فاعلية المساومة في إسترجاع الأسرى والحقوق.. وجهة نظر حزب الله

شبكة النبأ: انتصار آخر لحزب الله، هذا ماوصفته الصحف الإسرائيلية قبل العربية في معرض الحديث عن صفقة تبادل الأسرى التي جرت مؤخرا بين إسرائيل وحزب الله.

وربما شكك أغلب المستطلعين في تقديرات حرب صيف عام 2006 والتي تقول اسرائيل نفسها انها لم تحقق الهدف المزمع منها. إلى جانب هذا حصد كل من حزب الله والحركات الفلسطينية في المقاومة نصر معنوي في إسترجاع الأسرى ورفات الشهداء.

(شبكة النبأ) في سياق هذا التقرير تسلط الضوء على عملية التبادل التي جرت مؤخرا، والتي يصفها البعض بان حزب الله استطاع وضع الصفقة في خانته وغيّر مجريات اللعب لصالحه في الوقت الذي لم تستطيع الاتفاقيات العالمية عمل شيء:

الاتفاقيات السياسية وإرباك صفقات تبادل الأسرى

منذ ان وقع الاحتلال الاسرائيلي وحتى اليوم اجريت العديد من صفقات لتبادل الاسرى بين اسرائيل والعرب كسرت جميعها التصنيفات الاسرائيلية التي عرقلت الافراج عن اسرى في اطار الاتفاقيات السياسية.

وبناء على تجارب صفقات التبادل يعلق اهالي الاسرى والفلسطينيون عامة الآمال على الافراج عن ابنائهم من سجون الاحتلال في اطار صفقات التبادل وليس من خلال الاتفاقيات السياسية التي ظلت خاضعة لتصنيفات اسرائيل التي رفضت الافراج عن اسرى تقول ان اياديهم ملطخة بدماء اسرائيليين.

وقال مقرر لجنة الاسرى في المجلس التشريعي الفلسطيني عيسى قراقع ان الاتفاقيات السياسية ادت الى الافراج عن جزء كبير من الاسرى الفلسطينيين لكنها جميعها خضعت للشروط الاسرائيلية التي ابقت عددا كبيرا من الاسرى في السجن.

واضاف قراقع في مقابلة خاصة ان ما يميز صفقات تبادل الاسرى هو الافراج عن الاسرى من دون تمييز سواء أكانوا من فتح أم من حماس أم من فلسطينيي الداخل أم من القدس ومهما كانت التهمة الموجهة للاسير.

وقال ان اسرائيل لم تعط عملية السلام أي دفعة عن طريق الافراج عن اسرى بل على العكس من ذلك فقد زادت من حملات الاعتقال ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية وهي بذلك تدفع باتجاه تبني خطف الجنود لمبادلتهم بالاسرى.

واثنى قراقع على صفقة تبادل الاسرى التي ابرمها حزب الله خصوصا انها شملت عميد الاسرى سمير القنطار اضافة الى العشرات من رفات الشهداء الفلسطينيين والعرب.

ومع ان اسرائيل افرجت عن حوالي 10 آلاف اسير فلسطيني من اصل 13 ألفا بعد اتفاقية اوسلو الا ان عدد الاسرى في سجون الاحتلال وفقا لاحصائيات وزارة شؤون الاسرى والمحررين يزيد الآن على 11 ألف اسير. بحسب كونا.

وفي اعقاب انطلاق المفاوضات بين الفلسطينيين والاسرائيليين منذ اكثر من عام اقدمت حكومة اولمرت على الافراج عن المئات من الاسرى على ثلاث دفعات كبادرة حسن نية تجاه الرئيس محمود عباس الا ان غالبية المفرج عنهم كانوا من الذين شارفت مدة محكوميتهم على الانتهاء.

ويرى الفلسطينيون ان قضية الاسرى لن تحل من خلال لفتات حسن النيات وانما من خلال حل سياسي يفضي الى الافراج عن الاسرى الفلسطينين كافة .

وكان رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق ارييل شارون اطلق سراح اقدم اسير فلسطيني وهو احمد جبارة ابو السكر عام 2003 بعد ان امضى 27 عاما في سجون الاحتلال الاسرائيلي كبادرة حسن نية تجاه عباس عندما كان رئيسا للوزراء.

وقبل ايام وخلال الاجتماع الذي انعقد بين عباس واولمرت في باريس تعهد الاخير بالافراج عن عدد من الاسرى في اطار حسن النيات ايضا.

