يقظة الدب الروسي أمام جماح الغول الأمريكي

اعداد: ميثم العتابي

شبكة النبأ: يقظة الدب الروسي، وتململ الغول الأمريكي، يؤرقان المضجع العالمي، ويسيران بخطى مريبة نحو ما يسمى بشبه حرب كارثية وشيكة، فتحت فيها جورجيا مصاريع النار على نفسها والعالم أجمع.

(شبكة النبأ) في سياق هذا التقرير تسلط الضوء على أهم وآخر المستجدات بشأن العلاقات الروسية الأمريكية التي تضرررت وإلى حد بعيد عقب حرب القوقاز:

عواقب الصراع الروسي والتحذيرات الأمريكية

واتهمت الولايات المتحدة روسيا باستخدام العمل العسكري لمعاقبة جورجيا لكونها حليفا للغرب وقالت ان موسكو قد تواجه عواقب خطيرة لسنوات قادمة.

واستبعد وزير الدفاع الامريكي روبرت جيتس استخدام القوة العسكرية الامريكية في جورجيا لكنه قال ان وزارة الدفاع الامريكية (البنتاجون) ستعيد النظر في كل جوانب علاقاتها مع الجيش الروسي.

وقال جيتس الخبير الاكثر دراية بالشؤون الروسية في الصفوف العليا لادارة بوش ان تحركات موسكو كان لها اثار عميقة على التقدم في علاقتنا الامنية الثنائية ومع حلف شمال الاطلسي. بحسب رويترز.

وقال جيتس وهو مدير سابق لوكالة المخابرات المركزية الامريكية وخبير في الشؤون السوفيتية في جهاز المخابرات للصحفيين في البنتاجون: اذا لم تتراجع روسيا عن موقفها وتصرفاتها العدوانية في جورجيا فان العلاقات الامريكية الروسية قد تتاثر سلبا لسنوات قادمة. وتابع قائلا: رأيي الشخصي هو أنه لا بد ان تكون هناك عواقب للتحركات التي أقدمت عليها روسيا ضد دولة ذات سيادة.

ولم يذكر جيتس العواقب بالتحديد لكنه قال ان دولا أخرى ستنظر الى روسيا الآن من منظور مختلف.

ويدأ القتال بين القوات الوسية والجورجية بعد أن حاولت جورجيا استعادة السيطرة على اقليم أوسيتيا الجنوبية الانفصالي الموالي لروسيا وشنت روسيا هجوما مضادا كبيرا.

ووافق الجانبان على وقف لاطلاق النار بوساطة فرنسية ولا تزال القوات الروسية في جورجيا لكن البنتاجون قال ان الجيش الروسي يسحب فيما يبدو قواته باتجاه أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا وهي منطقة انفصالية أخرى في جورجيا موالية لروسيا.

وأرسل الرئيس الامريكي جورج بوش وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس الى فرنسا للتشاور بشان الجهود الرامية لانهاء الصراع والى تفليس لاظهار الدعم الامريكي لجورجيا في أعقاب انتقاد بأن رد فعل واشنطن الاولى كان فاترا.

وقال جيتس ان تبادلا لاطلاق النيران بين القوات الجورجية وقوات أوسيتيا الجنوبية يحدث في أغسطس آب كل عام منذ عام 2004 لكن روسيا استغلت الموقف هذا العام بعدوانية شديدة لاثبات شيئ تجاوز نطاق ذلك النزاع.

وقال جيتس ان هدف روسيا كان: معاقبة جورجيا على الجرأة في محاولتها الاندماج مع الغرب اقتصاديا وسياسيا ومن خلال ترتيبات أمنية.

وتابع قائلا: اعتقد أن الروس أرادوا ابلاغ رسالة أخرى لجميع المناطق في الاتحاد السوفيتي السابق بشأن محاولة الاندماج في الغرب والتحرك بعيدا عن مجال النفوذ الروسي القائم منذ زمن بعيد.

وأرسلت الولايات المتحدة طائرات نقل عسكرية طراز سي-17 لتسليم مساعدات الى جورجيا وتبحث ارسال مستشفيات عائمة تابعة للبحرية الامريكية. لكن جيتس قال ان المهمة العسكرية الامريكية تقتصر على العمليات الانسانية. وقال: لا ارى اي احتمال لاستخدام الولايات المتحدة للقوة العسكرية في هذا الموقف.

