علي معجزة الاسلام قبل شروق انواره

علي اسد الاسلام وقديسه

هلال آل فخرالدين

المحدثون واصحاب السيروارباب التاريخ والكل يجمع على ان ولادة الامام علي كانت حالة فريدة خاصة ومعجزة خالدة وتر لم تشفع من قبل ولا من بعد في تاريخ البشرية ولم يحظى بها اي انسان مهما علت رتبته وبلغت منزلته.

 وتعد أول فضيلة للامام علي واللاسلام معا قبل بزوغ فجره ادهشت  سدنة البيت وحيرت شيوخ  مكة واصبحت حديث ام القرى وشغلها الشاغل ومادة محافل الندوة وسارت الركبان تتحدث بتلك المعجزة من انفلاق حجر البيت ودخول فاطمة بنت اسد في باحته واتمام وضعها  بالبيت العتيق -في 13 رجب عام 23 قبل الهجرة -الذي جعله الله مثابة للناس وامننا يحجون اليه من كل فج عميق  في كل عام..

بولادة معجزة الاسلام إمام المتقين وسيد الموحدين وقائد الغر المحجلين ووصي رسول رب العالمين وبعل سيدة نساء العالمين ووالدسيدي شباب اهل الجنة والحجج على الناس اجمعين  امير المؤمنين علي.

فعندما وقفت سيدتنا فاطمة بنت اسد ملتصقة بالكعبة متوجهة لرب العزة ان يخفف مابها من حمل ويسهل ما بها من طلق لوضع المولود المبارك.. فقالت: اللهم اني مؤمنة بك وبما جاء به جدي ابراهيم الخليل وبقدرهذا الحمل الا ماسلهت ولادتي فانفلق لها البيت فدخلت فيه امنة مطمئنة.

قد شرف الله منها القدر اذ وضعت بعلي فارتقت رتبا

في حين قد ابعدت والبيت معبدها لجذع يسقط رطبا

وشاء الله ان يجعل محل ولادته (ع) في الكعبة المشرفة تشريفا لها وجعلها قبلة للناس يتوجهون اليها في كل يوم خمس مرات حتى يرث الارض ومن عليها.

فما السر في انفراد سيد العابدين بولادته في الكعبة المشرفة وهي للعبادة والتنسك والذكر وقد ابعدت من بيت الله السيدة العذراء مريم لوضع معجزة الله روح الله نبي الله عيسى الى جذع نخلة خارج البيت وهي مرعوبة مدهوشة متحيرة لاتدري ماتصنع وسيدتنا فاطمة بنت اسد تلج  البيت الحرام مطمئنة وينفرج لها الجدار وينشق وتضع ولي الله ساجدا موحدا لرب العزة -الذي اشتق.

أسمه من إسمه فهذا (علي وأنا العلي الاعلى)-وهي  مسرورة هانئة قريرة العين تحف بها الكرامة ثلاثة ايام وياتيها رزقها رغدا من عند ربها ويكون لمولودها المبارك حديث وشأن يملأ الدنيا ويشغل الناس لم يبلغه احدا غيره لكونه (البوصلة )الى الله والعروة الوثقى والسراط المستقيم والحبل المتين لتذكيرالمصلين بالتمسك به كلما توجهوا لاداء فروض الصلاة بيعسوب الدين ومنار الهدى وعلم التقى وتوكيدها ب(حي على خير العمل) قدوة واسوة وتذكيرا بجليل قدره وعظمة مقامه(القران الناطق) وسمو شأنه ووجوب الانقياد واطاعته لانعقاد الامامة له وبالمعصومين من ذريته وان ال ياسين ادلاء على الله وسدنة رسالته وحفظة سنة رسوله (ص) يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر..

