
شبكة النبأ: على خلفية دعم الولايات المتحدة الأمريكية لها
ومحاولة منها للإنضمام والإنخراط في صفوف الحلف الأطلسي، تتلقى
جورجيا معارضة شديدة بسبب هذا كله من روسيا، ومن جانبها روسيا
تعتبر ان جورجيا هي من تقوم بعمليات توتر وتصعيد يسيء إلى العلاقة
بين البلدين. الامر الذي يضع منطقة القوقاز بأكملها على حافة حرب
وصراعات متنوعة.
(شبكة النبأ) في سياق هذا التقرير تسلط الضوء على أهم المستجدات
في تصعيد وتطور العلاقات بين جورجيا وروسيا، والنظرة القلقة
العالمية لمستقبل هذا التطور الذي لاينذر إلا بسوء محتمل:
في القوقاز خطأ صغير يؤدي إلى إندلاع
الحرب
على سفوح تلال كثيفة الاشجار حيث يراقب أفراد قوات جورجيا وقوات
الانفصاليين بعضهم بعضا من خلال عدسات بنادقهم يمكن أن يؤدي مستصغر
الشرر الى نشوب حرب.
وتصاعد احتجاز أربعة جنود جورجيين في منطقة اوسيتيا الجنوبية
المنشقة بسرعة الى أزمة. وهددت جورجيا بشن هجوم على الانفصاليين
الذين تدعمهم روسيا وردا على هذا أرسلت موسكو طائرات مقاتلة الى
المجال الجوي لجورجيا لتهدئة الرؤوس الساخنة في تفليس.
وتقول حكومة جورجيا الموالية للغرب وزعماء الانفصاليين
والكرملين انهم لا يريدون حربا. لكن في ظل بلوغ التوترات مستوى لم
يسبق له مثيل فمن الممكن أن يجدوا أنفسهم رهينة للاحداث على الارض.
وقال سفانتي كورنيل الخبير في شؤون جورجيا بمعهد سياسات الامن
والتنمية وهو مؤسسة بحثية مقرها ستوكهولم: كأن أحدهم قال يستطيع
شخصان مسلحان بالبنادق بدء حرب في هذه الاماكن اذا عقدا العزم على
القيام بهذا.
وتخلصت منطقتا اوسيتيا الجنوبية وابخازيا المنشقتان على جورجيا
وكلتاهما على السفوح الجنوبية لجبال القوقاز من السيطرة الجورجية
في حروب انفصالية في التسعينيات وهي الفترة التي أعقبت انهيار
الاتحاد السوفيتي وتديران شؤونهما الان بمساعدة من روسيا.
وتفاقم الصراعان ليتحولا الى خلاف دولي يستقطب روسيا من جانب
والولايات المتحدة التي تريد انضمام جورجيا الى حلف شمال الاطلسي
من جانب اخر.
وتتنافس موسكو وواشنطن على النفوذ في جورجيا الدولة السوفيتية
السابقة التي توجد بها خطوط الانابيب الوحيدة التي تضخ الغاز
والنفط من بحر قزوين للاسواق العالمية دون المرور عبر روسيا.
وتجتمع على أرض الواقع في اوسيتيا الجنوبية وابخازيا كميات
هائلة من الاسلحة فضلا عن عدم الثقة المتأصل الى جانب سلاسل غير
واضحة من القيادة بالاضافة الى الافتقار الى أي خط جبهة واضح لتخلق
كل هذه العوامل منطقة قابلة للاشتعال.
والنقطتان الاكثر قابلية للاشتعال في ابخازيا هما منطقتا جالي
وزوجديدي وتقعان على جانبي الحدود التي فرضها الانفصاليون كأمر
واقع مع جورجيا. ولقي أربعة أشخاص حتفهم في انفجار قنبلة في مقهى
بجالي هذا الشهر أنحى الانفصاليون باللائمة فيه على جورجيا.
وقال رسلان كيشماريا المسؤول الانفصالي البارز في منطقة جالي:
دفنا الاسلحة في أي مكان أتيح لنا... ليس هناك عائلة واحدة على
الارجح لا تملك بندقيتين او ثلاثا مخبأة في مكان ما. مشحمة ومنظفة
وجاهزة.
ويقول بعض المراقبين ان الجماعات المسلحة غير النظامية التي
قاتلت على الجانب الجورجي في حرب التسعينيات وعرفت باسماء مثل:
اخوة الغابة والفيالق البيضاء، نشطت مجددا منذ بدء هذا العام.