واستطرد قائلا: عملت الولايات المتحدة بكد على مدى 45 عاما لتجنب مواجهة عسكرية مع روسيا. ولا أرى أن هناك ما يدعو الى تغيير هذا النهج اليوم.

وأضاف أن واشنطن لا تريد العودة الى الحرب الباردة مع روسيا وأنها مارست ضبط النفس في تعاملها مع روسيا رغم الخطاب العدائي المتزايد من قبل موسكو.

وقال انه تحدث مع نظيره الروسي اناتولي سرديوكوف لحث روسيا على ممارسة ضبط النفس وان الوزير الروسي أبلغه بأن الروس لا ينوون دخول جورجيا.

وألغى الجيش الامريكي بالفعل مناورات بحرية مع روسيا كان من المقرر أن تبدأ هذه الأيام وقال جيتس انه أجل أيضا مناورة أخرى تضم قوات روسية وكندية كان من المقرر أن تبدأ يوم 20 من الشهر الجاري.

اللعبة الأمريكية وخطورة الموقف القائم

واتهمت روسيا الولايات المتحدة بلعب لعبة خطيرة في القوقاز من خلال دعم جورجيا ونفت أن تكون موسكو لا تبذل ما يكفي من الجهد لمنع أعمال النهب.

وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف ان الولايات المتحدة عليها أن تختار بين المشاركة مع روسيا وبين القيادة الجورجية التي وصفها بأنها مشروع وهمي.

وقال لافروف للصحفيين: نحن نفهم أن هذه القيادة الجورجية الحالية مشروع خاص للولايات المتحدة لكن سيكون على الولايات المتحدة يوما ما أن تختار بين الدفاع عن مكانتها فيما يتصل بمشروع وهمي وبين المشاركة الحقيقية التي تتطلب العمل المشترك.

وطالب الرئيس الامريكي جورج بوش روسيا بتسوية الازمة مع جورجيا وقال انه سيرسل طائرات عسكرية أمريكية تحمل امدادات انسانية. بحسب رويترز.

لكن لافروف الذي كان يتحدث للصحفيين في مقر اقامة رسمي خارج موسكو رد قائلا ان موسكو حذرت واشنطن من مخاطر دعم الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي.

وقال لافروف: حديث بوش لم يتضمن شيئا عن الكيفية التي سلحت بها جورجيا كل تلك السنوات بما في ذلك من الولايات المتحدة. حذرنا شركاءنا أكثر من مرة من أن هذه لعبة خطيرة. لم تذكر (كلمة بوش) شيئا عما حدث في الثامن من أغسطس (اب) عندما التزم زعماء غربيون الصمت بعدما أصبحت تسخينفالي هدفا لقصف مكثف.

وأضاف، لم تهتم النخبة السياسية الغربية الا بعد أن قررت القيادة الروسية عدم ترك قوات حفظ السلام التابعة لها لمصيرها وألا تسمح.. بتطهير عرقي كالذي حدث في سربرينيتشا.

ووصف اللاجئون النازحون من قرى بالقرب من أوسيتيا الجنوبية كيف مارست جماعات مسلحة أعمال نهب واحراق لمنازلهم بعد مغادرة الجيش الجورجي.

وقال لافروف انه أبلغ وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس بأن روسيا ستمنع أي أعمال نهب في البلدات الجورجية مثل جوري القريبة من أوسيتيا الجنوبية التي اندلع فيها الصراع.

وأضاف، تحدثت اليوم مع رايس وقالت لي ان هناك تقارير عن أعمال نهب في جوري وأن جماعات غير شرعية تمارس أعمال نهب في المدينة وأن القوات الروسية لا تفعل شيئا حيال ذلك.

وتابع قوله: اذا ثبتت صحة أي شيء من هذا القبيل فسنرد بأكثر السبل جدية.. الحل السلمي تتعين حمايته. نحن نحقق في كل هذه التقارير ولن نسمح بأي من هذه الاعمال.

واتهمت جورجيا روسيا مرارا بخرق وقف اطلاق النار يوم الأربعاء من خلال الدفع بقوات الى بلدة جوري. ونفت روسيا ذلك.

وقال لافروف: هناك وجود روسي بالقرب من بلدتي جوري وسيناكي.. ونحن لم نخف ذلك قط.. انها هناك لتحييد ترسانة الاسلحة الضخمة والمعدات العسكرية التي وجدتها هناك متروكة تماما. وأضاف، كان من الضروري تحييدها لكي لا تشكل تهديدا للمدنيين. ونفى لافروف أيضا وجود قوات روسية في ميناء بوتي الجورجي.

