ملف الإحتباس الحراري: ناقوس الخطر يدق أجراسه بذوبان أقدم جبل جليدي

شبكة النبأ: حذر الخبراء من كارثة عالمية تلوح بالآفاق، وقد سبق هذا التحذير عالم أمريكي منذ أكثر من ربع قرن، حين تنبأ بهيمنة ملف الاحتباس الحراري على الملفات العالمية للسنوات القادمة، وإعطائه الأولية القصوى ماله من أهمية بالغة الخطورة على مستقبل الأرض.

(شبكة النبأ) في سياق هذا التقرير تسلط الضوء على ظاهرة الاحتباس الحراري، وذوبان جليد في القطب الشمالي يعود تاريخه إلى أكثر من أربعة آلاف عام:

انخفاض في درجات الحرارة منذ أكثر من خمس سنوات

قالت المنظمة العالمية للارصاد الجوية ان النصف الاول من عام 2008 الجاري كان الاكثر برودة منذ ما لا يقل عن خمس سنوات.

ومن المؤكد تقريبا ان العام كله سيصبح أكثر برودة من السنوات الاخيرة على الرغم من أن درجات الحرارة مازالت فوق المتوسط التاريخي. بحسب رويترز.

وتختلف درجات الحرارة العالمية سنويا وفقا للمدارات الطبيعية. ويقول علماء مناخ انه على سبيل المثال فأن درجات الحرارة مدفوعة بتيارات المحيط المتغيرة وانخفاضاتها لا تقوض قضية أن انبعاثات الغازات الضارة التي صنعها الانسان تسبب احتباسا حراريا طويل المدى.

ويعود المناخ الاكثر برودة خلال العام الجاري جزئيا الى ظاهرة جوية عالمية معروفة باسم (لانينا) والتي تأتي في أعقاب ظاهرة دورية أخرى لها تأثير دافئ تدعى (النينو).

وقال عمر بدور المسؤول عن بيانات المناخ والرصد في المنظمه العالمية للارصاد الجوية: يمكننا ان نتوقع مع احتمال كبير أن تكون هذه السنة اكثر برودة من السنوات الخمس الماضية. بالتأكيد ينبغي أن يكون لظاهرة اللانينا تأثير..ما حجمه..لا نعرف.

وأَضاف بدور: حتى يوليو تموز 2008 كانت هذه السنة أكثر برودة من السنوات الخمس الماضية على الاقل. انها مع ذلك تبدو اكثر دفئا عن المتوسط.

وقال مركز ميت اوفيس هادلي لابحاث التغير المناخي ومقره بريطانيا ان متوسط درجات الحراره العالمية حتى نهاية يوليو تموز كان يزيد 0.28 درجة مئوية عن متوسط الفترة بين عامي 1961 و1990. وهو ما من شأنه أن يجعل النصف الاول من عام 2008 الاكثر برودة منذ عام 2000.

وقال جون هاموند خبير الارصاد الجوية في المركز: بالطبع في بداية العام كانت هناك ظاهرة اللانينا وهذا كان له تأثير على خفض درجات الحرارة الى حد ما أيضا. لكن في الواقع فأن ظاهرة اللانينا تظهر دلائل تشير الى التحرك صوب حالة أكثر اعتدالا.

وأضاف أن تضاؤل تأثير ظاهرة اللانينا خلال الشهور القليلة الماضية قد يؤدي الى ارتفاع متوسط درجات الحارة العالمي مرة أخرى في الجزء الاخير من العام.

وتقول المنظمة العالمية للارصاد الجوية ان العقد الماضي المنتهي في عام 2007 كان الاكثر حرارة منذ أن بدأت السجلات الموثوق بها عام 1850 تقريبا. وكانت درجات الحرارة العالمية أعلى من مستواها منذ قرن مضى نحو 0.74 درجة مئوية (1.2 فهرنهايت).

