ملف الاحتباس الحراري: الدفاع عن الاقتصاد في معركة المناخ

الاعاصير سلاح جديد لطَرد غازات الاحتباس الحراري!

اعداد: صباح جاسم

 

شبكة النبأ: مابين صرعات جديدة من اكتشافات العلماء التي تبيِّن ان الاعاصير فيها فائدة كبيرة في طرد وتشتيت كتل الغازات السامة، واستمرار السجال في الدفاع عن الاقتصاد من خلال التصدي لتغيرات المناخ، تستمر الدول الصناعية في نفث غازاتها في اجواء الارض دون التزام في تحديد كميات او تنظيم عمل للتخفيف من وطأة تلك السموم على البيئة والمخلوقات.

(شبكة النبأ) تقدم خلال التقرير التالي آخر التطورات بشأن مشكلة العالم القادمة، الاحتباس الحراري وتغيرات المناخ:

الاعاصير الاستوائية يمكن ان تزيل أثر غازات الاحتباس الحراري

قال علماء إن الاعاصير المدارية يمكن ان تسهم جزئيا في ابطاء ظاهرة الاحتباس الحراري من خلال القاء كميات كبيرة من المزروعات والتربة المحتوية على الغازات المسببة لهذه الظاهرة في مياه البحر.

واوضحت دراسة في تايوان لنهر لي وو، ان الفيضانات الناتجة عن الاعصار ميندول في عام 2004 اكتسحت ما يقدر بنحو 0.05 في المئة من الكربون المخزون في اوراق وفروع وجذور الاشجار وفي التربة على جوانب التلال التي تمت دراستها الى المحيط الهادي.

ووفقا للنتائج التي نشرت في دورية (نيتشر جيوساينس) فانه "يمكن ان يكون للاعاصير الاستوائية دور كبير في نقل غاز ثاني اكسيد الكربون من الغلاف الجوي الى مخازن طويلة الامد في اعماق المحيط."

وتمتص النباتات ثاني اكسيد الكربون وهو غاز موجود في الطبيعة يسبب الاحتباس الحراري وينبعث ايضا من احراق الوقود الحفري ويخزنه النبات في صورة عنصر الكربون. وعادة ما ينطلق الكربون الى الجو خلال دورة حياة النبات. بحسب رويترز.

وقال العلماء المقيمون في بريطانيا وتايوان إن "ما يتراوح بين 50 و90 مليون طن من الكربون يعتقد انها تدخل الى المحيطات من جزر غرب المحيط الهادي وحدها" واثناء هبوب الاعاصير اساسا.

لكن العلماء قالوا ان هذه الالية لن تقدم الكثير من اجل ابطاء الاحتباس الحراري الذي يتسبب به البشر عن طريق حرق الوقود الحفري. بحسب رويترز.

وقال روبرت هيلتون من جامعة كمبردج واحد واضعي هذه الدراسة "الكمية الحالية من غاز ثاني اكسيد الكربون المتراكمة من المصادر التي يصنعها البشر تزيد بسرعة تتراوح بين 100 و1000 مرة عن هذا الكربون (المدفون) نتيجة للتفاعل بين الاعاصير وعوامل التعرية والغابات."

وقال "وبالنسبة لدورة الكربون التي يرتكبها الانسان فان هذا لن يساهم في انقاذنا. لكنه يوضح ان الكرة الارضية لديها وسائل طبيعية للتعامل مع غاز ثاني اكسيد الكربون."

وقال هيلتون ان النتائج المستخلصة من تايوان من المرجح ان تكون مماثلة لتأثير اعاصير المحيط الاطلسي على جزر البحر الكاريبي.

بريطانيا تخفض الانبعاثات بنسبة 80% بحلول عام 2050

قال وزير الطاقة والمناخ البريطاني ايد ميليباند انه يؤيد اقتراحا بأن تخفض بريطانيا كل انبعاثات الغازات لمسببة لظاهرة الاحتباس الحراري بنسبة 80 في المئة من مستويات عام 1990 بحلول عام 2050 بدلا من الهدف الحالي وهو 60 في المئة فقط.

وقال ميليباند ان الحكومة ستجعل الهدف الجديد الزاميا بتعديل قانون تغير المناخ الذي سيطرح على البرلمان. بحسب رويترز.

