
شبكة النبأ: بين ما تطرحه ايران من ان برنامجها النووي هو
للأغراض السلمية وبين مخاوف الغرب من إمتلاك طهران للسلاح النووي
الذي بدوره سيغير قواعد اللعبة في المنطقة والعالم يبقى هذا الملف
من اخطر المشاكل واكثرها اهمية من بعد قضية الصراع العربي
الاسرائيلي، حيث تدخل إسرائيل ايضا كعامل مؤثر من الممكن ان يؤجج
الصراع في الشرق الاوسط ان قامت تل ابيب بضرب منشآت ايران النووية
المثيرة للجدل...
ومن جهة اخرى تسعى طهران لكسر طوق العزلة التي تحاول واشنطن
ضربه عليها من خلال السعي لإقامة علاقات استراتيجية مع روسيا
والصين وكذلك محاولة الحصول على كرسي العضوية غير الدائمة في مجلس
الأمن الدولي، فقد كشف وزير الخارجية الإيراني، منوشهر متكي أن
بلاده رشحت نفسها للعضوية غير الدائمة في مجلس الأمن الدولي لفترة
2009 و2010، مبدياً أمله أن تتمكن طهران من إنجاز ما اسماه "تحول
إيجابي" في أداء مجلس الأمن، باعتبار أنها "تدعم العدالة والسلام
وساعدت المستضعفين طوال تاريخها."
و صرح متكي، في مراسم افتتاح اجتماع مسؤولي وخبراء خارجية الدول
الأعضاء في حركه عدم الانحياز، الذي افتتح أعمال دورته الـ15 في
طهران إن بلاده "لم تذعن حتى الآن للضغوط،" داعياً تدعو دول عدم
الانحياز و "جميع الدول الصديقة والحرة في العالم" إلى تقديم الدعم
لها لدخول مجلس الأمن.
ودعا متكي الدول الأعضاء في الحركة لبذل كافه الجهود لمواجهه
التحديات التي يواجهها العالم على صعيد السلام و الأمن و التنمية،
ورأى أن تلك الدول "تواجه اليوم تحديات كبيره في مجال السلام و
الأمن والتطور الاجتماعي. بحسب CNN.
وشدد وزير الخارجية الإيراني على ضرورة تحقيق أهداف حركة عدم
الانحياز، خاصة في السنوات الأخيرة التي قال إن العنف والتوتر في
العراق والأراضي الفلسطينية "وصل فيها إلى ذروته و يضع الأداء
الأحادي الجانب لبعض القوى الكبرى النظام الدولي على حافة أزمة
جادة."
وتمنى متكي أن تتمكن إيران من "القيام بتحول ايجابي في أداء
مجلس الأمن" إذا دخلته، مشيراً إلى أن بلاده "تدعم العدالة والسلام
وساعدت المستضعفين طوال تاريخها."
ووضع الوزير الإيراني جهود بلاده "لحيازة التقنية النووية
السلمية" في إطار أهداف دول عدم الانحياز في "النضال من اجل حفظ
الاستقلال و الحرية وعدم التبعية والتخلف،" وفقاً لوكالة الأنباء
الإيرانية.
وبموازاة ذلك، ذكر متحدث باسم الخارجية الإيرانية أن المفاوضات
التي جرت في جنيف مؤخراً بين بلاده والاتحاد الأوروبي، بحضور ممثل
عن الولايات المتحدة، "لم تتطرق إلى تعليق تخصيب اليورانيوم" نافياً
أن يكون إعلان طهران امتلاك أكثر من خمسة آلاف جهاز للطرد المركزي
يعني "مواجهة مع الغرب."
وردا على سؤال حول أن امتلاك إيران لأكثر من خمسة آلاف جهاز طرد
مركزي يعني مواجهه مع الغرب قال حسن قشقاوي، الذي كان يتحدث في
مؤتمر صحفي، إن العدد ليس مهما، مذكراً بما قاله الرئيس محمود
أحمدي نجاد في هذا السياق، لجهة أن الموضوع "لا ينطوي على مواجهة
أو عدمها."
وقال قشقاوي إن إيران ردت على رسالة وزراء خارجية الدول الست
الناظرة بملفها - وهي الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن
ومعها ألمانيا - خلال اقل من أسبوعين، وشاركت في مباحثات جنيف،
معتبراً إن الدولة التي تنوي خوض مواجهة لا تقوم بخطوات مماثلة.
أوباما: امتلاك إيران للنووي سيبدّل
قواعد اللعبة بالعالم
من جهة ثانية قال المرشح الديمقراطي للانتخابات الرئاسية
الأمريكية، باراك أوباما، أن امتلاك إيران للنووي "سيبدّل قواعد
اللعبة" ليس في الشرق الأوسط وحسب، وبل وفي العالم أيضاً، مشيراً
إلى أن سعي إيران نحو هذه التكنولوجيا قد يدفع دولاً أخرى، بينها
من هو على صلة بالإرهاب، إلى السعي للقيام بالمثل.
