المجرّات والكواكب مابين العلم والأساطير

اعداد/صباح جاسم

شبكة النبأ: ترتبط الحياة على الارض إرتباطا وثيقا مع المجموعة الشمسية المحيطة بها من حيث الظواهر الفلكية وطبقات الجو المتعددة، وهذا الإرتباط جعل من سبر أغوار الفلك المحيط بالأرض مسألة في غاية الاهمية والصعوبة أيضاً.. حيث تجد الأساطير متداخلة مع الإكتشافات المتعلقة بالكواكب والمجرات وولاداتها وأفولها..

بعد موسم الحر القائظ صيف العام الحالي، وكل عام تقريباً في منطقة شبه الجزيرة العربية، يعود "سهيل" مبشراً بانتهاء فصل الصيف وحاملاً معه الجو اللطيف والمعتدل، وبرودة الماء رغم أنه يبعد عنهم حوالي 310 سنوات.. ضوئية فقط.

العرب في شبه الجزيرة ربطوا رؤية "سهيل" بأساطير عديدة، منها أنه زوج "الجوزاء"، وهو أخو الشعريان، وهو زوج الشعري، وهو من فتيان اليمن، وغيرها، بل وحاك العرب الأشعار عن هذا النجم.

ومن بين الأساطير التي تناولت "سهيل" تلك التي تقول إن "النجم سهيل قتل 'نعش'، فحملت بنات 'نعش' السبع في نعش.. حيث حملته أربعة منهن، بينما كانت الثلاث الأخريات يمشين خلفه.. وكانت الأخيرة منهن 'عرجاء'.. وهن يعتقدن أن القاتل هو الجدي (النجم القطبي) وقررن ألا يدفنّ أباهن قبل أن يأخذن بثأره.."

وتضيف الأسطورة أنه كان هناك نجمان اسمهما الحواجيز يمنعان بنات نعش من الوصول إلى الجدي، فظلت البنات السبع تدرن حول الجدي والحواجيز يفصلان بينهم." وخلال ذلك.. ظل 'سهيل' خائفاً ومختبئاً لا يظهر إلا مرة كل شهرين ولفترة قصيرة".. إلا أن الأسطورة التي تطرق إليها الفلكي الكويتي، عادل السعدون، هي الأكثر شهرة. بحسب تقرير للـ cnn.

إذا تقول إن سهيلاً هرب من عشيرته بعدما تشاجر مع زوجته وقتلها.. وخوفاً من الثأر من إخوانها التجأ في جنوب السماء وحيداً لا يجاوره أي نجم.

ويضيف السعدون حول الأسطورة أن شقيقتا سهيل "الشعري الشامية" و"الشعري اليمانية" لحقتا به، واستطاعت اليمانية أن تعبر النهر بالسماء (المجرة أو درب التبانة) واقتربت منه، إلا أن الأخت الأخرى (الشامية) بسبب وهنها وضعفها لم تستطيع أن تعبر النهر وبقيت في مكانها شمالي النهر وراحت تبكي على أخيها دهوراً حتى "غمصت" عيناها، وتسمى الآن الشعري الشامية او "الغميصاء."

وقال السعدون إن البعض يعتقد أنه إذا ظهر سهيل وكان الجو في حالة رطوبة، فإن الرطوبة تستمر طول الفترة وإذا ظهر وكانت الرياح شمالية غربية وقتها، فإن الجو يستمر على ذلك.

غير أنه يفند هذا الاعتقاد، مشيراً إلى أن الدراسات التي قام بها مرصد "الفنطاس الفلكي" لعدة سنوات، أثبتت عدم صحة هذه المقولة، وأن حالة الجو ليس لها علاقة بظهور "النجم سهيل"، فقد تكون رطبة وبعدها يتحول الجو إلى جاف ثم يعود مرة أخرى رطباً.

وأشار إلى أن ظهور "سهيل" في هذا الوقت من السنة يصادف وجود الأرض في موقع حول الشمس أثناء دورتها السنوية حولها يجعل ميلان الشمس أكثر على نصف الكرة الشمالي، وفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء الكويتية.