وكان كبير مستشاري الحكومة بشأن تغير المناخ قد اوصى بهذا الخفض الاكثر طموحا للغازات المسببة للاحتباس الحراري في السابع من اكتوبر تشرين الاول. وقالت لجنة مكافحة التغير المناخي ان بريطانيا في حاجة الى خفض انبعاثاتها اكثر مما في الاقتراحات السابقة في اطار استراتيجية خفض الانبعاثات العالمية الى النصف بحلول عام 2050. بحسب رويترز.

وقال ميليباند ايضا انه سيقوم بتعديل قانون في الطريق لطرحه على البرلمان لادخال رسوم "امداد" للطاقة المتجددة في عمليات انتاج الطاقة الكهربية على نطاق محدود. ولم يحدد الوزير ما اذا كان هذا يعني تقديم الواح الطاقة لشمسية مجانا.

وتعوض رسوم الامداد الاشخاص او الجهات التي تولد الكهرباء من مصادر متجددة حيث تدفع لهم مقابل تغذيتهم الشبكة الوطنية بطاقة اضافية. وقال ميليباند انه يعتزم ايضا اعلان بيان اخر قريبا حول تشجيع التدفئة من المصادر المتجددة.

وقال للمشرعين "اعتقد ايضا ان استكمال الالتزام بالطاقات المتجددة بالنسبة للمشروعات الكبيرة الحجم وضمان الاسعار لعمليات توليد الكهرباء على نطاق محدود ورسوم الامداد امامها امكانية القيام بدور هام كما تفعل في دول اخرى."

زعماء أوروبا يدافعون عن الاقتصاد في معركة المناخ

تجادل زعماء الاتحاد الاوروبي بشأن خطط للحد من تغير المناخ بينما دعت ايطاليا وبولندا الى الحذر خلال الازمة الاقتصادية فيما قالت دول أخرى أن خلق صناعة جديدة صديقة للبيئة سيحفز الاقتصاد. بحسب رويترز.

وكان من المتوقع أن يركز الاجتماع في بروكسل على كيفية وصول الاتحاد الاوروبي الى هدفه بخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنسبة 20 في المئة بحلول العام 2020 لكن قضايا انهيار البنوك وتراجع أسواق الاسهم والتحذيرات بشأن الركود هيمنت على الاجتماع.

وتأمل دول الاتحاد الاوروبي المؤلف من 27 دولة ان تقود العالم في مكافحة ارتفاع درجة حرارة الارض وهي تأخذ في الاعتبار توقعات الامم المتحدة بتغيرات حادة في احوال الطقس وارتفاع منسوب البحار.

وتقول دول شرق أوروبا وبعض الصناعات التقليدية في أوروبا ان الخطة باهظة التكاليف في ضوء الازمة لكن عددا من زعماء الاتحاد الاوروبي قالوا ان انقاذ الاقتصاد وانقاذ الارض يمكن أن يسيرا جنبا الى جنبا.

وقال رئيس وزرءا فنلندا ماتي فانهانين "الوقت ليس مناسبا لتراجع الاتحاد الاوروبي .. يجب أن نكون في الصدارة."

لكن دولا من شرق اوروبا دعت باقي دول الاتحاد الى ادراك مصاعبها الاقتصادية وذلك في بيان وقعته بولندا والمجر وبلغاريا واستونيا ولاتفيا وليتوانيا ورومانيا وسلوفاكيا.

وهددت بولندا باستخدام حق النقض ضد مهلة تنتهي في ديسمبر كانون الاول لتبني خطة تغير المناخ اذا لم يتم تعديلها لحماية اقتصادها الذي يعتمد على الفحم من تكاليف خفض الانبعاثات.

وقال وزير الخارجية البولندي رادوسلاف سيكورسكي لرويترز "انها لعبة بوكر صعبة حيث بولندا مستعدة فيها لاستخدام حق النقض اذا جرت محاولات لاجبارنا على توقيع اتفاق بشأن المناخ الشهر القادم. لا يمكننا الموافقة على ذلك."

ودعت ايطاليا الى ايجاد وسائل أكثر مرونة للتوصل الى الاهداف. ووصف رئيس الوزراء سيلفيو برلسكوني الفكرة برمتها لمقايضة الحق في التسبب في التلوث بأنها "سخيفة" وقال للصحفيين "انني مستعد لاستخدام حق النقض (الفيتو)."وقال انه يعتقد أن الزعماء سيتفقون على تعليق مفاوضات المناخ لبعض الوقت.

وقال رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا فيون ان التحرك نحو اقتصاد جديد يمكن أن يتيح فرصا أمام الشركات الاوروبية.

