قضايا علمية: السيارات الطائرة وقلب من الأنسجة الحيوانية

شبكة النبأ: الثورة التكنولوجية التي اكستحت العالم، تبشر بعصر جديد، عصر كان واقعا فرضيا في شاشات التلفاز، الى حد قريب، نراه اليوم يتجلى على مستوى الواقع، ليحاكي حاجاتنا، ويمدنا بكل أساليب الرفاهية المأمولة. فمن الجهاز الآلي لمساعدة البدناء في المشي، الى السيارات الطائرة التي تخفف ضغط المرور، الى الطبيب الآلي.

(شبكة النبأ) في سياق التقرير التالي تسلط الضوء على آخر المستجدات في مجال الإكتشافات الحديثة التي من شانها ان ترتقي بالانسانية جمعاء:

جهاز آلي للمشي لمساعدة البدناء

كشفت شركة هوندا ثاني أكبر مصنع للسيارات اليابانية، النقاب عن جهاز آلي للمشي Walker يمكن ارتدائه بهدف مساعدة الأفراد البدناء وتخفيف وطأة الضغط على الركبتين ومساعدة الأفراد على صعود الدرج والبقاء في وضعية الارتكاز على عكازين.

وتأمل هوندا من جهازها التجريبي، أن يستخدم مستقبلاً من قبل العاملين في مصانع السيارات وغيرها من المصانع، عارضة شريطاً مصوّراً لموظفيها مرتدين الجهاز خلال القيام بأعمالهم مثل الانحناء تحت جسم حافلة يتم تجميعها في المصنع. بحسب (CNN).

وقال المهندس جون أشيهارا إن الجهاز مفيد أيضاً للأشخاص الذين يضطرون للاصطفاف في طوابير طويلة وللأشخاص الذي تفرض عليهم أعمالهم إيصال الطرود وغيرها.

وأوضح المهندس في مقر هوندا في طوكيو: هذا (الجهاز) يجب أن يكون سهل الاستخدام كالدراجة..إنه يخفف الضغط ويقلل الشعور بالتعب.

ولارتدائه كل ما على الفرد القيام به هو وضع المقعد بين الساقين وارتداء الحذاء الموصول للمقعد وكبس زر لبدء المشي.

وخلال العرض التجريبي أمام وسائل الإعلام رأى أحد المراسلين الذي قام بتجريب الجهاز أن التعود عليه قد يستغرق بعض الوقت، مضيفاً في نفس الوقت أنه شعر كيف ساند خطواته، وفق أسوشيتد برس.

ووفق هوندا فإن الجهاز يتضمن كومبيوتراً ومحركاً وجهازا ناقلاً للحركة بالإضافة إلى بطارية وجهاز استشعار يتجاوب مع خطوات مرتدي الجهاز.

وأوضحت الشركة أن أي خطط لتسويق الجهاز وتسعيره لم تتضح بعد، مؤكدة أنها ستقوم بتجريب النموذج الأولي في وقت لاحق من هذا الشهر بين عمال مصانعها.

ويتوقع المراقبون أن يتنامى الطلب على مثل هذا الجهاز في المجتمع الياباني الذي لديه أعلى نسبة من المسنين في العالم.

يُذكر أن اليابان معروفة بأنها أحد أبرز الدول الرائدة في الاختراعات الآلية ليس فقط للاستخدام الصناعي بل أيضاً في مجال الترفيه والرفقة بسبب الوحدة التي يعاني منها اليابانيون.

بموازاة ذلك تتطلع العديد من الشركات اليابانية الأخرى إلى سوق مربح محتمل لمثل هذه المنتجات المخصصة لمساعدة الضعفاء والمسنين في تنقلاتهم.

وفي بداية هذا العام كشفت شركة تويوتا المنافسة عن سيغواي Segway تعمل بمحرك قائلة إنها مخصصة للمسنين.

يُشار إلى أن شركة هوندا تقوم منذ أكثر من عقد بأبحاث على تقنيات تتعلق بالحركة والتنقل، طارحة جهاز Asimo الآلي عام 2000.