واوسيتيا الجنوبية اكثر قابلية للاضطرابات. فهي منطقة مختلطة
وغير مرتبة من الجيوب التابعة للجورجيين والانفصاليين متغيرة
الحدود وفي الغالب تفصلها بضعة أمتار عن بعضها بعضا.
وتقوم قوات الامن الجورجية المزودة بأسلحة غربية الصنع بدوريات
على مرأى من نقطة تفتيش تابعة لاوسيتيا وعرض سكان محليون على مراسل
رويترز اثار الاعيرة النارية التي تحملها منازلهم بسبب تبادل اطلاق
النيران أثناء الليل.
كما تقوم قوات روسية بدوريات في اوسيتيا الجنوبية وابخازيا في
اطار قوة لحفظ السلام. ويقول دبلوماسيون انها تقوم بعمل معقول في
ابعاد الجانبين عن بعضهما بعضا لكنها لا تعمل بفاعلية كاملة لان
جورجيا تعتبرها طرفا في الصراع.
احتمالية التهديد العسكري الروسي
اقر البرلمان الجورجي قانونا يسمح بزيادة عدد عناصر الجيش
الجورجي من 32 الفا الى 37 الفا لمواجهة التهديدات المتزايدة، بحسب
ما اعلن مسؤول روسي في اشارة الى تفاقم التوتر مع روسيا.
وكان القرار الذي اعلن عبر التلفزيون الجورجي متوقعا كون حزب
الرئيس الموالي للغرب ميخائيل ساكاشفيلي يملك غالبية المقاعد في
البرلمان ويسعى الى ضم جورجيا الجمهورية السوفياتية السابقة الى
حلف شمال الاطلسي.
كما وافق البرلمان على زيادة بحوالى 209 ملايين دولار للمصاريف
العسكرية التي ستصل الى 989 مليون دولار في 2008. بحسب فرانس برس.
وقال رئيس لجنة الدفاع والامن في البرلمان جيفي تارغامادزه ان
السبب الرئيسي والاول لهذه الاجراءات هو التهديدات المتزايدة التي
بلغت مستوى خطيرا بعد الاعمال العدائية التي قامت بها روسيا.
واضاف، اليوم تواجه جورجيا مستوى التهديد الاكبر منذ الاستقلال
بعد انهيار الاتحاد السوفياتي.
اما الاسباب الاخرى فعدد تارماغادزه الوجود العسكري الجورجي في
العراق حيث تضاعف عديد القوات الجورجية السنة الماضية ليصل الى
الفي عنصر بالاضافة الى الرغبة ببناء جيش يتماشى مع معايير حلف
شمال الاطلسي.
واوضح نائب رئيس لجنة الدفاع والامن في البرلمان نيكولوز روروا
كذلك ان الزيادة بنحو 15% في عديد العسكر تهدف الى تعزيز قدراته
الدفاعية وبناء قوات مسلحة منسجمة مع معايير الحلف الاطلسي.
واضاف، ان الزيادة في عدد الجنود ستساعد الجيش الجورجي على
انجاز مهامه الدولية في اطار مساهمة البلاد في عمليات مكافحة
الارهاب وحفظ السلام في الخارج.
وسجل ارتفاع في نسبة التوتر خلال الايام الاخيرة في الاراضي
الانفصالية الجورجية الموالية للروس على خلفية تنافس بين الولايات
المتحدة التي تدعم انضمام جورجيا الى الحلف الاطلسي وروسيا التي
تتهمها تبيليسي بالسعي الى ضم ابخازيا واوسيتيا الجنوبية
الجورجيتين الانفصاليتين.
وبدات روسيا وجورجيا مناورات عسكرية كبيرة على اراضيهما قرب
حدودهما المشتركة.
واعلن الجيش الروسي ان حوالى ثمانية الاف عنصر يشاركون في هذه
المناورات على مكافحة الارهاب في القوقاز الروسي القريب من جورجيا.
وقال مسؤول في القوات البرية الروسية الكولونيل ايغور كوناشنكوف:
بسبب تزايد خطورة الوضع على الارض في مناطق النزاع في جورجيا
ابخازيا، وجورجيا اوسيتيا الجنوبية، ستتدرب القوات الروسية تمهيدا
لمشاركة محتملة في عمليات خاصة لحفظ السلام في مناطق النزاع المسلح.
