شؤون فلسطينية: حَفر الأنفاق مهمة جديدة لتأمين الطعام

افكار لجلب اللقمة للأطفال والنساء والشيوخ بعدما أُغلقت المعابر والحدود

شبكة النبأ: كيف يكون العيد او أي مظهر من مظاهر الاحتفال الأخرى، بينما تكون الدبابات والطائرات تجوب شوارع المدينة ليل نهار، فتستبيح وجه خصوصتيها وأمنها، او انها تغلق المعابر والمنافذ والحدود، لتقبع آنها فيما يشبه العلبة الحديدية المصفّحة. ثم سرعان ما تكون الأفكار الوليدة بسبب الضغط... أفكار الأنفاق التي تحاول جلب اللقمة للأطفال، والنساء والشيوخ، بعدما أغلق العرب واليهود جميع المنافذ، بوجههم، وجه فلسطين.

(شبكة النبأ) في سياق هذا التقرير تسلط الضوء على الشأن الفلسطيني في غزة وخطورة الأنفاق ام الجوع ام الرصاص مواجهة الرصاص الإسرائيلي، مع عرض لبعض من مظاهر الحياة في بقية المناطق الفلسطينية:

حفر الانفاق يزدهر في غزة ومظاهر العيد الفقير

لم يشهد قطاع غزة مظاهر فرحة تذكر فيما اقترب شهر رمضان من نهايته ولملم السكان البالغ عددهم 1.5 مليون نسمة مواردهم الشحيحة للاحتفال بعيد الفطر.

وتظهر على القطاع علامات تقليدية لارض تحت الحصار حيث تغلقه اسرائيل منذ سحبت قواتها ومستوطنيها منه قبل نحو ثلاث سنوات ويخضع حاليا لادارة حركة المقاومة الاسلامية (حماس). بحسب رويترز.

والمعابر الحدودية مع مصر واسرائيل مغلقة فعليا. ولا تتوقف سفن الشحن على ساحل القطاع المطل على البحر المتوسط. وتسيطر اسرائيل على الممرات البحرية والجوية وأغلقتها بالفعل. والبضائع شحيحة والاسعار مرتفعة كما يزدهر التهريب بغض النظر عن المخاطر.

ولقي ما لا يقل عن 43 شخصا حتفهم هذا العام في انهيار انفاق سرية تؤدي الى مصر وتوفر شريان حياة غير ثابت للتجار ولمن تتوفر لديهم الشجاعة اللازمة وبعض المال.

وقال سامي بشير وهو مقاول عمال لحفر الانفاق: المعابر مغلقة والحصار شديد ولا يوجد أي خيار اخر. وقال تاجر الملابس خالد عدنان: لولا الانفاق لكان الحصار الاسرائيلي خنقنا.

وازدهر حفر الانفاق منذ سيطرت حماس على القطاع في اقتتال مع قوات موالية لحركة فتح العام الماضي حيث شددت اسرائيل الحصار منذ ذلك الحين. وهناك المئات من أعمال الحفر مخفاة بالكاد وراء خيام على طول الحدود.

ووافقت حماس واسرائيل في يونيو حزيران الماضي على تهدئة لمدة ستة أشهر تسمح بتبادل تجاري محدود أغلبه لمواد غذائية وكميات قليلة من مواد البناء.

وأوقفت حماس وحلفاؤها الى حد كبير اطلاق الصواريخ على اسرائيل. وأوقفت اسرائيل غاراتها على القطاع.

وازدحمت أسواق غزة قبل عيد الفطر لكن تجارا ومشترين اتفقوا على أن الطلب ضعيف والخيارات محدودة للغاية.

وقال ايهاب قاسم (25 عاما) وهو طالب جامعي يبيع الملابس في ميدان فلسطين: الناس حيارى ما بين أن يشتروا ملابس جديدة أو يشتروا طعاما لاطفالهم.. فيقومون بشراء الطعام. واضاف، الاجواء ليست مبهجة بل حزينة ومأساوية.

ويلقي سكان غزة باللائمة جزئيا في محنتهم على الانقسام العميق في صفوف الفلسطينيين بين حماس وفتح التي يتزعمها الرئيس محمود عباس الذي يدير الضفة الغربية المحتلة والتي تبعد نحو ساعة بالسيارة الى الغرب من قطاع غزة ان أمكن للسكان القيام بهذه المسيرة.

ولا تعترف حماس باسرائيل وقادت حكومة بعد فوزها في الانتخابات التشريعية في عام 2006. وشددت اسرائيل حصارها لقطاع غزة بعدما هزمت حماس قوات فتح في يونيو 2007. وازدادت الانقسامات السياسية والاجتماعية سوءا منذ ذلك.