واضاف "الامر يتعلق بسباق عالمي بشأن من سيتولى الزعامة .. أي الشركات سيعرض أكثر المنتجات فاعلية بالسوق أولا .. وفي الوقت المناسب وبأفضل سعر."

وربط بعض الزعماء معركة تغير المناخ بمساعي الاتحاد الاوروبي لخفض اعتماده على واردات النفط والغاز.

وقال رئيس الوزراء البريطاني جوردون براون ان انتقال أوروبا الى اقتصاد تنخفض فيه انبعاثات الكربون سيساعد على خفض واردات النفط ذات التكاليف الباهظة والاسعار المتقلبة ويحميها من التعطيلات المفاجئة في الامدادات.

صندوق WWF يحذِّر: ذوبان الجليد قبل أوانه بثلاثين عاماً

اعتبر صندوق الحياة البرية WWF أن تأثيرات التغيرات المناخية باتت أسرع مما كانت عليه من قبل، مؤكداً أن المخاطر التي حذرت منها تقارير دولية سابقة، ومن بينها ذوبان جليد القطب الشمالي، ستأتي قبل أوانها بنحو ثلاثين عاماً.

كما اعتبر صندوق الحياة البرية التقرير الأخير الصادر عن اللجنة الحكومية المعنية بالتغيرات المناخية IPCC عام 2007 "مستهان به"، مشيراً إلى أن التغييرات باتت أسرع، وأقوى، وأقرب للحدوث مما كانت متوقعة من قبل لجنة IPCC.

وذكر تقرير WWF أن الاحتباس الحراري الذي تشهده الأرض بدأ يسير بسرعة أكبر من التوقعات الصادرة عن IPCC، والدليل الأكبر هو ابتداء اختفاء الجليد من على سطح عدد من المحيطات كمحيط القطب الشمالي قبل الأوان. بحسب سي ان ان.

ومن المتوقع ذوبان الجليد كلياً في تلك المناطق خلال فصول الصيف، ما بين عامي 2013 - 2040، وهو الأمر الذي لم يحدث منذ مليون سنة.

وقالت الباحثة الجغرافية التي قامت على إعداد التقرير، تينا تين: "إن ذوبان الجليد بدأ قبل الأوان بشكل كبير، وأنا أرجع السبب إلى التقارير الايجابية بشأن البيئة التي فعت إلى التراخي  بشكل سريع."

ويرجع السبب للذوبان الحاصل في محيط القطب الشمالي إلى حلقة مفرغة من العوامل الحرارية، ففي حين تعتبر الأسطح الثلجية البيضاء عامل أساسي في المحافظة على التوازن الحراري، تعمل حرارة باطن الأرض إلى إذابة هذه الأسطح وبالتالي يصبح البحر أكثر عرضة  للحرارة، مما يزيد من حرارة الأرض، الذي يعود بدوره ليصبح سبباً لإذابة الأسطح البيضاء.

ومن المتوقع أن يرتفع مستوى سطح البحر إلى ضعف ما جاء في تقرير IPCC، الذي توقع زيادة تبلغ حوالي 0.59 متر حتى نهاية القرن، وهو الأمر الذي قد يضع سكان المناطق الساحلية تحت خطر كبير.

وقالت تين إن دراسة أخرى تبحث في التغييرات الحاصلة في القارة القطبية الجنوبية "إنتراكتيكا" ستكون متوفرة خلال السنة القادمة، عندما يقوم المجلس العلمي لأبحاث القطب الجنوبي بنشر نتائج دراساته.

ومن المخطط نشر هذه النتائج تحت اسم التغير المناخي في القطب الجنوبي والبيئة، الذي يتوقع أن يكشف عن المزيد من الحقائق المناخية وأثرها على القارة.

علماء يبحثون في القطب الجنوبي عن مفاتيح لارتفاع مستويات البحار

قال علماء انهم سيتفقدون جزءا عرضة للتأثر في الجرف الجليدي للقارة القطبية الجنوبية هذا العام لاستطلاع ما اذا كان سيتصدع في العقود المقبلة وقد يتسبب في ارتفاع في مستويات البحر.

وسيجري العلماء وبينهم علماء من جامعة ادنبرة ويعملون مع المركز البريطاني لبحوث القطب الجنوبي اختبارات عن طريق الثقب في الجليد وسيستخدمون اجهزة رصد بالموجات اللاسلكية (رادارات) على الجرف الجليدي "لارسن سي" في شبه الجزيرة القطبية الجنوبية وهي اقرب جزء الى امريكا الجنوبية. بحسب رويترز.

