كربلاء المقدسة: برامج تنموية لإشاعة مبدأ اللاعنف في المدارس

كربلاء المقدسة/علي حسين

شبكة النبأ: تعتبر رعاية الغرس الجديد هدفا ساميا من أهداف الأمم والشعوب الراقية لأنها تصب أولاً وآخراً في صالح الإنسان وتسهم بصورة أو أخرى في خلق أجيال قادرة على تحسين حياة الإنسان من خلال غرس الأخلاق الحميدة في سلوكه وأقواله.

وانطلاقا من هذه الرؤية الإنسانية وضمن النشاطات التي تقوم بها مؤسسة سيد الشهداء ( عليه السلام) للتنمية البشرية زار وفد من المؤسسة (مدرسة العطاء الابتدائية الأهلية النموذجية) التي تضم عددا من الصفوف تحتوي بدورها على أعداد من الطلاب ينهلون من العلم والمعرفة على أيدي معلمين أكفاء، وقد اطلع على مجريات تدريس الطلبة وعلى العقبات التي قد تعترض طريق الطالب والمعلم في آن واحد.

وكان الهدف الأبرز لهذه الزيارة هو العمل على ترسيخ مبدأ اللاعنف بين هؤلاء الطلاب الصغار وتشجيعهم على التسامح فيما بينهم ليتخذوه طريقا مهما في حياتهم القادمة.

ولغرض تنمية هذا الهدف في نفوس التلاميذ فقد تم اختيار احدهم ليكون حاملاً لـ (راية اللاعنف) وهو الطالب محمد مهدي مرتضى الذي يستحق حمل هذه الراية كونه مؤهلا لهذا الهدف ولكي يكون قدوة لأقرانه ومحط أنظارهم جميعا، ولا يخفى ما لهذه الخطوة من عوامل تحفيزية للتلاميذ الآخرين.

 كما قام الوفد أيضا بتكريم عدد من المتميزين منهم بهدايا تشجيعية ترفع معنوياتهم وتحثهم على مواصلة الدرب الطويل من نجاح إلى آخر، فالتعليم في الصغر كالنقش على الحجر كما نعرف جميعا، أي أننا نتفق على أن الطفل هو عجينة مرنة قابلة للتحكم بها من لدن الكبار الموجهين للصغار وبإمكاننا أن نصنع من هذه العجينة النموذج الذي نرغب به.

 ولذلك جاءت هذه الخطوة لتصب باتجاه تنمية نزعة التسامح وإشاعة مبدأ اللاعنف قولا وفعلا بين الطلاب والأساتذة على حد سواء، فمعروف في مدارسنا الابتدائية استعمال العصى على نطاق واسع من قبل المعلمين لتقويم الطلاب ولإجبارهم على الحفظ والدراسة، غير أن هذا الأسلوب غير سليم قطعا كونه يزرع الخوف في نفوس الصغار والكره للمعلمين بسبب استعمالهم العصى.

وقد تبادل الوفد وجهات النظر بهذا الخصوص مع إدارة وكادر المدرسة حيث أكد مدير المؤسسة السيد محمد الطويل، بأن المكافأة والتحفيز هما خير من الضرب والترهيب حتى لو كان يرى البعض أنه يصب في مصلحة الطالب، بالإضافة إلى عوامل أخرى تشترك في عزوف الطالب الصغير عن التعلم أو حفظ الدروس وعن ارتياد المدارس أصلا، إذ أن هناك عوامل اهتمام أخرى تحفز الصغار على التعلم وهي كثيرة منها نظافة الصفوف والمدارس وتوفر المقاعد الملائمة وتهيئة الصفوف السليمة وغيرها.

إن هذه الزيارة جاءت لكي تنبه المسؤولين عن المدارس والطلاب على أساليب التدريس الغير صحيحة وكذلك على النواقص التي قد تعاني منها الصفوف والمدارس عموما، كما أن الزيارة حاولت زرع الأخلاق الحميدة في نفوس الطلبة من خلال إشاعة مبدأ اللاعنف والتسامح بينهم كونهم اللبنة الأولى التي تبدأ بها الأمم الناجحة.

يذكر أن (مؤسسة سيد الشهداء عليه السلام للتنمية البشرية) هي مؤسسة تنموية إنسانية تعنى بإعادة بناء شاملة لمكونات الإنسان العراقي الشخصية في الجوانب الفكرية والنفسية والمادية. 

شبكة النبأ المعلوماتية- الاحد 2/تشرين الثاني/2008 - 3/ذي القعدة/1429

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م