وعقد مدير المخابرات المصرية عمر سليمان محادثات منفصلة مع الطرفين حتى الشهر الحالي. واجتمع مع مسؤولين من فتح وسيلتقي مع مسؤولي حماس في الثامن من اكتوبر تشرين الاول. وقال مسؤول من فتح ان كل الفصائل ربما تجتمع في القاهرة في الرابع من نوفمبر تشرين الثاني.

وعلق سائق سيارة أجرة يدعى علي حسن قائلا: اما أن تتصالح فتح وحماس واما أن كلنا سنذهب الى جهنم.

في الوقت نفسه يحصل من يقومون بحفر الانفاق على كثير من المال. وتبلغ تكلفة عبور نفق طوله نحو 1000 متر من غزة الى منطقة حدود شبه جزيرة سيناء حوالي 250 دولارا أو 1000 دولار للنفق الاكثر رفاهية والذي توجد به اضاءة كهربائية ويمكن استخدام الهاتف المحمول بداخله.

ويبلغ طول حدود مصر البرية مع غزة 14 كيلومترا فقط ولا يبذل حفارو الانفاق جهدا كبيرا لاخفاء أعمالهم. ويقول سكان من غزة ان مسؤولين مصريين يحصلون على نصيبهم من تجارة حفر الانفاق في صورة رشاوى.

وتعرضت مصر لضغوط من اسرائيل لاغلاق معبر رفح الحدودي الرسمي فضلا عن اغلاق الانفاق واتهمت حماس مصر بالتسبب في وفاة عدد من الفلسطينيين عبر ضخ غاز في أنفاق أو نسفها.

تخفيف إسرائيل لقيودها ينشّط التجارة في نابلس

ازدهرت التجارة في نابلس بعد ثماني سنوات من الجفاف التجاري بعودة عرب إسرائيل للتسوق في مدينة منعوا من دخولها منذ عام 2000 باعتبارها رمزا للكفاح الفلسطيني في الضفة الغربية المحتلة.

قال نجيدات وهو طاه من منطقة الجليل الاعلى التي تضم العديد من مواطني اسرائيل العرب: لم تطأ قدماي نابلس منذ بداية الانتفاضة عام 2000. بحسب رويترز.

وجاء مع أسرته قبل بضعة أيام وملأ سيارته بالبضائع ومنها الكنافة النابلسية التي لم يكن يتمكن من الحصول عليها بسبب شبكة محكمة من نقاط التفتيش الاسرائيلية والجدار العازل.

وهذا الشهر سمحت اسرائيل لمواطنيها العرب الذين كان يحظر عليهم من قبل دخول الاراضي الفلسطينية دخول مدن الضفة الغربية في اطار جهود مطلوبة بشدة لدعم الاقتصاد. وتفتح الابواب طوال شهر رمضان الذي ينتهي بعد أسبوعين.

ولوح جنود اسرائيليون عند نقاط التفتيش للزوار ببساطة لدى دخولهم. وفي تبادل للادوار كان رجال الشرطة الفلسطينية يوقفون السيارات لفحص أوراق تسجيلها.

وقال شرطي لزائر من عرب اسرائيل بابتسامة نصر: يتعين علينا القيام بذلك لضمان عدم دخول سيارات مسروقة الى نابلس ولضمان سلامتكم. شكرا لكم ومرحبا بكم في نابلس.

وقال باسل كنعان رئيس الغرفة التجارية ان مثل هذا المشهد كان من المستحيل أن يحدث لو لم تكن نابلس محور حملة فلسطينية تدعمها الولايات المتحدة لبسط القانون والنظام.

وقال عمر هاشم نائب كنعان: نأمل ان تمتد هذه الخطوة لما بعد رمضان للمساعدة في انعاش اقتصاد نابلس.

وكانت نابلس المركز التجاري التاريخي للضفة الغربية تحت سيطرة مسلحين منذ اندلاع الانتفاضة الفلسطينية عام 2000 وكانت رمزا للافتقار للقانون.

وارتفع معدل البطالة في المدينة الى 40 بالمئة مع تأثير قيود السفر على النشاط الاقتصادي. والان يريد رئيس الوزراء سلام فياض المدعوم من الغرب من اسرائيل أن تساعد في تحسين التجارة بازالة العوائق ويضغط توني بلير مبعوث رباعي الوساطة في الشرق الاوسط من أجل خفض أعداد نقاط التفتيش.

والبعد المحفز لهذه الخطوة ظهر في المجمع التجاري في نابلس الذي ازدحم بأسر من عرب اسرائيل جاءت للتسوق.

