الصحافة الألكترونية.. مـَن ينصفها؟

شوقي العيسى

الصحافة الألكترونية جاءت تسميتها نسبة الى عالم الألكترونيات الذي يعود الى استخدام  واسع في "الشبكة العنكبوتية" التي غزتنا مطلع التسعينات من القرن المنصرم بعدما كانت موجودة ومحصورة في أطر ضيقة فالشبكة العنكبوتية أو ما يسمى بالأنترنت بدأ العمل فيها في الاتحاد السوفييتي عام 1957 وتلتها الولايات المتحدة الامريكية وتوالت بعد ذلك استخدامات الشبكة ولكن بقيت مأسورة  الاستخدام مقصورة على جهات معينة حتى ظهرت الى العلن وبدأ استخدام شبكة الانترنت بشكل واسع في العالم أجمع في عام 1991.

دخل مفهوم الصحافة الألكترونية على مجتمعاتنا لسهولة استخدام الانترنت والتطور الهائل الذي حصل في مجال التقنيات الحديثة ، فاكتسبت الصحافة الإلكترونية أهمية بالغة في حياتنا السياسية والاجتماعية والاقتصادية وفي جميع نواحي الحياة، وقد تطورت تكنولوجيا الاتصالات بشكل هائل نتيجة التطور التقني وانتشار المعلومات بسرعة فائقة استطاعت أن تعبر القارات وتتخطى الحدود بمجرد الضغط على احد أزرار الحاسوب الآلي "الكومبيوتر" .

وبتطور الشبكة العنكبوتية أتسع المجال أمام الصحفيين لدخول هذا العالم الجديد وأصبحت لديهم القدرة الفائقة على اكتساب المعلومة بسرعة عجيبة بعدما كان الصحفي يعاني من استلام المعلومة والخبر وتكلفه الوقت والجهد ، فتطور عمل الصحفيين بالشبكة وازدادت اعدادهم وتنوعت مجالاتهم ، ولكن بقيت هناك نظرة على الصحفي في الانترنت أنها نظرة عابرة ولا  يعدو كحال الصحافة التقليدية والتي لها نقابة خاصة بها.

رغم التطور الواسع في الشبكة واحتياج الصحافة التقليدية للالكترونية حيث نجد أن معظم الصحف الورقية تستعين بالحصول على معلوماتها واخبارها عن طريق الشبكة إلا أن الوضع بقي كما هو عليه لا أحد ينصف الصحافة الالكترونية ولا أحد يعترف بها رغم الخدمة والفضل الواسع الذي تتفضل به على الصحافة التقليدية.

نلاحظ في سرعة تطور التكنولوجيا أن أحداث العالم اليوم تأخذ مصادرها من الانترنت ما لذلك من سرعة ونشاط متسارع فالصحف الورقية تحتاج الى يوم او اثنين حتى يصل خبرها للقارئ أما الالكترونية فبسرعة كبسة زر من لوحة مفاتيح الحاسوب يصل الخبر والمعلومة الى ملايين القراء وبدون جهد عضلي او خسارة مادية.

فهل من منصف لهذه الصحافة الالكترونية؟ ومتى تعترف نقابات الصحفيين بصحفيي الشبكة وتأخذ بنظر الاعتبار كفاءاتهم، خصوصاً ونلتمس من الصحفي على الشبكة انه خال من الانتماءات الفئوية وليس لديه تنافس مع تلك الصحيفة او تلك المجلة ،فيكون عمله خال من المنافسة المقيتة عدا ايصال المعلومة الى القارئ وايضاح الحقيقة للرأي العام.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاحد 8/تشرين الثاني/2008 - 8/ذي القعدة/1429

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م