شاعر العرب الأكبر محمد مهدي الجواهري في مهرجان متواضع

اعداد: علي فضيلة الشمري

شبكة النبأ: مهرجان الجواهري هو المهرجان الوحيد الذي اشرق مع اشراقة شمس العراق الجديد مهرجان اطلقه العراقيون مباشرة بعد سقوط النظام الدكتاتوري البغيض، لم يولي النظام السابق جهدا في استغلال كل شاردة وواردة ويتمسح بكل السوح ويستثمر كل الرموز ليزين صورته القبيحة زيفا وليظهر اهتمامه بالثقافة ادعاء.

فبذخ وانفق وتزلق واغدق وتبجح ولفق وساق مؤسساته الثقافية المنافقة بالسياط والدنانير ليرعوا المهرجانات، كل المهرجانات وبكل الاسماء واستثمار اسماء الرموز العراقية والعربية في اصخب التظاهرات الاعلامية الجوفاء. في مسعى لينسب نفسه الى الثقافة ويبنسب الثقافة اليه ليستحوذ على ميادينها زورا وبهتانا.

الا انه لم يسمح بان يكون هناك مهرجان يحمل اسم الجواهري الكبير لان النظام البائد وراسه المهموس بالانانية يناصب هذا الرمز العداء لانه (الجواهري الكبير) لم يطأطئ له راسا ولم يحن له قامة وما ان ولى ذلك النظام وبعد اقل من اربعة شهور انطلق مهرجان كبير باسم الجواهري صوت الجماهير الهادر نهض به اتحاد الادباء واعتزازا منهم بهذا الرمز نظموا هذه المهرجانات  ليكون حاضر معنا دائما هذا العملاق فهو ارثنا الحضاري الكبير والذي يجب ان نعتز به دائما وابدا.

ان لمهرجان الجواهري طعمه الخاص وميزة يتفرد بها لان انطلاقته مع انطلاقة العهد العراقي الجديد وليعلن نهاية دكتاتورية بغيضة ونهاية حاكم جائر والمؤكد ايضا ان العراقيين جميعا يجمعون على شاعرية ابن الفراتين وهو الذي ظل عبر مسيرته الطويلة الحافلة بالابداع والبطولة نبضهم الصادق الوطني وصوتهم المعبر القوي وها هو في مهرجانه يتحول مؤشرا ساطعا نحو دلالات عميقة منها انه ملمح من ملامح الوطن الجديد لكل العراقيين كما كان هو الجواهري لكل العراقيين وان اتحاده الذي أسسه لم ينساه ابدا فهو لكل المثقفين العراقيين وهو الضمانة المجربة لوحدة ارادته.

فاقيم مهرجان الجواهري رغم كل المعوقات المادية ومحاولة تهميش دور المهرجان بعدم وفرة الدعم المادي او الدعم المعنوي، افتتح المهرجان على قاعة المركز الثقافي النفطي وابتدأ بالنشيد الوطني وكلمة الاتحاد العام للادباء والكتاب في العراق ثم كلمة رئيس اتحاد ادباء كردستان وبعدها قصائد وفعاليات موسيقية لفرقة الطريق الجديد بقيادة جمال السماوي وبعدها قراءات شعرية ثم معزوفات موسيقية لفرقة منير بشير بقيادة سامي نسيم وبعدها استراحة لتناول الغداء وبعد هذه الاستراحة بدأت جلسة نقدية اولى لاشكاليات الشعر العراقي المعاصر ادارها الاستاذ علي الفواز.

اما في اليوم الثاني بدأت الجلسة النقدية الثانية لاشكاليات الشعر العراقي المعاصر ادارها الاستاذ جهاد مجيد ثم قراءات شعرية، وأخيرا صدر البيان الختامي ومن خلال المهرجان التقينا ببعض اعضاء اتحاد الادباء والكتاب العراقيين فكان لقائنا مع الروائي والكاتب الكبير حميد المختار فحاورته (شبكة النبأ) حول انطباعاته للمهرجان فاجاب قائلا: مهرجان الجواهري ابتدا بعد سقوط النظام يوم كنت رئيسا لاتحاد الادباء وقبل ان تتشكل الحكومة ووزارة الثقافة وكان المهرجان كبيرا والحضور اكبر ولم يكن له دعم من أية جهة سوى من بعض الاسماء والكتل السياسية.

واضاف، على اية حال لم اكن احب ان ارى مهرجان الجواهري بهذا الصغر صحيح لم تكن لدينا في الاتحاد امكانيات مادية وربما هو سبب رئيسي جدا في هذا المهرجان الضخم الى هذه الصورة البسيطة واشار المختار اتمنى ان ارى المهرجان بصورته القديمة واحب ان اراه في المستقبل القريب قادرا على احتواء الظاهرات الثقافية والاسماء الابداعية ويكون اكثر احتواءا للاجناس الادبية الاخرى لا ان يقفل ابوابه على الشعر فقط واكد على اية حال ربما سنرى في المستقبل القريب صورة اخرى لهذا المهرجان.

