
شبكة النبأ: على ما يبدو أن الانقسامات سواء كانت عرقية أو
جغرافية والتي وطأت العديد من مدن العالم باتت تؤرق سكان تلك المدن
ذلك لما تشكله من إرباكات سياسية واقتصادية وعرقية، وتعد جزيرة
قبرص التركية واحدة من بين الرقع الجغرافية التي وقت تحت وطأة
الانقسام.
ومن هنا كانت المحادثات بشأن توحيدة هذه الجزيرة التي بدأت منذ
عام 2004 حتى وصلت هذه المحادثات الى العام 2008 لتأخذ حيز الجد في
تطور هذه المحادثات.
وفي نفس السياق اتفق الرئيس القبرصي ونظيره الزعيم القبرصي
التركي على البدء المفاوضات بهدف اعادة توحيد الجزيرة المقسمة منذ
34 عاما في الثالث من ايلول/سبتمبر المقبل.
من جانب آخر اعلن رئيس بعثة الامم المتحدة في قبرص "تاي-بروك
زيريهون" ذلك في ختام لقاء دام اكثر من ساعتين بين الرئيس القبرصي
ديمتريس خريستوفياس ورئيس "جمهورية شمال قبرص التركية" التي لا
تعرف بها سوى انقرة "محمد علي طلعت" في المقر العام للامم المتحدة
في المنطقة الفاصلة في نيقوسيا اخر عاصمة مقسمة في العالم.حسب (ا ف
ب)
والجدير بالذكر درس المسؤولان ما قامت به مجموعات العمل واللجان
الفنية. و اخذا علما بالنتائج التي تم احرازها وقدما التهنئة
لاعضاء هذه المجموعات على جهودهم".
و بعد الانتهاء من الدراسة قرر المسؤولان بدء مفاوضات شاملة في
الثالث من ايلول/سبتمبر 2008".
وبحسب مسؤول الامم المتحدة "ان هدف المفاوضات هو ايجاد حل
مقبول من الجانبين للمشكلة القبرصية يؤمن الحقوق الاساسية والشرعية
اضافة الى مصالح القبارصة اليونان والاتراك.وأضاف "ان الحل
المقبول سيخضع لاستفتاء" في شطري الجزيرة.
من جهت أخرى"قالت ميشال مونتاس" المتحدثة باسم الامين العام
للامم المتحدة "بان كي مون" "ان الامين العام يرحب بحرارة باتفاق
اليومالذي ينص على بدء مفاوضات في الثالث من ايلول/سبتمبر بهدف
التوصل الى اتفاق شامل حول القضية القبرصية".
وفي نفس السياق عبرت الولايات المتحدة عن "ترحيبها باعلان" موعد
بدء المفاوضات المباشرة بين الطرفين "بهدف العمل على اعادة توحيد
قبرص".
وقال "غونزالو غاليغوس" المتحدث باسم الخارجية الاميركية ان
واشنطن ايدت بقوة" المفاوضات بهدف التوصل الى حل مقبول من الجانبين
"يحمي حقوق القبارصة اليونان والاتراك ومصالحهم الشرعية.
كما اعتبر المجتمع الدولي ان الوقت مناسب لتحريك فرص اعادة
توحيد الجزيرة والتي بدات جديا منذ العام 2004 عندما رفض القبارصة
اليونان خطة اعادة التوحيد التي طرحتها الامم المتحدة في استفتاء.
وعبرت الامم المتحدة ايضا عن املها في الاعلان عن موعد قريب
لبدء المفاوضات. وقال المتحدث باسم المنظمة الدولية جوزيه دياز
لوكالة فرانس برس "ان الامين العام للامم المتحدة اعلن بصورة واضحة
انه يامل في انطلاق المفاوضات المباشرة قريبا".
وفي هذا الاطار عين الامين العام للامم المتحدة وزير الخارجية
الاسترالي السابق الكسندر داونر في منصب مستشار خاص للمسالة
القبرصية. وسيكون هذا الاخير في الجزيرة لدى انطلاقة المفاوضات.