ولم يلتفت الفلسطينيون كثيرا لهذه الخطوة بل انهم يرون انها لن تختلف عن سابقتها كون اسرائيل هي من ستتحكم في عدد ونوعيات الاسرى الذين سيتم الافراج عنهم في حين يعلقون آمالا على انجاز صفقة تبادل الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليط المتعثرة.

وتصر حماس في صفقة شاليط على الافراج عن 450 اسيرا من الذين حكموا بالمؤبد والذين امضوا سنوات طويلة في الاسر.

واذا ما انجزت صفقة شاليط فانها ستكون الصفقة الاولى التي تتم بين الفلسطينيين في الداخل واسرائيل علما ان اول صفقة اجريت بين منظمة التحرير واسرائيل حدثت في العام 1968 عندما افرج عن 112 راكبا من طائرة العال الاسرائيلية التي اختطفتها الجبهة الشعبية لتحرير فلسطينين وقادت العملية حينها ليلى خالد مقابل الافراج عن 37 اسيرا فلسطينيا.

انتصار لحزب الله.. بحسب الصحافة الاسرائيلية

ووجهت الصحافة الاسرائيلية انتقادات حادة للحكومة الاسرائيلية بسبب موافقتها على شروط صفقة تبادل الاسرى بين حزب الله اللبناني واسرائيل.

ولا شك ان هذه الانتقادات ستزداد حدة بعد ان تم التأكد من مقتل الجنديين الاسرائيليين الذين كانا محتجزين لدى حزب الله.

فقد قالت صحيفة معاريف ان حزب الله خرج من هذه الصفقة منتصرا وستترسخ صورته في الشارع العربي باعتباره الحزب العربي الوحيد الذي الحق الهزيمة بدولة اسرائيل في اشارة الى حرب عام 2006 التي استمرت 34 يوما دون ان تحقق اسرائيل اي من اهدافها.

وقالت: لا الحكومة اللبنانية ولا الامم المتحدة ولا الصليب الاحمر الدولي ولا الجامعة العربية، وحده حسن نصر الله استطاع ان يعيد الى لبنان مواطنا لبنانيا امضى 29 عاما في السجون الاسرائيلية، في اشارة الى السجين اللبناني واقدم السجناء العرب في اسرائيل سمير القنطار.

واضافت، انه لم يسبق ان نجحت اي دولة عربية في ابقاء دولة اسرائيل في حالة ترقب حتى اللحظة الاخيرة وخاضت مفاوضات صعبة معها دون تقديم معلومات لها عن وضع الجنديين الاسرائيلين لديها سوى حزب الله.

اما صحيفة جروزاليم بوست، الواسعة الانتشار فقد كتبت تحت عنوان: انتصار حزب الله، قالت فيه كل علميات تبادل الاسرى مع الدول العربية كانت تتم وفق اتفاقيات جنيف التي تنظم وضع الاسرى عقب توقف العمليات العسكرية تم بموجبها تبادل 882 اسيرا اسرائيليا مقابل 6344 اسيرا عربيا.

لكن قواعد اللعبة تغيرت بعد ان بدأ اعداء اسرائيل يلجأون الى استخدام تنظيمات شبه عسكرية لا تنطبق عليها القواعد المطبقة على الجيوش النظامية وبالتالي لا تلتزم هذه التنظيمات بالقوانين التي تنظم وضع الاسرى.

والامر الاخر ان عناصر هذه التنظيمات هم مقاتلون غير شرعيون لا تنطبق عليهم القوانين الدولية وبالتالي لا يحق لهم التمتع بحقوق الاسرى، بل يجب معاقبتهم كمجرمي حرب وعندما تقوم اسرائيل بعملية تبادل اسرى مع مثل هذه المنظمات بإنها تمنحها وضعا لا تستحقها وتمنح عناصرها وضع الاسرى بينما يجب معاقبتهم كمجرمي حرب.

واضافت اسرائيل لا تطالب هذه المنظمات منح جنودها المحتجزين لديها نفس الحقوق التي يتمتع بها مقاتلوها لدى اسرائيل.

اما صحيفة هاآريتس، فوصفت عملية تبادل الاسرى بأنه انتصار لحزب الله وقالت ان هذه الصفقة تبدو للرأي العام كدليل على انتصار حزب الله في حرب 2006 كما انها تؤكد على انتصار حزب الله في صراعه مع خصومه داخل لبنان.

من جانبها تشير صحيفة الجارديان إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت كان قد تعهد بعدم التفاوض على حياة الجنود الإسرائيليين الأسرى مع منظمات وصفها بالإرهابية.

وتضيف الصحيفة، الحداد الإسرائيلي الذي تزامن مع ابتهاج حزب الله خلال عملية التبادل.