وأقبل الزوار على متاجر الحلوى وتكدسوا في الحارات الضيقة بالمدينة لشراء الملابس والمفروشات والخضروات. واحتفل البعض بلقاء اقارب وأصدقاء.

وقالت ميسون ابو كشك من مدينة اللد في اسرائيل: سيساعد ذلك في دعم الاقتصاد الفلسطيني كما اننا نشتري بأسعار أرخص.

بلدة الخليل القديمة تجذب السكان بإنخفاض الأسعار

يفضل شادي الجعبري وهو من سكان مدينة الخليل شراء الخبز والحلوى من البلدة القديمة بسبب انخفاض الاسعار إلى النصف نتيجة الدعم الذي تقدمه بعثة التواجد الدولي المؤقت في المدينة.

ومنذ بداية شهر رمضان بدأت البعثة الدولية في الخليل بتقديم 31 طنا من الطحين لبعض مخابز البلدة القديمة مساهمة منها في انعاش البلدة والتشجيع على زيارتها. بحسب رويترز.

وقال فاضل زادة المراقب الدولي في البعثة ومدير مشروع توزيع الطحين لرويترز: هذا المشروع ضخم بحيث يستطيع كل سكان الخليل شراء الحلويات والخبز بنصف السعر.

وتعيش البلدة القديمة بمدينة الخليل وضعا اقتصاديا صعبا نتيجة للاجراءات الاسرائيلية المشددة على اصحاب المحال التجارية وعلى السكان الفلسطينيين نتيجة وجود 500 مستوطن يعيشون بين 180 ألف فلسطيني.

وشجع ارتفاع أسعار المواد الغذائية والصعوبات المالية التي يواجهها الفلسطينيون في الضفة الغربية سكان الخليل على التوجه للبلدة القديمة وشراء احتياجاتهم من الخبز والحلوى منها.

وقال السائق الفلسطيني نجاتي شبانة ان القطايف تباع في البلدة القديمة بنصف الثمن مما شجع السكان المحيطين بالخليل إلى زيارة الحرم الابراهيمي الشريف وشراء احتياجاتهم.

كما ساهم هذا المشروع في اعادة فتح بعض المتاجر المغلقة في البلدة القديمة. وقال الحاج عدنان زاهدة صاحب احد المحال التجارية في البلدة القديمة: لقد بدأت العمل منذ بداية شهر رمضان... لقد تحسن وضعي الاقتصادي والسكان قادرون على شراء احتياجاتهم من الخبز نتيجة لانخفاض الاسعار.

واضاف، كيلو القطايف في البلدة القديمة بأربعة شواقل بينما في المحلات التجارية الاخرى تباع باثني عشر شيقل. الزبون يشعر بالاختلاف.

اضراب شامل لنقابة المعلمين وآخر في الجامعات الفلسطينية

قال نقابيون فلسطينيون ان اضرابا شاملا للمعلمين الحكوميين نفذ في الضفة الغربية واخر منفصل في جامعات الضفة الغربية وغزة للمطالبة بتحسين الوضع المعيشي.

وقال الامين العام لاتحاد المعلمين الفلسطينيين جميل شحادة لوكالة فرانس برس ان الاضراب نفذ اليوم بشكل كامل في كافة المدارس الحكومية في الضفة الغربية.

ويبلغ عدد المعلمين حوالي 40 الفا في الضفة الغربية وقطاع غزة ويطالب المعلمون بتثبت حوالي ستة الاف معلم ومعلمة يعملون بعقود منذ العام 2006. بحسب فرانس برس.

وقال شحادة: الاضراب هو ليوم واحد للمطالبة بتحقيق مطالب نقابية ومنها قضية المعلمين العاملين في المدارس الحكومية. واشار الى ان المعلمين سينفذون اضرابا جزئيا تضامنا مع معلمي غزة الذين يواصلون اضرابهم للاسبوع الثالث على التوالي.

واضاف شحادة، سنعلن غدا من خلال اضراب جزئي تضامننا مع زملائنا المعلمين في قطاع غزة الذين يتعرضون للاعتقال والتخوين والتكفير هناك في غزة بسبب مطالبتهم بتحسين اوضاعهم المعيشية.

ويواصل المعلمون في المدارس الحكومية في قطاع غزة اضرابا بدأه الاتحاد العام للمعلمين (فتح) في اليوم الاول للعام الدراسي الجديد في 24 اغسطس/اب الماضي احتجاجا على اجراءات الحكومة الفلسطينية المقالة باقصاء وطرد ونقل معلمين محسوبين او منتمين الى حركة فتح.

