تربية كربلاء والسعي لبناء واقع تعليمي صحي

تحقيق/ ميثم العتابي

شبكة النبأ: تُعرَفُ الأمم المتقدمة والمتطورة والأكثر حضارة، بكثرة علمائها، ووفرة مكتباتها، وربيع أقلامها، ومتانة الأسس في أكاديمياتها. وتنوع وتعدد المشارب العلمية والثقافية لهذه الأمم يضمن لها المستقبل ويحقق لها النجاح والتقدم والرقي.  

ان المشوار العلمي والثقافي النهضوي لأي أمة يبدأ عمليا وحرفيا من المراحل الأولى لقاعدة البناء، وهي التي يكون فيها إبداع الإنسان مازال غضا طريا، في لبناته وتطلعاته الأولى. يبدأ هذا المشوار من قطاع التربية والتعليم، حيث يكون المستقبل مازال رابضا في قبضة الأيادي الصغيرة، نائما كالحلم في راحة أبناءنا.

ولأجل تسليط الضوء على قطاع التربية والتعليم في العراق، ولاسيما في محافظة كربلاء، كان لنا هذا اللقاء مع الأستاذ عبد الحميد الصفار مدير عام مديرية تربية كربلاء، لنرى مدى حجم التغيرات والتقدم الذي ننشده والذي حققته المديرية خلال السنوات الخمس الماضية التي أعقبت التغيير في البلد، أيضا ونحن نقف على أبواب السنة الدراسية للعام 2008/2009 نسلّط الضوء على حجم الاستعدادات التي تقوم بها المديرية.

- ما هي استعداداتكم للعام الدراسي القادم؟

هناك الكثير من الاستعدادات التي نقوم بها في المديرية منها على الصعيد الفني، ومنها على الصعيد الإداري والتربوي. حيث تم وضع خطة واسعة لترميم وتأثيث المدارس وتوزيع الكتب على جميع المدارس كما تم موازنة الملاكات التعليمية والتدريسية وسد الشواغر والنقص الحاصل في جميع المدارس.

- هل للقارئ ان يطلع على إنجازات مديريتكم خلال السنوات السابقة؟

تسلّمت مهامي عام 2006 لكن لدي بعض الأوليات عن ما أنجز قبل تاريخ تسلّمي مهام الإدارة في التاريخ المذكور. حيث في العام 2003 وعند سقوط الصنم كانت الأمور صعبة جدا وبالرغم من ذلك هناك إنجازات منها إقصاء أعضاء الفرق صعودا وكذلك إعفاء الإدارات بدرجة عضو في الحزب المنحل، وتوفير بعض التجهيزات من لوازم مدرسية وقرطاسية واستعادة الأثاث المسروق وإعادة الدوام إلى المدارس بسرعة، أما في العام 2006 وحال تسلمي مهما إدارة المديرية قمت بحمله واسعة من خلال قسم الأبنية لإضافة أجنحة للمدارس المزدحمة وترميم الكثير من المدارس وهدم وبناء الكثير من المجمعات الصحية وتأثيث المدارس بالرحلات والقيام بجولات ميدانية غطت الكثير من المدارس منها النائية للوقوف على واقع الحال ومعالجته. أيضا تطوير موظفي المديرية بإدخال الكثير منهم في دورات تطويرية واستبعاد بعض العناصر الغير كفوءة وافتتاح الشعب والأقسام التي لم تفتح لاستكمال الهيكلية كقسم الملاك وشعبة العلاوات والترفيعات وإدامة كافة السجلات والأوليات في أقسام المديرية وإكمال النواقص فيها. وتفعيل شعبة الإعلام من خلال إصدار مجلة مدارات تربوية ونشرة تربية كربلاء وهناك إنجازات أخرى والعمل جاري على تطوير عمل المديرية لخدمة الهيئات التعليمية والتدريسية. كما تم فتح مدرسة للمتميزين وأخرى للمتميزات ومدارس التعليم المسرع واليافعين.

- كم عدد المدارس التي افتتحتموها خلال هذا العام؟

أنجز هذا العام من مشروع تنمية الأقاليم 12 مدرسة، أما ما يقارب 19 مدرسة كان فيها إضافة أجنحة وتطوير بنى تحتية فيها.

- ما نوع الضوابط للمتقدمين على إشغال وظيفة التدريس، وهل ستستقبلون الطلبة الخريجين الجدد؟

الضابط الأساس في قبول تعيين المعلمين والمدرسين هو المعدل، وهناك ضوابط أخرى منها العمر والسكن والحاجة الفعلية للاختصاص. والحمد لله جرت التعيينات للسنتين السابقتين بعدالة مئة بالمئة.

- هل هناك تغيير في المناهج الدراسية للطلبة في هذا العام؟

نعم هناك تغيير في بعض المناهج وخاصة مناهج الرابع، حيث ألغي الرابع العام وأصبح العلمي والأدبي والعمل جاري على تطوير كافة المناهج حيث وضع منهج حديث للغة الإنكليزية للصف الأول متوسط وتم إدخال اللغة الإنكليزية للصف الثالث ابتدائي.

- كيف تفسرون شكاوى المعلمين من أنكم عملتم بمبدأ دوام شبه جزئي في العطلة الصيفية؟

واقع الأمر ان العطلة تنتهي في الأول من تموز من كل عام، وهذا الأمر موجود في الأنظمة والتعليمات الخاصة بنظام المدارس، والمديرية تعمل باستمرار على إصدار تعميمات لتذكير إدارات المدارس والهيئات التعليمية لتحصينهم وتجنيبهم الوقوع بالخطأ والمسائلة القانونية والشرعية.

- ما هي خططكم لتطوير المختبرات العلمية والتقنية خاصة في مجال الكومبيوتر في المدارس؟

بسبب الظروف التي يمر بها البلد فالحاسوب شأنه شأن الوسائل التعليمية الأخرى، المدارس كانت فقيرة جدا الى هذه الوسائل والآن يتم إدخال الحاسوب في المدارس بشكل تدريجي ونحن عازمون على إدخاله إلى جميع المدارس.

- لماذا نجد عمال النظافة من ذوي الأعمار الكبيرة في السن، ولماذا نجد أعدادهم قليلة جدا في المؤسسة الحكومية، وهذا من باب المنطق لا يغطي مساحة عمله أبدا. إضافة إلى امتهانه مهنة أخرى داخل مركز عمله في اغلب الاحيان؟

لقد تم تعيين هؤلاء موظفي الخدمة سابقا ولم يتعين حديثا في أي من هذه الأعمال، وهذا العام تم تعيين 240 موظف خدمة، وتم تطبيق التعليمات والشروط من حيث العمر واستبعاد الأعمار الكبيرة، اما امتهانهم مهنة أخرى داخل المدرسة فهذا مخالف للتعليمات ويتحمل مدير المدرسة المسؤولية القانونية، كما نرجوا تحديد المدارس والمخالفين لمعالجة الحالة.

في الختام أتقدم بشكري وتقديري لكم لتسليط الضوء على بعض الجوانب المهمة في العملية التربوية كما نتمنى التواصل خدمة لهذا القطاع، وأمنياتي لكم بالتوفيق.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاحد 12/تشرين الأول/2008 - 12/شوال/1429

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م