الاتفاقية الامنية: انتهاء التفاوض وحزمة التعديلات

ترحيب كردي باقامة قواعد اميركية في كردستان

اعداد: صباح جاسم

 

شبكة النبأ: بعد الشد والجذب والضغوط المتعددة الجوانب على طرفي الاتفاقية العراقية الامريكية، وافقت الولايات المتحدة على عدة تعديلات اقترحتها بغداد على الاتفاقية التي يفترض ان تؤدي الى انسحاب القوات الاميركية من العراق بنهاية 2011 واعتبرت ان عملية التفاوض على الاتفاقية انتهت. كما اعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع الامريكي براين ويتمان .

لكن التسريبات من الناحية العراقية بيّنَت في الايام القلائل الاخيرة بأن موافقة الولايات المتحدة على التعديلات جاءت على جزء معين من الحزمة العراقية المقترحة ما يعني ازدياد الشعور بأن هذه الاتفاقية ستكون من حصة الحكومة الامريكية القادمة لاعتبارات قد تكون مفيدة لمطالب الجهات العراقية.

وقال المتحدث "لقد قدمنا ردا ايجابيا جدا على نقاط عدة تثير قلقهم في ما يتعلق بالتعديلات المقترحة وتم اجراء بعض التغييرات على" مسودة الاتفاقية. واكد ان "الولايات المتحدة انهت العملية من جانبها".

وصرح مسؤول اميركي رفض الكشف عن هويته "ربما تكون هناك توضيحات (من العراقيين) ولكن في ما يتعلق بنا نحن فقد انتهت عملية التفاوض".

من ناحية اخرى قال روبرت وود نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية ان "الرئيس الاميركي جورج بوش بعث برسالة الى رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ارفقها بالنص النهائي" للاتفاقية.

ولم يكشف ويتمان او وود عن التعديلات التي اجريت على المسودة وما اذا كانت تتصل خصوصا بحصانة الجنود الاميركيين المنتشرين في العراق والتي يتمسك بها الاميركيون.

وقال ويتمان "هذه الاتفاقية والنص الذي اعدناه يحترم السيادة العراقية كما يؤمن الحماية الضرورية للجنود الاميركيين".

وسلم السفير الاميركي راين كروكر والجنرال ريموند اوديرنو قائد القوات الاميركية في العراق الرد الاميركي لرئيس الوزراء نوري المالكي الذي اقترح التغييرات على مسودة الاتفاقية الامنية التي تم التوصل اليها بعد اشهر من المفاوضات.

وذكرت صحيفة الشرق الاوسط اللندنية في نسختها الخاصة ببغداد ان الولايات المتحدة وافقت على ثلاثة فقط من خمسة تعديلات اقترحها العراق.

ونقلت الصحيفة عن مصادر لم تكشف هويتها ان واشنطن تخلت عن فقرة في الاتفاقية تخول كلا من بغداد وواشنطن طلب تمديد الاحتفاظ بالقوات في المدن العراقية الى ما بعد عام 2009 وفي انحاء البلاد بعد العام 2011.

وجاء في الصحيفة ان واشنطن وافقت كذلك على السماح للعراقيين بتفتيش البريد الاميركي الوارد والصادر كما انها مستعدة لاحداث بعض التغييرات على لغة النصوص.

وقال ويتمان ان الحكومة العراقية ستدرس الان التغييرات المقترحة الا انه اكد ان واشنطن تعتبر عملية التفاوض مغلقة.

وردا على ما يمكن ان يحدث في حال رفض العراق الرد الاميركي قال وود "لن اتحدث عن اية عواقب (..) لقد ناقشنا هذه الاتفاقية مع العراقيين طوال فترة من الزمن وقد استجبنا بنية حسنة على عدد من مخاوفهم".

وفي بغداد اعلن مسؤولون عراقيون ان الحكومة العراقية تسلمت الرد الاميركي على التعديلات المقترحة مؤكدين ان "الاجواء ايجابية" مع الجانب الاميركي.

وقال ياسين مجيد المستشار الاعلامي لرئيس الوزراء لوكالة فرانس برس "تسلمنا ردا من الجانب الاميركي بخصوص التعديلات الحكومية". ولم يعط المستشار اي تفاصيل بخصوص مضمون الرد.

خطباء المنابر الشيعية يعارضون الاتفاقية

واكد خطباء صلاة الجمعة عن الاطراف الشيعية البارزة في العراق معارضتهم للاتفاقية التي تسعى بغداد وواشنطن الى التوصل اليها لتحديد مستقبل القوات الاميركية في البلاد.