اما الاستاذ فاضل ثامر رئيس اتحاد ادباء وكتاب العراق تحدث لنا قائلا: انا اعتقد الدورة الحالية لمهرجان الجواهري وهي الدورة الخامسة هي دورة استثنائية بحق ذلك انها تؤدي لظروف دقيقة وصعبة تمر بها الحياة الثقافية بالعراق واتحاد الادباء بشكل خاص واضاف سبق وقدمنا طلبات الى السيد رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ونائب رئيس الوزراء برهم صالح لتقديم دعم مادي للدورة الحالية من المهرجان وللاسف لم نجد تجاوبا لحد الان وفي نفس السياق قد قررنا الاعتماد على امكانياتنا الذاتية الشحيحة والمحدودة لانجاح هذه الفعالية واعتبرنا هذه الدورة هي دورة التحدي المتمثلة في عملية النهميش والاقصاء التي يتعرض لها الفعل الثقافي منذ سقوط الدكتاتورية واشار لم نجد جدية حقيقية من لدن الجهات المسؤولة في الدولة العراقية برعاية وتنشيط الثقافة العراقية التي اصبحت ركنا مهما من اركان التنمية الاجتماعية والبشرية وعلى منبر هذا المهرجان اطلقنا الدعوة لى مؤسسات الدولة المختلفة الى اهتمام حقيقي لان أي مجتمع مدني متحضر لا يعرف الا من خلال الواجهة الثقافية الاساسية

الشاعر والبرلماني حسن السنيد اشار المهرجان الذي اقامه اتحاد الادباء فاصلة ثقافية مهمة في الساحة الثقافية العراقية وهو يتحدى هذا المهرجان حالة السكون والجمود الثقافي وهو تحدي الى كل من يحاول تهميش العملاق الجواهري.

أما الشاعرة والقاصة فليحة حسن اعلنت لنا ان اسم المهرجان ابداعي متميز كان لادباء وما يزالون يحاولون ان يحافظوا على ديمومته وان كانت الامكانيات محدودة مع ذلك وجدنا في هذا المهرجان هذه الهيبة الجليلة التي تحيط باسم الجواهري واضافت وجدنا هذا المهرجان ذلك الالق الذي يحيط بالابداع والمبدعين وذلك الفرح والزهو الذي يحيط اركان المهرجان المتمثل باكاليل الزهور التي احاطت باسم الجواهري الشاعر العراقي الكبير والجواهري.

من جانبه القاص علي العبودي قال: استطاع المهرجان ان يخرج بموقف حازم امام السلطة واهمالها للاتحاد وذلك من خلال كلمة رئيس الاتحاد الاستاذ فاضل ثامر موضحا فيها عدم مقدرة الاتحاد على التسول من أي سلطة او حزب او مؤسسة وانما يعتبر الاتحاد كاي مكون من مكونات الشعب العراقي وله الحق الشرعي في العطاء.

ويعتبر حقيقة المهرجان رغم صغره وبامكانيات بسيطة الا انه مهرجان يحمل اسم شاعر العراق والعرب الاكبر الجواهري، وله بصمات ابداعية من خلال من ساهم من الشعراء والمبدعين.

واشار الشاعر والاعلامي احمد المظفر: ارى مهرجان الجواهري كرنفالا ثقافيا مهما بهذا البلد. ان الجواهري الكبير يستحق منا ان يقيم له كل عام مهرجان لنذكر الاجيال بقصائده الكبيرة ان هذا المهرجان لابد ان ترعاه الدولة في الاعوام المقبلة لان اتحاد الادباء لايستطيع ان يرعى مثل هذا المهرجان الكبير وامنيتي في السنة المقبلة ان يعقد المهرجان في قاعة اتحاد الادباء.

الشاعر الفريد سمعان امين عام اتحاد الادباء قال: لاشك ان انعقاد مهرجان الجواهري في هذه الظروف يمثل صورة حية لاندفاع الثقافة العراقية في ادريها الصاخب نحو المستقبل وهي تتحدى كل الظروف الصعبة تريد ان تثبت القيم الحضارية والانسانية وتخلق صورة حية للانسان العراقي واضاف وبنفس الوقت وهي ايضا نفس المحطات الاساسية التي يتوقف فيها اطار الثقافة بين اونة واخرى وفي نفس السياق في هذه المحطة او تلك ينفخ الصور ويحرك الاجواء الثقافية والمثقفين وينبههم الى حقوقهم الطبيعية لاحتواء الثقافة الانسانية والاعمال التي تدرك ابعادها واثارها العميقة مستهدفا الكثير من الاسئلة والحوار.

واضاف، تستخدم النشاطات القادمة من البلدان الاخرى والعائدة الى وطننا او من نشاطات بعيدة واكد سمعان الجواهري يمثل لنا رمزا عاليا رائعا ونحن سعداء ان نستلهم هذا الشاعر العضيم ونحمل رايته واسمه وتكرر ثقافته العامة واحترامه وتعلقه وذكر لنا ربما سوف نصل الى مسافة نستطيع من خلالها وفود جديدة من المثقفين مواصلة المسيرة لاخر المسافات.

صباح المندلاوي الذي قضى بعض حياته الاخيرة مع الشاعر الجواهري قال: خلال السنوات التي قضيتها مع الجواهري هناك الكثير من الذكريات التي تجمعني واياه حيث كنت اقرأ له في الصباح الصحف المحلية التي تصدر في دمشق على مساحة المقالات والزوايا الادبية يصغي بانتباه عالي لما يقرء عن المجتمع وفي احايين يبدا من الملاحظات والتعقيبات على ما ينشر في الصحف وكان يصحح الاشعار المنشورة فيها حتى لو كانت الاشعار ليس له لانه يمتلك القدرة على اهتمامه حتى بشعر الغير.

واخيرا خيال الجواهري حيث قالت: انعقد هذا المهرجان في هذه الظروف الصعبة وهذا شي من التحدي والسلبيات التي نواجهها لان الاتحاد لم يحصل على شي لمثل هذه النشاطات كمهرجان الجواهري الا الشيء الذي لا نستطيع ان يكون الا هكذا وحصلنا الدعم مشكورا من الاستاذ مثال الالوسي لتمشية هذا المهرجان.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس   21/تموز/2008 - 19/شعبان/1429

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م