الأيدز: مؤتمر عالمي وطحالب قد تكون الأمل المنشود

شبكة النبأ: ما بين اكتشاف طحالب بحرية يمكن استخدامها لمعالجة الايدز وتزايد اهتمام العالم بهذه الآفة المدمرة، أقيم في المكسيك مؤخرا مؤتمرا عالميا للوقوف على سبل مكافحة المرض الآخذ بالإنتشار خصوصا في افريقيا وامريكا.

وفي ظل ذلك تتزايد وتيرة البحوث الطبية من اجل انتاج مركبات جديدة اكثر فاعلية، فقد اعلن باحثون اميركيون اكتشاف مورثة (جينة) تلعب دورا اساسيا في انتاج اجسام مضادة تقضي على الفيروسات الارتجاعية من نوع الفيروس المسبب للايدز.

وقال الباحثون في مقال نشرته مجلة ساينس العلمية الاميركية بتاريخ الجمعة ان الاكتشاف المحقق لدى الفئران والذي يحتمل ان يفتح الطريق امام تركيب لقاح يحمي من الايدز مهم كذلك في شرح لماذا لا تظهر اعراض الايدز لدى بعض الاشخاص الحاملين للفيروس.

والمورثة المسماة "ابوبك3" والموجودة لدى البشر تتحكم لوحدها بقدرة الفئران على انتاج اجسام مضادة تقضي على الفيروسات الارتجاعية مما يتيح لها وبنجاح محاربة الالتهابات والعدوى. ويفترض الباحثون ان المورثة قادرة على لعب دور مماثل لدى الانسان والقضاء على الفيروس المسبب للايدز. بحسب سي ان ان.

وتدعم هذه الفرضية دراسات سابقة بينت ان البروتينات التي تنتجها المورثة "ابوبك3" لها خصائص مضادة للايدز وان منطقة الصبغي (الكروموزوم) الذي توجد فيها المورثة تؤثر على قدرة الفيروس على مهاجمة خلايا الجسم.

وقال الدكتور انتوني فوتشي مدير المعهد الوطني الاميركي للحساسية والامراض المعدية ان "هذا الانجاز يكشف عن آلية وراثية قادرة على انتاج اجسام مضادة كفيلة بالقضاء على فيروس الايدز وهو امر اساسي لمنع العدوى". واضاف ان "ابحاثا اخرى على عمل المورثة ابوبك3 لدى البشر يمكن ان تقود الى اكتشاف ادوية ولقاحات للحماية من الايدز".

وتلعب الاجسام المضادة دورا اساسيا في محاربة الالتهابات الفيروسية ومعظم اللقاحات تحفز انتاج الاجسام المضادة التي تستهدف فيروسا بعينه. ولكن رغم سنوات من الابحاث وتخصيص اموال ضخمة لم يتمكن العلماء بعد من التوصل الى لقاح فعال ضد الايدز لكبح جماح الوباء القاتل.

ختان الذكور ضرورة للسيطرة على الايدز في افريقيا

قال باحثون ان الحكومات والهيئات المعنية بالصحة عليها ان تكثف عمليات ختان الذكور لمنع عدوى فيروس (اتش. اي.في) المسبب للايدز خاصة في الدول الأكثر عرضة للمرض في شرق وجنوب افريقيا.

وأبلغ الباحثون مؤتمرا عن الايدز في مكسيكو سيتي يوم الاثنين ان ثلاث دراسات انهيت بشكل مقتضب عام 2006 بعد ان قدمت أدلة قوية على ان ختان الذكور يمكن ان يمنع عدوى فيروس (اتش.اي.في) ورغم ذلك لم تبذل جهود كافية لاقناع الرجال بفائدة الختان.

وقالت دفورا جوزيف رئيسة ادارة (اتش.اي.في) في الخدمات السكانية الدولية وهي منظمة لا تسعى للربح تتخذ من الولايات المتحدة مقرا لها " هذه دعوة للعمل...دعوة لختان الرجال. مر عامان ولم تتوفر الأموال الكافية بعد والتركيز لتصعيد الجهود. هناك حاجة لمزيد من العمل".

بحسب رويترز.وذكرت جوزيف انه رغم ان الناس بدأوا يقبلون هذا التدخل الجراحي الا ان مشاعر الخزي المحيطة به مازالت قوية. وقالت "لا توجد حملة قومية لختان الذكور...وهناك حاجة الى مزيد من التعليم."

