تعلّم اللغة العربية للعرب الصغار ببلدان الغرب

شبكة النبأ: يواجه الأطفال العرب المتواجدون مع عوائلهم خارج جغرافية العالم العربي وتحديداً في البلدان الغربية عوائق كبيرة تحول دون تعلمهم للغتهم العربية التي ينتمون الى أمتها ولأن غالبية هؤلاء الأطفال من المسلمين فإن إعاقة تعلمهم للغة العربية معناه أنهم سيقرؤن كتاب دينهم السماوي (القرآن الكريم) باللغة الأجنبية التي يتقنونها أن استطاعوا الحصول على نسخة منه مطبوعة بتلك اللغة.

واستعراض مشكلة او إشكالية عدم إجادة العرب الصغار للغة الآباء والأجداد (كما هو سائد على الغالب في الغرب) يجعل التفكير طامحاً لاقتراح تأسيس مشروع لغوي ناجح يأخذ الظروف الذاتية والموضوعية لاستحداث وسيلة تضمن تعلم أولئك الصغار للعربية وفقاً لبرنامج تهيأ له كل مستلزمات التوفيق والاستمرار حتى يبقى التواصل في ما بين أولئك العرب الصغار وأوطانهم العربية الأصلية ناجزاً.

واختصار مسافة تعلم اللغة العربية لأولادها الصغار العرب وهم يعيشون في خضم ظروف بلدان غربية رغم عدم وجود إحصاءات رسمية معلنة عمن يجيد منهم او لا يجيد منهم اللغة العربية وهم يعيشون في الغرب لكن نظرة معظم هؤلاء العرب الصغار يعلمون كونهم في بلدان غربية هي في الخلاصة الأخيرة ليست بلدانهم الأولى ولذا فإن منهجة تعليم اللغة العربية ممكن أن تبادر لتحقيقها هيئة لغوية متخصصة تابعة لجامعة الدول العربية تراعي منهاج تعلمها لهؤلاء العرب الصغار وهم داخل البلدان الغربية أن يبسط أسلوب التعلم أي دون الاعتماد عل الأرومة الصعبة للغة العربية كـ(درس قواعد اللغة العربية) التي يعاني من صعوبتها حتى بعض أساتذة تدريس هذه اللغة.

إن تعلّم الأجانب لأكثر من لغة أجنبية ممكن أن يشبه ببضاعة رائجة فهناك اندفاع لدى غالبية الطلبة الغربيين باتجاه تعلم لغة أخرى غير سائدة في بلدانهم ومما يلاحظ بهذا الشأن أن مناهج الدراسة لتعلم لغة ثانية بأكثر البلدان الغربية المتقدمة (بالذات) هي مسألة محسومة إذ تدرس تلك اللغة ضمن بقية المنهاج الدراسي رسمياً ولذا فحتى لا يكون هناك سبب يحول دون تعلم العرب الصغار للغة العربية فلا بأس أن تعمم أولوية التجربة لكسب جولة تعلمهم للغتهم وفقاً لدروات مركزة ممكن توقيتها في العطل الصيفية السنوية ولا بأس أن تكون البداية لتعليم العرب الصغار للغتهم العربية منطلقة من تعليم الأولاد العرب لها المتواجدون في بعض العواصم العربية كمرحلة أولى ومن ثم المدن الكبيرة في الغرب.

وإن تعليم الأطفال العرب الصغار للغتهم العتيدة سيقوي من آصرة شعورهم نحو بلدانهم العربية وطبيعي فهذا لا يتم قبل أن يقترن ذلك بإبرام اتفاقات تعليمية ثقافية مع الجهات الغربية المختصة لـ(تضيف الشرعية) لتعليم صغار العرب للغتهم العربية وهم ما يزالون على ارض بلدان لا تخرج تسميتها عن يقينهم بكونها بلدان أجنبية وإن كان بعض هؤلاء الأطفال قد كسب أو منح الجنسية الغربية في البلد الغربي الذي يعيش على أراضيه.

ولتعزيز التوجه لتعلم العربية لأبنائها فلا بد من اعتماد الطرق العلمية المعاصرة المتبعة لتعلم لغة ثانية على غرار ما هو سائد او سيستحدث علمياً بهذا المجال فهناك آلاف وربما عشرات آلاف الطلبة العرب الصغار في الغرب لا يفقهون شيئاً عن لغتهم العربية التي يسمعوها أحياناً من خلال المحادثة بين الأبوين اللذين غالباً (بحسب ما هو ثابت واقعاً) يعتمدون على التداول باللغة الأجنبية المعتمدة في البلد الغربي المعين الذي يعيشون فيه.

ومما لا ينكر أن بعض الأولاد العرب ينطقون بالكلام العربي او يجيدوا بعض ألفاظه ومفرداته وعدد منهم يعرفون معاني القصد مما يطلبه منهم الآباء والأمهات بحكم السماع الطويل الذي عايشوه في العائلة لكن هؤلاء الصغار لن يستطيعوا في أحيان كثيرة من النطق باللغة العربية بصورة سليمة وغالبيتهم يتلفظون الكلام العربي بـ(لغة عربية مكسرة) وطبيعي فمسايرة النطق العربي الصحيح يقتضي أن يتعلموا اللغة العربية.

وموضوع تعليم الطلبة العرب الصغار للغتهم العربية لا يحتاج الى تنظير طويل وكفالة تعليم العربية لهم يقتضيها الانتباه الى كون غالبية كبرى من المواطنين العرب وعوائلهم المتواجدون في البلدان الغربية يحملون صفة (لاجئون) وهذا يعني أن تواجدهم هناك مقرون بـ(توقيت) فإذا زال سبب هذا التوقيت فسيعني رجوع هؤلاء المواطنين الى بلدانهم ومعهم أولادهم ممن لا يعرفون شيئاً عن لغتهم العربية فتحلق أمامهم مشكلة تعلم العربية.

إن الواقع اللامعرفي الذي يعيش الأطفال العرب في الغرب يقتضي عمل انعطافة تضمن لهم تعلم اللغة العربية ودون أي تأخر.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاحد   10/تموز/2008 - 8/شعبان/1429

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م