وانهارت كتلة من الجرف "لارسن ايه" في 1995 واخرى "لارسن بي" في 2002. والجرف "لارسن سي" الباقي اكبر حجما عشر مرات او حوالي حجم اسكتلندا.

وقالت جامعة ادنبرة ان "العلماء سيدرسون جرفا جليديا هشا بالقطب الجنوبي لتحديد الاثر المحتمل للانهيار المرجح على مستويات البحار في العالم" مضيفة ان "لارسن سي ربما ينهار خلال عقود". ويمكن ان تشير الاختبارات ايضا الى سبب انهيارات "لارسن ايه" و "لارسن بي".

ولا تؤثر انهيار الجرف الجليدية مباشرة على ارتفاع مستويات البحار لان الجليد يطفو بالفعل على المحيط. لكن الانهيارات السابقة تظهر ان الانهار الجليدية الداخلية تبدأ عادة في الانزلاق بشكل اسرع الى البحار لتزيد امدادات المياه وترفع من مستويات المحيطات.

وقال اندرو شبرد من جامعة ادنبرة واحد الخبراء "الانهار الجليدية وراء الجرف لارسن سي اكبر كثيرا". "فهي تجفف جزءا اكبر كثيرا من القارة القطبية الجنوبية."

وقالت لجنة الامم المتحدة للمناخ العام الماضي ان مستويات البحار في العالم قد ترتفع 18 الى 59 سنتيمترا بحلول عام 2100 من جراء ارتفاع حرارة الارض وهو ما قد يؤدي الى مزيد من الفيضانات وموجات الجفاف والامواج الحارة والعواصف القوية.

الاحتباس الحراري السبب وراء هجمات نمور الهند على سكان القرى

قال خبراء ان هجمات النمور المتزايدة على سكان جزر سندربان الهندية هي نتيجة التغير المناخي الذي يؤدي الى التعدي على موطنها وقلة الفرائس مما يدفعها الى مهاجمة القرى بحثا عن الطعام.

وذكر خبراء الحياة البرية ان النمور من أنواع مُعرضة للخطر في أكبر محمية من نوعها في العالم تستهدف الآن الناس لان ارتفاع مستوى البحر وتآكل السواحل يقلص من موطنها الطبيعي. بحسب رويترز.

وتقع منطقة سندربان وهي منطقة مستنقعات منخفضة مساحتها 26 ألف كيلومتر مربع على حدود الهند وبنجلادش وهي مليئة بمئات من الجزر الصغيرة تفصل بينها قنوات المياه.

وقال برانابيس سانيال من الاتحاد العالمي للحفاظ على البيئة "خلال الستة أشهر الماضية قُتل سبعة صيادين في منطقة تعرف باسم نتيدوباني."

وأضاف "نتيجة للاحتباس الحراري خسرت سندربان 28 في المئة من بيئتها على مدى الأربعين عاما الماضية. جزء منها هو المحمية الرئيسية للنمور والتي هاجرت منها الفرائس."

ومع ارتفاع مستوى البحر اختفت بالفعل جزيرتان وأصبحت جزر أُخرى معرضة للخطر. ويقول خبراء ان تضرر البيئة أدى الى تناقص الفرائس الشائعة للنمور مثل التماسيح وسرطان البحر.

ويضطر القرويون في سندربان الى المرور بزوارقهم في مناطق النمور للصيد في البحر أو جمع العسل من مناطق الأدغال.

وقال براديب شوكلا وهو مسؤول كبير عن الأدغال لرويترز "ليس من المفروض ان يدخل القرويون عددا من الجزر المعترف بها كأرض للنمور لكنهم لا يلتزمون بالقوانين ويتعرضون لهجمات ثم يطالبون بتعويضات."

وأصبح اشوتوش دهالي شخصية شهيرة في البلاد بعد ان صورت كاميرات التلفزيون تعرضه للهجوم في فبراير شباط.

وقال الرجل البالغ من العمر 47 عاما "كنا نحاول الإمساك بنمر قابع على شجرة في قريتنا من خلال حقنه بمهديء. لكنه قفز علي بعد ان سقط على الشبكة وعضني."

ويقول مسؤولو الحياة البرية ان سندربان كانت موطنا لما يصل الى 500 نمر في أواخر الستينيات وان العدد تراجع الآن الى النصف تقريبا بما يتراوح بين 250 و270. اما معهد الاحصاء الهندي فيقول ان العدد يصل الى 75 نمراً فقط.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 30/تشرين الأول/2008 - 30/شوال/1429

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م