الامام علي (ع) مفخرة الولادة وعظمة البطولة

الاستاذ الدكتور موفق عبدالعزيز الحسناوي

  الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين واصحابه الغر الميامين.

  نحتفل في هذه الايام المباركة بذكرى ولادة امير المؤمنين وبطل الاسلام الاول الامام علي بن ابي طالب عليه السلام بكل ماتحمله هذه الذكرى العطرة والسيرة البهية من معاني ودلالات لهذه الشخصية الفذة التي كانت وستبقى رمزا كبيرا للاسلام الحنيف وسيفا بتارا بوجه الكفرة المتجبرين.

فكان بحق فتى الاسلام الاول بدون منازع، وقدم تضحيات وبطولات كبيرة للاسلام وخدمة نبيه الكريم محمد صلى الله عليه وآله وسلم، لم يستطع أي احد غيره ان يقدم عشر معشارها على مر الاجيال.

  لقد مثلت حياة امير المؤمنين الامام علي بن ابي طالب عليه السلام اسمى معاني التضحية والفداء والشجاعة والبطولة والصبر والايثار والحق، التي تجسدت في شخصيته الفذة التي قل نظيرها ان لم نقل انعدم مثيلها في التاريخ عدا شخصية الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وآله وسلم.

  لقد اختزل الاسلام برمته في شخصية علي بن ابي طالب عليه السلام، فمن اراد ان يعرف الاسلام الحقيقي كما هو دون زيف او تحريف فلينظر الى الى شخصية وسيرة امير المؤمنين عليه السلام.

ويكفي عليا فخرا انه وليد الكعبة الوحيد على مر التأريخ ولتأتي هذه الولادة مفخرة عظيمة ونادرة يتميز بها ابو الحسنين عليهما السلام عن باقي البشرية، فيالها من ولادة عظيمة ويالها من منزلة رفيعة وهبها الخالق العظيم سبحانه وتعالى لهذه الشخصية الفذة.

 ويكفي عليا فخرا بأن يأتي النداء من الله العلي القدير على لسان جبرائيل عليه السلام " لافتى الا علي لاسيف الا ذو الفقار ". فعلي هو سيف الاسلام والمدافع عنه والفدائي الاول فيه. لم يتردد يوما عن قول الحق والدفاع عنه مهما كان ولمن كان.

  لقد كان علي عليه السلام ومازال وسيبقى نورا ساطعا يضيء الدرب لكل المسلمين في مشارق الارض ومغاربها على الرغم مما قام به الاعداء الكثيرون له من محاولات كثيرة لطمس شخصيته وعد اظهارها بوجهها الحقيقي على مدى التاريخ. ولكن مهما حاول هؤلاء الاعداء طمس الحقائق يزداد الناس تمسكا بعلي وبالمنهج الذي خطه للمسلمين اجمع.

  اننا عندما نستذكر مولد الامام علي بن ابي طالب عليه السلام علينا ان نضع نصب اعيننا المباديء والقيم التي عاش ودافع من اجلها امير المؤمنين، ولتكن مناسبة متجددة للوقوف على واقع الدين الاسلامي حاليا، ومما يحاول اعداء هذا الدين من تشويه صورته الحقيقية التي اوجدها الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وآله وسلم ونشرها ابن عمه علي بن ابي طالب عليه السلام بسيفه وابقاها ابن امير المؤمنين الحسين الشهيد عليه السلام، للعمل لازالة ما لحق به من تشويه وزيف.

  مااحوجنا في هذا الزمان لشخص مثل علي بن ابي طالب عليه السلام ليقيم اعوجاج الحق وينتصر للمظلومين ويهز عروش الجبابرة والطغاة.

ليكن عملنا خالصا لوجه الله تعالى ورسوله الكريم ودينه الحنيف. لنعمل من اجل بناء شخصيتنا الاسلامية الحقيقية التي تدعو الى التوحيد والايمان والخير والوحدة. لنعمل على لم شملنا وجمع صفوفنا لمواجهة اعداؤنا الحقيقيون.

  اننا فخورون لانتمائنا للخط القويم الذي اتبعه امير المؤمنين عليه السلام. وليتجسد هذا الانتماء بالعمل لرفع شأن الدين الاسلامي، وتوضيح الحقائق كما هي للاخرين وابعاد الحيف والظلم الذي لحق به.

  اننا عندما نحتفل بذكرى ولادة الامام علي بن ابي طالب عليه السلام فهذا يعني ان ماخطه عليا لنا يتجدد يوما بعد اخر وينتشر. ونحن بأنتظار الامل المنشود الامام المهدي المنتظر عجل الله فرجه الشريف، الذي سوف ينقذنا مما نحن فيه، ويملأ الارض عدلا ونورا، فهو امل المستضعفين وقاهر عروش الجبابرة والمتكبرين.

  لنتمسك بعلي بن ابي طالب، ولنسير على الخط الذي رسمه للاسلام، ولندافع عنه بكل جرأة وشجاعة، ليقود حياتنا الى الخير والصلاح والهداية ورضا الله سبحانه وتعالى.

  وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين واصحابه الغر الميامين.

* هيئة التعليم التقني – المعهد التقني في الناصرية – جمهورية العراق

[email protected]

شبكة النبأ المعلوماتية- االخميس  17/تموز/2008 - 13/رجب/1429

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م