أوباما وبوش وحَشر المالكي في الدعاية الإنتخابية

اعداد/صباح جاسم

شبكة النبأ: تعيش امريكا هذه الأيام صراعا انتخابيا فريدا من نوعه على مستوى تاريخها، فبرغم ان المنافسة الانتخابية لم تخرج من إطار الحزبين الرئيسيين الجمهوري والديمقراطي إلا ان الامر هذه المرة يتسم بقمة الإثارة والتحدي بين الشخصيتين المرشحتين للرئاسة، فأوباما الذي يمثل الحزب الديمقراطي يحمل عبئاً انتخابيا إضافيا هو إقناع الناخب الامريكي بأن يصوّت للمرة الاولى في تاريخ امريكا لمرشح أسود من أصول افريقية ومن جهة ثانية إقناع الناخبين بضرورة التغيير في سياسات الحزب الجمهوري الذي يحكم امريكا منذ ثماني سنوات ويتمتع بتأييد اللوبي اليهودي اكثر نسبيا من التأييد الذي يتمتع به الديمقراطيين...

بينما لا يقع على كاهل المرشح الجمهوري سوى مهمة واحدة وهي إقناع الناخبين بصواب سياسة الادارة الحالية ونهج الجمهوريين فيها، رغم ان المرشح جون مكين هو من اكبر المرشحين للرئاسة الامريكية سنّاً في تاريخ الولايات المتحدة، وما بين هذا وذاك لا يترك هؤلاء الإثنين دعاية انتخابية إلا وحاولوا ان يجذبوها الى صفهم، فحتى رئيس الوزراء العراقي المالكي أصبح مؤخرا محوراً للدعاية في ما بين المرشحَين الامريكيَين...

فقد  اثارت تصريحات رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بشأن خطة المرشح الديموقراطي للرئاسة الامريكية باراك اوباما قلق الادارة الامريكية، الامر الذي دفع الناطق الرسمي باسم الحكومة العراقية علي الدباغ الى التراجع عن مضمون التصريحات الذي فهم منه ان المالكي يؤيد خطة اوباما للانسحاب القوات الامريكية من العراق.

فقد اكد الدباغ ان التصريحات التي نقلتها مجلة در شبيغل الالمانية عن دعم المالكي لخطة اوباما اسيء فهمها.

ونقلت المجلة الالمانية عن المالكي تصريحا حول سحب الوحدات المقاتلة الامريكية من العراق في غضون 16 شهرا، في حال انتخاب باراك اوباما رئيسا للولايات المتحدة، جاء فيه، نجد ان هذه مهلة جيدة للانسحاب، الا اذا حصلت تغييرات طفيفة. واضاف، ان على القوات الامريكية ان تغادر البلاد في اسرع وقت.

واكد الدباغ في بيان رسمي ان هذه التصريحات قد اسيء فهمها وترجمتها ولم يتم نقلها بصورة دقيقة. واوضح ان رئيس الوزراء يؤكد على وجود رؤية عراقية تنطلق من واقع الحاجة الامنية للعراق حيث ان التطورات الايجابية للوضع الامني والتحسن الذي تشهده المدن العراقية يجعل موضوع انسحاب القوات الامريكية ضمن افاق وجداول زمنية متفق عليها على ضوء استمرار التطورات الايجابية الامنية على الارض.

واشار الناطق الى ان الحكومة العراقية تقدر وتثمن جهود جميع الاصدقاء الذين يستمرون بدعم ومساندة القوات الامنية العراقية.

وشدد الدباغ على ان اي تصريحات لرئيس مجلس الوزراء او اي من اعضاء الحكومة العراقية يجب ان لا تفهم على انها تأييد لاي من مرشحي الرئاسة الامريكية. وقد ابدى الرئيس بوش دائما معارضته تحديد موعد دقيق للانسحاب من العراق.

ونظرا الى حساسية الموضوع، ذكر البيت الابيض ا انه اتصل بمكتب المالكي بعد صدور تصريحاته في در شبيغل. وقال المتحدث باسم البيت الابيض سكوت ستانزل ان المالكي اوضح ايضا ان كل قرار سيبنى على استمرار تحسن الوضع الميداني.