وتصدر المنظمه العالمية للارصاد الجوية ارقامها النهائية لدرجات الحراره العالمية وتصنيفاتها لعام 2008 في ديسمبر كانون الاول المقبل.

القطب الشمالي بحسب الخبراء يبلغ ذروته

دفعت مزيد من المؤشرات السلبية بخبراء بيئيين إلى القول إن الاحتباس الحراري الذي يحدث أمام أعينهم، قد بلغ نقطة الذروة في منطقة القطب الشمالي، متسبباً بذوبان البحيرات وتقلصها إلى ثاني أدنى مستوى لها منذ 30 عاماً.

وقال علماء من مركز البيانات الوطني للثلوج والجليد في ولاية كولورادو الأمريكية، إن البحيرات الجليدية في القطب الشمالي تغطي حالياً مساحة تقارب 2.03 مليون ميل مربع.

يُذكر أن أدنى مستوى مسجل لهذه البحيرات كان عند 1.65 مليون ميل مربع في سبتمبر/ أيلول الماضي، ومنذ بدء أول قياس مسحي للمنطقة بواسطة الأقمار الصناعية عام 1979.

وحذّر العلماء أنه ومع بقاء ثلاثة أسابيع أخرى لانتهاء موسم الصيف في القطب الشمالي، فإن هذا العام قد ينتهي بتحطيم الرقم القياسي السابق المسجل من حيث نسبة تقلص البحيرات الجليدية. بحسب (CNN).

وبالرغم من ذوبان البحيرات الجليدية في موسم الصيف وإعادة تجمدها في موسم الشتاء، إلا أنها وفي السنوات الأخيرة قد شهدت فقدان الكثير من كثافتها بسبب ظاهرة الاحتباس الحراري.

وقال مارك سيريز، وهو عالم رفيع في مركز البيانات الوطني للثلوج والجليد، إن التقلص يبلغ قمته الآن.. نحن نراه يحصل حالياً.

من جهته قال العالم في "ناسا" جاي زوالي إنه خلال خمسة إلى أقل من عشر سنوات فإن القطب الشمالي قد يكون خالياً من الجليد خلال موسم الصيف.

وقال خمسة علماء في المناخ، أربعة منهم خبراء في مناخ القطب الشمالي لوكالة أسوشيتد برس، إنه من العدل وصف ما يحدث في المنطقة بأنه نقطة الذروة.

وقال جيمس هانسن، عالم المناخ في "ناسا" وأول من قرع ناقوس الخطر إزاء الاحتباس الحراري قبل 20 عاماً في الكونغرس الأمريكي، إن ذوبان جليد البحيرات هو أفضل مثال حالياً لهذه الظاهرة. يُذكر أن هذه البيئة تعتبر مكاناً طبيعياً لعيش وتواجد الدببة القطبية المهددة بالانقراض.

ويحدث التقلص الأحدث للبحيرات الجليدية في بحر تشوكي قبالة سواحل ألاسكا الشمالية الغربية، وفي شرقي بحر سيبيريا قبالة شواطئ شرقي روسيا وفق المركز.

وكان مراقبون اتحاديون وخلال قيامهم بمسح حول وضع الحيتان في منتصف الشهر الجاري في محيط تشوكي، قد حددوا وجود تسعة من الدببة القطبية وهي تسبح على مبعدة تراوحت بين 15 إلى 35 ميلاً من شواطئ ألاسكا.

وكانت بعض هذه الدببة تسبح باتجاه الشمال في محاولة منها كما يبدو لبلوغ حافة الجليد القطبي، التي كانت تبعد عنها في ذلك اليوم نحو 400 ميل.

يُذكر أن العالم مارك سيريز كان قد صرح قبل فترة بأنه وزملاءه يعيشون وضعاً أشبه بالمراهنة لما قد يحمله معه الصيف لهذه المنطقة، وما إذا كان القطب الشمالي سيشهد ذوباناً هذا الصيف.