وترى الصحيفة أن الصفقة إقرار إسرائيلي ضمني بالمسؤولية عن حرب الـ34 يوما، وذلك لأنها خاضت هذه الحرب قبل عامين تحت ذريعة الرد على اختطاف، مقتل الجنديين الإسرائيليين.

غير ان إسرائيل أقرت ضمنيا بأن هدفها الخفي كان تفكيك حزب الله. ولم تتمكن إسرائيل من بلوغ هذا الهدف، كما لم تستطع الإفراج عن الجنديين الإسيرين بل على العكس من ذلك زادت حزب الله قوة.

وتقول الصحيفة: والأدهى من ذلك أن الصفقة تجعل من حزب الله شريك مفاوضات مع إسرائيل وليس الحكومة اللبنانية.

وترى الصحيفة أن هذا يعني ضمنا أن حزب الله استطاع بالاختطاف والحرب، ما لم تستطعه حكومة السنيورة بوسائلها الدبلوماسية.

وتختم الجارديان افتتاحيتها بالقول: إذا كانت إسرائيل مستعدة لتبادل الأسرى، فكان ينبغي عليها أن تفعل ذلك مباشرة بعد اختطاف جندييها. إذن لظل أكثر من 1200 لبناني و159 إسرائيليا على قيد الحياة الآن.

وإذا كان من نتائج هذه الحرب تأمين المناطق الشمالية لإسرائيل، فإنها في المقابل أثرت سلبيا على سمعة إسرائيل على الصعيد الدولي.

وساطة عميل الاستخبارات الألمانية في تبادل الأسرى

وكشفت مصادر بالعاصمة الألمانية برلين أن عميلا من الاستخبارات الألمانية توسط في صفقة تبادل الأسرى التي تم الاتفاق عليها بين اسرائيل وحزب الله.

وكانت تقارير ترددت في الشرق الأوسط حول مشاركة ألمانيا في مفاوضات عملية تبادل الأسرى بين الجانبين، الا أن برلين لم تؤكد مطلقا تلك الأنباء. بحسب د ب ا.

وقالت المصادر، نقلا عن وثيقة داخلية حررها مكتب المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، ان الوسيط في تلك العملية يعمل بوكالة الاستخبارات الألمانية وسمحت له الأمم المتحدة بادارة اتصالات سرية بين الجانبين.

وأوضحت المصادر أنه قطع ما يوازي 700 ألف كيلومتر من الطيران بين مقر الأمم المتحدة في نيويورك وتل أبيب وبيروت، بالاضافة الى عدد من العواصم الأوروبية خلال فترة المفاوضات التي استمرت 18 شهرا.

ولم يتم الكشف عن هوية الوسيط، الا أن تقارير اخبارية ذكرت باستمرار أن اسمه جيرهارد كونراد، الذي أسند اليه دور الوساطة في صفقة تبادل الأسرى السابقة بين اسرائيل وحزب الله في عام 2004.

سمير القنطار بطل في لبنان وكريه في اسرائيل

وتلقّى أقدم سجين لبناني في السجون الاسرائيلية استقبال الابطال عندما عاد الى وطنه لكنه في نظر الاسرائيليين يبقى مكروها كرجل تلطخت يداه بالدماء.

سمير القنطار الذي كان مراهقا عام 1979 عندما نفذ هجوما في اسرائيل مات فيه طفلان هو جزء من صفقة تبادل السجناء بين اسرائيل وحزب الله اللبناني. وتعيد اٍسرائيل خمسة سجناء لبنانيين مقابل جنديين اسرائيليين أسرهما حزب الله عام 2006.

وسلم حزب الله رفات الجنديين للصليب الاحمر بعد أن كشف وفيق صفا المسؤول الامني بحزب الله لاول مرة أن جنديي الاحتياط ايهود جولدفاسر والداد ريجيف ليسا على قيد الحياة.

وقال بسام القنطار شقيق سمير: بعد 30 عاما من الانتظار حيث كنت ابلغ من العمر عاما وبضعة شهور عندما اعتقل، لم اعرفه ابدا الا من خلال الصور والرسائل. بحسب رويترز.

في قرية القنطار الدرزية عبيه قامت عائلته بتعليق صورة كبيرة له في وسط البيت يرافقها مقتطفات شعرية كتبت مديحا له.

وأسر حزب الله جنديي الاحتياط بالجيش الاسرائيلي جولدفاسر وريجيف في غارة عبر الحدود في يوليو تموز عام 2006 واعقبت ذلك حرب استمرت أكثر من شهر في لبنان.