وقال الشيخ طلال السعدي خطيب صلاة الجمعة في مرقد الامام الكاظم في شمال بغداد ان "الاميركيين يريدون ان يلبسوا وجودهم ثوبا شرعيا من خلال الاتفاقية للبقاء الى ما لا نهاية" في العراق.

واضاف السعدي العضو في التيار الصدري امام مئات المصلين "اطالب المسؤولين بان لا يلطخوا ايديهم في مثل هكذا اتفاقية".

وناشد السعدي الرئيس الاميركي المقبل باراك اوباما قائلا "نطالب من الرئيس الاميركي الجديد الوفاء بوعده وسحب القوات (الاميركية) من العراق".

من جانبه قال الشيخ ستار البطاط خطيب صلاة الجمعة في مدينة الصدر معقل التيار الصدري شرق بغداد ان "على كل عراقي ان يقرأ الاتفاقية ويتقبلها بضمير او يرفضها بضمير".

وشدد مخاطبا عشرات الاف المصلين عند مكتب الصدر "لا يوجد صاحب ضمير يقبل بهذه الاتفاقية فكيف نقبل بها نحن؟". بحسب فرانس برس.

بدوره قال صدر الدين القبانجي المقرب من المجلس الاعلى الاسلامي العراقي بزعامة عبد العزيز الحكيم في خطبة صلاة الجمعة في الحسينية الفاطمية في مدينة النجف (160 كلم جنوب بغداد) "نحن غير سعداء باتفاقية ملزمة لطرف واحد وهو العراق وغير ملزمة للطرف الاخر وهو الجانب الامريكي". وتابع ان الاتفاقية "غير مضمونة التطبيق".

وطالب القبانجي باجراء استفتاء شعبي والاستماع لرأي المرجعية الدينية قبل التوقيع عليها قائلا "نرى ان لا تتحقق الموافقة على الاتفاقية الا من خلال طريقين الاول استفتاء شعبي وتأييد المرجعية الدينية العليا لها".

وانتقد القبانجي الضغوط الاميركية لاتمام الاتفاقية قائلا ان "استخدام العصا الغليظة من قبل الامريكان ضد العراقيين يعتبر اسقاطا لمصداقيتهم في العالم".

الى ذلك قال الشيخ اسعد الناصري خطيب صلاة الجمعة في مسجد الكوفة (150 كلم جنوب بغداد) "نجدد رفضنا للاتفاقية الامنية ونجدد مطالبتنا بعدم التوقيع عليها من قبل الحكومة العراقية والبرلمان".

واشار الى ان "الاميركيين يحاربون الاصوات المعارضة لوجودهم وللاتفاقية خصوصا ابناء التيار الصدري محاولين تشويه صورة (التيار) باي شكل من الاشكال".

ولم يتحدث خطباء الجمعة السنة في مرقد الامام ابي حنيفة النعمان ببغداد وكذلك في تكريت وسامراء الانبار والفلوجة حول الاتفاقية وفقا لمراسلي فرانس برس.

بارزاني يرحب باقامة قواعد اميركية في كردستان العراق!!

وقال الزعيم الكردي العراقي مسعود بارزاني ان "برلمان وحكومة وشعب" اقليم كردستان العراق "يرحبون" باقامة قواعد اميركية في الاقليم اذا لم يتم توقيع الاتفاقية الامنية بين واشنطن وبغداد وفقا لصحيفة كردية محلية.

ونقلت "خابات" الناطقة باسم الحزب الديموقراطي الكردستاني عن رئيس الاقليم قوله خلال ندوة في مركز الدراسات الدولية والاستراتيجية في واشنطن الجمعة "انني على ثقة بان برلمان الاقليم سيوافق على اقامة قواعد عسكرية اميركية في حال لم يتم التوقيع على الاتفاقية" التي تنظم الوجود الاميركي في العراق ما بعد العام 2008. واضاف بارزاني عبر مترجم ان "التركيز في الوقت الراهن هو على توقيع الاتفاقية وسنبذل كل ما في وسعنا من اجل ذلك". بحسب فرانس برس.

وتابع "اذا لم يتم توقيعها ولم نتوصل الى اي اتفاق واذا طلبت الولايات المتحدة اقامة قواعد في اقليم كردستان فانا على ثقة بان البرلمان والاهالي والحكومة في الاقليم سيرحبون بذلك".

وحذر من ان "انهيار الوضع الامني في العراق سيؤثر تاثيرا هائلا على الاوضاع الاقتصادية في منطقة الخليج وربما العالم بأسره ونعتقد ان الاتفاقية الامنية تتضمن جدولا زمنيا للانسحاب بما يضمن بقاء الاوضاع الامنية تحت السيطرة وعدم تحول العراق ملاذا للجماعات الارهابية".