وفي موازاة ذلك بدأت مناورات اخرى اطلق عليها اسم الرد
الفوري-2008 في جورجيا في اطار برنامج الشراكة من اجل السلام في
حلف شمال الاطلسي. واعلنت متحدثة باسم وزارة الدفاع الجورجية ان
1650 جنديا جورجيا وارمينيا واذربيجانيا واوكرانيا واميركيا
يشاركون في هذه المناورات.
تدخل الطيران الروسي لمنع الهجوم الجورجي
قال حلف شمال الاطلسي انه يشعر بالقلق من الطلعات العسكرية
الروسية فوق اراضي جورجيا قائلا انها تدعو الى التساؤل حول دور
روسيا في حفظ السلام وتسهيل المحادثات بين تفليس والانفصاليين.
وقال المتحدث باسم حلف شمال الاطلسي جيمس اباثوراي ان الامين
العام للحلف ياب دي هوب شيفر دعا كل الاطراف بما في ذلك روسيا الى
دعم وحدة اراضي جورجيا مثلما تدعو اليه قرارات مجلس الامن الدولي.
وقال اباثوراي: يشعر الامين العام بالقلق من التصعيد الاخير
للتوتر في جورجيا وهو منزعج من اعلان روسيا بان طائراتها العسكرية
حلقت عمدا فوق اراضي جورجيا في انتهاك لوحدة وسلامة اراضيها. بحسب
رويترز.
وقال بالنيابة عن دي هوب شيفر: هذه الاعمال تثير التساؤلات حول
دور روسيا في حفظ السلام وتسهيل المفاوضات.
واستدعت حكومة جورجيا المؤيدة للغرب سفيرها في موسكو احتجاجا
على ارسال روسيا لمقاتلاتها الى داخل المجال الجوي لجورجيا. ودعت
تفليس الغرب الى ادانة هذه الاعمال من جانب روسيا.
وقالت روسيا ان طلعاتها كانت لمنع الرئيس الجورجي ميخائيل
ساكاشفيلي من شن عملية عسكرية ضد اقليم اوسيتيا الجنوبية الانفصالي.
وكان هذا اول اعتراف من روسيا منذ 10 سنوات على الاقل بان
قواتها الجوية حلقت فوق اراضي جورجيا بدون اذن. وقالت جورجيا في
الماضي ان روسيا انتهكت مجالها الجوي لكن روسيا كانت دائما ما تنفي
ذلك.
وفي اوائل العام الحالي اقامت روسيا علاقات شبه رسمية مع
الحكومتين الانفصاليتين في اوسيتيا الجنوبية وابخازيا وعززت قوات
حفظ السلام التابعة لها في ابخازيا والموجودة منذ نهاية الحرب في
التسعينات.
عنف في شمال القوقاز يؤدي إلى سقوط قتلى
قال مسؤولون ان العديد من القتلى سقطوا في واحدة من اسوأ مرات
اندلاع العنف بصورة مفاجئة منذ شهور في شمال القوقاز في روسيا.
وتسعى روسيا جاهدة لاحتواء مزيج من المتمردين الاسلاميين
والمتمردين الانفصاليين وعصابات الجريمة المنظمة في المنطقة.
وتقول ان تمردا انفصاليا في الشيشان حيث خاضت حربين امكن اخماده
الى حد كبير. ومن اجل اظهار عودة المنطقة الى الحياة الطبيعية
افتتح مهرجان السينما الشيشاني الاول في العاصمة جروزني. بحسب
رويترز.
وفي احدث اعمال العنف قالت الشرطة ان قنبلة فجرت عن بعد في
داغستان مما اسفر عن مقتل رجل وادت معركة بالاسلحة النارية في نفس
المنطقة الى مقتل اثنين من المتمردين واسفرت غارة لمسلحين في
الشيشان عن مقتل ثلاثة اشخاص على الاقل. وتضاربت التقارير بشأن
انفجار في الانجوش قتل اربعة اشخاص.
وقالت خدمات الطواريء ان الانفجار دمر مبنى في نازران وهي اكبر
مدينة في منطقة الانجوش. وقال مسؤول بالشرطة المحلية: نفحص عدة
روايات. الرواية الاساسية انه انفجار غاز. لكن مصدرا في وزارة
داخلية الانجوش قال: الارجح انه انفجار متعمد. لكن الكلمة الاخيرة
ستكون للمعمل الجنائي.