وأعلن أن كفة الرهان تتأرجح مناصفة بين خمسين في المائة، وأن طبقة الجليد الرقيقة في بحيرات القطب الشمالي، التي كانت قد تشكلت الخريف المنصرم، ستذوب بالكامل.

وكانت معدلات الثلوج في هذه المنطقة قد تراجعت إلى أدنى مستوياتها في سبتمبر/ أيلول المنصرم، إثر فتح المعبر البحري الشمالي الغربي عبر محيط القطب الشمالي ولفترة وجيزة لأول مرة في تاريخه.

وألقى العالم الضوء على بعض الإيجابيات جراء حدوث مثل هذا الذوبان، قائلاً إن بإمكان البواخر استخدام المعبر لتوفير الوقت والطاقة بدلاً من العبور عبر قناة باناما.

وقال سيريز إن تغير المناخ وارتفاع حرارة الأرض أثر على سماكة طبقة الجليد في بحر القطب الشمالي، وخلال عقود قليلة من المراقبة أصبحت هذه الطبقة أقل سُمكاً.

يُذكر أن الصيف الفائت كان قد سجل تقلص جليد بحر القطب الشمالي المتجمد إلى مستوى قياسي، وهو تغيير نحى العديد من الخبراء مسؤوليته إلى الاحتباس الحراري.

طبقات من الجليد بعمر آلاف الأعوام تتعرض للذوبان

قال خبير مناخ ان السرعة التي لا تكاد تصدق لذوبان طبقات الجليد بالمنطقة القطبية الشمالية لكندا هي دليل مبكر على تغيرات جذرية جدا ستفرضها ظاهرة ارتفاع درجة حرارة الارض على كل البشرية.

وكان علماء اعلنوا ان خمس طبقات جليدية بجزيرة اليسيمر باقصى الشمال يصل عمرها الى اكثر من اربعة الاف عام تقلصت بنسبة 23 في المئة هذا الصيف فقط. بحسب رويترز.

وتذكر التقارير ان الطبقة الكبرى تتفسخ وان واحدة من الطبقات الجليدية الصغرى مساحتها 55 كيلومترا مربعا تفتت بالكامل في الشهر الماضي.

وقال وارويك فيسنت مدير مركز الدراسات الشمالية بجامعة لافال في كيبيك: النماذج المناخية تشير الى أن أكبر التغيرات واخطرها ستحدث مبكرا في اعلى المناطق الشمالية.

ومضى يقول في مقابلة مع رويترز: ستكون هذه نقطة البداية لتغيرات جوهرية بمختلف انحاء الارض...مؤشراتنا تبين لنا بدقة ما تتوقعه النماذج المناخية.

ويتوقع ان تتسبب ظاهرة ارتفاع درجة حرارة الارض في وقوع موجات مناخية قاسية مثل الاعاصير والفيضانات.

وقال فيسنت الذي كان يزور الطبقات الجليدية وجزيرة اليسيمر كل عام خلال العقد الماضي ان تأثير ارتفاع درجة حرارة الارض هذا العام مذهل.

ويقدر فريق فيسنت ان الطبقات ستفقد ثمانية اميال مربعة هذا الصيف. وكان الرقم الصحيح لها 83 ميلا مربعا.

ومضى يقول: الامر غير العادي هو الكمية الكبيرة من المياه...يمكنك ان ترى المياه حتى الافق في المنطقة التي تكون مغطاة بالجليد في العادة طوال الموسم.

المنطقة القطبية الشمالية وانهيار طبقة جليدية ضخمة

قال فريق من العلماء ان طبقة جليدية مساحتها 55 كيلومترا مربعا بشمال المنطقة القطبية الشمالية لكندا تفتتت وتطفو حاليا في المحيط القطبي الشمالي في أحدث مؤشر على التغير المناخي السريع بتلك المنطقة النائية.

