قضايا نفسية: روح المغامرة والإضطرابات النفسية

شبكة النبأ: العلاقات الكائنة بين الإنسان وذاته سر يتفتق دائما عن شيء جديد، فيبني وفق ذلك العلماء والمهتمين بدراسة خواص وظواهر الإنسان جميع الإستنتاجات التي من شانها ان تدفع عجلة التقدم البشري إلى الأمام.

فبين الحالة النفسية والإضطربات الصحية الاخرى حميمية لاتكاد ترى لأحد، فمثلا بين البدانة والإفراط في السمنة تلاحم جوهري بينها وبين هذه الإضطرابات النفسية.

(شبكة النبأ) في سياق هذا التقرير نسلط الضوء على أهم المنجزات في تقنية البحث النفسي، وروابطه بالصحة العامة للإنسان:

البدانة واحتمالات كبيرة للاصابة بإضطرابات نفسية

رغم انه من المعلوم ان البدانة عامل خطر محتمل في إصابة الجسم بمشاكل معينة إلا أن دراسة جديدة أشارت الى ان البالغين ذوي الأوزان الثقيلة يواجهون أيضا معدلات أعلى للاصابة باضطرابات نفسية.

وباستخدام بيانات من دراسة مسحية للصحة على مستوى الولايات المتحدة ضمت أكثر من 40 ألف أمريكي اكتشف باحثون ان البالغين البدناء تزيد لديهم بما يصل الى المثلين احتمالات الاصابة بالاكتئاب والقلق وحالات ذهنية أخرى مقارنة مع البالغين ذوي الأوزان العادية.

وأظهرت الدراسة انه بالاضافة الى ذلك فان الاشخاص المصابين بزيادة ولو محدودة في الوزن يعانون معدلات متزايدة من القلق.

وأضاف الباحثون انه لم يتضح ما اذا كان الوزن الزائد يؤدي بطريقة ما الى مشاكل في الصحة الذهنية. لكن النتائج تشير الى ان متوسط الاضطرابات النفسية تشيع بشكل أكبر بين البدناء. بحسب رويترز.

وأبلغت الدكتورة نانسي بيتري كبيرة الباحثين خدمة رويترز الصحية (رويترز هيلث) ان الدراسة تشير أيضا الي ان الفحص المختصر للمرضى البدناء للكشف عن مثل هذه الحالات قد يكون مفيدا.

ونشرت بيتري وزملاؤها في مركز الصحة بجامعة كونيكتيكت في فارمنجتون نتائج دراستهم في دورية الطب النفسى الجسدي.

واستندت النتائج الي دراسة حكومية شملت 41654 بالغا أمريكيا خضعوا لتقييم بشأن الاضطرابات النفسية في الاونة الاخيرة وطوال حياتهم.

وعلى وجه العموم وجد فريق بيتري ان البالغين البدناء لديهم احتمالات أعلى للاصابة باكتئاب شديد ومتوسط واضطرابات تتعلق بالقلق مثل الذعر ومرض الرهاب (الخوف) والهوس. كما انهم أظهروا معدلات عالية من تناول المسكرات واضطرابات الشخصية مثل السلوك الاستحواذي المفرط واضطراب الشخصية الارتيابية.

وبين الاشخاص الذين يعانون زيادة متوسطة في الوزن فان معدلات اضطرابات القلق كانت أعلى من ذوي الاوزان العادية من الرجال والنساء.

ولم يستطع الباحثون ان يستقصوا بشكل كامل أسباب كل هذه الصلات. وقالوا ان عوامل سلوكية أو بيولوجية أو وراثية قد تلعب جميعها دورا في العلاقة بين الوزن والصحة الذهنية.

روح المغامرة ترتبط بفعاليات الدماغ  

ترى هل يمكن أن تكون روح المغامرة نابعة من شخصية المرء، أم أنّ هناك من يتحكم بالقرار من داخل الدماغ؟

ذلك الأمر أثار اهتمام مجموعة من العلماء في الولايات المتحدة لدراسة الأبعاد العملية وتحديد الأسباب الحقيقية وراء روح المغامرة لدى البعض، وانعدامها عند آخرين. بحسب (CNN).

ومؤخرا، خلصت تقارير علمية في الولايات المتحدة إلى إمكانية أن تكون هناك منطقة ما في الدماغ تتحكم بعملية اتخاذ القرار الخاص بروح المغامرة والمبادرة لدى الإنسان.