وذكر الباحثون ان دراستين في أفريقيا أظهرتا ان ختان الرجال لا يقلل المتعة الجنسية ولا الاداء الجنسي للرجل وهما نقطتان مثار قلق يحيط بهذه العملية. وأشارت بعض الدراسات الى ان ختان الذكور يمكن ان يكون فعالا بنسبة 70 في المئة في حماية الرجل من فيروس ( اتش.اي.في) خلال الاتصال الجنسي.

وقال روبرت بيلي خبير علم الاوبئة في جامعة ايلينوي "وجدنا انه لا فرق بين الرجل الذي اجريت له عملية ختان والرجل الذي لم يخضع لهذه العملية فيما يتعلق بالاداء الجنسي بل في واقع الامر يتحدث الرجال الذين اجريت لهم هذه العملية عن درجة حساسية أعلى."وشملت الدارسة 2784 رجلا في كيسومو بكينيا.

هناك حاجة لمزيد من الاطباء لمكافحة الايدز

يواجه كثير من الدول النامية التي تكافح مرض الايدز نقصا كبيرا في الاطباء والممرضين المؤهلين مع سفر موظفي الرعاية الصحية الى الدول المتقدمة حيث يتقاضون رواتب تفوق بكثير ما يحصلون عليه في بلدانهم.

وقال موسيس ماساكوي المنسق الطبي مع منظمة اطباء بلا حدود في مالاوي لرويترز في مؤتمر دولي للايدز في مكسيكو سيتي "من الضروري مساعدة الدول الفقيرة على تدريب مزيد من الموظفين الصحيين وتوفير مرتبات مناسبة لتمكينهم من العيش بشكل افضل واداء عملهم."بحسب رويترز.

ويؤدي نقص الاطباء الى ترك المرضى المصابين بفيروس "اتش اي في" دون رعاية والى وفاتهم بلا ادوية يمكن ان تبقيهم احياء وبصحة جيدة حتى اذا لم تقدم علاجا. وعلاج مرضى الايدز يتطلب تدريبا متخصصا ومعظم الدول التي تتحمل عبئا ضخما من هذا المرض ليس لديها ببساطة مثل هؤلاء المحترفين.

وكرر بيتر بيوت المدير التنفيذي لوكالة الايدز التابعة للامم المتحدة تصريحات ماساكوي في المؤتمر حيث تناقش وكالات دولية ومسؤولون صحيون وعلماء وشركات للمنتجات الصيدلانية وجماعات غير حكومية سبل وقف هذا المرض خلال الاسبوع المقبل.

وقال بيوت ان"ثلاثة ملايين شخص/عالميا/ يحصلون على الادوية ولكن ستة ملايين شخص لا يحصلون. والايدز ابعد ما يكون عن الاختفاء."هناك حاجة لتوسيع العلاج ليصل لهؤلاء الذين لم يحصلوا على علاج بعد."

وتقول منظمة الايدز التابعة للامم المتحدة ان 33 مليون شخص مصابون بفيروس اتش اي في المسبب للايدز وان مليوني شخص يموتون بسببه سنويا.

ارتفاع معدلات الاصابة بالايدز 40 % في امريكا

قال تقرير صادر عن المركز الامريكي للسيطرة على الامراض والوقاية منها إن 56 ألف شخص على الاقل يصبحون مصابين بمرض نقص المناعة المكتسب (الايدز) كل عام في الولايات المتحدة بزيادة 40 في المئة عن التقديرات السابقة.

وأكد المركز أن معدلات الاصابة الفعلية بالمرض لم ترتفع لكنه قال إن التقديرات الجديدة جاءت نتيجة تحسن طرق قياس الاصابات الجديدة التي يتم تشخيصها ومن ثم نقل هذه التقديرات للجمهور. وأضاف المركز في بيان أن التقديرات الاولية التي أعدها "استنادا الى هذا النظام تكشف أن الاصابة بفيروس اتش.اي.في المسبب للايدز اسوأ مما كان معروفا من قبل وأن النتائج تشير الى أن 56300 حالة اصابة جديدة بالفيروس حدثت في الولايات في عام 2006."بحسب رويترز.

وقال ان "هذا الرقم يزيد بنحو 40 في المئة عن تقديرات المركز السابقة التي كانت تشير الى حدوث 40 ألف اصابة سنويا والتي كانت تستند الى بيانات محدودة وتعتمد على طرق أقل دقة."