وقال الباحثون ان طبقة مارخام الجليدية، وهي واحدة من بين خمس طبقات فقط لاتزال باقية بالمنطقة القطبية الشمالية، انهارت من جزيرة اليسيمر في مطلع اغسطس الماضي.

واوضح الباحثون ايضا ان كتلتين كبيرتين مساحتهما 122 كيلومترا مربعا انفصلتا عن طبقة سرسون الجليدية وهو ما ادلى الى تقلص حجمها بنسبة ستين في المئة. بحسب رويترز.

وقال ديريك مولر المتخصص في الطبقات الجليدية بجامعة ترنت في اونتاريو: تؤكد هذه الاحداث سرعة التغيرات التي تحدث بالمحيط القطبي الشمالي.

وقال ان الكمية الاجمالية للجليد الذي فقد من الطبقات الجليدية هذا الصيف يصل الى 215 كيلومترا مربعا ..اكثر من ثلاثة امثال منطقة منهاتن.

وارتفعت درجات الحرارة بمناطق عديدة من المنطقة القطبية الشمالية بوتيرة أسرع من المتوسط العالمي خلال العقود الاخيرة وهو تطور يقول الخبراء انه مرتبط بظاهرة ارتفاع درجة حرارة الارض.

الطاعون في امريكا وعلاقته بالتغير المناخي 

قال علماء ان الظهور النادر للطاعون في الولايات المتحدة يبدو متماشيا مع التغيرات المناخية فوق المحيط الهادي في اشارة الى ان ارتفاع درجة حرارة الارض قد يجعل المنطقة شديدة الحرارة والجفاف وهي ظروف غير مواتية لانتشار المرض .

والطاعون الذي اطلق عليه الموت الاسود، في القرن الرابع عشر حين قتل ما يقدر بنحو خمسين مليونا لايزال يشكل خطرا خاصة في افريقيا. وظهر في غرب الولايات المتحدة الامريكية 430 حالة اصابة منذ عام 1950 او سبع حالات في العام. بحسب رويترز.

وقال العلماء، وهم من النرويج والولايات المتحدة والسويد، ان عدد حالات الاصابة بالولايات المتحدة يبدو انه يتغير بالتغير الطبيعي بين دفء وبرودة ظروف المحيط المعروفة باسم التذبذب العقدي الهادي (بي دي أوه) الذي يمكن ان يستمر ما بين عشرين الى ثلاثين عاما.

وحتى الان لم يستطع العلماء شرح الاختلافات في اعداد الحالات وقد ترواحت من اربعين في عام 1983 في الجزء الدافيء في (بي دي أوه) الى قرابة صفر في الخمسينات من القرن الماضي وهي فترة باردة. وتنتقل بكتريا الطاعون الى البشر عبر براغيث تعيش على الفئران.

وقال تامارا بن اري رئيس فريق الباحثين بجامعة اوسلو: ان الحالات ليست منفصلة. يمكنك النظر للظاهرة بدرجة اكبر.

وقال الباحثون في دراستهم التي نشروها بدورية الجمعية الملكية لرسائل علم الاحياء Biology Letters ان الدفء والظروف الرطبة تبدو مواتية للفئران والبراغيث. ولكن التغير المناخي المستقبلي الناجم عن انبعاثات الغازات المسببة لارتفاع حرارة الارض نتيجة النشاط الانساني يحتمل ان يجعل الولايات المتحدة اكثر جفافا فيقلل كميات الغذاء التي تعتمد عليها الفئران وتعني ايضا المزيد من موجات الحر التي قد تقتل البراغيث.

نهاية هذا القرن سيشهد زوال الكتل الجليدية العملاقة

حذر تقرير للامم المتحدة من ان معظم جبال العالم مهددة بذوبان ثلوجها الدائمة مع نهاية القرن ان استمرت ظاهرة الاحتباس الحراري بوتيرتها الحالية.

