الفنان التشكيلي ثائر الكركوشي..  وجهة نظر في المسارات التشكيلية

حاوره: أمجد حميد الكعبي

 

شبكة النبأ: أعمال الفنان ثائر الكركوشي تركز على الدلالات والرموز للحياة  بما فيها النباتات والموروث الشعبي والحضاري.. والفضاء لديه يشكل جزء من تكوينات اللوحة، وشخصياته وخاصة النسوية تتداخل مع معابر الحياة البيئية وتبقى معلقة مابين مدار الفضاء وسكناها وتواجدها. اما الاشجار، الطيور، الصحراء، الاغصان فهي اضافات واقعية لمنحى التواجد البيئي والاسلوبي لمنطق الاجواء..

وقد أثارت اعماله في حقبة الثمانينيات من القرن الماضي تساؤلات بشأن التزامه بهوية واسلوب المدرسة العراقية السريالية القريبة من التعبيرية.

وعلى الرغم من تعدد الاتجاهات والتيارات الفنية وتنوع الاساليب في العالم فهل لها تأثير على هوية الفنان التشكيلي العراقي.. ام أن الفنانين استحدثوا بما يخص بيئتهم واجواءهم وحياتهم.. يشير الفنان الكركوشي في حوار معه بأن، الفن العالمي له تأثير مباشر على بعض الفنانين حتى ان بعضهم نقل اللوحات العالمية في اعماله ليضيع بعدها وسط الحداثة والمعاصرة دون ان تكون له هوية فنية.. والمفروض ان يكون العكس فنحن بلد الحضارات وثقافتنا وفنوننا أثرت على العالم بكل مجالاته..

ولكن الفنانين الشباب اصبحوا اكثر التصاقاً وتأثراً بالمدارس الفنية العالمية لانها تتميز بأساليب التجريدية والرمزية وعبثية اللون ويتصورون ان الفن التجريدي هو فقط مساحات لونية دون وجود الفكرة والموضوعة.. فالمعروف عن التجريدية تضمنها طروحات معروفة حتى لو كانت دون الوان... حاورنا الفنان ثائر الكركوشي وسألناه.

بعض اعمال الفنانين امثال شاكر حسن آل سعيد ومحمد مهر الدين وسالم الدباغ وعلي طالب تتميز بالاسلوب التجريدي. فهل هي طروحات تتضمن التأمل واستحداث البعد الواحد والحرف العربي ام ماذا؟

- لقد أحدث هؤلاء الفنانين ضجّة وجدلاً حول اعمالهم التجريدية التجريبية وتحولت اعمالهم الى طروحات التأملية والبعد الواحد والى تجارب جديدة ارتبطت بالفن العراقي وهو فن تجريدي بطبيعة الحال..

والان الفنانون يرسمون ويعرضون اعمالهم ولا يتعرفون على موضوعاتهم التي يملؤون بها لوحاتهم. وهناك فنانين شباب ان كانوا داخل العراق او خارجه تميزت اعمالهم بعراقيتها رغم اختلاف الاساليب التي انتهجوها.

الفنان هوية فعندما ترى اعمال بعضهم تشعر بانتمائها حتى دون توقيع من قبل الفنان ولكن البعض يقلّد اعمالاً عالمية فيفقد خصوصيته المحلية.. ماذا تقول في ذلك؟

ـ مع كل المتغيرات مازال يشعر الفنانون الذين يعيشون في المهجر بانتمائم وامتداد اعمالهم لمهد الحضارات... هؤلاء فنانون معروفون وقد ارسوا اساليبهم وظهروا كفنانين ارتقت اعمالهم لمستوى العالمية وهم يختلفون عما نتحدث به..

جرت في عشرينيات القرن الماضي صيحات وثورات فنية تشكيلية احدثت تغيرات وتأثيرات لمسار مستقبل الفنون في العالم فهل ظلّت هوية الفنان مرتبطة بواقعه ام اختلطت عليه الاوراق والافكار؟

ـ بالنسبة للفنانين العراقيين فهم استحدثوا تجارب جديدة في الفن ولكنها ذهبت مع ادراج الرياح ولم تؤد الى نتائج معرفية وفنية.. ولنلاحظ جيل الستينيات والذي ضم اشهر التشكيليين واعتبرت مرحلتهم مرحلة ذهبية.. وفرضوا اساليب رصينة في الحركة الفنية. امثال ضياء العزاوي وصلاح جياد وفيصل لعيبي وفؤاد جهاد وحسن عبد علوان وعلي طالب وسالم الدباغ وسلمان عباس ومحمد مهر الدين... ونحن نتاج مرحلتهم السابقة

تبدو متضامناً مع جيل الستينيات رغم وجود فنانين ارسوا دعائم الفن في الاربعينيات والخمسينيات.. والسنوات الاخيرة؟

ـ نعم فقد كانت تجاربهم واقعية وكان من بينهم جواد سليم وفائق حسن واسماعيل الشيخلي ومن بعدهم راكان دبدوب، عطا صبري، خالد الجادر، حافظ الدروبي وغيرهم..

ورغم اختلاف اساليبهم في الانطباعية والتعبيرية والواقعية الا انها حملت الهوية الفنية العراقية.. وحافظوا على نمط اساليبهم دون ان تكون هناك تأثيرات كبيرة من الفن العالمي على اعمالهم.

كما ان الفنان العراقي على مر المراحل الزمنية اعتمد الجدلية ومعرفة مايحيطه.. واستطاع فنانون كُثر انجاز اعمال فنية رائعة.. وتمكنوا من ديمومة رصانة الفن العراقي.

وفي نظرتنا فإن العراق دائماً جاهز لاستقبال اي عرفانية وجدلية وتيارات لفنون جديدة.. وان مايدور في رحى الثقافة العراقية الفنية والادبية وغيرها هي عناصر اثارة تحمل الفوضى والغرائبية في التعبير.. وهذا مايحرك مشاعر الفنان والمبدع وان يخلق ابداعات رائعة.. وهذا بالتأكيد يرجع الى امتداداتنا الى مهد الحضارات وتنوّعها وهي عناصر لتكريس وتشجيع المبدع أياً كانت مشاربه.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 27/تشرين الأول/2008 - 27/شوال/1429

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م