وكان رئيس الوزراء الاسرائيلي استبعد في البداية اجراء مفاوضات من اجل عودتهما ولكن وافق لاحقا على مطلب حزب الله بمفاوضات ثلاثية من خلال وسيط الماني عينته الامم المتحدة.

والقنطار احد سبعة اخوة وأخوات وكان عمره 17 عندما القت الشرطة الاسرائيلية القبض عليه اذ كان واحدا من أربعة من مقاتلي جبهة التحرير الفلسطينية عندما هاجموا شقة في مدينة نهاريا الشمالية الاسرائيلية وقتلوا شرطيا ورجلا اخر وابنته.

واختبأت زوجة الرجل في خزانة الثياب مع ابنة اخرى لكنها قتلتها عن غير قصد وهي تحاول منعها من البكاء. وحكمت محكمة اسرائيلية على القنطار بالسجن لمدة 542 عاما.

وعلى الرغم من ان القنطار درزي وليس شيعيا فقد جعل منه حزب الله العنصر الرئيسي في عملية تبادل السجناء ويرجع ذلك جزئيا الى فشل تأمين الافراج عنه ضمن عملية تبادل سجناء سابقة مع اسرائيل جرت عام 2004 .

ويقول كثيرون ان رفض اسرائيل اطلاق سراحه كجزء من الصفقة التي ابرمت في ذاك الوقت دفعت حزب الله الى اتخاذ قرار اسر مزيد من الجنود مما ادى الى اندلاع حرب 2006 التي أسفرت عن مقتل 1200 لبناني معظمهم من المدنيين و159 اسرائيليا معظمهم من الجنود.

ويعتبر ضم القنطار الى الاتفاق كأسا مر بالنسبة للكثير من الاسرائيليين الذين يكرهون اطلاق سراح سجناء، تلطخت ايديهم بالدماء.

لكن سمادار حران التي قتل القنطار عائلتها لم تعارض الاتفاق وقالت في رسالة الى مجلس الوزراء الاسرائيلي: لم يكن اسيري الخاص. مضيفة ان ليس لديها احتكار للالم او المعاناة او العدل، في اشارة الى عائلات الجنديين جولدفاسر وريجيف والملاح الجوي الاسرائيلي المفقود رون اراد. والعفو عن القنطار الذي وصفته اسرائيل بانه اخر ورقة مساومة لمعرفة مصير اراد قد يعد اعترافا أيضا بالتخلي عن اي فرصة لاستعادة اراد.

ضد حزب الله.. تحريض إسرائيلي عبر الإتصالات اللبنانية

وأكد عدد من المواطنين في العاصمة اللبنانية بيروت أنهم تلقوا رسائل صوتية على هواتفهم الثابتة تدعي أنها من دولة إسرائيل، وتدعوهم إلى العمل على منع حزب الله من تنفيذ عمليات جديدة ضدها وتحذرهم من مغبة ذلك، وهو أمر أكدته مصادر في وزارة الاتصالات اللبنانية.

ولم تتضح هوية الجهة التي قامت بإرسال تلك الرسائل، إذ إن الأجهزة الكاشفة للأرقام في هواتف المواطنين عجزت عن تحديد المصدر، في تطور جاء غداة إتمام عملية تبادل الأسرى والجثث بين حزب الله وإسرائيل.

ووفقاً للبنانيين تحدثوا إلى موقع CNN بالعربية، فإن الرسالة تبدأ بمجرد الإجابة على الهاتف، حيث يُسمع صوت خشن لرجل يقول: أيها الشعب اللبناني، لا تعطي الفرصة للارهاب مجددا، لا تعطوا الفرصة لحزب الله، لا تدع حزب الله يقوم بأي عمليات جديدة ضد إسرائيل لأننا سنرد عليه بقسوة، وشكرا.. دولة إسرائيل.

وتكتفي أجهزة كشف أرقام المتصلين بإظهار مجموعة من الأصفار، كما تنتهي المكالمة بمجرد انتهاء الرسالة.

وذكرت مصادر في وزارة الاتصالات اللبنانية أنها تلقت العديد من الاتصالات لأشخاص قالوا إنهم تسلموا الرسالة الصوتية، لكن المصادر تريثت في منح معلومات إضافية عن الجهة المتصلة، وما إذا كانت الرسائل بالفعل من إسرائيل.

كما رفضت المصادر التعليق على احتمال أن تؤشر الرسائل إلى اختراق لشبكة الهواتف الثابتة في لبنان، أو تحديد عدد المشتركين الذين تلقوا هذه الاتصالات لمعرفة حجم الظاهرة، مشيرة إلى أنها تدرس إصدار بيان رسمي لتوضيح القضية.