الحلف الأطلسي والجدل القائم حول تعاون روسيا في أفغانستان

وطالب البيت الابيض موسكو بسحب قواتها الان، من جورجيا وحذرت من انه لن يكون هناك اي تعاون عسكري بين روسيا وحلف الاطلسي الا بعد حل الازمة في جورجيا وذلك عقب ابلاغ روسيا الحلف بتعليق تعاونها مع الحلف.

وصرح غوردون جوندرو المتحدث باسم مجلس الامن القومي للصحافيين: في الوقت الحالي لا استطيع ان اتخيل ظرفا يمكن ان نتعاون فيه عسكريا مع الروس الا بعد حل الازمة في جورجيا. بحسب فرانس برس.

واعلن ان روسيا خلفت الوعد الذي قطعته بموجب اتفاق وقف اطلاق النار الذي تم بوساطة فرنسية بسحب قواتها الى مواقع كانت فيها قبل الهجوم الذي شنته جورجيا على جمهورية اوسيتيا الجنوبية الانفصالية في السادس من اب/اغسطس. وصرح للصحافيين ان روسيا تنتهك الالتزامات التي قطعتها يجب ان يتم الانسحاب الان.

واضاف، ان الانسحاب لا يتم بسرعة كبيرة هذا اذا كان قد بدأ فعلا والروس يتخذون بعض القرارات التي لا تتماشى مع التزامهم بان يصبحوا جزءا من اوروبا كاملة وحرة تعيش في سلام.

واعرب عن امله في ان ياتي اليوم الذي سنتمكن فيه من استئناف تعاوننا العسكري مع الروس ونامل ان ياتي اليوم الذي سنتمكن فيه من استئناف ما اسميه بالتعاون الطبيعي مع الروس.

واشار جوندرو الى اهمية ان تعمل واشنطن وموسكو معا لتسوية مسائل من بينها البرامج النووية في كوريا الشمالية وايران وضمان الحصول على امدادات النفط ومعالجة مشكلة ارتفاع اسعار الاغذية. واضاف، ارجو ان لا يكون هذا هو الطريق الذي اختاروا السير فيه بشكل دائم.

وتدفقت الدبابات الروسية على جورجيا في الثامن من اب/اغسطس لمنع الجيش الجورجي من السيطرة على جمهورية اوسيتيا الجنوبية الموالية لروسيا والتي اعلنت استقلالها عن تبيليسي من طرف واحد عقب انهيار الاتحاد السوفياتي.

واشار الى ان روسيا كان لديها قوات حفظ سلام في اوسيتيا الجنوبية قبل اندلاع القتال وقال ان الولايات المتحدة تفهم رغبتهم في حماية قواتهم لحفظ الامن في وجه الهجوم الجورجي.

واضاف، لكن ما كان مفرطا هو التدمير المنهجي للجيش الجورجي وبنيته التحتية والبنية التحتية المدنية ونشر القوات الروسية داخل ما يعتبر اراضي جورجية مختلف عليها.

وقال: لقد ابلغنا الطرفين الجورجيين والروس مرارا: لا تستفزوا بعضكم. لا يوجد سبب لاندلاع هذا النزاع الذي يغلي تحت السطح منذ فترة طويلة.

وفي بروكسل ذكرت المتحدثة باسم حلف الاطلسي كارمن روميرو ان روسيا ابلغت الحلف انها اوقفت تعاونها العسكري معه. وقالت: تلقينا البلاغ من الروس من خلال قنوات عسكرية ويقولون فيه انهم قرروا وقف نشاطات التعاون العسكري الدولية بين روسيا ودول حلف الاطلسي. من جهته وصف روبرت وود المتحدث باسم وزارة الخارجية القرار الروسي بانه مؤسف.

وتاتي تصريحات جوندرو في اعقاب اعلان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بان روسيا لا تنوي اغلاق باب التعاون مع الحلف الاطلسي.

واكد ان الحلف بحاجة الى روسيا اكثر مما هي بحاجة اليه ولا سيما في افغانستان حيث سيتقرر مستقبله كما نقلت عنه وكالات الانباء الروسية.