بقاء قوات اميركية في كردستان "غير ممكن" دون موافقة الحكومة المركزية

من جانب اخر  صرح الرئيس العراقي جلال طالباني ان بقاء القوات الاميركية في اقليم كردستان "غير ممكن" بدون موافقة الحكومة العراقية وذلك تعليقا على تصريحات رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني.

وقال طالباني في مقابلة مع قناة "العراقية" الرسمية "لا يمكن بقاء القوات الاميركية في اقليم كردستان دون موافقة الحكومة المركزية. فالاقليم جزء من العراق وتسري عليه القوانين الدستورية التي تسري على الارض العراقية". بحسب فرانس برس.

وكان بارزاني قال ان "برلمان وحكومة وشعب" اقليم كردستان "يرحبون" باقامة قواعد اميركية في الاقليم اذا لم يتم توقيع الاتفاقية الامنية بين واشنطن وبغداد وفقا لصحيفة كردية محلية.

بدوره رفض التيار الصدري بزعامة رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر اقامة قواعد عسكرية في كردستان. وقال صلاح العبيدي المتحدث باسم التيار لفرانس برس "نرفض تصريحات رئيس اقليم كردستان (...) هذا الموقف يذكرنا دائما بانهم (الاكراد) يسعون الى الانفصال عن العراق وهذا ما يثير مخاوفنا". واضاف "لذا نحن نقول ان هناك دستور يحكم البلاد وعليهم الالتزام به.

سحب ألوية امريكية قبل موعدها بسبب التحسن الأمني

من جهة اخرى نقلت محطة سي ان ان CNN التلفزيونية الاخبارية عن مسؤولين في الجيش الامريكي قولهم ان ألوية اخرى ستسحب قبل موعدها المقرر بسبب الاحوال الامنيةالتي وصفوها بالايجابية على الارض في العراق، الا انهم اشاروا الى احتمال استبدال تلك الألوية بوحدات اخرى.

وعلقت المحطة بالقول ان رحيل تلك القوات المبكر وعدم استبدالها باخرى قد يكون تمهيدا لتوجه الرئيس الامريكي المنتخب باراك اوباما في الايفاء بتعهداته التي اطلقها في حملته الانتخابية القاضية بتخفيض حجم القوات الامريكية القتالية في العراق بنسبة لواء واحد تقريبا في الشهر تتوزع على مدى 16 شهرا ابتداء من تسلمه مهامه في البيت الابيض. بحسب تقرير لـ اصوات العراق.

واشارت المحطة الى ان الجيش الامريكي قال انه بصدد اعادة لواءين الى بلادها وعدم استبدالهما في الشهر الجاري، ما يخفض عدد الألولية القتالية في العراق.

ويتشكل اللواء الامريكي الواحد من حوالي ثلاثة آلاف عسكري. وكان مقررا ان يغادر اللواء الثاني من الفرقة 101 المحمولة جوا، العراق في شباط فبراير المقبل، الا ان الجنرال بيتريوس، قائد القيادة المركزية الامريكية، قرر تسريع انسحابه نظرا لتحسن الاحوال الامنية في العراق.

وكان مقررا ان يغادر اللواء الثاني من الفرقة 101 المحمولة جوا، العراق في شباط فبراير المقبل، الا ان الجنرال بيتريوس، قائد القيادة المركزية الامريكية، قرر تسريع انسحابه نظرا لتحسن الاحوال الامنية في العراق.

من جهتها، ذكرت صحيفة واشنطن بوست Washington Post في عددها لهذا اليوم ان الجنرال ديفيد بيتريوس قد قرر تخفيض عدد الالوية القتالية في العراق من 15 الى 14 لواء قبل ستة اسابيع مما كان مخططا كنتيجة لانخفاض العنف في البلاد.

ونقلت الصحيفة عن السكرتير الاعلامي للبنتاغون، جف موريل، قوله ان “هناك امل ان يعودوا الى الديار قبل اعياد الميلاد”، في اشارة الى سحب قوات قتالية من العراق.

وتقضي الخطة الجديدة تسريع سحب لواء من الفرقة 101 المحمولة جوا، أي من 3.500 الى 4.000 عسكري لن يتم استبدالهم بقوة اخرى. كما ان لواء اخر من الفرقة 10 الجبلية، الذي كان مخططا نشره في العراق كبديل للواء المنسحب، سيتم نشره في افغانستان.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 11/تشرين الثاني/2008 - 11/ذي القعدة/1429

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م