وتزامن اضراب المعلمين في الضفة الغربية مع اضراب اخر ايضا ليوم واحد للعاملين في الجامعات الفلسطينية للمطالبة بتحسين الاوضاع المعيشية وربط المعاشات "المتاكلة" بسبب غلاء المعيشة.

وقال رئيس نقابة العاملين في جامعة بيرزيت سامي شعث بان الاضراب شمل اليوم ثماني جامعات في الضفة الغربية وجامعتين في قطاع غزة.

واوضح شعث لوكالة فرانس برس ان: الاضراب جاء بناء على قرار مجلس اتحاد العاملين في الجامعات الفلسطينية بالاجماع في غزة والضفة وسببه هو تآكل رواتب العاملين في الجامعات التي لم يطرأ عليها اي تغيير منذ عشر سنوات.

واضاف: لذلك نحن نطالب من خلال اضرابنا التحذيري الثاني اليوم ادارات الجامعات ومجلس التعليم العالي بالعمل على تحسين اوضاعنا المعيشية لوقف حالة هجرة الكفاءات والادمغة الاكاديمية خارج الوطن.

ويشهد قطاع غزة للاسبوع الثاني على التوالي اضرابا في القطاع الصحي الحكومي بناء على دعوة اتحاد نقابي تابع لحركة فتح.

أحوال الشرطة الفلسطينية في الخليل تحدث فرقا كبيرا

يسطر فصل جديد في تاريخ بلدة الخليل في دفتر أحوال الشرطة الفلسطينية. ويظهر السجل أنه في شهر اغسطس اب ألقت الشرطة الفلسطينية القبض على 139 شخصا للاشتباه في ارتكابهم جرائم تتراوح من القتل الى تجارة المخدرات والسلاح غير المشروع. وحررت نحو 700 مخالفة مرورية.

وبعد سنوات من حكم المسلحين في الجانب الفلسطيني من المدينة المقسمة في الضفة الغربية المحتلة يقول سكان ان نحو 400 شرطي فلسطيني مزودين بالمسدسات ويرتدون زيا موحدا أزرق اللون بدأوا يحدثون فرقا. بحسب رويترز.

وتقول ام نضال (49 عاما) وهي ربة منزل لرويترز: أشعر أن الأوضاع الامنية تحسنت. أشعر بمزيد من الأمان الآن حين أسير في الشوارع وهناك صراعات مسلحة أقل.

ويشير محمود عويضة وهو صاحب متجر الى أن المسلحين الذين كانوا يهيمنون على الحياة في الخليل ابتعدوا عن الشوارع واختفت أصوات دوي اطلاق النيران.

ومنذ ستة اشهر بدأت الشرطة الفلسطينية تطبيق خطة أمنية مدعومة من الغرب في الجزء من الخليل الخاضع للسيطرة الفلسطينية بموجب اتفاقات السلام المؤقتة الموقعة بين الفلسطينيين والاسرائيليين. وليس الجميع سعداء بهذا الانتشار.

ولطالما لجأ سكان المنطقة الخاضعة لسيطرة الفلسطينيين لشيوخ العشائر المحلية لتسوية النزاعات واتخاذ اجراءات للحد من الجريمة. وزاد دورهم أهمية بعد أن بدأت انتفاضة فلسطينية عام 2000 ودمرت اسرائيل البنية التحتية الأمنية الفلسطينية في الضفة الغربية.

ويقول زهير مرقة اكثر شيوخ العشائر نفوذا في منطقة الخليل: قوانينا العشائرية تكمل قوانين الحكومة لكن قوة الشرطة لا تستطيع أن تحل محل دورنا.

والجزء الذي تسيطر عليه اسرائيل من الخليل حيث يعيش نحو 650 مستوطنا يهوديا تحت حماية جنود اسرائيليين وسط نحو 30 الف فلسطيني محظور على الشرطة الفلسطينية.

وبموجب اتفاق خاص بالخليل وقع عام 1997 بين الاسرائيليين والفلسطينيين لا تستطيع الدخول الا بعد التنسيق مع السلطات الاسرائيلية وهو أمر صعب المنال.

ويقول راغب جابر (72 عاما): الجنود الاسرائيليون لا يهتمون بشكاوانا. أوضاعنا ساءت نتيجة لهجمات المستوطنين. لا يوجد أحد ليحمينا هنا.

وكثيرا ما كانت المدينة القديمة في الخليل الواقعة بالجزء الخاضع لسيطرة اسرائيل نقطة مضطربة تتكرر فيها أعمال العنف بين المستوطنين والفلسطينيين.