وكثفت واشنطن ولندن على غرار الامم المتحدة اتصالاتهما الدبلوماسية
دعما للقاء.
وبعد انتخاب خريستوفياس رئيسا للجمهورية القبرصية في شباط/فبراير
اتفق المسؤولان القبرصي اليوناني والقبرصي التركي في اذار/مارس على
اطلاق المحادثات حول اعادة توحيد الجزيرة برعاية الامم المتحدة.
وتم عندئذ تشكيل مجموعات عمل ولجان فنية تضم خبراء قبارصة يونان
واتراكا لدراسة عدد من الملفات مثل تقاسم السلطات والامن او
المسائل الاقتصادية بهدف تحضير الارضية للمفاوضات الفعلية.حسب
وكالة أنباء الأناضول
وقال طلعت رئيس "جمهورية شمال قبرص التركية" ان "هدفنا هو
التوصل الى حل في وقت قصير اعتقد اننا نستطيع تحقيق هذا الامر
بحلول نهاية العام 2008".
وأضاف ايضا "اعتبارا من ايلول/سبتمبر امامنا اربعة اشهر انها
فترة زمنية كافية. يمكن تمديدها قليلا اذا اقتضت الضرورة لكن هدفنا
الاول يجب ان يكون معالجة القضية القبرصية في وقت قصير".
وقال تاي بروك زريهون رئيس بعثة الامم المتحدة في قبرص "ترمي
المحادثات الشاملة الى التوصل الى حل مقبول من الطرفين للمشكلة
القبرصية يضمن مصالح القبارصة اليونانيين والاتراك على السواء."
وصرح بأن المقترحات التي سيتم الاتفاق عليها ستطرح على القبارصة
اليونانيين والاتراك في استفتائين منفصلين متزامنين.حسب رويترز
ويواجه طلعت وهو يساري مثل كريستوفياس انتخابات برلمانية بحلول
عام 2009 في القطاع الشمالي الانفصالي من قبرص الذي يرأسه ولا
تعترف به كدولة سوى تركيا وانتخابات رئاسية في عام 2010.
وفي الاول من تموز/يوليو قرر خريستوفياس وطلعت ان يلتقيا في 25
تموز/يوليو لاجراء دراسة نهائية بشان التقدم الذي احرزته هذه
المجموعات. وتم التوصل انذاك الى اتفاق مبدئي حول المسائل الشائكة
التي تتعلق بالجنسية والسيادة.
وتوافق خريستوفياس وطلعت في اذار/مارس على احياء المفاوضات حول
اعادة توحيد الجزيرة برعاية الامم المتحدة وذلك بعد اربعة اعوام من
التعثر اثر رفض القبارصة اليونان عبر استفتاء العام 2004 خطة سلام
اقترحتها المنظمة الدولية. ويشكل انقسام قبرص احد ابرز العوائق
امام انضمام تركيا الى الاتحاد الاوروبي.
الا ان الرئيس القبرصي حذر العاملين على الملف في الوقت نفسه من
اي ضغوط خارجية ومن التاثيرات المضادة التي قد تنجم عن اتفاق يتم
التوصل اليه على عجل.
من جهة اخرى فان نجاح محتمل للمفاوضات القبرصية سيعزز الطموحات
التركية للانضمام الى الاتحاد الاوروبي.
من جانبه عين الامين العام للامم المتحدة بان كي مون وزير
الخارجية الاسترالي السابق الكسندر داونر مستشارا خاصا للمسألة
القبرصية. ومن المقرر ان يحضر الاخير الى الجزيرة عند بدء
المفاوضات المباشرة.
وتحتل انقرة منذ 1974 الشطر الشمالي من الجزيرة بعد الانقلاب
الذي نفذه قبارصة يونان من الاتجاه القومي في نيقوسيا بدعم من
اثينا.
.................................................................................
- المركز الوثائقي والمعلوماتي في مؤسسة
النبأ للثقافة والإعلام مركز يقدم الخدمات الوثائقية والمعلوماتية
للاشتراك والاتصال www.annabaa.org///arch_docu@yahoo.com |