وكان عرب البادية في الجزيرة العربية قد أدركوا منذ القدم أن الشهور القمرية لا تتوافق مع فصول السنة الميلادية، أي صيف وخريف وشتاء وربيع، فابتدعوا طريقة يعرفون بها الفصول والمواسم، وجعلوا بداية هذه السنة ابتداء من طلوع "نجم سهيل."

ووفقاً للحساب الشمسي، جاءت المواسم بداية من طلوع "سهيل" لتكون 14 موسماً خلال ما يعرف باسم (السنة السهيلية) وهي سهيل، الوسم، المربعانية، الشبط، العقارب، الحميم، الذرعان، الكنة، الثريا، التويبع، الجوزاء الأولى، الجوزاء الثانية، المرزم، والكليبين.

يذكر أن "نجم سهيل" تسهل مشاهدته في النصف الجنوبي من الكرة الأرضية، أما في النصف الشمالي حيث الجزيرة العربية تقع ضمن نطاقه فلا يظهر في سمائها باتجاه الجنوب إلا في أواخر أغسطس/ آب الجاري، وتحديداً في الرابع والعشرين منه، ويعني ظهوره بداية التغير الفصلي وانتهاء ريح السموم.

اكتشاف أصغر كوكب خارج المجموعة الشمسية

أعلن فلكيون أنهم اكتشفوا أصغر كوكب خارج مجموعتنا الشمسية، وهو كوكب يدور في فلك نجم يقع ضمن تجمع برج الأسد.

وقال أغناسي ريباس من مجلس البحث العلمي الأسباني، وهو من قاد فريق العلماء "الكوكب هذا هو الأصغر الذي يتم اكتشافه حتى الآن..هدفنا هو اكتشاف عوالم أخرى..وتاليا اكتشاف كوكب مثل الأرض."

والكوكب الجديد كتلته أكبر بنحو خمس مرات من كتلة الأرض، ويزيد طول نصف قطره بنحو 50 بالمائة عن نصف قطر الأرض، ويدور حول نجم قزم أحمر اللون، ويبعد 30 سنة ضوئية عن كوكب الأرض. بحسب cnn.

ويقول العلماء إن كوكبا بهذه الأبعاد والكتلة يتوقع أن يكون صخريا وليس غازيا، لكن ليس هنالك أي صور لهذا الكوكب بعد.

ومعظم الكواكب المكتشفة لغاية الآن وعددها 280 هي كواكب غازية مثل المشتري، ويعثر العلماء بشكل متزايد على عوالم صخرية صغيرة مع علمهم بأن أنظمة الكواكب شائعة إلى حد بعيد في نجوم حول مجرتنا.

وكان علماء يابانيون أكدو في فبراير/شباط الماضي، وجود كوكب تاسع في النظام الشمسي، بعد أن بنوا افتراضاتهم على "تطبيقات معلوماتية" تؤكّد أنّ حجم الكوكب يتراوح بين ثلث وثلثي مساحة كوكب الأرض.

ونقلت أسوشيتد برس عن تقرير، لمجلة Astronomical Journal، قوله إنّ باحثين من جامعة كوبي اليابانية، أكّدوا، في خلاصة دراسة أعدوها، أنّه بمجرد إيجاد التجهيزات الملائمة، سيكون من المؤكّد أن يتمّ العثور على الكوكب التاسع.

وأضاف التقرير أنّه، وفي حال تمّ إعداد الأجهزة الملائمة، من المنتظر أن يتمّ العثور على الكوكب في غضون 10 سنوات.

ويعيد التقرير الجدل بشأن وجود كوكب تاسع بعد أن "طرد" الاتحاد الدولي لعلوم الفلك كوكب بلوتو من النظام الشمسي، حيث أنّه لم يعد كوكباً بحسب التعريف الجديد لمفهوم الكوكب الذي اعتمده علماء الفلك في اجتماعهم في العاصمة التشيكية، براغ، والذي شهد مناقشات حادة بشأن جوهر الكون، عام 2006.

