اعط الطريق حقه

برير السادة

رغم ان قاعدة الاهم والمهم تقبع في زاوية ما من عقلي, الا اني لم اعمل بها حين كنت رسول امي لايصال طبق رمضاني لبيت من بيوتي اقاربي, وفي الوقت ذاته كنت على موعد لتلبية دعوة الفطور والفوز بغنائم الصيام.

 ومع ان الاستجاية لطلب امي يحظى بالاهمية الكبرى, الا اني كنت انوي الجمع بين الاتنين. فما اسرع ان انطلقت بسيارتي لجمع الغنائم واخترت لهذه المهمة طريقا يقل السير فيه مثل هذه الاوقات, ولكني فؤجت ان صاحب البيت او احد ابنائه قد اوقف السيارة في منتصف الطريق وذهب يستمتع بمذاق الاطعمة الملونة والكثيرة...

لهذا فمنذ شهر رمضان المنصرم وفكرة الكتابة عن حقوق الشارع واحترامه واعطاء الطريق حقة تشغل مساحة من تفكيري,  خصوصا وان ظاهرة الوقوف في منتصف الشارع والحديث مع المارة من الاصدقاء والمقربين ظاهرة متكررة عدد الساعات والايام.

ولعل الاغرب فيها ان تتحول الى نوع من انواع استعراض الرجولة لدى المراهقين لتصبح شكل من اشكال السلوك اليومي.  ولكم ان تتخيلوا صعوبة الحديث مع مراهق في هذا المضمار خصوصا اذا كان من مشاهدي مسلسل باب الحارة..(مسلسل القطط) ففكرته لا تختلف كثيرا عما تقوم به القطط, ففي كل حي من احياء الخويلدية يوجد قط يحمي القطط في ذلك الحي ويشرف على شؤونها ويا ويل القطط التي تقترب من ذلك الحي او تحاول ان تعيث فسادا.

وعودا على ضرورة تنبيه الشباب لاحترام الشارع واحترام حقوق الاخرين فيه, لكونه سلوك ينم عن عدم الاهتمام بالاخرين وهمومهم ومشاغلهم. ودون تقدير لظروفهم الطارئة والعاجلة والتي تستدعي سرعة الحركة والانتقال. فيما البعض الاخر ينسى ويتناسى ان الشارع وسيلة لتسهيل حركة السارات وتنظيم سيرها, فهو يغلقها لاي سبب ويستعملها كيفما يريد, وكانها ملك شخصي يعود نفعة عليه وحده..

واكاد اجزم انكم تدركون ان بضع دقائق كاقية لانقاذ حياة مريض او مصاب وما شابه, لهذا من المهم احترام حقوق الاخرين في تعاطي مع الشوارع العامة لما فيه من حفظ مصالحهم, ومراعاة لمشاعرهم وهمومهم المتنوعة....ولا ضير ان نطلب من الخطباء والمتكلمين ان يعتنوا ولو بالقليل من الوقت والاشارة لمثل هذه المواضيع.

كما ان هناك العديد من الاحاديث النبوية التي ترشدنا الى ضرورة التعاطي مع الطريق بصورة ايجابية وحضارية منها ما روي عن رسول الله  (ص)انه قال: إياكم والجلوس على الطرقات}. فقالوا: ما لنا بد إنما هي مجالسنا نتحدث فيها. قال: {فإذا أبيتم إلا المجالس فأعطوا الطريق حقه }. قالوا: وما حق الطريق؟ قال: { غض البصر، وكف الأذى، ورد السلام، وأمر بالمعروف، ونهي عن المنكر.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاربعاء 22/تشرين الأول/2008 - 22/شوال/1429

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م