اسرائيليات: ابتزاز اليهود للفاتيكان بنازية البابا بيوس الثاني عشر

شبكة النبأ: في محاولة من اليهود لجعل تقرُّبهم من المسيح يصب في صالح قضيتهم، بدأت ضغوطهم بشكل مباشر وعلني على البابا بندكيت السادس عشر بشأن رفع البابا بيوس الثاني عشر إلى مصاف القديسين، ويبدو ان هذه محاولة جديدة في برامج الاحتواء التي يتبعها اليهود بشأن المسيح متخذين من المحرقة المزعومة ذريعة في كل حين لاجل تمرير نواياهم وخططهم الخفية..

(شبكة النبأ) في سياق هذا التقرير تسلط الضوء على محاولة اسرائيل في ما يشبه ورقة الضغط على بابا الفاتيكان لتجميد نيّته رفع البابا بيوس الثاني عشر الى مرتبة القدّيسين وتشكيكهم بدوره في محرقة اليهود المزعومة في عصر النازيين:

بيوس الثاني عشر يُجمد من رفع البابا الى مرتبة القديسين

قال أحد زعماء وفد يهودي التقى البابا بنديكت السادس عشر ان البابا قال لزعماء يهود انه يفكر بجدية في تجميد عملية رفع البابا بيوس الثاني عشر الذي جلس على الكرسي البابوي في عهد النازية الى مرتبة القديسين لحين يمكن فتح السجلات التاريخية.

واتهم بعض اليهود بيوس الذي تولى البابوية بين عامي 1939 و1958 بغض الطرف عن المحرقة النازية. ويقول الفاتيكان انه كان يعمل في الخفاء وانه ساعد على انقاذ كثير من اليهود من الموت المحقق خلال الحرب العالمية الثانية. بحسب رويترز.

وقال الحاخام ديفيد روزين الذي رأس الوفد اليهودي ان المسألة أثيرت في حوارات بعد القاء خطب رسمية.

وقال روزين للصحفيين: قال أحد أعضاء وفدنا للبابا رجاء ألا تمضي قدما في تطويب البابا بيوس الثاني عشر قبل الكشف عن سجلات الفاتيكان لاجراء تحليلات تاريخية موضوعية وقال البابا انه ينظر في الامر ويفكر فيه بجدية.

والتطويب هو آخر خطوة قبل الارتقاء الى مرتبة القديسين في الكنيسة الكاثوليكية. وطلب بعض اليهود من البابا عدم تطويب البابا بيوس لحين دراسة مزيد من المعلومات حول فترة توليه للبابوية.

وقال روزين للبابا: نؤكد من جديد دعوتنا لاتاحة كل المادة الموجود في السجلات لهذه الفترة بشكل كامل وشفاف للباحثين كي يمكن أن تحظى التقييمات المتعلقة بالافعال والسياسات اثناء هذه الفترة المأسوية بالمصداقية التي تستحقها من قبل جماعتينا وجماعات أخرى.

وقال بيان للفاتيكان ان فترة من العمل التحضيري تتراوح بين ست وسبع سنوات قد تكون مطلوبة قبل فتح السجلات الخاصة لفترة بيوس للباحثين وسيكون القرار الاخير للبابا.

والمسألة موضع الخلاف هنا هل سيسمح باستمرار عملية رفع بيوس لمرتبة القديسين وهو ما يريده الكاثوليك بتوقيع مرسوم يعترف بفضائله التاريخية. وتوقيع المرسوم سيمهد الطريق لتطويب بيوس.

ولم يوقع البابا بنديكت الى الان المرسوم الذي وافقت عليه الادارة المعنية بالتطويب في الفاتيكان العام الماضي واختار بدلا من ذلك ما اسماه الفاتيكان فترة من التفكير.

وقال روزين: ليس من شأن الشعب اليهودي أن يحدد للكنيسة قديسيها. ومع هذا اذا قالت الكنيسة كما تقول بالفعل انها ترغب ان في تعيش في ظل علاقات قائمة على الاحترام المتبادل مع الشعب اليهودي فانه من الملائم أن نتوقع أنه ستكون هناك مراعاة للامور الحساسة لدينا.

ويقول الفاتيكان انه بينما لم يتخذ بيوس موقفا معلنا من المحرقة الا أنه عمل وراء الكواليس لمساعدة اليهود لان التدخل المباشر كان من شأنه أن يؤدي الى تدهور للموقف بدفع هتلر للاقدام على عمليات انتقامية.

