معرض فرانكفورت الدولي للكِتاب والترويج للثقافة الرقميّة

 

شبكة النبأ: يعتقد المشاركون المتفائلون في معرض فرانكفورت للكتاب العام الحالي أن شبكة الانترنت قادرة على انقاذ تجارة الكتاب بدلاً من توجيه ضربة شبه قاتلة لها مثلما فعلت مع صناعة الموسيقى. فتحول الخوف والعداء تجاه الانترنت إلى قبول وسط الناشرين وبائعي الكتب كما أن بعض الكتاب مثل باولو كويلو الذي تحقق كتبه أعلى مبيعات يأملون أن يعزز توفير محتويات الكتب بالمجان على الانترنت المبيعات.

وأشار استطلاع للرأي قام به منظمو أكبر مهرجان للكتب في العالم ويستمر لمدة أسبوع إلى أن مبيعات الكتب على الانترنت هي أهم تطور في عالم النشر خلال الستين عاما الماضية.

ويعتقد 40 بالمئة من ألف عامل في صناعة الكتب من أكثر من 30 دولة جرى استطلاع رأيهم أن نشر الكتب على الانترنت سيتغلب على مبيعات الكتب التقليدية بحلول عام 2018 رغم أن ثلث من جرى استطلاع رأيهم تكهنوا بأن ذلك لن يحدث أبداً. بحسب رويترز.

والبرازيلي كويلو كاتب روايتي (الكيميائي) "The Alchemist" و(احدى عشرة دقيقة) "Eleven Minutes" الذي سيلقي كلمة الافتتاح بمهرجان فرانكوفرت للكتاب يوزع نسخا رقمية من كتبه على الانترنت بالمجان منذ أعوام وهي استراتيجية يعتقد أنها عززت مبيعات كتبه في روسيا على الاقل.

وقال في مقابلة مع تلفزيون رويترز "تدرك أهمية العطاء. اذا زرت مدونتي سترى الكثير من الاشياء المجانية."الا أن ما يفهمه العديد من الناشرين عن التحول إلى التكنولوجيا الرقمية ليس له علاقة بالمشاركة بقدر ما له علاقة بالدعاية للاعمال على الانترنت.

ويقول فيلي بريدماير ناشر نشرة باسوورد الالمانية الالكترونية للمعلومات ان هذه الطريقة تخون روح جوتنبرج من ماينتس بألمانيا الذي أطلق ثورة الطباعة في القرن الخامس عشر التي عززت النهضة الأوروبية.

وقال "بدأنا كلنا متأخرين للغاية. وفي العديد من الحالات يجرى التعامل مع التكنولوجيا الرقمية على أنها مشروع تقني للمعلومات."

وبالرغم من أن الجميع بامكانه الآن أن يشعر بمزايا مواقع بيع الكتب على الانترنت مثل موقع أمازون ومزايا المشاريع مثل محرك البحث عن الكتب الذي طورته شركة جوجل والذي يسمح بالبحث في كتب كاملة قامت جوجل بمسحها وانزالها على الموقع الا أن كثيرين ما زالوا يشعرون بالخوف من هذا الامر.

وقامت جوجل بمسح أكثر من مليون كتاب ولها شراكات مع ناشرين ومكتبات. وتقول على موقعها على الانترنت "يمكن أن تبيع المزيد من الكتب اذا علم عدد أكبر من الناس بها. يمكننا أن نساعد في حدوث ذلك."

ويخشى البعض أن يعاني ناشرو الكتب من نفس المصير الذي تعرضت له صناعة الموسيقى التي أغلقت موقع شركة نابستر للموسيقى على الانترنت بنهاية القرن الماضي لانه كان يعتمد على القرصنة ولكنها وقفت مكتوفة الايدي أمام شركة أبل التي احتكرت سوق الموسيقى الرقمية.

والبديل الادبي لجهاز أي بود للموسيقى الذي أنتجته شركة أبل هو جهاز القاريء الالكتروني الذي سيكون من أبرز السلع المعروضة في معرض فرانكفورت للكتاب.

وتتكهن شركة أي سابلي للابحاث التكنولوجية بأن تزيد عائدات عرض الكتب على الانترنت عالميا الى 291 مليون دولار بحلول عام 2012 مقارنة مع 3.5 مليون دولار عام 2007 .

وتتركز الاعين أيضا على الصين التي ستحل عام 2009 محل تركيا ضيف الشرف في مهرجان فرانكفورت للكتاب. وعلى عكس صناعة النشر الضعيفة المملوكة للدولة في الصين تحرك الانترنت سوق النشر الخاصة بالصين.

