فتاوى وأكلات على الطريقة السلفية

عقيل عبد الله الازرقي

قبل أيام ثار استغرابي فتوى من احد شيوخ السعودية حول البوفيه حيث قام الشيخ بتحريم الأكل بالبوفيه. فالرجل استطاع أن يثبت شيئا لم يكن قد سبقه إليه احد الرجل حاول الدخول إلى كتاب غينس للأرقام القياسية وللأسف ولان ( الشيخ كنس أبو الأرقام) لم يكن لديه باب للفتاوى الغريبة أو الشاذة فلم يلتفت إلى ما جاء به هذا المبدع.

 ولكن ليس هذا نهاية الموضوع, ولكن جاءت فتوى ثانيه إلى احد شيوخ هذه الطائفة وهو الشيخ فركوس (سلفي جزائري) تحرم الزلابية وللذي لا يعلم ما هي الزلابية نقول فالزلابية ليست نوع من أنواع المخدرات ولا يدخل في صناعتها ماده مسكره وليس فيها شحمه خنزير ولكنها حلوه تصنع من السكر والدقيق والسمن والماء وهذه كلها أشياء مباحة. الفتوى تقول أن الزلابية بدعه ولذلك اقبل الكثير من أصحاب العقول الفارغة والبطون الممتلئة إلى العزوف عن أكلها.

فالشيخ فركوس الذي لم يلتفت إلى اسمه الذي يعتبر بدعه في تاريخ أسماء الشيوخ لا بل حتى في تاريخ الأسماء كلها فقط التفت إلى صوره الزلابية التي عدها من المحرمات لكونها يوضع في وسطها علامة صليب من مادة القرفة. أقول سوف تكون موائد رمضان القادم خاليه وسوف تغلق المطاعم والبوفيهات انصياعا بفتاوى الشيخ أصحاب النظريات ويضطر الإنسان أن يأكل الحشيش خوفا من الحرمه والتفسيق وسوف ترجع لنجد أزواجنا قد امتنعن عن الطبخ.

 فإذا لم تكن هنالك معايير للفتاوى ولا أسس يقوم عليها الإفتاء فالأمر سوف يصبح أكثر سخريه وسوف يدخل الإفتاء المطابخ والقدور. أكثر الفقهاء الذين يطلقون مثل هذه الفتاوى هم أميين وليس لديهم أي إطلاع بأي علم ولا معرفه ولا يقرئون صحف ولا يطالعون انترنت فلذلك تأتي مقاسات فتاويهم مطابقة إلى عصر ما قبل التاريخ وليس ما قبل الإسلام.

 فإرضاع الكبير فتوى صدرت قبل عام ودار حولها جدل ولكن لم يحجر هذا المخرف. في العراق وبعد سقوط نظام صدام ظهر احد المجرمين وقد اعترف بقتل رجل كان يبيع الثلج ولما سؤل قال أن بيع الثلج لم يكن موجودا في زمن الرسول. ولي أن أسئل هل كان الصاعق والديناميت موجودا في زمن الرسول أليس هذا بدعه وتقليد للغرب الكافر مائه بالمئه. لماذا لا تحجموا عن تقليد الغرب في أساليبكم الجهنمية وتخالفونهم في ما ينفع أبناء جلدتكم وفي ما يعين الإنسان في حياته أليس الأولى أن تقدموا الذي هو خيرا لشعوبكم.

كلي خيبه لأنكم لا تستطيعون قرأت ما نكتب يا أمه ضحكت من جهلها الأمم. الحكام والطغاة راضين بفتاوى تلهي الشعوب ولا تمس السلطة والمفتين منتفعين بفتاوى تجلب لهم كثير من الأغبياء وتصنع منهم أغنياء وهم لا يتطرقون إلى كل ما خدش حياء النظام. والا لكان لزاما على مثل هذه الأنظمة التي أصبحت تقنن الفتاوى الشاذة وتقرب هذه السوءات من أمثال فركوس.

[email protected]

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 9/أيلول/2008 - 8/رمضان/1429

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م