وتشهد منطقة شمال القوقاز هجمات متفرقة لكن من غير المعتاد ان
يحدث هذا العدد خلال 24 ساعة. ولم يظهر دليل على ان الحوادث منسقة.
ونقلت وكالات انباء روسية عن مسؤولين قولهم ان 25 متمردا مسلحا
على الاقل اغاروا على قرية بينوي فيدينو في الشيشان في وقت متأخر
وقتلوا ثلاثة من السكان المحليين واشعلوا النار في عدة منازل.
وذكر موقع انترنت له علاقات مع بالحركة الانفصالية ان المتمردين
قتلوا 11 مسلحا مرتبطين برمزان قديروف رئيس الشيشان المؤيد لموسكو.
روسيا تقول بخطر جورجيا على استقرار
المنطقة
وصفت وزارة الخارجية الروسية جورجيا بأنها خطر على الاستقرار في
منطقة جنوب القوقاز قبل ساعات فقط من الموعد المقرر لوصول وزيرة
الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس لزيارة تفليس.
وأورد بيان وزارة الخارجية الروسية احداثا قال ان القوات
الجورجية اثارت فيها المشاكل مع الجمهوريتين الانفصاليتين اوسيتيا
الجنوبية وابخازيا.
وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان: تشكل ممارسات تفليس خطرا
حقيقيا على السلام والأمن في جنوب القوقاز وتضع المنطقة على شفا
صراع مسلح جديد بتداعيات لا يمكن التكهن بها. بحسب رويترز.
وتتنافس الولايات المتحدة وروسيا على مد النفوذ في جنوب القوقاز
الذي يمر به خط انابيب كبير يضخ النفط من اسيا الى أوروبا ويقع على
الحدود مع تركيا وايران.
وجورجيا الجمهورية السوفيتية سابقا حليف قوي للولايات المتحدة
وارسلت قوات للمساعدة في الحرب التي قادتها الولايات المتحدة في
العراق وتعتزم الانضمام الى حلف شمال الاطلسي في خطوة أثارت غضب
روسيا.
وقال البيان بعد أن اشار لما سماه العدوان الجورجي: كل هذا يثبت
ان القيادة الجورجية زادت عن عمد التوترات في العلاقات مع ابخازيا
واوسيتيا الجنوبية.
مشروع التقسيم تنفيه كل من موسكو
وتبيليسي
نفت موسكو وتبيليسي خطة تقاسم جمهورية ابخازيا الانفصالية
الموالية لروسيا التي اوردتها الجمعة صحيفة كومرسانت الروسية.
ونقلت وكالة ايتار تاس تعليقا لوزير الخارجية الروسي سيرغي
لافروف على خبر كومرسانت قال فيه: انها كذبة بحتة لا تتوافق مع
الحقيقة على الاطلاق.
ونقلت كومرسانت عن مصادر دبلوماسية روسية وجورجية قولها ان
جورجيا اقترحت على روسيا تقاسم مناطق النفوذ في جمهورية ابخازيا
الانفصالية الموالية لروسيا في مقابل تخليها عن الانضمام الى حلف
شمال الاطلسي. بحسب فرانس برس.
بدوره قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الجورجية ناتو شيكوفاني
ان: ما نشرته كومرسانت لا يمت الى الحقيقة بصلة. واضاف، ليس هناك
لا مشروع تقاسم ولا اي مشروع سري اخر.
ووصف الرئيس الابخازي سيرغي باغابش الذي استقبله في الكرملين
الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف معلومات الصحيفة الروسية بانها
حماقة.
وقال كما نقلت عنه وكالة انترفاكس الروسية: لم ابحث هذه الخطة
مع احد. مضيفا حتى لو كانت هذه الخطط موجودة لما كنا ناقشناها مع
احد. لن نتنازل عن شبر واحد من اراضينا.
واوردت كومرسانت ان مشروع تبيليسي الذي طرح خلال لقاء اخير في
موسكو بين مسؤولين كبيرين في الدبلوماسيتين الروسية والجورجية هما
غريغوري كاراسين وغريغول فاشادزيه يلحظ احتفاظ ابخازيا رسميا بحكم
ذاتي واسع داخل جورجيا الموحدة، لكنها تبقى فعليا مستقلة جزئيا.
واضافت الصحيفة ان روسيا ستكافأ عبر تخلي جورجيا عن طموحاتها
بالانضمام الى حلف شمال الاطلسي. |