ووفقا لدراسات أجراها مكتب بكين التابع لمهرجان فرانكفورت للكتاب ومجلة بابليشينج توداي الصينية فان 20 بالمئة من أفضل مبيعات الكتب على الانترنت العام الماضي كانت صينية وكثير منها لكتاب لم يسمع عنهم من قبل.

كويلو يشيد في معرض فرانكفورت بتوزيع الكتب عبر الانترنت

وقال الروائي باولو كويلو خلال معرض فرانكفورت للكتاب ان توزيع نسخ رقمية من الكتب مجانا عبر الانترنت قد يعزز بدلاً من أن يضر مبيعات الكتب التقليدية.

وقال البرازيلي صاحب روايتي "الخيميائي" و"11 دقيقة" ان على الناشرين أن يستغلوا الفرص التي تتيحها الشبكة بدلا من اعتبارها عدوا. بحسب رويترز.

وبحسب مسح أجراه منظمو أكبر معرض للكتاب في العالم فان بيع الكتب عبر الانترنت هو أكثر التطورات أهمية في صناعة النشر على مدى الستين عاما الاخيرة.

 ويرى 40 في المئة ممن شاركوا في المسح الذي شمل ألف مهني بالصناعة من أكثر من 30 بلدا أن المحتوى الالكتروني سيتجاوز مبيعات الكتب التقليدية بحلول عام 2018 وان كان ثلث المشاركين توقعوا عدم حدوث ذلك قط.

ويوزع كويلو نسخا رقمية من كتبه مجانا عبر الانترنت منذ سنوات وهي استراتيجية يعتقد أنها عززت مبيعات كتبه في روسيا على الاقل.

وأبلغ مؤتمرا صحفيا "يقرأون صفحات قليلة ويفكرون .. يا الهي .. من الاسهل بكثير شراء كتاب بدلا من قراءته على هذه الشاشة .. ومن ثم يذهبون ويشترون الكتاب."

وقال كويلو انه يطمح للوصول الى أكبر عدد من القراء في أنحاء العالم مساهمة منه في تحقيق ديمقراطية الافكار التي بدأها جوتنبرج عندما اخترع الطباعة في القرن الخامس عشر والتي انتقلت الى مرحلة جديدة عن طريق الانترنت. وقال "الشبكة .. تفرض طريقة جديدة للمشاركة في الافكار وتحدي النماذج الاقتصادية القديمة."

ستة عقود من التعاطي البناء مع قضايا الثقافة

ويحتفل معرض فرانكفورت الدولي للكتاب، الذي يعد أكبر تظاهرة ثقافية من نوعها في العالم، هذا العام بعيده الستين. سر تميز هذا المعرض ونجاحه يكمن في تعاطيه الفعال مع قضايا الساعة على غرار الثقافة الرقمية ونشر الثقافة السياسية.

ويشهد معرض العالم الحالي حضور الكثير من الشخصيات المشهورة والمهمة كالرئيس الألماني هورست كولر ومدرب المنتخب الألماني يواخيم لوف. ومن المتوقع حضور أكثر من ألف روائي وأديب من مختلف أنحاء العالم.

سر استمرارية وتميز معرض فرانكفورت

وتتجلى ضخامة هذا المعرض بشكل واضح إذا ما تمت مقارنة عدد الكتب، التي ستعرض هذا العام والذي وصل إلى أربعمائة ألف كتاب، بعددها قبل ستين عاماً، حيث اقتصر عدد الكتب المعروضة على عشرة آلاف كتاب فقط.

ولعل استمرارية هذه التظاهرة الثقافية المميزة من نوعها في العالم ليومنا هذا هي ثمرة النجاحات، التي حققها المعرض خلال مشواره الطويل. ولهذا النجاح أسباب واضحة، كما يؤكد السيد يورغن بوس، مدير المعرض، الذي يقول: "تناولنا لقضايا مهمة كموضوع الثقافة الرقمية ونشر الثقافة السياسية في العالم ومواجهة دور النشر الصغيرة مع الكبيرة يلعب دوراً كبيراً في استمرارية ونجاح هذا المعرض".

الثقافة التركية ضيف شرف هذا العام

وجود ضيف شرف في كل عام هي صفة تميز بها معرض فرانكفورت للكتاب منذ عام 1970 وهي أيضاً من العوامل المهمة، التي ساهمت في نجاح واستمرارية هذا المعرض. ويكمن هدف هذه الفعالية في محاولة نشر ثقافة البلد المضاف في ألمانيا، لذلك تم دعوة تركيا كضيف شرف هذا العام، كما اتخذت عبارة "تنوع آخاذ" شعاراً لها في المعرض.