غير أن أوباما، الذي كان يتحدث من مدينة سديروت جنوبي إسرائيل
التي زارها مؤخرا لرؤية آثار الهجمات الصاروخية عليها من قطاع غزة،
أكد أنه يدعم المفاوضات مع إيران وكل من سوريا وكوبا وكوريا
الشمالية وسوريا ليس لأنه "ساذج" بل لإظهار استعداد أمريكا للتباحث
وتقديم "العصا والجزر" لحل المشاكل.
واختتم أوباما، زيارته إلى القدس، المحطة الأخيرة في جولته
الشرق أوسطية، حيث توجه فجر الخميس إلى ألمانيا التي سيجعلها نقطة
انطلاق لجولة عالمية تهدف إلى تعزيز موقعه على مستوى السياسة
الدولية.
لكن أوباما، الذي شهدت اجتماعاته مع الجانبين الفلسطيني
والإسرائيلي، إعادة تذكير بالتزاماته بدعم السلام و"أمن إسرائيل"
لم يغادر المدينة قبل الذهاب إلى حائط المبكى المقدس لدى اليهود،
بزيارة غير معلنة، حيث أدى الصلاة بحضور أحد الحاخامات وسط حراسة
مشددة، بينما سُمع صوت رجل يصرخ له "أوباما.. القدس ليست للبيع."
بحسب CNN.
وجاءت زيارة أوباما للحائط، الذي يعتبر أحد أكثر الأماكن قدسية
لدى اليهود لارتباطه بالمعتقدات حول "هيكل سليمان" عند الساعة
الخامسة فجراً تقريباً، وقد وقف في موقع كان سبق للشرطة أن حددته.
ووضع أوباما القلنسوة اليهودية على رأسه، واقترب من الحائط مع
الحاخام إشمايل رابينوفيتش، الذي تلا مقطعاً من التوراة بينما كان
المرشح الديمقراطي ينظر إلى كتاب مقدس بين يديه، وقد ترك أوباما
ملاحظة مكتوبة، وفق العادة المتبعة لدى زيارة كبار الشخصيات للموقع.
وشوهد أوباما وقد أطرق رأسه بصمت ووضع يده على الحائط للحظات،
وقالت مراسلة CNN، ساشا جونسون، إن العشرات كانوا قد تحلقوا في
الموقع لمتابعة زيارة المرشح الديمقراطي، وقد صرخ أحدهم "أوباما..
القدس ليست للبيع" وذلك رغم طلب الحضور منه التوقف عن ذلك.
يشار إلى أن الحائط هو بدوره موقع خلاف بين المسلمين اليهود
الذين يطلقون عليه اسم "الحائط الغربي" ويعتبرون أنه الأثر الوحيد
الباقي من "هيكل سليمان" وغالباً ما يقترب المتدينون اليهود منه
للصلاة والبكاء، وقد عرف لذلك بحائط المبكى.
بالمقابل، يعتبر المسلمون الحائط جزءاً من الحرم القدسي، ويرتبط
لديهم بـ"الإسراء والمعراج" الخاص بالنبي محمد وفق المعتقدات
الإسلامية.
إرسال بيرنز لسويسرا غير مرتبط بصواريخ
إيران
ونفت الولايات المتحدة بشكل مطلق أن يكون قرار إرسال ممثل من
قبلها لحضور الاجتماع الذي ضم منسق الشؤون الخارجية في الاتحاد
الأوروبي، خفيير سولانا، وكبير مفاوضي الملف النووي الإيراني، سعيد
جليلي في سويسرا السبت "مرتبطاً بأي شكل من الأشكال" بما أعلنته
إيران مؤخراً من تجارب صاروخية.
وقال مصدر مطلع رفض الكشف عن اسمه لشبكة CNN إن الرئيس الأمريكي،
جورج بوش، وافق شخصياً على إرسال بيرنز، مضيفاً أن اللقاء كان
محدداً منذ فترة سبقت إجراء طهران مناوراتها الصاروخية.
وأضاف المصدر أن الهدف من القرار كان لتأكيد رغبة الولايات
المتحدة بمنح المسار الدبلوماسي الهادف لإقناع إيران بوقف جهودها
لتخصيب اليورانيوم وتطوير برنامجها النووي الفرصة الكافية.
غير أنه شدد على أن الخطوة تهدف أيضاً إلى تذكير إيران بأنها قد
تواجه عواقب وخيمة، مثل إنزال المزيد من العقوبات بحقها، إذا رفضت
الحوافز الأوروبية.
ونفى المصدر أن يكون بيرنز قد عقد لقاءات ثنائية مع جليلي، وأكد
أن الوفد الأمريكي سيكون تحت قيادة سولانا، وأنه لن يشارك في
المفاوضات بحد ذاتها، بل سيكتفي بالمراقبة.
