تداعيات فتوى القرضاوي: إثارة مشاعر المسلمين ودعوى قضائية ضدّه  

إعداد: ميثم العتابي

شبكة النبأ: رغم قولهم بالمسامحة وعمل المعروف، ودعوتهم المستمرة للتوحيد، والتكاتف وخلق أواصر الأخوة، من أجل الدين والحفاظ على بيضة الإسلام، الشيعة هذا المذهب الحق النابع من أطهر مدرسة علمية ودينية عرفها التاريخ، مدرسة أهل البيت (ع)، يواجهون اليوم هجمة جديدة حيث لم يتوانى أعدائهم من إظهار معاداتهم لهم علنا وسرا، قولا وفعلا، ماضيا وحاضرا، إذ نراهم وقد مدّوا جسور المصالحة مع العدو في سبيل القضاء عليهم.

اليوم نرى ذلك جليا لدى علمائهم الذين لا يرون مشكلة في دعوات التبشير المسيحية أو غيرها في العالم اجمع، في حين يرون من خطورة الموقف ما لو خرج إلى العلن صوت المذهب الجعفري الشيعي، وهذا بحد ذاته يفضح مدى ضعفهم امام هذا الصرح المتمثل بأفكار أهل البيت البناءة وآرائهم المعطائة التي حاول المعاندين جهدهم في إخفائها ودرس عوالمها، وعلّ لسان حالنا يقول ما قالته سيدة الحزن العالمي زينب عليها السلام في مجلس يزيد: (فَكِد كَيدك وأسعى سعيك وناصب جهدك، فو الله لن تميت وحينا ولن تمحوا ذكرنا).

(شبكة النبأ) في عرضها لهذا التقرير إذ تناشد العالم اجمع ان يقف موقف الحازم الرادع لكل من يحاول ان يفتت عضد المسلمين وينال من وحدتهم، ويلجم كل من يطلق العنان لفتواه المدمرة، ويأبى الله إلا ان يتم نوره ولو كره الكافرون:

دعوى قضائية يرفعها الشيعة ضد القرضاوي 

رُفعت دعوة قضائية مستعجلة أمام المحكمة الشرعية في مدينة الدوحة، ضد الداعية السني الشيخ يوسف القرضاوي، مصري الأصل، والحاصل على الجنسية القطرية.

ورفع الدعوى فريق مكون من محامين وناشطين حقوقيين برئاسة المحامي السعودي الشيعي أمين طاهر البديوي. حيث يوجه للقرضاوي عدة اتهامات وهي: إشعال الفتنة بين المسلمين. التطاول على الطائفة الشيعية وتشويه سمعتهم والتحريض ضدهم. تكفير الطائفة الشيعية وقذفهم في خطبه. تشبيه الطائفة الشيعية باليهود والخونة. التطاول على رموز وعلماء الشيعة. إشعال الفتنة بين السنة والشيعة بين مواطنين في دولة قطر. بحسب رويترز.

وجاءت في لائحة الاتهام الذي قدمها فريق الادعاء مطالبًا فيها بـ: معاقبة المتهم وتعزيره. وسحب الجنسية القطرية منه والتي حصل عليها مؤخرًا حيث لا يشرّف الشعب القطري الأصيل والمتماسك والمسالم ولا يمثل دولة قطر دولة العدالة والمساواة. طرده من دولة قطر قطعًا لشره.

وقد طالب فريق الادعاء في لائحة الاتهام من المحكمة الشرعية في مدينة الدوحة في حال تعذر محاكمة المتهم الشيخ يوسف القرضاوي، نظراً لكبر سنّه والذي يبلغ من العمر( 81 سنة) بإصدار قرار بالحجر على المتهم نظرًا لكبر سنه وإحالته إلى دار المسنين لرعايته نظرًا لبدء تخريفه.