وجعل ولايته طيب للولادة وحبه جنة من النفاق وبولايته تقبل الاعمال.. وفي الاخرة من لم يحظى بولائه لم يفز برضوانه ولايجوز سراطه وينعم بجنانه وهذا مايؤكده حتى النواصب

وفيه يقول الامام الشافعي:

ماذا اقول بمن حطت له قدم في موضع وضع الرحمان يمناه

ان قلت ذابشرا فالعقل يمنعني واختشى الله من قولي هو الله

ومهما حاول الطغاة والجبابرة طمس ذلك المعلم المقدس وسد ذلك المنفذ فالشمس لايحجبها الاقزام ولايزد التعتيم على ذلك الدليل الواضح والبرهان الكاشف الاسطوعا لانه فضيلة إلهية لاتدانى وكرامة علوية لم تشفع لأول القوم اسلاما واقومهم ايمانا لم يفلحوا وانقلبوا خاسئين وباؤوا بغضب من الله ورسوله والمؤمنين لماعرفوا بخبث الاصل.

وكانت حياته جهادا وفتوح صاحب (الراية المنصورة وسيف الله المسلول) وهتاف جبريل يصدح: (لافتى الا علي ولا سيف الا ذو الفقار) مبيد الشرك وقامع الظلال والرسول (ص) يجلجل قائلا (ضربة علي يوم الخندق تعادل عبادة الثقلين)..

وكنت رباني هذه الامة وناسكها وأعلمها وأقضاها وأزهدها وأعدلها ألقاسم بالسوية  لاتاخذك في الله لومة لائم حتى توجتها بقتال ثالوث الفساد والبغي والارهاب الناكثين والقاسطين والمارقين لاقامة دولة العدل الالهي.

ويأبى الله الا ان تكون خاتمتك سعادة بالشهادة (فزت ورب الكعبه)في محراب بيت الله على يدي اشقى الاولين والاخرين كما انبأ المصطفى (ص) ولم يتمم سبقه ويكمل مشواره في تطهير الارض من الارجاس وقمع الاستبداد وتأسيس دولة القانون وتحرير الانسان من عبوديات البشر ونشر قيم العدالة وحقوق الانسان وفرض لغة العلم كدين وتعميم قيم التسامح والمحبة والسلام بين البشر وسوف يكملها قائمكم (عج)لتملئ قسطا وعدلا كما مليئة ظلما وجورا ويظهره على الدين كله..

وتبقى انت ياقائد الغر المحجلين وحيد دهرهك وفريد عصرك لابل كل العصور قاطبة أول واخر من نادى ومن على المنبر وعلى الملأ: سلوني قبل ان تفقدوني كما اعلنت: لوثنيت لي الوسادة لافتيت اهل التوراة بتوراتهم واهل الانجيل بانجيلهم واهل الزبور بزبورهم...

لكن الامة ضيعت حظها فما رعت حقك ولاعرفت قدرك

كنت الصح في الزمن الخطأ

وأول مظلوم في الاسلام

يقول جبران خليل جبران: ان علي شهيد عظمته مات وهو يتمتم بذكرالله ويترنم باياته

و ضريحه حرم يطوف به الخلود ويحرم.

يقول ابن ابي الحديد المعتزلي:

يابرق ان جئت الغري فقل له  اتراك تعلم من بارضك مودع

فيك ابن عمران الكليم    وبعده عيسى يقفيه واحمد يتبع

بل فيك جبريل وميكال واسرافيل والملء المقدس اجمع

بل فيك  نور الله جل جلاله لذوى البصائر يستشف ويلمع

وهنا يقسم العلامة المعتزلي مؤكدا:

والله لولا حيدر ماكانت الدنيا ولاجمع البرية مجمع

سيدي ياامير المؤمنين ما عساني ان اذكر من فضالك والامام احمد يقول: اخفى محبيه فضائله خوفا وطمسها اعدائه حقدا وظهر بين هذا وذاك ماملىء الخافقين

 ويكفى قول البشير النذير (ص) فيك: ياعلي ماعرفك الا الله وأنا وماعرفني الا الله

وأنت وما عرف الله الا أنا وأنت..

وكذلك  ماذكره الذكر الحكيم عنك بالنبأ العظيم: (عم يتساءلون*عن النبأ العظيم*الذي هم فيه مختلفون) النبأ:1و2و3

ذاك مولانا علي ولادته معجزة وحياته معجزة جامعا للمتاقضات محيرلأولى الالباب وعبرة لأولي الابصار ويبقى اخ النبي (ص) وصنوه (ع).

hilal.fakhreddin@gmail

شبكة النبأ المعلوماتية- االخميس  17/تموز/2008 - 13/رجب/1429

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م