وهكذا جرد العلماء بلوتو من صفة الكوكب التي كان قد اكتسبها بعيد اكتشافه في العام 1930، لينخفض بالتالي عدد الكواكب في المجموعة الشمسية إلى ثمانية فقط، بدلاً من تسعة.

والكواكب الثمانية التي تشكل النظام الشمسي هي الأرض والزهرة وعطارد وزحل والمريخ والمشتري وأورانوس ونبتون.

علماء فلك يكتشفون مجرات أثناء تطورها

عندما يحدق العلماء في المجرات البعيدة فإنهم بذلك يدرسون على الأرجح الماضي البعيد، لأن الضوء المنبعث منها يستغرق زمناً طويلاً للوصول إلينا.

ومؤخراً، تمكن فريقان من العلماء من رؤية مجموعتان من المجرات الفريدة تعود إلى بدايات تشكل الكون.

فقد كشف فريق العلماء الأول عن مجرات تعود إلى فترات التشكل الأولى للكون، ما أشار إلى أنها قد تكون من بين المجرات الأولى التي تشكلت بعد ولادة الكون.

أما فريق العلماء الثاني فاكتشفت مجرات تعود إلى انفجار قوي لتشكل نجمي في الكون، وفقاً لما ذكره موقع "سبيس" الإلكتروني على الإنترنت. بحسب cnn.

ويبدو أن المجموعة الأولى من المجرات قد بلغت مرحلة من الحياة ربما عندما كان الكون يمر بمرحلة "الرضاعة" الكونية.

يقول طالب الدكتوراه في جامعة نوتينغهام البريطانية، ويل هارتلي: "لا بد أنها الآن تمر بمرحلة الاحتضار.. ولا بد أنها أنهت عملية تشكل النجوم وتطورها."

والمجرات تصل إلى مرحلة الشيخوخة والكهولة النجمية عندما يتحول الضوء الصادر عنها إلى اللون الأحمر، وتصبح تعرف بالنجوم الحمراء، وبالتالي فإن علماء الفلك شاهدوا هذه المجرات كما كانت عليه قبل نحو أربعة مليارات سنة بعد الانفجار الكبير.

ويعتقد العلماء أن المجرات التي تم اكتشافها هي من بين أوائل المجرات التي ولدت في هذا الكون، وكانت كتلتها حينئذ أكبر من المجرات العادية التي تشكلت في وقت لاحق، وبالتالي فإنها قد تظل من أكبر المجرات المعروفة إلى يومنا هذا.

أما فريق العلماء الآخر، الذي قاده العالم في المعهد الفلكي بكامبريدج في بريطانيا أيضاً، سكوت تشابمان، فاكتشف مجرات تمر بمرحلة تشكيل النجوم، على الأرجح.

ويعتقد العلماء أن هذه المجرات شكلت النجوم بسرعة معتدلة زمنياً، ولكن حدث وأنها كانت في فترة زمنية نادرة من تاريخ تكوّن النجوم وتشكلها.

يقول عالم الفلك، فرانك بيرتولدي، الأستاذ في معهد ماكس-بلانك للفلك الراديوي في ألمانيا، الذي عمل على الدراسة "ربما نكون قد توصلنا هنا إلى مجموعات من المجرات وهي تقوم بعملية تكوين النجوم، ولكن ربما لفترة زمنية قصيرة نسبياً."

وربما تكون عملية تشكل النجوم هذه ناجمة عن الاصطدامات التي حدثت إبان عملية تشكل المجرات والتي أدت إلى تكوّن "غاز المجرات."

وأوضح بيرتولدي أن هذه المجرات كانت تمر بمرحلة تشكّل وتطوّر، دون أن يتمكن العلماء من كشفها، مضيفاً "نحن لم نكتشفها لأننا كنا متحيزين لخياراتنا" في إشارة إلى أن العلماء انحازوا إلى اكتشاف المجرات الباردة نسبياً، أي التي كانت قد اكتملت عملية تشكلها.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاحد   24/تموز/2008 - 21/شعبان/1429

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م