بالمقابل، أبدت طهران انفتاحها على الحوار مع الولايات المتحدة،
وقال المتحدث باسم الحكومة، غلام حسين إلهام إن بلاده" بوصفها قوه
كبيره، مستعدة للحوار والتعامل مع دول العالم،" وان هذا الحوار "ليس
من منطلق الحاجة والانفعال."
وأكد إلهام بأن إيران: "أصبحت اليوم قوة هامة ومصيرية في
المنطقة،" وأضاف أن إجراء المباحثات مع أميركا هو سياسة وتوجه عام
يجب توافر متطلباته وظروفه، وفقاً لوكالة الأنباء الإيرانية.
من جهتها، أوردت وكالة "مهر" الإيرانية شبه الرسمية للأنباء أن
وزير الخارجية التركي، علي باباجان، صرّح أن زيارة نظيره الإيراني،
منوشهر متكي، إلى أنقرة الجمعة تهدف إلى "متابعة الموضوع النووي."
وأفادت ال وكالة أن بابا جان، الذي أعلن النبأ في تصريح
تلفزيوني قال: "نحن نعتقد بأن المفاوضات هي أفضل الطرق الممكنة
لتسوية الموضوع النووي الإيراني".
إيران: على مجلس الأمن الضغط لإطلاق
دبلوماسيينا بإسرائيل
من جهة ثانية طلبت إيران من مجلس الأمن الدولي العمل على إطلاق
أربعة من دبلوماسييها، قالت إن إسرائيل تحتجزهم في سجونها بعدما
اختطفوا من لبنان عام 1982، وذكرت أن الشواهد المتوفرة لديها حول
وجود الدبلوماسيين بحوزة السلطات الإسرائيلية كثيرة، رغم أن تبادل
الأسرى الأخير بين تل أبيب وحزب الله لم يفض إلى نتيجة في هذا
الملف.
وجاءت التعليقات الإيرانية على لسان عضو وفد طهران الدائم إلى
الأمم المتحدة، منصور صادقي، خلال جلسة عقدها مجلس الأمن لمناقشة
آخر التطورات في إسرائيل والأراضي الفلسطينية، حيث شن صادقي هجوماً
عنيفاً على تل أبيب، متهماً إياها بـ"العنصرية" و"الإرهاب"
و"العدوان" على الفلسطينيين وللبنانيين.
وقالت وكالة الأنباء الإيرانية إن صادقي: "دان جرائم الكيان
الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني وطرح قضيه الدبلوماسيين الإيرانيين
المختطفين في لبنان، داعيا مجلس الأمن الدولي إلى ممارسة الضغط على
الكيان الصهيوني للإفراج عن هؤلاء" على حد تعبيرها.
وأضاف صادقي: "الشواهد تثبت بأن الدبلوماسيين نقلوا إلى إسرائيل
بعد اختطافهم من قبل المليشيات التابعة للكيان الصهيوني، ومنذ ذلك
الوقت هم متواجدون في الزنزانات الإسرائيلية،" وشدد على أن طهران
تدعو مجلس الأمن الدولي إلى الضغط على إسرائيل لإعادة الدبلوماسيين
بسلام إلى أسرهم.
الجدير بالذكر أن الدبلوماسيين، وهم محسن موسوي وأحمد متوسليان
وكاظم إخوان وتقي رستكار كانوا قد اختفوا غداة عبورهم على حاجز
لإحدى المليشيات خلال الحرب الأهلية اللبنانية عام 1982، وتؤكد
طهران أنه جرى نقلهم إلى إسرائيل التي تنفي ذلك.
وكان حزب الله قد طالب بمعرفة مصير الدبلوماسيين خلال مفاوضات
تبادل الأسرى التي جرت مؤخراً بينه وبين إسرائيل، إلا أن ذلك لم
يفض إلى نتائج كفيلة بتوضيح مصيرهم.
وتابع صادقي الهجوم على إسرائيل، فقال إن "جرائمها الواسعة
متزايدة ومستمرة ككل أيام العقود الستة الماضية في الأراضي
المحتلة،" متهماً تل أبيب بـ"خداع الرأي العام بقضية المصالحة مع
الفلسطينيين،" مندداً بالجدار العازل في الضفة الغربية والعمليات
التي جرت في تلك المنطقة مؤخراً.
وتطرق الدبلوماسي الإيراني إلى "تهديدات إسرائيل واتهاماتها
لإيران" قائلاً إنها "مزاعم خاوية لا أساس لها من الصحة وتستهدف
فقط صرف توجه المجتمع الدولي" منتقداً كذلك استمرار سيطرة إسرائيل
على هضبة الجولان السورية واختراق طائراتها للأجواء اللبنانية.
كما اعتبر أمريكا "شريكة في جرائم الكيان الصهيوني" بسبب منعها
مجلس الأمن الدولي من اتخاذ أي خطوه ضده. |