسلمين ايضا انه "اذ يقدر نبأ فصل الكاتب المسؤول عن الإساءة من قبل منظمة الإعلام الإسلامي يطالب بالاعتذار إلى سماحة الشيخ القرضاوي تقديرا لمكانته العالية".

وكان علي أكبر ولايتي مستشار المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية حضر "مؤتمر القدس السادس" كما سلم رسالة الى الشيخ يوسف القرضاوي من المرشد الاعلى للجمهورية الايرانية في نفس الموضوع.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 13/تشرين الثاني/2008 - 13/ذي القعدة/1429

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م