واضاف ان بغداد وواشنطن اتفقتا على القول انه اذا ما استمر التقدم في المجال الامني، سيكون في وسعنا احترام الافق الزمني الذي يأمل فيه العراقيون والامريكيون.

وقال بيان الناطق باسم الحكومة العراقية ان تصريحات المالكي بخصوص انسحاب القوات الامريكية من العراق جاءت ضمن الخطة الاستراتيجية للتعاون والتي وضعها السيد المالكي والرئيس الامريكي جورج بوش وأن الحكومة العراقية تقدر وتثمن جهود جميع الاصدقاء الذين يستمرون بدعم ومساندة القوات الامنية العراقية.

ليبرمان يتهم أوباما باختيار خسارة حرب العراق

وقال عضو الكونغرس المستقل إن دعم المرشح الجمهوري المفترض، جون ماكين، للحملات العسكرية لتهدئة العاصمة العراقية بغداد، والمحافظات المحيطة بها، هي التي أتاحت لأوباما القيام برحلته إلى العراق.

ودافع ليبرمان، أكبر أنصار السيناتور ماكين، عن سياسات المرشح الجمهوري المفترض الداعمة لحرب العراق، خلال مقابلة مع شبكة "فوكس" الإخبارية قائلاً: "لماكين الشجاعة للجدل ضد الرأي العام وتعريض حملته للخطر لأنه، وكما قال، يفضل خسارة الانتخابات عن خسارة حرب يعتقد أنها مهمة للولايات المتحدة."

وتابع هجومه على سياسة المرشح الديمقراطي الرافضة للحرب: "إذا طبقنا سياسة باراك أوباما حول العراق، فما كانت ستتاح له زيارة هذا البلد اليوم لأنه على استعداد للقبول بالتراجع والهزيمة."

وكان أوباما قد وصف، الأسبوع الماضي، حرب العراق بأنها "تشويش خطير" على الهدف المحوري الذي يجب أن تضعه الولايات نصب عينيها، وهو الحرب في أفغانستان، متهماً الإدارة الأمريكية بتضييع فرصة مطاردة زعيم تنظيم القاعدة، أسامة بن لادن.

وإلى ذلك استدعت تصريحات ليبرمان رداً قوياً من الضيف الآخر في الحلقة، السيناتور إيفان باي، من أنصار أوباما.

وأستشهد باي بدعم رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي لمقترح أوباما بسحب القوات الأمريكية من العراق في غضون 16 شهراً.

وتابع قائلاً: "كما سمعنا، رئيس الوزراء المالكي تبنى جدولاً زمنياً أكثر تحديداً، إذا ما كانت 16 شهراً أو غير ذلك."وكان الناطق باسم الحكومة العراقية قد أشار السبت أن تصريحات المالكي لمجلة "دير شبيغل" قد أخرجت عن سياقها، فيما لفت البيت الأبيض إلى أن رئيس الحكومة العراقية أوضح جلياً أن اي انسحاب مرهون "باستمرار التطورات الإيجابية."

اوباما: المالكي يؤيد عملية الإنسحاب

وكان المرشح الديموقراطي أوباما اعلن في بيان نشره مكتبه في مجلس الشيوخ في واشنطن ان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أيد انسحابا للقوات الأمريكية من العراق بحلول العام 2010.

وقال سناتور ايلينوي في بيان مشترك مع زميليه جاك ريد وشاك هاغل لمناسبة زيارتهم للعراق في اطار جولة في الشرق الاوسط واوروبا، ان "رئيس الوزراء قال انه حان الوقت للبدء بإعادة تنظيم قواتنا في العراق، بما في ذلك عددها ومهماتها". بحسب جريدة الوطن الكويتي.

واضاف أوباما ان المالكي "اعرب عن امله في رؤية القوات الأمريكية قد انسحبت من العراق العام 2010".

وتابع بيان اعضاء مجلس الشيوخ ان "العراقيين يريدون (...) موعدا واضحا لإعادة انتشار القوات الأمريكية".