وقام فريق الادعاء بمخاطبة أمير دولة قطر الشيخ حمد آل ثاني بتقديم خطاب بتاريخ 2/9/2008 م عبروا فيه عن احتجاجهم وتظلمهم من المتهم المذكور على إشعال الفتنة بين المسلمين وتشويه صورة الإسلام وتطاول على المسلمين وعلى مذاهبهم وطالبوا أمير قطر بطرد القرضاوي وسحب الجنسية القطرية منه بسبب ليس أهل لها.

وكان الداعية يوسف القرضاوي قد حذر من اختراق الشيعة لمصر، منبهاً إلى أنهم يحاولون نشر مذهبهم في مصر لأنها تحب آل البيت وبها مقام الحسين والسيدة زينب.

وأشار إلي أن الشيعة أخذوا من التصوف قنطرة للتشيع، وأنهم اخترقوا مصر في السنوات الأخيرة من هذا الجانب، بحسب تقرير لصحيفة المصري اليوم.

وقال القرضاوي: أدعو إلى التقريب بين المذاهب، وأؤيد حزب الله في مقاومته، ولكن لا أقبل أن يخترقوا بلادنا، محذراً من وقوع مذابح مثلما يحدث في العراق بين السنة والشيعة إذا حدث اختراق كبير شيعي لمصر، فيجب أن نكون على يقظة.

وأوضح بأن الشيعة مسلمون، ولكنهم مبتدعون، وخطرهم يكمن في محاولتهم غزو المجتمع السني وهم مهيئون لذلك بما لديهم من ثروات بالمليارات، وكوادر مدربة على التبشير بالمنهج الشيعي في البلاد السنية، خصوصًا أن المجتمع السني ليست لديه حصانة ثقافية ضد الغزو الشيعي.

ودلل القرضاوي على ذلك بقوله: للأسف وجدت مؤخرا مصريين شيعة فقد حاول الشيعة قبل ذلك عشرات السنوات أن يكسبوا مصريا واحدا ولم ينجحوا، من عهد صلاح الدين الأيوبي حتى ٢٠ عاما مضت ما كان يوجد شيعي واحد في مصر، الآن موجودون في الصحف، وعلى الشاشات، ويجهرون بتشيعهم وبأفكارهم.

وحذر من أن الشيعة يعملون مبدأ التقية وإظهار غير ما يبطنون، وهو ما يجب أن نحذر منه، وما يجب أن نقف ضده في هذه الفترة، ونحمي المجتمعات السنية من الغزو الشيعي.

ودعى الشيخ علماء السنة إلى التكاتف ومواجهة هذا الغزو، مؤكدًا أنه وجد أن كل البلاد العربية هزمت من الشيعة: مصر، والسودان، والمغرب، والجزائر، وغيرها، فضلا عن ماليزيا، وإندونسيا، ونيجيريا.

وذكر القرضاوي لقاءه كبار المسؤولين في إيران، مشيراً إلى أنه طلب منهم ضرورة الكف عن الكلام بأن القرآن ناقص فأغلبهم يؤمنون بأن القرآن كلام الله ولكن يقولون هذا ليس القرآن كله وقالوا إن مصحف فاطمة كان ضعف هذا المصحف.

وقال: طالبتهم بالتوقف عن سب الصحابة، فهم يتقربون إلى الله بسبهم ولعنهم وأنه لا ينبغي أن يبشر أحدنا بمذهبه في البلاد الخالصة في المذهب الآخر، وأن التقارب ليس معناه أن يتحول السُني إلى شيعي ولكن نتعاون فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضًا فيما اختلفنا فيه.

ودعا القرضاوي إلى وقوف السُنة والشيعة، في جبهة واحدة ضد عدوهم المشترك قائلاً: موقفنا بأننا لا نسمح باختراق المذهب الشيعي لنا ولكن المواجهة للقوى الاستعمارية شيء آخر. 

الخبراء السياسيون المصريّون ينفون صحّة كلام القرضاوي

ورفض خبراء سياسيون مصريون تصريحات الشيخ يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين حول ما وصفه بالمد الشيعي.

واكد هؤلاء في تصريحات لصحيفهة "المصري اليوم" المصرية المستقلة ان إثارة مسألة المد الشيعي والخلافات بين المذهبين السني والشيعي تثير حساسية شديدة وتفسد الدعوات حول ضرورة الوحدة الاسلامية.