وقال لافروف: ان روسيا ليست بحاجة الى التعاون مع حلف شمال الاطلسي اكثر مما هو بحاجة الى التعاون معها، مؤكدا انه على العكس من ذلك فان دعم روسيا بما فيه للعملية العسكرية في افغانستان هو بالتأكيد اكثر ضرورة بالنسبة الى شركائنا في حلف شمال الاطلسي كون مستقبل الحلف الاطلسي سيتقرر هناك. واضاف كل شيء يتوقف على اولويات حلف شمال الاطلسي: اذا كانت الاولويات هي دعم من دون تردد لنظام (الرئيس الجورجي ميخائيل) ساكاشفيلي المفلس على حساب الشراكة مع روسيا فهذا ليس خطأنا. وتعليقا على ذلك قال وود نحن لا نغلق الباب في وجه روسيا ولا نعتقد ان علينا ان نختار.

صداقة الماضي والشراكة الحالية لقيادة العالم

ورأت الصحف الروسية ان الازمة الجورجية وضعت حدا نهائيا للعلاقات الجيدة بين الولايات المتحدة وروسيا، وان موسكو اختارت كيفية العودة الى الساحة الدولية والدفاع القوي عن مصالحها في الدول المجاورة لها.

وكتبت صحيفة كومرسانت تحت صورة للرئيس الامريكي جورج بوش والرئيس الروسي السابق فلاديمير بوتين وهما يتحدثان بمودة ظاهرة قبالة البحر ان: العلاقات الجيدة بين روسيا والولايات المتحدة باتت من الماضي. بحسب فرانس برس.

واكدت صحيفة غازيتا ان موسكو اعلنت العودة غير القابلة للاستئناف الى واقع تفتقده وعلى الجميع من الآن فصاعدا ان يأخذوه في الاعتبار وهو ان روسيا ليست اقل اهمية على الساحة الدولية من الولايات المتحدة وحلف شمال الاطلسي، وهي قادرة على الاكتفاء بنفسها من اجل احلال العدالة كما فعل العالم في كوسوفو.

وكتبت صحيفة ازفستيا ان من عادة الغرب ان يعتبر ان كل شيء متاح له وان الآخرين لا يملكون اي حق. لقد اثبتت روسيا بشكل نهائي باعمالها انها لا تنوي اعتماد هذه القواعد.

ميدفيديف وبوتين وسياسة التصدي للأزمة الروسية الجديدة

يحتفل الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف بمرور مئة يوم على دخوله الكرملين بينما ما زال يحاول توطيد زعامته وسط مجموعة من التحديات من الحرب مع جورجيا الى مبيعات مستثمرين فزعين.

وورث ميدفيديف من سلفه واستاذه فلاديمير بوتين ارثا صعبا.. دولة تعتد بنفسها ومزدهرة اقتصاديا ولكنها تعاني من مركزية شديدة للسلطة في الكرملين وضعف حكم القانون وتفشي الفساد. بحسب رويترز.

ولا يتمتع المحامي السابق البالغ من العمر 42 عاما بأي خبرة كزعيم سياسي ولا يحظى بجاذبية شعبية كبيرة مما قاد لاعتقاد واسع النطاق بانه سيكون مجرد الشريك الاصغر لبوتين الذي يشغل حاليا منصب رئيس الوزراء ولا يزال اكثر ساسة روسيا شعبية.

واظهر استطلاع للرأي اجراه مركز ليفادا ان تسعة بالمئة فقط من الروس يعتقدون ان ميدفيديف صاحب القرار في الكرملين. وتعتقد نسبة 47 بالمئة ان بوتين وميدفيديف شريكان في الحكم وترى نسبة 36 في المئة ان بوتين لا يزال يمسك بزمام المسؤولية.

وكانت الازمة بسبب منطقة اوسيتيا الجنوبية الجورجية الانفصالية المؤيدة لروسيا بمثابة اختبار لتحديد من المسؤول.

ذلك ان روسيا ارسلت قوة ضخمة تضم جنودا وطائرات وسفنا حربية لصد محاولة جورجيا استعادة المنطقة ودحرت قوات تفليس.

وفي البداية كان وجه بوتين مهيمنا على شاشات التلفزيون فقد قطع زيارة لبكين لحضور دورة الالعاب الاولمبية وزار مستشفيات تعج باللاجئين وشارك في مناسبات رسمية هامة وادلى بتصريحات قبل الرئيس.

وقال فيودور لوكيانوف المحرر بمجلة روسيا في السياسة العالمية: لم يكن ظهور بوتين العلني القوي مفاجأة. لا يزال رجل حرب لديه خبرة وثيقة بقضايا الامن في أعين كثير من الروس.

