معضلة الجدار العازل وضحايا الإحتلال

شبكة النبأ: تتسع المشاكل بين فلسطين وإسرائيل، خصوصا حين نفذت إسرائيل مشروع الجدار العازل، والذي لم يلاقي ترحيبا دوليا، ماعدا المشروعية التي أطلقتها الولايات المتحدة في وصف الجدار بإنه يحمي إسرائيل من الهجمات التي يشنها النشطاء.

بيد ان مشروعية الجدار على أرض الواقع تذهب بحاله وشكله كحال الإحتلال ذاته، ولم يؤخذ به بعين الجدية العالمية، رغم الأصوات الدولية التي لاتقول بمشروعيته، وتندد بالشكل البربري الذي أقيم في ظله وظروفه.

(شبكة النبأ) في سياق هذا التقرير، تسلط الضوء على آخر المستجدات والأوضاع في الأراضي المحتلة، وعرض لحالة الشهيد الطفل الذي أرداه شرطة الجدار:

مشكلة المستوطنات الإسرائيلية والإنتقاد الأمريكي

وصفت الولايات المتحدة بناء المستوطنات الاسرائيلية بأنه مشكلة، بينما بدأت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس مباحثات جديدة في مساعيها الحثيثة الرامية الى التوصل لاتفاق سلام اسرائيلي فلسطيني خلال العام الجاري.

وأعربت وزارة الخارجية عن استيائها من أحدث خطط لاسرائيل لبناء مستوطنات جديدة بعد لقاء رايس بوزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك لاجراء محادثات واسعة النطاق شملت ايضا ايران والشكوك في سعيها لامتلاك أسلحة نووية. بحسب رويترز.

واجتمعت رايس فيما بعد مع أحمد قريع كبير المفاوضين الفلسطينيين قبل مباحثات ثلاثية معه ومع وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني التي ترأس فريق التفاوض الاسرائيلي.

ولم تحقق المفاوضات حتى الآن أي تقدم ملموس وهناك قدر كبير من الشكوك بين الاسرائيليين والفلسطينيين والمحللين بشأن امكانية تحقيق الرئيس الامريكي جورج بوش هدفه التوصل الى اتفاق سلام شامل العام الجاري.

وقالت رايس انها ستعمل قدر استطاعتها لمساعدة الجانبين على التوصل الى اتفاق لكنها قالت أيضا انه يجب ألا يقلل أحد من قدر صعوبة المهمة.

وقالت رايس في مؤتمر صحفي مع وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني ان الشرق الاوسط لن يتحسن دون إنشاء دولة فلسطينية (لتعيش) جنبا الى جنب مع اسرائيل في سلام وأمن وديمقراطية. وأضافت: اذا فالسؤال هو.. اذا لم يكن الآن.. فمتى؟

وقال شون مكورماك المتحدث باسم وزارة الخارجية ان رايس ستكافح من أجل التوصل لاتفاق هذا العام لكنه حذر من المبالغة في التوقعات وقال: سنرى الى أي مدى سنصل.

وانهارت محادثات السلام الماضية في عهد الرئيس الامريكي السابق بيل كلينتون عام 2000 مما أدى الى اشعال انتفاضة فلسطينية دموية على الاحتلال الاسرائيلي وهو ما لا ترغب حكومة بوش بوضوح في تكراره.

وبالاضافة الى سعيها للتوصل الى اتفاق سلام تحاول رايس الزام اسرائيل والفلسطينيين بخطة خارطة الطريق التي وضعت عام 2003 والتي وافقت اسرائيل بموجبها على وقف كل النشاط الاستيطاني بينما وافق الفلسطينيون بمقتضاها على قمع العنف ضد الاسرائيليين.

وقال مسؤولون اسرائيليون ان لجنة تابعة لوزارة الدفاع الاسرائيلية وافقت على بناء 20 وحدة سكنية في مستوطنة ماسكويت وهي قاعدة عسكرية مهجورة في وادي الاردن خارج القدس والكتل الاستيطانية الكبرى في الضفة الغربية التي تخطط اسرائيل للاحتفاظ بها في ظل أي اتفاق للسلام.

ووصف قريع هذه الخطة بأنها علامة على سوء نوايا اسرائيل. وقال قريع للصحفيين بعد لقائه رايس: انه انتهاك حقيقي. انها لسوء الحظ رسالة سيئة جدا عن نيتهم للتوصل الى اتفاق. انها رسالة سيئة.

وقال باراك ان بلاده تنظر الى هذا البناء على أنه مبرر لكنه اشار الى ان موافقة اللجنة خطوة اجرائية وان المشروع في مرحلة أولية.