الايدز: علاجات اكثر فعالية خصوصا في المرحلة المبكرة

احرزت العلاجات المضادة للفيروسات المرتجعة للسيطرة على الايدز تقدما هائلا منذ ما يقارب عشر سنوات وتقدم البلدان المتطورة اليوم علاجات تصنع بحسب كل حالة يتم اختيارها من بين عشرات الجزيئات بحسب قدرة المريض على تقبلها.

وقال ديدييه جايل وهو طبيب سريري والرئيس السابق للجنة الوزارية لمكافحة التدخين والمخدرات على هامش المؤتمر العالمي حول الايدز الذي يعقد حتى الثامن من آب/اغسطس في مكسيكو "الفرق اشبه بالفرق بين الليل والنهار بالمقارنة مع ما كانت عليه الحال منذ عشر سنوات". بحسب فرانس برس.

وبمناسبة انعقاد المؤتمر نشرت صحيفة الجمعية الطبية الاميركية (جاما) عددا من الدراسات موضوع احداها العلاجات التي توصف بشكل فردي وفي ابكر وقت ممكن.

وينبغي ان تأخذ هذه الدراسات في الاعتبار رد فعل جسم المريض وبساطة العلاج وعدد الحبوب الموصوفة واحتمال الرغبة في الانجاب.

وركز الباحثون جهودهم ايضا على التأثيرات الجانبية لهذه العلاجات كالسمنة في منطقة البطن واحتمال الاصابة بامراض القلب والشرايين التي يتعرض لها المرضى. وتجدر الاشارة الى ان اللجوء الى هرمونات النمو في هذه الحالة قد يكون له تأثير مفيد.

ومن المتوقع ايضا ان يقدم الفرنسيون توصياتهم في اوائل شهر ايلول/سبتمبر بعد ان يبلورها فريق من العلماء والاطباء واعضاء اللجنة ويترأس هذا الفريق باتريك يني.

وبحسب جايل فان "احد ابرز المشاكل هي الحثل الشحمي (اختلال توزع الدهون) الذي يظهر على الجسد الا ان العلاجات الجديدة باتت تتسبب بها اقل من السابق".

ويعتبر الباحثون ان ظهور العلاجات المتعددة بدءا من العام 1996 "وهي أكثر فاعلية وقابلية وابسط من حيث الجرعات" بالاضافة الى المنتجات ذات الاداء الجيد غيرت حياة المرضى الحاصلين على العلاج في بلدان الشمال على الاقل.

ويحظى المرضى الآن بخيار بين اكثر من 30 علاجا مضادا للفيروسات المرتجعة والعلاج الثلاثي الذي يزيد عمرهم 13 سنة.الا ان امد العيش لدى مرضى الايدز يظل ادنى ب20 سنة من باقي الناس.

ويعتبر بيدرو كان وهو رئيس الجمعية الدولية حول الايدز المنظمة للمؤتمر في مكسيكو "اننا في حقبة جديدة من العلاج بمضادات الفيروسات المرتجعة".

ودفع التقدم المحرز المختبر السويسري "روش" الى تعليق ابحاثه معتبرا انه لن يكون هناك اي تحسن ممكن "في السنوات الخمس او الست المقبلة".

واصبح اداء هذه العلاجات جيدا حتى ان تقريرا سويسريا رسميا قدر في كانون الثاني/يناير ان ثنائيا متغاير المصل (احدهما ايجابي المصل والآخر سلبي) قادر على الاستغناء عن الواقي الذكري ان كان الشريك المصاب يتلقى العلاج الفاعل شرط ان يكون معدل الفيروس لديه غير قابل للكشف منذ اكثر من ست سنوات والا يعاني اي مرض جنسي آخر.

واشار الطبيب جايل الى انه "يمكن الدفاع" عن هذه الفرضية باعتبار ان "خطر انتقال العدوى مع استخدام الواقي ومن دون تلقي علاج اعلى من احتمال انتقاله مع تلقي العلاج ومن دون استخدام الواقي" نظرا لان الواقي الذكري يتمزق في 5% من الحالات. واضاف جايل "هذا لا يعني انه ينبغي الاستغناء عن الواقي الذكري بل انه اذا وقع حادث فلن تكون هذه نهاية العالم".

ويبقى اسوأ ما في الامر ان هذه العلاجات ضرورية للمريض طوال حياته لانه سيظل حاملا للفيروس وذلك الى حين التوصل الى صنع لقاح الامر الذي لا يعتبر مرجحا على امد منظور. ولا تزال المبيدات الجرثومية التي بنيت على اساسها الامال في مرحلة الابحاث.