ففي دراسة حديثة، تمكن علماء من تحديد تلك المنطقة في الدماغ، والتي تأكدوا من أنها تشجع البعض على أن تكون لديهم روح المغامرة.

وتفيد المعلومات أنه تبين للفريق العامل في الدراسة بعد استخدام أجهزة مسح معقدة، أن هذه المنطقة موجودة في جزء غير متطور من الدماغ، ينشط عندما يلجأ البعض إلى خيارات غير عادية.

وحسب الدراسة، فإنه عندما يلجأ المرء إلى خيار غير مألوف تنشط لديه منطقة في الدماغ، تدعى "فنتلار ستريتم"، حسب ما نقلته وكالات.

كما أوضحت أن الرغبة في الحصول على تجارب جديدة وغير مألوفة تعكس وجود مثل هذا الميل السلوكي الأساسي لدى الإنسان والحيوان.

الغيبوبة وتلف الدماغ ومؤشرات الشفاء

من المحتمل أن يكون العلماء قد اكتشفوا طريقة للتنبؤ بما إذا كان المصابون بتلف في الدماغ سيستعيدون وعيهم أم لا.

ويزعم هؤلاء العلماء أن جزءا من المخ يظل نشيطا على الرغم من التلف يمكن أن يوفر أدلة ومؤشرات على حظوظ الشفاء.

وقال فريق من العلماء في بلجيكا أثناء مؤتمر علمي إن النشاط في "الشبكة البديلة" بالدماغ يبدو مطابقا لمستوى الوعي لدى المُصاب.

ويعتقد البعض أن الشبكة البديلة هذه على صلة بأحلام اليقظة، إذ تستمر نشطة في موقعه بقشرة الدماغ حتى عندما يكون المخ في حالة شرود.

وتشير بعض الدلائل إلى أن الشبكة البديلة يساعد المخ على الاستعداد للمهمة المقبلة، لكن هذه النظرية ما زالت تثير الجدل.

وثمة عدة تقنيات لتقدير مستوى الوعي لدى الأشخاص الذين تعرض دماغهم للتلف، وبينما يُشخص بعض المصابين موتى دماغيا، لغياب أي نشاط في دماغهم، يبدو من الصعب الوصول إلى تشخيص معين بالنسبة لعدد من المصابين الذين يتمتعون بمستوى أعلى من النشاط الدماغي، على الرغم من حالة الغيبوبة التي يمرون بها.

ويعتقد الدكتور ستيفن لوريز من جامعة لييج ببلجيكا أن من الممكن لنشاط الشبكة البديلة أن يساعد على تقدير مستوى الوعي لدى المُصاب ومن ثم تقرير ما إذا كان الضروري علاج ذلك المُصاب أم التوقف.

وقاس لوريز نشاط 13 مصابا بتلف في الدماغ لديهم مستويات وعي متفاوتة؛ فمنهم من كان لديه حد أدنى من الوعي، بينما كان الآخرون في حال غيبوبة تاما، أو موتى دماغيا أو في حالة نمو نباتي.

ووجد الباحث أن ذوي الحد الأدنى من الوعي فقدوا نسبة 10 في المئة فقط من نشاط الشبكة البديلة، بينما فقد المصابون الذي دخلوا غيبوبة تامة 35 في المائة من هذا النشاط، الذي انعدم لدى الموتى دماغيا.

الصحة النفسية المدرسية لأطفال العراق في ورشة عمل

عقدت شعبة التوعية الصحية في دائرة صحة البصرة ورشة عمل حول الصحة النفسية لطلاب مدارس المحافظة ضمن مشروع المدارس المعززة للصحة، وتستمر الورشة مدة أربعة أيام.

وقال قصي عبد اللطيف العيداني مدير شعبة التوعية الصحية في البصرة إن: دائرة شعبة التوعية اقامت اليوم ورشة عمل حول الصحة النفسية للمدارس المعززة للصحة بمشاركة أطباء اختصاص ومختصين في الطب النفسي. بحسب اصوات العراق. 

والمدارس المعززة للصحة هي مدارس تعتمد على المبادئ الديمقراطية في التدريس وتساعد على تعزيز التعليم والتطور الشخصي والاجتماعي والصحي.

وأوضح العيداني: يشارك في الورشة التي تستمر أربعة أيام 25 شخصا من مدراء المدارس المشمولة بمشروع المدارس المعززة للصحة، إضافة إلى مدراء المراكز الصحية التي تقع ضمن الرقعة الجغرافية لتلك المدارس ومسؤولين في الصحة المدرسية في تلك المراكز وممثلين البيئة و التربية.