ولفت تقرير برنامج الامم المتحدة للبيئة الى ان تغيرات طبيعية بين فترات الجليد وارتفاع الحرارة لوحظت دوما في تاريخ كوكب الارض لكن الاتجاهات الحالية المسجلة من القطب الشمالي الى اميركا الجنوبية مرورا باوروبا الوسطى هي بوتيرة مختلفة. بحسب فرانس برس.

وحذر خبراء هذه الوكالة التابعة للامم المتحدة من ان الاتجاه الحالي على المستوى العالمي لذوبان الكتل الجليدية السريع وحتى المتسارع على مدى قرن منفصل على الارجح عن فترات مناخية طبيعية وقد يؤدي الى ذوبان جزء كبير من الثلوج الدائمة بحلول نهاية القرن الحادي والعشرين.

وبين العامين 1996 و2005 فقدت الكتل الجليدية ما يوازي في الحجم مترا من المياه ما يمثل ضعف الذوبان الذي لوحظ خلال العقد السابق (1986-1995) واربع مرات اكثر مما فقد بين 1976 و1985.

ارتفاع الحرارة في أوروبا وامريكا وعلاقتها بتلوث اسيا

قال علماء مناخ أمريكيون ان التلوث في اسيا الناتج من محطات الطاقة والطهي والتدفئة قد ينجم عنه ظهور بقاع ساخنة في الصيف بوسط الولايات المتحدة وجنوب اوروبا بحلول منتصف القرن الجاري.

وقال العلماء انه بخلاف ثاني اكسيد الكربون طويل الامد المتسبب في ارتفاع درجة الحرارة فإن تلوث الجسيمات والغازات المدرج في هذا التقرير يظل فقط في الهواء اياما قليلة او اسابيع ولكن تأثيره الدافيء على المناخ قد يستمر لعقود. بحسب رويترز.

وقال هيرام ليفي من الادارة الامريكية الوطنية الاوقيانوسية الجوية: اكتشفنا أن هذه الملوثات قصيرة الاجل لها تأثير كبير على مناخ الارض طوال القرن الحادي والعشرين بخلاف الاعتقاد السائد من قبل.

ومضى يقول: خلص نموذجان من النماذج المناخية الثلاثة التي نستخدمها الى أن التغيرات في الملوثات قصيرة الاجل بحلول 2050 ستسهم بنسبة 20 في المئة في الحرارة العالمية المتوقعة.

وينجم التلوث قصير الاجل الذي يمكن ان يسبب حرارة طويلة الاجل من السخام المعروف أيضا باسم جسيمات الكربون السوداء الناجمة عن الحرائق وجسيمات الكبريتات التي تخرج من مصانع توليد الطاقة الكهربائية. وجسيمات السخام سوداء اللون وتمتص الحرارة بينما تكون جسيمات الكبريتات بيضاء وتعكس الحرارة اي تخفف من حرارة الارض.

وقال ليفي ان التلوث الناجم عن السخام والكبريتات يحتمل ان يجعل المناطق الامريكية الوسطى والغربية والمنطقة المتوسطية وجنوب اوروبا اكثر حرارة وجفافا خلال الصيف. واضاف انه من غير المتوقع ان تضرب المؤثرات الحارة والجاف القارة الاسيوية.

وسبب التوقع بموجة حرارة هي ان التلوث بالكبريتات المرتبطة بحدوث مشكلات في التنفس يرجح انه سيقل جذريا بينما ستستمر ملوثات السخام في الزيادة في القارة الاسيوية.

وقال درو شندل خبير المناخ بادارة الطيران والفضاء الامريكية (ناسا) إن هذه الملوثات ينظر اليها في الغالب على أنها تهديدات لجودة الهواء ولكن يتعين التعامل معها على أنها تؤثر على التغير المناخي.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 11/أيلول/2008 - 10/رمضان/1429

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م