فمن جهته نفي الدكتور محمود فرج، مساعد وزير الخارجيه المصري الاسبق، وجود مد شيعي، وقال ان: الحديث عن المد الشيعي كلام مزعوم ومدسوس، حيث انني من خلال عملي لمدة خمس سنوات كسفير لمصر لم أر مطلقا ولم الحظ ابدا اي محاولات شيعية للضغط على السنة او غيرهم، ولم اشاهد اي اساليب متعمدة من جانب الشيعة بهدف المد ذلك لم يحدث مطلقا. بحسب رويترز.

وقال الدكتور محمد سعيد عبدالمؤمن، استاذ الدراسات الايرانيه بجامعه عين شمس ان اثاره موضوع المد الشيعي تثير الحساسيه. واضاف: ان ‌اي تصريح حول هذا الموضوع يتصدي له الجميع بالرد الحاسم.

ورفض الدكتور مصطفي اللباد، مدير مركز الشرق للدراسات الاقليميه والاستراتيجيه، تصريحات القرضاوي، وقال: ان الوقت ليس مناسبا لاجراء تصريحات تعقبها ردود غاضبه تودي في النهاية الى انصراف المسلمين والعرب الى قضايا فرعية ليست لها اهمية، في الوقت الذي نواجه فيه جميعا خطر الهجوم الخارجي، من جانب اعدائنا الحقيقيين.

هجوم القرضاوي على المراجع الشيعية

وقال القرضاوي في بيان مطول نشره في الدوحة ان سبب الهجوم عليه هو هذه المقابلة التي كانت حوارا معه وتطرق فيها الى الشيعة ومذهبهم. بحسب فرانس برس.

وتضمن البيان رد المرجع الشيعي آية الله الشيخ محمد حسين فضل الله الذي قال: لم اسمع عن الشيخ القرضاوي اي موقف ضد التبشير (المسيحي) الذي يريد منا اخراج المسلمين عن دينهم واي حديث عن اختراق العلمانيين او الملحدين للواقع الاسلامي.

وقال القرضاوي ان تصريحات فضل الله "عجيبة حقا" مؤكدا ان موقفه: ضد التنصير  والتبشير وواضح للخاص والعام في كتبي وخطبي ومحاضراتي ومواقفي ووقفت للعلمانيين والملحدين في كتبي ومحاضراتي وخطبي وهي منشورة ومشهورة.

وانتقد القرضاوي في بيان ايضا الشيخ آية الله محمد علي تسخيري الذي اعتبر تصريحات الداعية القرضاوي: مثيرة للفتنة وناجمة عن ضغوط الجماعات التكفيرية والمتطرفة التي تقدم معلومات مفتراة، حسبما افاد البيان.

واضاف ان الامين العام لمجمع التقريب بين المذاهب في ايران: نسي اني لم اكن في يوم ما مثيرا للفتنة بل داعيا الى الوحدة والالفة ووقفت ضد هذه الجماعات المتطرفة وحذرت من خطرها.

وتابع القرضاوي: عشت حياتي كلها ادعو الى توحيد الامة الاسلامية فإن لم يمكن توحيدها فعلى الاقل تأكيد التضامن فيما بينها لكن هذا لا يعني ان ارى الخطر امام عيني واغض الطرق عنه.

ودافع القرضاوي عن قوله ان الشيعة "مبتدعة" موضحا انه قال ذلك في مواجهة من يقول انهم كفار. واكد ان: ما قلته من محاولات الغزو الشيعي للمجتمعات السنية انا مصر عليه ولا بد من التصدي له وإلا خُّنا الامانة وفرّطنا في حق الأمة علينا.

واضاف: رغم تحفظي على موقف الشيعة من اختراق المجتمعات السنية وقفت مع ايران بقوة في حقها في امتلاك الطاقة النووية السلمي وادنت بشدة التهديدات الأميركية لها.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاحد 5/تشرين الأول/2008 - 5/شوال/1429

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م