وقال رمضان عوض قائد الشرطة الفلسطينية في الخليل ان الشرطة نجحت في بعض المناطق لكن منعها من العمل في المنطقة التي يسيطر عليها الاسرائيليون كان عقبة كبيرة.

وتلقت قوات الأمن في الضفة الغربية الموالية للرئيس الفلسطيني محمود عباس مساعدات أمريكية واوروبية بعد أن بسطت حركة المقاومة الاسلامية الفلسطينية (حماس) سيطرتها على قطاع غزة في يونيو حزيران عام 2007 وأقال الحكومة التي تقودها حماس ردا على هذا.

ومنذ ذلك الحين انتشرت القوة المزودة بمعدات جيدة والتي تلقت تدريبا في الاردن وتمويلا من الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي بموافقة اسرائيل في مدينتي نابلس وجنين بالضفة الغربية وأحدثت فرقا ملحوظا في استعادة القانون والنظام.

وأضاف عوض أن الشرطة الفلسطينية أرادت أن تأتي تلك القوات الى الخليل لمساعدتها لكن اسرائيل رفضت طلباتها المتكررة بنشر قوات شرطة من خارج الخليل.

واعترض مسؤولون اسرائيليون على عملية انتشار كبرى للشرطة الفلسطينية في المدينة على أساس أن الاقتراب من القوات الاسرائيلية والمستوطنين سيثير توترات.

وأشارت بيا هاينني عضو قوة المراقبة الاوروبية التي تعرف باسم الوجود الدولي المؤقت في الخليل الى تحسن عام في الوضع الامني في مجمله بالمدينة منذ انتشار الشرطة.

السينما الفلسطينية والإسرائيلية خارج الصراع المسلح

يتجه مخرجون اسرائيليون وفلسطينيون في مهرجان تورونتو السينمائي الدولي بأنظارهم الى روايات تحكي عن أشياء غير الدبابات ونقاط التفتيش والتفجيرات ، تبحث عن الإنسانية في أشخاص عاديين يجدون أنفسهم محاصرين بأعمال عنف.

وفي فيلم "عيد ميلاد ليلى" يستكشف المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي الحياة في الأراضي المحتلة كما يراها من خلال عيون قاض تحول الى سائق سيارة أُجرة يدعى أبو ليلى وغياب القانون والفوضى اللذان يحيطان به هو وابنته ليلى. بحسب رويترز.

ويتباهى أبو ليلى بشاربه الرفيع ولا يسمح لأحد بالتدخين أو وضع مدفع رشاش داخل سيارته الأجرة.

لكنه يمسك في نهاية الأمر بمكبر صوت من ضابط شرطة ليوجه نداء الى جيرانه الذين لا يُظهرون احتراما بينما تحلق طائرات هليكوبتر اسرائيلية فوق المكان دون ان يراها أحد.

وقال مشهراوي وهو مخرج عصامي ولد ونشأ في مخيم لاجئين في غزة لرويترز في مقابلة: أُريد ان أتعامل مع الموقف لكنني لا أُريد ان أحكي مرة أُخرى نفس القصة التي أعتقد ان الجميع يعرفوها أو يجب ان يعرفوها.

وأضاف: لذلك قررت عدم التطرق لما اعتاد الناس ان يروه من نقاط تفتيش ودبابات وسيارات اسعاف وتفجيرات وإطلاق رصاص. قلت انني لا أُريد ان أتناول هذا الآن. أُريد ان أتعمق أكثر وأحكي قصصا شخصية عنا.

ويقول مشهراوي الذي فاز أول فيلم رئيسي له باسم "حظر التجول" بجائزة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة ( اليونسكو) في كان عام 1993 ان الوجود الاسرائيلي والصراع مازال مرئيا.

وقال: لست مضطرا لان تراهم. انهم يؤثرون على طريقة الحوار ويؤثرون على المنظر ... لاننا محتلون ليس فقط بالبندقية أو بالدبابة. أحيانا تراها هنا وأحيانا تراها هناك.

وتزدهر الافلام الفلسطينية والاسرائيلية في صناعة السينما. وتفوز بجوائز في المهرجانات الدولية ويتم ترشيح أفلام للفوز بجوائز الاوسكار مثل الفيلم الفلسطيني "الجنة الآن" الذي يروي قصة شابين فلسطينيين على وشك شن هجوم انتحاري في اسرائيل والفيلم الاسرائيلي "بوفورت" الذي يروي قصة مجموعة من الجنود الاسرائيليين الذين يحاولون حماية موقع اسرائيلي في لبنان قبل ان تنسحب اسرائيل من طرف واحد في عام 2000 .

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 27/تشرين الأول/2008 - 27/شوال/1429

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م