الهند بين صراعات كشمير وقمع الأقليات

 

شبكة النبأ: في دولة فاق تعدادها المليار نسمة، ومن الدول المتقدمة في مجال التسليح، ويرزح أغلب سكانها تحت خط الفقر المميت،تعد الأخطر بين قريناتها في المنطقة الآسيوية، ذلك لكثرة ألوان طوائفها، وتنوع مشاربهم الدينية والعقائدية والفكرية، حتى تعد من أكثر الدول في العالم، تنوعا مذهبيا ودينيا وعقائديا.

لذا يكون من الطبيعي ولادة العنف بين هذه الطوائف والغير إسلامية منها بالتحديد، فالعنصر الأوفر حظا في تأجيج الموقف هو المنافسة الغير شريفة التي تنشأ بطريقة أو بأخرى بين هذه الطوائف، مما يولد صراعا واختلافا لاحد له.

(شبكة النبأ) في سياق هذا التقرير تسلط الضوء على الشأن الداخلي الهندي، ومارافقه من توترات بين الهندوس من جهة، واستباحة الأقلية المسيحية من جهة أخرى:

احتجاجات هندوسية في كشمير الهندية

قال مسؤولون إن الهندوس في ولاية كشمير الهندية أوقفوا احتجاجا استمر شهرين بعدما سمحت الحكومة لهم باستخدام قطعة أرض مثار نزاع ديني بشكل مؤقت في الزيارة السنوية لمزار هندوسي.

وقتل حتى الان 38 شخصا على الاقل وأصيب أكثر من ألف في أعمال عنف في ولاية جامو وكشمير بين الهندوس في جامو والمسلمين في وادي كشمير وهما المنطقتان اللتان تتألف منهما الولاية. بحسب رويترز.

وبدأ النزاع على قطعة من أراضي الغابات بالقرب من مزار هندوسي لكنه تصاعد الى بعض من أعنف المظاهرات المطالبة بالاستقلال في كشمير ذات الاغلبية المسلمة منذ اندلاع تمرد ضد الحكم الهندي هناك عام 1989.

واعادت السلطات فرض حظر للتجول في مناطق كثيرة من كشمير بعد ان خففت الحظر في وقت سابق حيث اشتبك المحتجون مع الشرطة في سريناجار العاصمة الصيفية للولاية.

واصيب ستة اشخاص عندما اطلقت الشرطة أعيرة مطاطية وعبوات الغاز المسيل للدموع واستخدمت الهراوات لتفريق المتظاهرين.

وانتقد جماعات حقوق الانسان الكشميرية والدولية القوات الهندية لاستخدامها القوة المفرطة بعد اخفاق عدة جولات من المحادثات مع المحتجين من الجانبين.

وتوصل المسؤولون الى اتفاق مع المحتجين الهندوس لاستخدام قطعة الارض المتنازع عليها لبناء مأوى مؤقت الامر الذي وضع حدا للاحتجاجات في مدينة جامو.

وقال ليلا كاران شارما وهو قائد للمحتجين الهندوس: نحن نوقف اضرابنا بشكل مؤقت، بينما أطلق الهندوس الالعاب النارية في الشوارع احتفالا بالاتفاق.

لكن السلطات فرضت حظر تجول في مدينة جامو للحيلولة دون اندلاع أي أعمال عنف ثأرية أو تنظيم المزيد من الاجتماعات الحاشدة.

وقال مسرات علم المتحدث باسم الجماعات الانفصالية: نحن نرفض الاتفاق بين الهندوس المتشددين وحكومة كشمير العميلة وندعو الناس الى مواصلة الاحتجاجات السلمية.

وبدأ النزاع في يونيو حزيران بعدما تعهدت حكومة الولاية بمنح أرض الغابات الى صندوق يدير مزار أمارناث الموجود في كهف يزوره الهندوس للصلاة.

وأثار القرار غضب المسلمين الامر الذي اضطر الحكومة للعدول عنه حيث سحب الحزب الشعبي الديمقراطي وهو شريك رئيسي في الائتلاف الحاكم في كشمير تأييده لحكومة الولاية التي يقودها حزب المؤتمر.

وغضب الهندوس في جامو بسبب تراجع الحكومة عن قرارها وهاجموا شاحنات تنقل امدادات الى وادي كشمير وأغلقوا الطريق السريع في المنطقة.

وفي تحد للاغلاق خرج المسلمون الى شوارع كشمير واشتبكوا مع الشرطة بينما اتحد الانفصاليون لبدء بعض من أعنف المظاهرات المطالبة بالاستقلال في كشمير.

وقتلت الشرطة الهندية خلال الاسابيع الثلاثة الاخيرة 30 متظاهرا على الاقل بالرصاص كما أصيب أكثر من 600 في الاشتباكات في اطار سعي السلطات الهندية الى اقرار القانون والنظام.

وتظاهر عدة الاف من الاسلاميين في مدينة روالبندي الباكستانية احتجاجا على استخدام القوات الهندية المزعوم للقوة المفرطة وللتعبير عن التضامن مع المسلمين في كشمير.