افتتاح المؤتمر العالمي حول الايدز في المكسيك

أقيم المؤتمر العالمي السابع عشر لمكافحة الايدز بمشاركة نحو 22 الف شخص في اجواء احتفالية تخللتها الموسيقى والرقص والاغاني في قاعة الاوديتوريوم في مكسيكو.

وقال بدرو كان رئيس الجمعية العالمية للايدز المنظمة للمؤتمر والمتحدث الاول على المنصة "نحن قادرون ويجب علينا ان نفعل المزيد" لمكافحة الايدز.

واقر كان بانه "بعد كل التقدم المحرز" لا يبدو العالم على طريق الوفاء بتعهداته التي قطعتها الامم المتحدة في 2006 بتوفير العلاج والوقاية للجميع في عام 2010. بحسب رويترز.

واكد ان عدم الايفاء بهذه الالتزامات "سينعكس على حياة الملايين ولا يمكن ان نسمح بحدوث ذلك (..) لا يزال النصر في متناول يدنا". وتابع "علينا ان نقوم بعمل افضل من اجل مئات الالاف من الاطفال الذين يولدون كل سنة حاملين لفيروس الايدز علينا ان نقوم بعمل افضل من اجل ملايين النساء والفتيات عبر تمكينهن من اتخاذ القرارات المتعلقة بصحتهن".

والقى كان كلمته قبل الرئيس المكسيكي فيليب كالديرون والمديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية مارغريت تشان والامين العام للامم المتحدة بان كي مون وبيتر بيو المدير التنفيذي لبرنامج الامم المتحدة لمكافحة الايدز.

كما ستتحدث خلال الافتتاح كيرن داناواي الشابة من هندوراس باسم 33 مليون من ايجابيي المصل حاملي الفيروس في العالم.

يجمع المؤتمر 22 الفا من الباحثين والعلماء والناشطين و2500 من حاملي الفيروس الذين سيتحدثون عن تجربتهم.

وخلال ايام المؤتمر الستة ستنشر نتائج الابحاث الجديدة عن الادوية المعالجة لهذا المرض وكذلك كلفتها اضافة الى تقارير عن وضع الاطفال الذين اصبحوا يتامى بسبب الايدز وعن استخدام كرة القدم لمقاومته وعن التفرقة بحق حاملي الفيروس.

اكتشاف طحالب بحرية يمكن استخدامها لمعالجة الايدز

اكد علماء برازيليون انهم اكتشفوا في طحالب بحرية عناصر يمكن استخدامها لمعالجة الاصابة بفيروس الايدز والوقاية منه.

ولم يكشف المعهد اوزفالدو كروز الذي اشرف على الدراسة اسماء هذه العناصر لكنه اكد انه حصل على نتائج "واعدة" اثناء تجارب اولية غير سريرية.

واوضح المعهد في بيان "ان المواد التي درست يمكن ان تستخدم في ادوية لمعالجة المرضى الذي يعيشون مع فيروس اتش آي في (المسبب لمرض الايدز) وكذلك في الوقاية من الاصابة به مع تطوير مبيد جرثومي ذي مفعول موضعي". واشار الى "ان المبيد الجرثومي هو للاستخدام عبر المهبل ويسمح للنساء باستعماله بدون موافقة شريكهن".

ودرس الباحثون 22 عنصرا طبيعيا موجودا في الطحالب البحرية على الساحل البرازيلي واختاروا منها ثلاثة لاعداد مضادات لفيروس اتش آي في. بحسب فرانس برس.

وقال المتخصص في نظام المناعة لويس روبرتو كاستيلو برانكو "ان الفارق الكبير هو ضعف سمية هذه المواد في حين ان الادوية المتوافرة ناجعة لكنها سامة". واضاف "ان جرى كل شيء كما هو متوقع فاننا سنبدأ في العام 2010 المرحلة السريرية مع تجارب على مرضى".

وهذه التقنية العلاجية الجديدة "ستسمح بمعالجة مرضى لم يتجاوبوا مع تركيب الادوية المتواجدة. كما ان المصدر الطبيعي للمادة طحالب غير سامة هو صمام آمان لتطبيق المنتوج" بحسب الباحث.

وفي البرازيل التي يبلغ تعدادها السكاني نحو 190 مليون نسمة هناك نحو 620 الف شخص من ايجابيي المصل و190 الف مريض بالايدز يحظون بعلاجات مجانية.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 6/تشرين الأول/2008 - 6/شوال/1429

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م