واورد ان "رئيس الوزراء المالكي ابلغنا ان العراقيين يقدرون تضحيات الجنود الأمريكيين، لكنهم يرفضون وجودا الى ما لا نهاية للقوات الأمريكية".

واوضح أوباما وزميلاه ان العراقيين، مع سعيهم الى رحيل الجيش الأمريكي، "يريدون شراكة بعيدة المدى مع الولايات المتحدة لارساء تقدم اقتصادي واجتماعي، اضافة الى استقرار دائم".

على صعيد اخر، التقى أوباما قادة قوات الصحوة وعدداً من المسؤولين المحليين في الانبار (غرب العراق)، المعقل السابق لتنظيم القاعدة، وفقا للمتحدث باسم المحافظة.

وقال جمال المشهداني المتحدث باسم مجلس محافظة الانبار لوكالة فرانس برس ان "أوباما التقى خلال زيارة قام بها الى الانبار مع محافظ الانبار مأمون سامي رشيد واحمد ابو ريشة زعيم قوات الصحوة في الانبار".

كما التقى اوباما خلال الاجتماع مسؤولين محلين وشيوخ عشائر، وفقا للمصدر.

والشيخ احمد ابو ريشة قائد قوات الصحوة في الانبار والتي تشكلت عام 2006، لتتولى مقاتلة تنظيم القاعدة في الانبار انذاك.

وكان الشيخ عبد الستار ابو ريشة، شقيق الشيخ احمد، قتل في هجوم انتحاري قرب منزله في سبتمبر 2007، بعد ايام من لقائه الرئيس الأمريكي جورج بوش.

القوات الأمريكية الإضافية عادت بالكامل لأمريكا

في غضون ذلك، قال متحدث عسكري أمريكي ان القوات الأمريكية الإضافية التي ارسلت الى العراق بأوامر من الرئيس جورج بوش في العام الماضي عادت بالكامل بمغادرة اخر لواء من الالوية الخمسة البلاد.

وقال المتحدث ان الجنود الباقين في ذلك اللواء غادروا العراق في مطلع الاسبوع ليصبح العدد الاجمالي للقوات الأمريكية أقل من 147 ألف جندي أمريكي في العراق.

وقال: العناصر الاخيرة من القوات الإضافية غادرت الان قبل بضعة ايام من الجدول الزمني المحدد. وكان للجيش الأمريكي 20 لواء من القوات القتالية في العراق في وقت الذروة في عام 2007 حيث وصل عدد الجنود الى مستوى يتراوح بين نحو 160 الف الى 170 الف جندي.

ويزيد العدد الحالي عن مستوى 130 الف جندي في العراق عندما أمر بوش بنشر قوات إضافية في يناير عام 2007 . وقالت وزارة الدفاع الأمريكية البنتاغون في فبراير الماضي انها تتوقع ان يصبح مستوى القوات عند 140 الف جندي في العراق بمجرد الانتهاء من سحب الالوية الخمسة الإضافية.

وقال المتحدث العسكري ان عدد القوات يتذبذب بصفة عامة مع احلال قوات في العراق في نفس الوقت الذي يتم فيه سحب قوات اخرى.

وارسل بوش 30 الف جندي إضافي الى العراق في العام الماضي لقمع العنف الطائفي بين الغالبية الشيعية والاقلية السنية والذي كان يهدد بحرب اهلية شاملة.

وفي اواخر مايو قال الجنرال ديفيد بتريوس قائد القوات الأمريكية في العراق انه يتوقع ان يوصي باستئناف سحب القوات بعد تجميد 45 يوما لكي تؤخذ في الاعتبار الاوضاع الامنية بعد رحيل اخر لواء في القوات الإضافية.

ومستوى القوات الأمريكية في العراق سيكون ميدان معركة رئيسيا في انتخابات الرئاسة في الولايات المتحدة التي تجري في نوفمبر القادم.

شبكة النبأ المعلوماتية- االسبت  26/تموز/2008 - 22/رجب/1429

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م