ويضيف الفاتيكان أن بيوس انقذ حياة مئات الآلاف من اليهود باصدار تعليمات للكنائس والاديرة الكاثوليكية في ايطاليا باخفاء اليهود واصدار تعليمات لدبلوماسيي الفاتيكان بمنح كثير من اليهود جوازات سفر مزورة.

لكن اموس لوتساتو الرئيس الفخري لاتحاد الجاليات اليهودية في ايطاليا قال هذا الشهر ان رفع بيوس لمرتبة القديسين قد ينكأ جرحا يصعب شفاءه بين اليهود والكاثوليك.

وقال: اسأل نفسني لماذا لم يوجه بيوس دعوة مماثلة للكاثوليك الاوروبيين للتحرك. هذه اسئلة تؤرقنا كيهود.

موقع إسرائيلي ينشر صورة للبابا بنديكت مرفوقة بشعار النازية

نشر موقع إسرائيلي على الانترنت يشرف عليه مؤيدون لحزب كديما الحاكم صورة للبابا بنديكت السادس عشر وقد ركبت عليها صورة للصليب المعقوف رمز النازية.

وتم حذف هذه الصورة لاحقا واستبدلت بصورة للبابا مبتسما وهو يتطلع لمجموعة من المصلين الذين يملأون ساحة القديس بطرس في الفاتيكان. وقال الموقع إن ذلك حدث بناء على طلب من وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني زعيمة حزب كديما. بحسب رويترز.

وقال عامير جولدشتاين المتحدث باسم وزيرة الخارجية عقب تغيير الصورة مباشرة: أدانت تسيبي ليفني بشدة هذا ونحن نعمل على حذف هذه الصورة المخزية. نحن نعارض هذا بشدة. هذا لا يمثل كديما.

وكانت هذه الواقعة أحدث منعطف في جدل حول ما اذا كان البابا الالماني المولد سيشجع ترقية البابا الاسبق بيوس الثاني عشر ابن بلده الذي عاصر النازية لرتبة القديسين.

ويتهم بعض اليهود البابا بيوس الذي تولى كرسي البابوية من 1939 إلى 1958 بغض الطرف عن محارق اليهود خلال الحرب العالمية الثانية وهو ما ينفيه أنصاره والفاتيكان أيضا.

وكان موقع (يلا كديما) الذي يصف نفسه بأنه بوابة نشطاء ومؤيدي حزب كديما قد نشر صورة البابا بنديكت السادس عشر وقد ركبت عليها صورة للصليب المعقوف إلى جانب مقال عن رفع بيوس لرتبة القديسين.

وفي تصريحات قال الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريس: اذا كان البابا بيوس الراحل قد ساعد اليهود فيمكن اثبات ذلك ولكن ان لم يفعل فلابد من اثبات ذلك أيضا.

ضغوط اليهود على الفاتيكان

ودعا الفاتيكان الكاثوليك واليهود الى التوقف عن ممارسة "ضغوط" على البابا بنديكت السادس عشر بشأن ما اذا كان يجب ان يُرفع البابا بيوس الثاني عشر الذي شغل كرسي البابوية في عهد النازي الى مرتبة القديسين.

واتهم بعض اليهود البابا بيوس الثاني عشر الذي شغل كرسي البابوية بين عامي 1939 و 1958 بأنه غض الطرف عن محارق النازي أثناء الحرب العالمية الثانية وهو اتهام ينفيه مؤيدوه والفاتيكان.

وأصدر كبير المتحدثين باسم الفاتيكان الأب فريدريكو لومباردي بيانا غير عادي بعد ان اذاعت وكالة انباء ايطالية مقابلة مع الاب بيتر جومبيل كبير القضاة بالفاتيكان الذي يحقق في مسألة اعلان قداسة البابا بيوس.

ونسب الى جومبيل وهو من كبار مؤيدي اعلان قداسة البابا بيوس قوله ان البابا بنديكت جمد عملية رفع البابا بيوس الثاني عشر الى مرتبة القديسين لانها ستضر بالعلاقات مع اليهود. بحسب رويترز.

وفي العام الماضي صوتت ادارة مختصة باعلان القديسين بالفاتيكان لصالح إصدار مرسوم يعترف بالفضائل البطولية للبابا بيوس وهي خطوة في عملية طويلة بدأت في عام 1967 نحو إمكانية إعلان قداسته.