وأضاف أن الورشة تتضمن محاضرات يلقيها أطباء اختصاص في الطب النفسي عن الصحة النفسية وأثرها على صحة الطفل في المدارس الابتدائية، فضلا عن أساليب اكتشاف تلك الأمراض كالتوحد والكآبة وغيرها من الأمراض التي تؤثر على التلاميذ من اجل علاجها بشكل مبكر.

وأشار إلى ان مشروع المدارس المعززة للصحة يهدف إلى تهيئة مدارس تحتوي على الظروف البيئية والصحية الملائمة من اجل أن تكون نواة لتعزيز الصحة في المجتمع.

وقامت الدول المانحة ومنظمة الصحة العالمية مؤخرا بدعم مشروع المدارس المعززة للصحة الذي بدأت بتنفيذه وزارة الصحة العراقية في مطلع تشرين الثاني نوفمبر 2007 بالتعاون مع وزارة التربية.

ومن المؤمل ان ينفذ مشروع المدارس المعززة للصحة في جميع محافظات العراق بواقع 46 مدرسة حيث تم اختيار مدرستين من كل محافظة و12 مدرسة في العاصمة بغداد.

الإضطرابات النفسية والارتباط المباشر بالصداع النصفي

اوضحت نتائج دراسة جديدة ان الصداع النصفي يرتبط عموما بمجموعة مختلفة من الاضطرابات النفسية ومن بينها الاكتئاب والاضطراب ثنائي القطب واضطراب الفزع والرهاب الاجتماعي.

وقالت الدكتورة ناتالي جيتي من جامعة كالجاري في البيرتا بكندا لنشرة رويترز هيلث: اضافة الى ذلك فالاصابة بالصداع النصفي وحالة نفسية يرتبط بعواقب صحية متفاقمة (العجز نوعية الحياة تقييد الانشطة. بحسب رويترز.

وسعت جيتي وزملاء لها الى تحديد مدى انتشار حالات نفسية مختلفة مرتبطة بالصداع النصفي والى وصف نمط صلة هذا التزامن المرضي بعواقب صحية مختلفة.

وكتبوا في دورية الصداع Headache الطبية قائلين ان الاشخاص الذين شملتهم هذه الدراسة يعانون من صداع نصفي ومتقدمين في العمر وينتابهم اضطراب اكتئابي رئيسي لفترة 12 شهرا واضطراب ثنائي القطب واضطراب الفزع والرهاب الاجتماعي مقارنة بأشخاص في الدراسة لا يعانون من صداع نصفي.

ولم تختلف الصلة بين الصداع النصفي والاضطرابات النفسية بشكل كبير وفقا لنوع الجنس أو العمر أو مكان الاقامة أو مستوى التعليم.

كما وجد الباحثون ان الاصابة بصداع نصفي بالاضافة لاي اضطراب بالصحة العقلية يزيد من فرصة ان يصاب المرضى بفقدان للاهلية لمدة اسبوعين أوتقييد للنشاط أو نوعية حياة أكثر رداءة أو اللجوء الى الرعاية النفسية.

وقالت جيتي تقييم الاشخاص المصابين بصداع نصفي للتعايش مع الظروف النفسية هو امر مهم للغاية من اجل علاج هؤلاء المرضى بشكل كافي ولارشاد السياسات الصحية العامة المعنية والتي تتعلق بالاستفادة من الخدمات الصحية وتكاليف الرعاية الصحية.

وحذرت من ان عدم الاعتراف بالتزامن المرض النفسي بالصداع النفسي يمكن ان يزيد العبء على المرضى وعائلاتهم ومجتمعهم.

واضافت جيتي: نعتقد بقوة ان مرضى الصداع النصفي وتزامنه مع مرض نفسي مثل القلق و/أو/ الاكتئاب يعالجون بشكل افضل في اطار برنامج منتظم متعدد وان العلاج بمفرده لا يكفي عادة للتعامل مع هذه الظروف المرضية المتزامنة.

وخلصت الى ان علاج الصداع النصفي امر معقد ويتطلب وقتا كافيا من كل من المريض والطبيب. وقالت، هناك عادة حاجة لمزيد من البرامج المتخصصة لعلاج هؤلاء المصابين بصداع نصفي مقاوم للعلاج أو يصعب علاجه بما يشمل بشكل خاص الصداع النصفي المتزامن مع مرض نفسي.

شبكة النبأ المعلوماتية- االخميس  24/تموز/2008 - 20/رجب/1429

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م