الحفاظ على السجيّة.. والوصايا الثمانية لتلفزيون الواقع

شبكة النبأ: قد يسأل العديد من الناس أنفسهم عن سبب الإرتباك او الحرج عندما يكونوا بمواجهة كاميرات التسجيل او عندما توكل اليهم مهمة بيان موضوع او إلقاء خطبة أمام مجموعة كبيرة من الناس، وهذا الامر هو هاجس عند الكثيرين الذين يتطلعون لتجاوزه من خلال الإلتحاق بمعاهد التطوير الذاتي او برامج تلفزيونية تعرض مزايا للتنمية البشرية او الشهرة او الربح...

وتسعى جودي بولتون للشهرة التي يحققها لها الظهور على برنامج "الاخ الاكبر" ولو كان ذلك لمدة 15 دقيقة فقط.

ولحرصها الشديد على الظهور في البرنامج التحقت جودي (51 عاما) وهي معالِجة نفسية وأُم، بمعهد تلفزيون الواقع الجديد في نيويورك وهي واحدة من عدد متزايد من الافراد على جانبي الاطلسي يسعون للحصول علي مساعدة تتيح لهم الظهور في تلفزيون الواقع.

وفي استراحة خلال دورة تستغرق ثلاث ساعات قالت جودي "اريد 15 دقيقة من الشهرة مثل الجميع". وجودي ضمن حوالي 30 شخصا دفعوا 140 دولارا لحضور الدورة الثانية التي ينظمها المعهد.

وتدرك بولتون المفارقة التي ينطوي عليها الالتحاق بدورة دراسية تعلم الشخص ان يكون طبيعيا وتضيف "تقول لنفسك.. لماذا احتاج لذلك في حين أن الواقعية تعني ان تكون على طبيعتك؟ لماذا تحتاج للالتحاق بمدرسة لتكون على طبيعتك؟"ولكنها تلتحق مع كثيرين بهذه الدورات.

وفي لندن يتوافد راغبو الظهور في تلفزيون الواقع على المعهد المركزي للخطابة والدراما الذي حقق شهرته من تدريس المسرح التقليدي لامثال لورانس اوليفييه وفانيسا ردجريف وجودي دينش. بحسب رويترز.

وتلقت المدرسة اربعة الاف طلب للالتحاق بفصل تعليم التمثيل الذي يقبل 47 طالبا. ويقول جيفري كولمان رئيس قسم التمثيل ان معظمهم جاء للمكان الخطأ.

وقال كولمان "لسوء الحظ وبصراحة تم استبعاد عدد كبير من الناس. لا يوجد هنا 15 دقيقة من الشهرة. الامر يتعلق بمهنة مدى الحياة.. رحلة في دهاليز هذا الفن طول العمر."

لكن روبرت جالينسكي المدرب والممثل والمنتج يرى ان السوق بها فراغ. وافتتح معهد تلفزيون الواقع في نيويورك بعدما ساعد في تحضير مربي الحيوانات جورجي بندرسكي للمنافسة في احد برامج تلفزيون الواقع على شاشة قناة "انيمال بلانيت" (كوكب الحيوانات).

وجاء بندرسكي في المركز الثالث وهو حاليا يدرس للطلبة في معهد جالينسكي اهم عشر نصائح وتشمل معرفة كيفية استخدام ادوات التجميل وتحضير الازياء واطلاع المصورين على ما ينوي المتسابق عمله حتى لا تفوتهم اللقطات.

ويقول جالينسكي ان النقد الموجّه لمدرسته بأنها تدرب الناس على التصرف بشكل طبيعي نقد ساذج. ويضيف "تلفزيون الواقع ليس التلفزيون الواقعي. كل شيء مدبر ومخطط ولكنها دراما بدون نص مكتوب فحسب. لذا اذا اعتقدتم انكم تشاهدون اشخاصا حقيقيين يتصرفون على طبيعتهم فانكم واهمون."

ويقدم لطلبته الوصايا الثمانية لتلفزيون الواقع من بينها الثقة بالذات وليس الغرور وقول كلمة "نعم" قدر الامكان وألا يقول المتقدم ابدا انه ممثل.

وتصور خمس كاميرات تلفزيونية كل حركات الطلبة وتعرضها على شاشات تلفزيون ضخمة داخل الغرفة لإعداد الطلبة لتحمل ضغط أن يكونوا متابَعين باستمرار.

وينصح منتج مسؤول عن اختيار المشاركين في برامج تلفزيون الواقع الطلبة بما ينبغي ان يفعلوه وما لا ينبغي في اختبارات اختيار المتسابقين في هذه البرامج.

ويقول بيلي جارسيا المتسابق السابق في سلسلة "الناجي" (سرفايفر) الامريكية ان تلفزيون الواقع وسيلة جيدة للمتعة وكسب المال. ويضيف "لا زلت اكسب مالا منه بعد عامين."

من برامج مثل "الاخ الاكبر" حيت تتابع الكاميرات مجموعة من الغرباء تعيش معا الى برامج المواهب لاختيار أفضل مغن أو عارضة ازياء أو أفضل مصمم ازياء أو افضل طاه او افضل راقص حقق تلفزيون الواقع نسبة مشاهدة عالية لساعات لا تحصى في العقد الماضي. ويسهم تلفزيون الواقع بنحو 127 ساعة عرض يتابعها الامريكيون على شاشات التلفزيون كل شهر. ويرجع الفضل الكبير لتوطيد اقدام هذا النوع من البرامج التلفزيونية الى عرض برنامج الاخ الاكبر في هولندا في عام 1999.

وحقق هذا الاتجاه نسبة مشاهدة عالية جدا وتابعه أكثر من ملياري شخص في 50 دولة ولكن بدأت شعبيته تضعف في بعض الدول مثل استراليا والهند حيث تفيد نسب المشاهدة بتراجعها.

غير ان جون دي مول الذي ابتكر برنامج "الاخ الاكبر" الاصلي قال لصحيفة فاينانشال تايمز ان برنامجه الجديد "القفص الذهبي" هو المرحلة التالية من تلفزيون الواقع. ويضم البرنامج عشرة متسابقين يعيشون في قصر مثل المليونيرات ويشجع كل منهم على دفع الاخرين لمغادرته بالقوة. ومع البرامج الجديدة يظهر نجوم جدد لتلفزيون الواقع يريديون ان تتحقق لهم الشهرة ولو لمدة 15 دقيقة.

وفي الاونة الاخيرة انتقلت كريستينا بويس لضواحي نيويورك من الاسكا وهي تعمل في مركز رياضي نصف الوقت وتقول انها ستعود لوطنها بعد انتهاء الدورة الدراسية وستشطب عبارة "ممثلة/عارضة ازياء" من بطاقة التعريف بمجال عملها حسب توصيات جالينسكي.

وقالت "ارى ان (تلفزيون الواقع) سيلبي الرغبة التي دفعتني بداية لمجال التمثيل. لدى الرغبة في ان اعبر عن نفسي ان اخرج ما بداخلي وليس ثمة اسلوب اكثر واقعية وطبيعية من تلفزيون الواقع."

وبعد ان قدم جالينسكي الشهادات لبولتون وبويس وخريجين اخرين يدعوهم "للخروج الى العالم وان يكونوا على طبيعتهم". واجتذب معهده بالفعل اهتماما من شركات الانتاج وشبكات الكيبل المدفوع ويريدون تقديم برنامج في تلفزيون الواقع عن معهده لتلفزيون الواقع.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت   9/تموز/2008 - 7/شعبان/1429

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م