وقال باراك الذي التقى ووزير الدفاع الامريكي روبرت جيتس انه أخبر المسؤولين الامريكيين أن اسرائيل ترى ايران خطرا كبيرا على استقرار العالم بأسره وأي نظام عالمي يمكن تصوره.

وتنفي ايران سعيها لانتاج أسلحة نووية وتقول ان برنامجها النووي يهدف الى توليد الكهرباء مما يمكنها من تصدير مزيد من نفطها وغازها الطبيعي النفيسين.

وتزايد مفهوم خطر المواجهة المسلحة مع ايران بسبب برنامجها النووي باطراد خلال العام الجاري ودفع أسعار النفط الى مستويات قياسية في وقت سابق الشهر الجاري.

وقال مسؤولون غربيون عقب اجتماع مع كبير المفاوضين الايرانيين في الشأن النووي بجنيف يوم 19 من يوليو تموز انه أمام طهران اسبوعين للرد على عرض بوقف اتخاذ خطوات جديدة نحو فرض مزيد من عقوبات الامم المتحدة عليها مقابل تجميد توسيع برنامجها النووي.

واتبع الغرب استراتيجية تسير في مسارين ازاء ايران بعرض حوافز اقتصادية وتجارية عليها لوقف النشاط النووي الحساس من جهة بينما اصدر ثلاث قرارات بفرض عقوبات من مجلس الامن على ايران من جهة أخرى.

تحريك الجدار العازل وإزاحته عن بعض القرى الفلسطينية

قالت صحيفة اسرائيلية ان اسرائيل تعتزم إزالة جزء صغير من الجدار العازل الذي يلقى إدانة دولية وتحركه أكثر قرب حدودها مع الضفة الغربية المحتلة.

وذكرت صحيفة هاارتس ان الجزء وطوله 2.4 كيلومتر سيحرك بناء على دعوى رفعها فلسطينيون من سكان قريتين أمام المحكمة الاسرائيلية العليا. بحسب رويترز.

وجاء في تقرير هاارتس ان الفلسطينيين سيستعيدون الغالبية العظمى من نحو 700 فدان صادرتها اسرائيل لبناء الجدار قرب بلدة قلقيلية في الضفة الغربية المحتلة.

وهذا التغيير سيؤثر على جزء صغير فقط من شبكة الأسيجة والجدران الأسمنتية التي تشكل الجدار العازل الذي يبلغ طوله 405 كيلومترات ويخترق ملتويا عمق أراضي الضفة.

ورفض شلومو درور المتحدث باسم الحكومة الاسرائيلية التعليق بشكل محدد على التقرير لكنه قال ان الجدار عُرضة دوما للتغيير تمشيا مع أحكام المحكمة.

وقالت الصحيفة ان وزارة الدفاع الإسرائيلية أخطرت المحكمة انها ستبعد الجدار أكثر عن قريتين قرب قلقيلية وتعيد لسكانهما غالبية الأراضي التي فقدوها.

وتقول اسرائيل انها بحاجة الى الجدار العازل الذي استمرت في بنائه رغم الحكم الذي أصدرته المحكمة الدولية عام 2004 بعدم مشروعيته لانه يمنع النشطين الفلسطينيين من التسلل وشن هجمات ضدها.

ويشجب الفلسطينيون الجدار ويقولون انه مصادرة لأراضيهم واقتطاع من الأراضي التي يطمحون لإقامة دولتهم عليها.

وأعادت اسرائيل تغيير مسار الجدار عدة مرات تمشيا مع أحكام المحكمة العليا ونداءات من جماعات مدافعة عن حقوق الانسان تقول ان الجدار يفصل بين فلسطينيين وحقولهم وخدماتهم.

نشطاء يكسرون الحصار الإسرائيلي وينظمون رحلة إلى غزة

قال منظمون إن زورقين يحملان نشطاء من 17 دولة سيغادران جزيرة قبرص بالبحر المتوسط متجهين الى قطاع غزة في محاولة لكسر الحصار الاسرائيلي للقطاع الفلسطيني.

وتأمل حركة غزة الحرة أن يلفت الزورقان المقرر أن تبدأ رحلتهما في الخامس من اغسطس اب وعلى متنهما نحو 40 شخصا الانتباه الى محنة 1.4 مليون فلسطيني يعانون من النقص في كل شيء من الوقود وحتى الغذاء منذ فرضت اسرائيل الحصار.

وسحبت اسرائيل قواتها ومستوطنيها من القطاع في عام 2005 غير أنها شددت القيود الامنية عليه منذ سيطرت حركة المقاومة الاسلامية (حماس) على القطاع قبل نحو عام بعد اقتتال مع قوات الامن الموالية للرئيس الفلسطيني محمود عباس. بحسب رويترز.