وأدت الازمة الى توتر العلاقات بين الهند وباكستان اللتين تحكم كل منهما جزءا من منطقة كشمير وتطالب بها كلها الامر الذي الحق الضرر بعملية السلام بين البلدين واثار مخاوف بخصوص احتمال ان تعود كشمير من جديد محورا للصراع بينهما.

الإضطرابات الطائفية في الهند بين الطوائف المتعددة

اكدت الهند تصميمها على قمع اعمال العنف بين الهندوس والمسيحيين التي دانها البابا بشدة بعد سقوط ما لا يقل عن تسعة قتلى في ولاية في شرق البلاد تشهد بانتظام توترا طائفيا.

وقال المسؤول المحلي ساتيابراتا ساهو ان: اوامر اصدرت للشرطة باطلاق النار بسبب اتساع رقعة اعمال العنف في القطاعات التي فرض عليها حظر التجول في كاندامال على بعد 300 كلم من بوبانسوار عاصمة ولاية اوريسا.

وارسل مئات من عناصر شرطة مكافحة الشغب الى هذه المنطقة النائية بعد احراق مباني ادارية وسيارات. بحسب فرانس برس.

واعرب مساعد وزير الداخلية سريبراكاش جيسوال عن القلق الكبير الذي تشعر به الحكومة الفدرالية داعيا سلطات اوريسا الى التحرك بسرعة للجم موجة العنف غير المسبوقة.

وكانت حادثة مقتل المسؤول في المجلس العالمي الهندوسي سوامي لاكسماناناندا سراسواتي مع اربعة من رفاقه على ايدي مجهولين سبب اندلاع اعمال العنف.

والمحت الشرطة الى ان متمردين ماويين ناشطين في اوريسا متورطون في الحادثة لكن الهندوس يتهمون المسيحيين.

والاثنين دعا المجلس العالمي الهندوسي والحزب الوطني الهندوسي (معارضة) الى التظاهر مما ادى الى مقتل شخصين احدهما امرأة هندوسية قضت في الحريق المتعمد الذي اندلع في دار ايتام كاثوليكي.

من جانبه قال رئيس وزراء اوريسا نافين باتنايك: حتى الان قتل تسعة اشخاص في حوادث متفرقة واصفا الوضع بانه تحت السيطرة بعد اعتقال 54 شخصا.

الا ان احدا في الهند لم يكشف رسميا عن عدد المسيحيين الذين قتلوا. وحده ضابط في الشرطة اشار الى مقتل مسيحيين اثنين.

ورغم صعوبة الوصول الى هذه المنطقة اوردت وكالة "ايجيا نيوز" الكاثوليكية معلومات دقيقة تحدثت عن تقطيع كاثوليكي يدعى فيرام ناياك اربا على يد حشود غاضبة في تيانجيا.

ولم يتأخر رد فعل الفاتيكان اذ دان البابا بنديكتوس السادس عشر باشد العبارات التعرض للحياة البشرية في الهند داعيا الى وضع حد لاعمال العنف الطائفية التي اوقعت عددا من القتلى.

وقال البابا: تبلغت بحزن كبير معلومات عن تعرض المسيحيين لاعمال عنف نشبت بعد اغتيال الزعيم الهندوسي سوامي لاكسماناناندا سراسواتي.

واكد البابا ان اماكن العبادة التي هي ملك للكنيسة دمرت وكذلك مساكن خاصة. وقال الاب بابو جوزف المتحدث باسم المؤتمر الاسقفي في الهند ان 41 كنيسة و457 منزلا اصحابها من المسيحيين احرقت. وكعلامة احتجاج ستغلق 25 الف مدرسة كاثوليكية.

وكان المسؤول الهندوسي القتيل يشن حملة ضد عمليات ارغام الهندوس من الطبقات الدنيا على اعتناق المسيحية. ويتهم متطرفون هندوس بانتظام مبشرين كاثوليك او بروتستانت باستمالة افراد عشائر او المنبوذين الذين يتعرضون في الهند للتمييز باعتناق المسيحية.

وفي اوريسا صدرت على هندوسي من اليمين المتطرف يدعى دارا سينغ عقوبة السجن المؤبد مرتين لاحراقه احياء المبشر المسيحي الاسترالي غراهام ستاينز وولديه في الثامنة والعاشرة من العمر في كانون الثاني/يناير 1999 ثم لاقدامه بعد سبعة اشهر على قتل قس كاثوليكي.

وليلة عيد الميلاد في العام 2007 هاجم هندوس 10 كنائس مما ادى الى مقتل شخص في المنطقة نفسها في كاندامال.

وتاريخ الهند حيث لا يمثل المسيحيون سوى 2,3% من سكانها الذين يزيد عددهم عن مليار نسمة حافل بالاضطرابات الطائفية خصوصا بين الهندوس والمسلمين.

مليون شخص في الهند تحاصرهم الفيضانات الموسمية

قالت السلطات ان فيضانات في شرق الهند نجمت عن هطول امطار موسمية واوقعت اكثر من 800 قتيل منذ حزيران/يونيو الماضي تحاصر حاليا نحو 2,5 مليون شخص.