وسيقوم الكاتب التركي الشهير وحامل جائزة نوبل للأدب أورهان باموك بإلقاء كلمة الافتتاح بحضور وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير والرئيس التركي عبد الله غول. أما الصين فستكون ضيفة الشرف في معرض العام القادم.

الثقافة الرقمية: هل تحل مكان الكتب التقليدية؟

ويصاحب معرض فرانكفورت فعاليات ثقافية وفنية متنوعة، وسيكون موضوع الثقافة الرقمية أحد أهم المواضيع، التي سيتم مناقشتها خلال أيام المعرض، حيث وصلت نسبة مشاركة عارضي الكتب المسموعة والفيديو إلى 30 بالمائة. لكن مشاركة هذه الكتب لاتزال أقل من مشاركة عارضو الكتب التقليدية والتي وصلت نسبتها إلى 42 بالمائة.

أما الكتب الالكترونية فلا تزال بعيدة عن حلبة المنافسة، رغم مشاركة الكثير من الشركات الالكترونية الكبيرة كشركة سوني اليابانية، وأمازون في عرض حهاز كيندله الخاص بقراءتها.

وفي هذا الإطار يرى مدير معرض فرانكفورت للكتاب يورغن بوس أن الكتاب التقليدي سيتمكن من الصمود في وجه كافة الاتجاهات الجديدة. ويضيف: "لن يكون بإمكان الكتاب الالكتروني أو السمعي أو الفيديو أن يحل محل الكتاب التقليدي ولكن ما سيحدث هو أن سوقاً جديدة ستنشأ".

وتجري العادة أن يتم توزيع جوائز ثقافية مرموقة خلال أيام المعرض، من بينها جائزة أفضل كتاب ألماني، أما "جائزة السلام" الشهيرة، التي يمنحها اتحاد الناشرين الألمان فهي من نصيب النحات الألماني أنسيلم كيفر. يذكر أن توزيع جائزة اتحاد الناشرين الألمان للسلام خلال معرض فرانكفورت للكتاب يعتبر جزءا لا يتجزأ من فعاليات المعرض منذ عام 1950.

رواية البرج للمؤلف أوفه تلكامب تفوز بجائزة أفضل كتاب ألماني

وأعلن اتحاد بورصة تجارة الكتاب الألماني عن منح المؤلف الألماني اوفه تلكامب جائزته السنوية لأفضل كتاب هذا العام. المؤلف حصل على الجائزة عن روايته البرج التي تصف انهيار النظام الشيوعي في ألمانيا الشرقية قبل عقدين. بحسب وكالة دويتشه.

وفاز المؤلف الألماني أوفه تلكامب بجائزة أفضل كتاب ألماني، وهي جائزة سنوية تقدر ب25 ألف يورو (34 ألف دولار) وتمنح للروايات المؤلفة باللغة الألمانية، وفقا لما أعلنته لجنة التحكيم في فرانكفورت.

ونال تلكامب الجائزة عن روايته (البرج)، والتي يصف خلالها انهيار الشيوعية في ألمانيا الشرقية منذ عقدين. وولد تلكامب (39 عاما) وهو طبيب، في مدينة دريسدن شرق ألمانيا، وسجن عام 1989 " لعدم ولاءه السياسي" قبل سقوط الشيوعية.

ويمنح اتحاد بورصة تجارة الكتاب الألماني الجائزة سنويا، قبل يومين من بدء معرض فرانكفورت للكتاب، أكبر معرض للكتاب في العالم. وعلى غرار جائزة (مان بوكر ) في بريطانيا، فإن الجائزة تهدف إلى التعريف بالروايات التي يمكن أن تلقى صدى كبير لدى القراء، وربما تجتذب اهتماما عالميا.

وأثنى النقاد هذا العام على أعمال تلكامب، قائلين إن قراءة كتبه لم تكن بالأمر اليسير، حيث غلب على عمله الجمل الطويلة واستخدام المجاز والأسلوب الشعري، وقال البعض إنه ربما يكون فيما بعد " مؤلف ألماني عظيم". وتلكامب الذي يكتب الشعر أيضا يعيش الان مع زوجته وطفلهما في فرايبورج بجنوب غرب ألمانيا.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 18/تشرين الأول/2008 - 18/شوال/1429

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م