وبوتين ضابط سابق في المخابرات الروسية امضي معظم فترة رئاسته يحارب التمرد في الشيشان.

ولكن ميدفيديف كان هو الذي اعلن للامة نبأ الحملة العسكرية الجديدة وهو من امر القوات بوقف اطلاق النار. وعقد هو وبوتين مفاوضات مهمة مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي فتحت الطريق امام الوساطة في النزاع.

وقال الكسي موخين رئيس مركز المعلومات السياسية وهو مركز ابحاث في موسكو: اوضح الوضع في اوسيتيا الجنوبية توازن القوى. يحتفظ بوتين بدور قيادي ولكن ميدفيديف يقترب منه ببطء.

واظهرت ازمة اوسيتيا الجنوبية واحداث اخرى في الآونة الاخيرة ان بوتين وميدفيديف يجمعهما اتباع نهج حاسم في قضايا السياسة الخارجية مما يغضب الغرب.

وفي الايام المئة الاولى لولايته خيب ميدفيديف آمال الغرب بشأن احتمال تبنيه موقفا اكثر لينا ازاء سلسلة من الخلافات الدبلوماسية بداية من برنامج ايران النووي الى خطط امريكية لنشر نظام دفاع صاروخي في وسط اوروبا.

وسارت شراكة بوتين وميدفيديف بشكل سلس بشأن القضايا الخارجية ولكن لاحت انقسامات بشان قضايا داخلية.

وجاء ميدفيديف للسلطة متعهدا بارساء حكم القانون وجعل الاقتصاد اكثر مرونه وهو حلم راود طويلا قطاع الاعمال الذي يزعجه تدخل الكرملين المتزايد في شؤون الاقتصاد وتنامي الاجراءات الروتينية.

وشملت تعهداته الاولى مكافحة الفساد ووعد بتحرير المشروعات الصغيرة من الروتين وخطط لاصلاح لنظام القضائي حتى تحظى البلاد بمحاكم عادلة.

وتعرضت هذه الافكار لانتكاسة حادة الشهر الماضي حين هاجم بوتين سياسة التسعير في شركة ميتشيل الروسية للفحم والصلب لتهوى اسهمها في بورصة نيويورك.

وجددت تصريحات بوتين مخاوف عام 2003 حين أدى هجوم على شركة النفط الكبرى يوكوس بايعاز من الكرملين الى تدمير واحدة من انجح الشركات الروسية وايداع مؤسسها ورئيسها التنفيذي السجن وترويع الصفوة التي تتحكم في قطاع الاعمال في البلاد.

وبدأ مستثمرون فزعون سحب اموالهم من روسيا لتهوي بورصة الاسهم. وتدخل ميدفيديف مطالبا المسؤولين بالتوقف عن ترويع الشركات وهون من قضية ميتشيل بوصفها نزاعا قانونيا رغم ادلاء بوتين بتصريحات عنيفة اخرى.

وقال لوكيانوف: لا يمكن تخيل ان يغامر ميدفيديف بتغيير كامل للسياسة. ولكنه امسك بعجلة القيادة ويحاول توجيهها أقوى مما يعتقد المرء.

وتتكشف دلائل عن نواياه من خلال معالجته لخلاف مرير بين ملاك روس وبريطانيين لثالث اكبر شركة نفط روسية تي.ان. كيه- بي بي ولمصير ميخائيل خودوركوفسكي رئيس يوكوس السابق الذي يصبح هذا الشهر مؤهلا لافراج مشروط عنه.

ويقول محللون انه لم يتضح بعد ما اذا كان بوسع ميدفيديف الذي يفتقر لقاعدة قوة خاصة به ان يصبح زعيما حقيقيا في عالم السياسة الروسي الذي يهيمن عليه مسؤولون مقربون من جهات أمنية والشرطة التي تتحكم في شؤون البلاد من خلال علاقات شخصية غير رسمية.

ويضيفون ان نجاحه في هذه المهمة يتطلب تغيير قواعد اللعبة وقد تتيح مكافحة الفساد واصلاح المحاكم والتقرب للصفوة بالاقاليم والتي قمعت في ظل حكم بوتين سبيلا لذلك.

وقال موخين: شكل ميدفيديف مجلسا لمكافحة الفساد ويمكن ان يتحول لاداة قوية لتدور عجلة اصلاح النظام القضائي.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاحد   24/تموز/2008 - 21/شعبان/1429

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م