وادت امطار غزيرة هطلت في ولاية بيهار الى فيضان نهر كوسي ليغمر نهرا مجاورا جف منذ قرون.

ووجد نحو 2,5 مليون شخص انفسهم بسبب ذلك محاصرين في هذا النهر الجديد الذي يبلغ عرضه 1,6 كلم. ولقي 46 منهم مصرعهم بحسب حاكم الولاية الذي كان اشار الى ان هذه الفيضانات ادت الى عزل مليون شخص. بحسب فرانس برس.

وقال رئيس وزراء هذه الولاية الفقيرة نيتيش كومار ان الوضع كارثي غير انه اكتفى بنصح مواطنيه اليائسين بالركض للنجاة من السيول. وقال شانتي ديفي احد الناجين ان الحكومة تطلب منا الفرار لكن الى اين؟.

ونشر الجيش مروحيات وقوات ميدانية لمساعدة المنكوبين. وتم اخلاء آلاف الاشخاص الى مخيمات ميدانية غير انه يتعين انشاء مئات المخيمات الاخرى بحسب السلطات.

وكان اكثر من 800 شخص لقوا حتفهم منذ حزيران/يونيو بسبب سوء الاحوال الجوية في الهند واعتبر مليونان آخران في عداد المنكوبين.

وفي كل عام بين شهري حزيران/يونيو وايلول/سبتمبر تشهد مناطق شمال الهند وشرقه امطارا موسمية غزيرة تؤدي الى فيضان مجاري الاودية ما يؤدي الى مئات القتلى وتدمير العديد من القرى وطمي حقول الارز والقضاء على المواشي.وشهدت الهند في 2007 وفاة 2200 شخصا بسبب هذه الفيضانات الموسمية وملايين المنكوبين.

الجوع والمرض يفتكان بالقرويين بسبب الفيضانات

انقلب زورق يحمل ضحايا للفيضانات في شرق الهند مما أسفر عن مقتل 20 شخصا على الأقل ليرتفع إجمالي عدد قتلى الفيضانات الى 85 بينما لازم الجوع والمرض أسوأ فيضانات تشهدها البلاد على الإطلاق منذ 50 عاما.

وقالت السلطات ان الزورق التابع للجيش والذي كان مُكدسا بالركاب انقلب بسبب قوة التيار في أحد الأنهار وان عشرة قرويين آخرين لا يزالون في عداد المفقودين. بحسب رويترز.

ودمر نهر كوسي سدا في نيبال المجاورة في وقت سابق من الشهر الحالي واندفعت مياهه الى ولاية بيهار لتغمر قرية بعد قرية وسط فشل السلطات في إجلاء الملايين في وقت مناسب.

وقال مسؤولون ان القرويين يأكلون أرزا غير مطهي وطحينا (دقيقا) ممزوجا بمياه ملوثة بعدما دمرت مياه الأنهار الفائضة سدودا وغمرت أغلب مناطق الولاية.

وشرد أكثر من مليوني شخص في قرى نائية بولاية بيهار كما دمر حوالي ربع مليون منزل. ولا يملك الكثيرون وسائل للطهي.

ونزح الآلآف حاملين متعلقاتهم على رؤوسهم عن منازلهم عبر طرق ضيقة غمرتها المياه بينما امتطى كثير من الأطفال ظهور البقر والجاموس.

وواصلت مناسيب المياه الإرتفاع وسط أمطار غزيرة. ويمكن أن تبقى المياه لنحو ثلاثة أشهر مما يزيد مخاطر الأمراض التي تنتقل عبر المياه. ولجأ البعض الى تناول الطحين الممزوج بالمياه من أجل البقاء.

وقال نيتيش ميشرا مدير إدارة الكوارث بالولاية "أعلم كيف أن بعض القرويين يتمكنوا بشكل ما من البقاء على قيد الحياة من خلال أكل أي طعام مُتاح أمامهم. ليس من السهل توزيع طعام على أكثر من مليوني قروي نازح.. أعلم ظروفهم.

وقال مسؤولون ان الطقس السيء وقوة التيارات المائية يمنعانهم من تقديم مساعدات لمناطق نائية. وأضافوا أن المياه اجتاحت حوالي 247 ألف فدان من الاراضي الزراعية ودمرت محاصيل قمح وارز بملايين الروبيات.

وتشبث بعض القرويين اليائسين بقوارب أو ألواح خشبية أو لجأوا الى أسطح المباني لانقاذ أنفسهم من الفيضانات.وأطلق البعض العنان لماشيتهم قبل الفرار حيث تعيش الحيوانات بدون طعام منذ أيام.

وتحدثت تقارير من مخيمات كثيرة تديرها الحكومة بالولاية عن ظهور أمراض من بينها الإسهال. وقال موكيش بوري من صندوق الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف): لم تنظم المخيمات بعد ونتلقى تقارير عن ظهور أمراض.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 9/أيلول/2008 - 8/رمضان/1429

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م