السيارات الفضائية الطائرة قريبا في الأسواق

ستتحوّل أفلام الخيال العلمي عن سيارات طائرة إلى واقع في القريب العاجل، وفق ما أعلنه فريق من المهندسين مؤخراً.

ويقول فريق مهندسي موللر انترناشيونال، الذي يعكف على تصميم السيارة أوتوفولانتور، المستوحاة من فيراري GTB 599، إن السيارة الهجينة ستطرح في الأسواق خلال عامين فقط. بحسب (CNN).

وسيتسنى لقائد السيارة قيادتها في الشوارع كأي سيارة كهربائية هجينة (PHEV)، ومن ثم الإقلاع بها عمودياً، عند الاختناقات المرورية، والطيران بسرعة 150 ميلاً في الساعة، لمسافة قصيرة، وفق الموقع الإلكتروني للشركة.

وعند الهبوط، يمكن قيادتها حتى أكثر من 40 ميلاً، وذلك باستخدام واحد من ثمانية من محركات Rotapower المزودة بها السيارة الطائرة لإمدادها بالطاقة الكهربائية.

ونقلت صحيفة ديلي تلغراف عن كبير مهندسي المشروع، بروس كالينز أن السيارة الطائرة مصممة للعمل بأنظمة الوقود الهجين والكهرباء لإمداداها بقوى الدفع اللازمة، وتصل إلى قوة 800 حصان، للتحليق على ارتفاع 5 آلاف قدم.

وأضاف قائلاً: أوتوفولانتور معززة بثمانية مراوح مثبتة في جسم السيارة.. وسيتاح لها المناورة في الجو كالطائرة العامودية وتغيير الاتجاهات.

وبررت الشركة المصممة اختيار فيراري كنموذج للسيارة الطائرة جراء هيكلها المميز، وقال كالينز: هيكل والشكل العام لـ599 GTB هو ما كنا نبحث عنه.. استخدامها أتاح لها سرعة تعديل نموذج هيكل متوفر وإجراء اختبارات أنبوب الريح لإرساء الإمكانيات التقنية للمشروع. ومن المتوقع أن تبلغ تكلفة السيارة 500 ألف جنيه إسترليني.

ويأتي الكشف عن السيارة الطائرة عقب إعلان فريق من المهندسين البريطانيين عن مشروع لصناعة سيارة تفوق سرعتها سرعة الصوت.

وسيتم تزويد السيارة Bloodhound SSC، التي تشابه في تصميمها قلم الرصاص، بمحرك طائرة نفاث وصاروخ، وسيبلغ طولها 42 قدماً، لتفوق سرعتها الألف ميل في الساعة.

جراح المستقبل طبيب آلي يدخل جسم الانسان

حية ميكانيكية تستطيع الدخول إلى الجسم من أي فتحة طبيعية وليس عن طريق الفتح الجراحي للقيام بالعمليات الجراحية هي أداة مستقبلية يعتقد باحثون أنها ستمثل نقلة في التقنيات الجراحية التقليدية.

وفي ظل كساد عالمي يلوح في الافق ووقوع ميزانيات الرعاية الصحية تحت ضغط قد يبدو الوقت غريبا للتفاؤل بشأن الجراحة عالية التقنية. بحسب رويترز.

والانسان الآلي ليس رخيصا. ويبلغ متوسط سعر بيع دا فينشي سيستم من شركة كاليفورنيا انتويتيف سيرجيكال وهو رقم واحد في الاسواق 1.35 مليون دولار.

وشكك بعض المنتقدين ومنهم خبير الخصوبة روبرت ونستون في فاعلية التكلفة للانسان الآلي في حين يتم الاقتصاد في علاجات أخرى مثل عقاقير السرطان.

لكن مؤيدين يشيرون إلى أن الاسعار ستنخفض لا محالة مع زيادة الاستخدام والمنافسة مثلما حدث مع أجهزة الكمبيوتر التي كانت باهظة الثمن ذات يوم.

ويقوم الانسان الآلي بالفعل باجراء عشرات الالاف من جراحات البروستاتا والقلب والعمليات الاخرى ويتكهن خبراء بأن هذه الالات ستستخدم في الاختراق على عمق اكبر بالاجساد المريضة في السنوات القادمة.