وقال بول لورديه أحد منظمي الرحلة في مؤتمر صحفي بالعاصمة اليونانية اثينا: نريد فتح غزة أمام امكانية الدخول الدولي بدون قيود.

وصرح المنظمون من حركة غزة الحرة بأنهم لم يخطروا السلطات الاسرائيلية بخطتهم وبأنهم مستعدون للمقاومة أو حتى لمحاولة التعطيل من جانبها.

ولم يكن لدى متحدث باسم السفارة الاسرائيلية في اثينا تعليق. وتحرس البحرية الاسرائيلية سواحل قطاع غزة.

وقالت النشطة جريتا برلين: اننا مراقبون لحقوق الانسان.. لسنا استشهاديون. الكثيرون منا تعرضوا بالفعل لاصابات على يد الاسرائيليين.. تعرضنا للضرب.. تعرضنا لاطلاق النار.. أطلق علينا غاز مسيل للدموع.. ورغم ذلك لا زلنا مستعدين للعودة.

ومن بين الذين سيسافرون على متن الزورقين راهبة كاثوليكية نجت من المحرقة وتبلغ من العمر 84 عاما الى جانب قريبة لرئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير.

وقال لورديه ان مواطنين اسرائيليين يعتزمان السفر رغم أنهما يخاطران بمواجهة عقوبة السجن بموجب القانون الاسرائيلي اذا دخلا قطاع غزة.

وسيحمل النشطاء بعض الامدادات الغذائية والطبية وبعض أجهزة المساعدة على السمع للاطفال الفلسطينيين. وسيعيدون بعض سكان غزة المنفيين ويأملون أن ينقلوا معهم لدى عودتهم سبعة فلسطينيين حصلوا على تأشيرات للدراسة في الولايات المتحدة. ويخططون في حالة منعهم للعودة الى قبرص ومعاودة المحاولة.

وقال: نحن مستعدون لعمل هذا ما دام هناك اناس يريدون فعله ومادام التمويل يسمح لنا بذلك.

واكملت اسرائيل بناء سور حول قطاع غزة في عام 1996 تنسب اليه السلطات الفضل في وقف التفجيرات الانتحارية داخل اسرائيل فعليا. وقال لورديه ان هناك ثلاثة معابر برية عاملة على حدود قطاع غزة.

الشرطة الإسرائيلية تقتل طفل فلسطيني ثم تصيب مشيّعيه

قال أطباء فلسطينيون ان جنودا اسرائيليين اصابوا تسعة فلسطينيين بالضفة الغربية المحتلة يوم الاربعاء في اشتباك مع محتجين خلال تشييع طفل يبلغ من العمر 10 سنوات كان قد قتل.

وأضافوا أن الاسرائيليين اطلقوا رصاصا مطاطيا على المتظاهرين. وأصيب شاب فلسطيني يبلغ من العمر 21 عاما في الرأس ووصف الاطباء حالته على أنه ميت دماغيا.

وقال محافظ رام الله سعيد أبو علي ان تشريح جثة الطفل الذي قتل بالقرب من قرية نعلين بالضفة الغربية أظهر أنه أصيب في الرأس بطلق ناري حي. بحسب رويترز.

وقال المسعف صلاح خواجة (39 عاما) الذي كان متواجدا في موقع الحادث: كان هناك ثقب كبير في رأسه ولم يكن في مقدورنا انقاذ حياته. وأضاف أن الطفل تعرض لاطلاق النار من مسافة قريبة.

ويتجمع المتظاهرون بصورة يومية تقريبا في نعلين للاحتجاج على بناء الجدار الاسرائيلي العازل في الضفة الغربية.

وقال المتظاهر محمد نافع (32 عاما) ان الاحتجاج بدأ سلميا بينما كان عدة صبية يراقبون الجرافات الاسرائيلية وهي تمهد الارض للجدار.

واضاف نافع: وبعد انتهاء الجرافات من عملها توقفت سيارة جيب عسكرية تابعة لشرطة الحدود على جانب طريق وترجل منها جندي وصوب بندقيته نحونا وأطلق النار علينا...ثم سقط أحمد (الطفل) وكان الدم يتدفق من رأسه. مضيفا أن الطفل كان يقف على بعد مئة متر من السيارة الجيب عندما أطلق النار.

وقال ميكي روزنبرج المتحدث باسم الشرطة الاسرائيلية ان تحقيقا يجري حاليا بشأن الواقعة لكنه لم يتوصل الى أي نتائج. وأضاف ان المحتجين كانوا يلقون الحجارة وأن شرطة الحدود الاسرائيلية اطلقت قنابل مسيلة للدموع ورصاصا مطاطيا.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاربعاء  6/تموز/2008 - 4/شعبان/1429

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م