ويذكر أن ملف شبكة الاتصالات الثابتة في لبنان واحتمال التجسس عليها واختراقها كان قد دفع حزب الله لمد شبكات خاصة به في عدد من المناطق، وقد اتخذت الحكومة مطلع مايو/أيار الماضي قراراً بقطع تلك الشبكة.

وقد فجّر القرار مواجهة مسلحة بين عناصر مؤيدة لحزب الله وأخرى مناصرة للحكومة، انتهت بسيطرة الحزب على عدد من أحياء بيروت.

ويتولى جبران باسيل حالياً منصب وزير الاتصالات في الحكومة اللبنانية الجديدة، وهو ينتمي إلى التيار الوطني الحر، بقيادة ميشال عون، والذي يعتبر الحليف المسيحي الرئيسي لحزب الله.

إستعادة رفات دلال المغربي بعد ثلاث عقود

بعضهم تسلل إلى إسرئيل عبر قوارب وآخرون استخدموا السلالم لعبور السياج الحدودي مع إسرائيل لمهاجمة الدولة العبرية.

عادت رفاتهم الى لبنان بشاحنات في اطار صفقة تبادل الاسرى بين اسرائيل وجماعة حزب الله اللبنانية. ويعتقد ان معظم هؤلاء الذين يناهز عددهم المئتين هم من الفلسطينيين الذين قتلوا خلال عقود من الصراع مع اسرائيل.

ومن ضمن الرفات التي تم انتشالها من مقابر مرقمة في شمال اسرائيل دلال المغربي التي يعتبرها الفلسطينيون بطلة فيما ينظر اليها الاسرائيليون على انها ارهابية قادت هجوما ادى الى مقتل 35 شخصا في العام 1978. بحسب رويترز.

واضحت المغربي التي قتلت في الهجوم رمزا شهيرا لنضال الفلسطينيين من اجل قيام دولتهم.

ووصلت رفاتها مع جثامين مقاتلين لحزب الله الذي لم يكن قد انشىء بعد عندما تسللت طالبة الحقوق البالغة من العمر عشرين عاما وفريقا من الفدائيين الفلسطينيين من لبنان الى اسرائيل في قوارب مطاطية صغيرة.

عاشت دلال التي ولدت في بيروت لأم لبنانية واب فلسطيني حياة سرية كفدائية في حركة فتح برئاسة ياسر عرفات. قبل مغادرتها منزل العائلة للمرة الاخيرة سلمت والدتها صورة فوتوجرافية لها.

وتتحدث والدتها امنة اسماعيل (70عاما) عن اللحظات الاخيرة قبيل مغادرة ابنتها: قالت لي خذي هذه الصورة. شعرت بكبت وحزن كبيرين وتساءلت بيني وبين نفسي لماذا احضرت لي هذه..... خرجت وصارت كلما ابتعدت تنظر الي وتلوح لي بالسلام. عبرت الطريق وهي تلوح لي.

رافق رفاتها رفات ثلاثة من رفاقها ممن شاركوا معها في العملية التي اعقبها اجتياح اسرائيلي لجنوب لبنان عام 1978 الذي كان تحت السيطرة الفلسطينية في ذلك الحين.

ووفقا للاتفاق افرجت اسرائيل عن خمسة سجناء لبنانيين مما يعد انتصارا للجماعة الشيعية التي تأسست في عام 1982 بمساعدة ايرانية لمحاربة القوات الاسرائيلية التي تحتل لبنان.

لكن عودة المقاتلين الفلسطينيين ومن بينهم المغربي اثار مشاعر متباينة. وقالت اسماعيل ان ابنتها تمنت ان تدفن في الاراضي الفلسطينية: هي احبت فلسطين ... لكن هنا بلدها ايضا.

وقال امين سر قيادة حركة فتح في لبنان سلطان ابو العينين ان حوالي 150 من الرفات تنتمي الى فدائيي فتح الذين تمنوا ان يدفنوا ايضا في فلسطين.

واضاف، هؤلاء لهم دلالة وهم محطة اساسية ورئيسية وتاريخية في مسيرتنا النضالية. هؤلاء جميعهم رموز كلهم استشهدوا داخل الاراضي الفلسطينية.

وقال: لدى وصولهم سيكون لهم دفن مؤقت لحين دفنهم وتشييعهم في فلسطين ان شاء الله.

شبكة النبأ المعلوماتية- االخميس  24/تموز/2008 - 20/رجب/1429

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م