وفي معمل جامعي وراء متحف العلوم في لندن يعمل باحثون على جيل جديد من الانسان الآلي عالي التقنية لنقل جراحة الإنسان الآلي التي تخترق على عمق سطحي إلى المستوى التالي.

وربما يكون احتمال دخول أذرع الانسان الآلي إلى البطن مقلقا لكن دقتها يمكن أن تعني جروحا أقل وتعافيا أسرع فضلا عن البقاء لفترة أقصر في المستشفى وتقليل الاضرار التي تلحق بالانسجة.

ويشير أطباء يستخدمون هذه المعدات إلى أنه بين الرجال الذين يحتاجون إلى جراحات في البروستاتا وهي اكبر مجموعة تخضع للعمليات التي يستخدم فيها الإنسان الآلي، يعني هذا مخاطر أقل بالاصابة بالعقم.

ويقول الجراح ارا دارزي مدير مركز هملين لجراحة الإنسان الآلي في امبريال كوليدج بلندن ووزير بوزارة الصحة بالحكومة البريطانية مسؤول عن رعاية المرضى: ليس المفهوم الاسهل لتشرحه لمريض ما.

وأضاف، يحتاج المرضى إلى طمأنتهم بأن هذه ليست الة تعمل بشكل مستقل. هذه آلة تمكننا (من العمل).

ويجلس دارزي على لوحة للتحكم وينظر من مجسام او ستيريوسكوب حيث يستطيع توجيه أطراف الانسان الآلي المتعددة المفاصل داخل جسم المريض باستخدام مجموعة من عصي وبدالات التحكم حين يجري عملية للمرارة او السرطان او عمليات أخرى.

ومن بين الافكار التي قد تصبح واقعا عما قريب أداة تستخدم نظرة الجراح في توجيه الادوات من خلال تتبع الضوء الذي ينعكس من عيني المستخدم مما يجعل العمليات أبسط وأقل تغلغلا.

وعرضت النتائج الايجابية لنظام رصد ضوء العين بالمؤتمر الدولي للانسان الالي الذكي والانظمة في نيس بفرنسا في سبتمبر ايلول.

وكاميرا ونظام جراحة "اي سنيك" التي تدخل الى الجسم من فتحاته الطبيعية التي تنهي الحاجة الى الفتح الجراحي كلية لا تزال مسألة مستقبلية. ويأمل فريق مستشفى امبريال في أن تكون أنظمة الدخول عن طريق الفم والشرج جاهزة لاختبارها في غضون ثلاثة اعوام ونصف العام.

ويجري العمل على أنظمة كمبيوتر "الحقيقة المدمجة". وتستطيع هذه استخدام بيانات من عمليات تصوير سابقة للمريض لمساعدة الجراحين على رؤية الاورام او التكوينات الاخرى تحت الانسجة الحية.

ومن بين الاحتمالات الاخرى تحقيق الاستقرار اصطناعيا لصورة الاعضاء المتحركة مثل قلب ينبض عبر ابتكار إنسان آلي يتحرك في نفس الوقت مع جسم المريض.

وقال جوانج جونج يانج رئيس وحدة امبريال "في الوقت الحالي يستخدم الإنسان الآلي في عمليات بسيطة نسبيا. لكن في المستقبل سنراه يستخدم في عمليات اكثر تقدما مثل جراحة القلب النابض.

ففي مايو ايار هذا العام استخدم أطباء بجامعة كالجاري في كندا إنسانا آليا أطلق عليه اسم نيورو ارم لازالة ورم من مخ شابة في الحادية والعشرين من عمرها في أول عملية من نوعها.

في الوقت نفسه فان مؤسسة سانيتي الامريكية الخاصة تجري اختبارات على دباسة للمعدة للمرضى الذين يعانون من السمنة المفرطة تنزلق عبر الحلق بدلا من اجراء جراحة في البطن.

ويعمل باحثون في معهد دي ال ار لعلوم الروبوتيكس والميكاترونيكس على نظام خفيف الوزن أطلق عليه اسم ميرو باستخدام نفس تقنية ذراع الانسان الآلي التي تستخدم في الفضاء.