ولم يصدق البابا بنديكت حتى الآن على المرسوم الذي يجب ان يصدر من أجل التطويب وهي الخطوة الاخيرة التي تسبق رفعه الى مرتبة القديسين ودعا الى ما وصفه الفاتيكان بأنه فترة تفكير. وقال لومباردي: في هذا الموقف ليس من المناسب ممارسة ضغط عليه (البابا) من طرف أو آخر.

ويسعى الفاتيكان فيما يبدو لان ينأى بنفسه عن التصريحات التي نسبت الى جومبيل بما في ذلك تصريح بأن البابا بنديكت لن يزور اسرائيل ما لم يتم تغيير تعليق على صورة للبابا بيوس في متحف فاد ياشيم بالقدس الخاص بضحايا النازي.

وجاء في التعليق على الصورة ان البابا بيوس: امتنع عن توقيع بيان الحلفاء الذي ندد بابادة اليهود والتزم بموقفه المحايد طوال الحرب.

البابا يزور اسرائيل وبيريز يرحب به رغم الجدل حول بيوس

واكد الرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز ان زيارة محتملة للبابا بنديكتوس السادس عشر الى اسرائيل يجب الا تكون مرتبطة بالجدل القائم حول صمت البابا بيوس الثاني عشر حيال محرقة اليهود.

وقال بيريز للاذاعة الاسرائيلية العامة: انا اعرف البابا بنديكتوس السادس عشر والتقيته مرات عدة ويجب الا تربط زيارته لاسرائيل بالجدل حول بيوس الثاني عشر. بحسب فرانس برس.

وقال بيريز: لدينا اسباب تدفعنا الى الاعتقاد ان بيوس الثاني عشر لم يقم بما يكفي من جهود لانقاذ ارواح يهودية ولا اريد اصدار الاحكام. اذا كان ثمة ادلة يجب درسها بعناية".

وكان موقع الكتروني خاص لناشطين من حزب كاديما الوسطي الحاكم "يلا كاديما" اثار الاثنين فضيحة في اسرائيل بنشره صورة مركبة للبابا بنديكتوس السادس عشر مع صليب معقوف على صدره.

وقال احد اصحاب الموقع تسيكي افيسار الذي اعرب عن صدمته لدعوى تطويب البابا بيوس الثاني عشر: نريد الاحتجاج على دور الفاتيكان خلال مجازر الابادة النازية.

وكان سفير اسرائيل لدى الكرسي الرسولي موتي ليفي اكد ان الدعوة الموجهة الى البابا بنديكتوس السادس عشر (لزيارة اسرائيل) لا تزال قائمة يمكن تقليص الاختلافات في وجهات النظر الا ان موعد الزيارة لم يحدد بعد.

واعلن الكاهن بيتر غانبل وهو وكيل ملف تطويب بيوس الثاني عشر ان البابا لم يوقع على مرسوم اعلان فضائل بيوس الثاني عشر حرصا على علاقات جيدة مع اليهود.

تطويب البابا بيوس الثاني عشر أمر غير مقبول في إسرائيل

وصرح وزير الشؤون الاجتماعية الاسرائيلي اسحق هرتزوغ في مقابلة مع صحيفة اسرائيلية ان تطويب البابا بيوس الثاني عشر سيكون امرا غير مقبول بسبب موقفه من حملة الابادة النازية ضد اليهود.

وقال هرتزوغ في مقابلة مع صحيفة هآرتس نشرت مقاطع منها ان: مشروع تحويل بيوس الثاني عشر الى قديس غير مقبول. بحسب فرانس برس.

واضاف هرتزوغ المكلف مكافحة معاداة اليهود والعلاقات مع المجموعات المسيحية: خلال المحرقة كان الفاتيكان يعرف بدقة ماذا كان يحدث في اوروبا.

وتابع هرتزوغ ان: البابا التزم الصمت وربما فعل اسوأ من ذلك بدلاً من ان يرتقي الى مفاهيم التوراة ويقف ضد سفك الدماء.

وقبل عشرة ايام اكد البابا بنديكتوس السادس عشر خلال قداس بمناسبة الذكرى الخمسين لوفاة البابا بيوس الثاني عشر انه يؤيد تطويبه.

وقال غانبل ان عملية توثيق الفضائل وهي المرحلة الضرورية لتطويب البابا الراحل انتهت ولم يكن ينقصها الا توقيع البابا.

وتثير فترة رئاسة اوجينيو باتشيلي للكنيسة الكاثوليكية من 1939 الى 1958 بعدما كان قاصدا رسوليا في برلين عند تولي هتلر السلطة جدلا كبيرا.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاربعاء 12/تشرين الثاني/2008 - 12/ذي القعدة/1429

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م