والعمل مزدهر في معهد انتويتيف سيرجيكال المقرر أن تجري قاعدتها التي قامت بتركيبها من اكثر من 1030 إنسانا آليا من طراز دا فينشي بالمستشفيات في أنحاء العالم 130 الف عملية لاستئصال البروستاتا والرحم وعمليات صمام القلب فضلا عن عمليات أخرى هذا العام.

تصنيع قلب اصطناعي بأنسجة حيوانية!؟

اعلن علماء فرنسيون انهم سيبدأون قريبا بتصنيع قلب اصطناعي بانسجة حيوانية قالوا انه الاحدث في العالم متوقعين ان يصبح بالامكان زراعته لدى البشر خلال بضع سنوات.

وقال البروفسور الان كاربنتييه الاختصاصي في جراحة القلب والشرايين في مستشفى جورج بومبيدو الاوروبي في باريس والذي يعمل على المشروع منذ 15 عاما انه سيتم انتاج 15 نموذجا لزرعها في اطار برنامج تجريبي خلال سنتين ونصف السنة. بحسب فرانس برس.

وقال البرفسور كاربنتييه ان الامر لا يشكل سبقا وانما خطوة مهمة. اننا ننتقل اليوم الى الابحاث البحتة ذات التطبق السريري. بعد 15 عاما ننقل نتائج البحث الى الصناعة لصنع قلب اصطناعي يمكن زرعه لدى البشر.

وجرى العمل منذ الثمانينات على عدة مشاريع لصنع قلب اصطناعي ومعظمها بانتظار الانتقال الى مرحلة الزرع. ولكن لا يبدو ان ايا منها نجح على حل المشكلات الاكثر تعقيدا كالالتهابات وتشكل الجلطات الدموية.

لكن البروفسور كاربنتييه اكد ان القلب الذي اعده يقدم الحل لهذه المشكلة. فهو يستخدم مواد حيوية بديلة يحتملها الجسم بصورة افضل تصنع من انسجة حيوانية معالجة كيميائيا لتفادي رفض الجسم لها. وقال كاربنتييه انه اخترع هذه المواد قبل اكثر من ثلاثين عاما لصنع بدائل صناعية لصمامات القلب يتم بيعها اليوم في العالم اجمع.

ونال البروفسور كاربنتييه عضو اكاديمية العلوم في العام 2007 جائزة البرت لاسكر للبحث الطبي عن اختراعه للصمامات الصناعية البديلة.

ويشبه القلب الاصطناعي القلب الطبيعي مع بطينين يعملان بصورة منفصلة ومع المجاري الدموية نفسها. وتتيح مضختان داخليتان سحب الدم واعادة ضخه في الشرايين كما في الجسم البشري. وتعمل صمامات على مرور الدم في اتجاه واحد. وتزود بطاريات خارجية القلب الاصطناعي بالطاقة.

تمت تجربة نماذج من القلب على خراف وعجول وخصوصا عبر "المحاكاة الرقمية" كما يقول كاربنتييه.

وستقوم شركة كارما الطبية التابعة لمجموعة الدفاع والصناعات الفضائية "اي ايه دي اس" بتصنيع القلب الاصطناعي.

وهناك منافسة شديدة لتصنيع قلوب اصطناعية. ففي الولايات المتحدة حصلت شركة ابيوميد في العام 2006 على موافقة ادارة الاغذية والادوية لتصنيع "ابيوكور". لكن الادارة فرضت اجراء دراسة دقيقة لنتائج العمليات الجراحية. وتعمل خمسة فرق على مشاريع مماثلة في اليابان.

وعمليات زراعة القلوب الاصطناعية نادرة باعتبارها الملجأ الوحيد بعد فشل كل الوسائل الاخرى. وتفيد بيانات حديثة ان 900 من هذه العمليات اجريت في العالم وبلغ متوسط الفترة التي عاشها المرضى بعدها اربع سنوات.

وتوفي في كانون الاول/ديسمبر 2007 اول مريض في العالم تلقى قلبا اصطناعيا دائما في حزيران/يونيو 2000.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاربعاء 12/تشرين الثاني/2008 - 12/ذي القعدة/1429

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م