قسوة الحصار الإسرائيلي وإصرار الشعب الفلسطيني

شبكة النبأ: يشتد الحصار الإسرائيلي ضراوة وقسوة على أبناء شعبنا في فلسطين، مع تعثر واضح لجميع الجهود الرامية لحل فتيل الأزمة، يرافق ذلك كله دور عربي ضئيل جدا، متكأ على خطواته الخجولة.

ليبقى الشعب الفلسطيني يعاني من مرارة الاحتلال والفقر والعوز الكامل، رازحا تحت رحمة جلاده والذي لايتوانى في قطع الإمدادت عنه والمساعدات الدولية، ليصل الأمر إلى منعه من الأساسيات الطبيعية في حقوقه كالماء والكهرباء والخدمات الإجتماعية.

(شبكة النبأ) في سياق التقرير التالي تعرض عليكم معاناة الشعب الفلسطيني من جراء القيود والحصار الذي تفرضه إسرائيل، متجليا ذلك في كل المناطق المحتلة منها، أو حتى تلك التي تكون تحت سيطرة الحكومة الفلسطينية:

الجدار الاسرائيلي وسرقة الاراضي الفلسطينية

ينظر المزارع الفلسطيني سليمان حسين الى سياج من الاسلاك المكهربة تطوق ثلاثة جوانب من منزله ويشير في حسرة صوب اشجار الزيتون التي زرعها أهله يوما وكان يوليها رعايته.

وقال مدمدما وهو يتراجع متفاديا جرافة تزمجر على الجانب الاسرائيلي من السياج الذي تبنيه الدولة اليهودية في عمق أراضي الضفة الغربية المحتلة على بعد 25 مترا فقط من منزل حسين قرب قرية بلعين بينما كان سائق الجرافة يفتش عن أنفاق او ثغرات: هذا يصيبني بالغثيان. بحسب رويترز.

وفي التاسع من يوليو تموز عام 2004 أصدرت المحكمة الدولية في لاهاي حكما بعدم شرعية السياج الذي تقميه اسرائيل بامتداد 720 كيلومترا في عمق الاراضي الفلسطينية المحتلة.

وتقول الامم المتحدة ان اسرائيل ضربت بهذا الحكم عرض الحائط ويرى حسين ذلك أيضا. ويقول ان اسرائيل بدأت في بناء هذا القطاع من السياج الذي يحاصر فعليا بيته الاسمنتي المتواضع ويفصل بينه وبين حقول اسرته منذ ثلاث سنوات ونصف.

لم يحرك هذا السياج رغم الحكم الذي اصدرته المحكمة الاسرائيلية العليا في سبتمبر ايلول الماضي بضرورة اعادة ترسيم مسار هذا الجزء من السياج لتفادي الاراضي الزراعية المملوكة لسكان بلعين التي تقع على بعد نحو 25 كيلومترا فقط شرقي تل ابيب.

وتجادل اسرائيل بأن هذا السياج وهو مزيج من الاسلاك الشائكة والجدران الاسمنتية يبعد المفجرين الانتحاريين عن مدنها. وتقول اري ميكيل المتحدثة باسم وزارة الخارجية الاسرائيلية: هذا السياج ينقذ أرواحا.

أما الفلسطينيون فيقولون انه مصادرة للاراضي ليطوق المستوطنات اليهودية ويقتطع مناطق كبيرة من الاراضي الزراعية الفلسطينية.

وفي بلعين يتوغل هذا السياج ثلاثة كيلومترات داخل الخط الاخضر الذي رسم مع وقف اطلاق النار عام 1949 ويفصل بين اسرائيل والضفة الغربية بزعم تأمين المستوطنات اليهودية ومنها مستوطنة مودعين عيليت الواقعة على الجانب الاسرائيلي من السياج.

وقال حسين (76 عاما) في غضب وهو يشير باصبعه نحو السياج: المسألة ليست مسألة سياج انها مسألة أرض. انهم يقولون انها مسألة متعلقة بالامن لكن هل تشكل حقا اشجار الزيتون والماعز التي أملكها خطرا أمنيا انهم فقط يريدون سرقة الارض.

في بلعين تدخل قوات الامن الاسرائيلية في مواجهات أسبوعية مع المحتجين من بينهم يساريون اسرائيليون ونشطون موالون للفلسطينيين من الخارج. كان المحتجون يلقون الحجارة والجنود الاسرائيليون يردون بالقاء القنابل المسيلة للدموع واطلاق الطلقات المطاطية وقنابل الصوت.

كما اندلعت مؤخرا الاشتباكات أمام منزل حسين. في حديقته كانت هناك كومة من عبوات فارغة للقنابل المسيلة للدموع واحترقت الارض في مناطق قام فيها الجنود الاسرائيليون باحراق الاشجار.

ويأمل الرئيس الفلسطيني محمود عباس ان تشكل الضفة الغربية القاعدة الرئيسية للدولة الفلسطينية المستقبلية. لكن النشطين يقولون ان السياج وعشرات المستوطنات اليهودية المحصنة ستحول هذا الحلم الى مجرد جيوب مثل المناطق التي كانت تخصص للسود خلال الحكم العنصري في جنوب افريقيا وتضر بامال السلام.

تحدي المتسوق الفلسطيني لقرار الغلق من الجيش الاسرائيلي

داهمت القوات الاسرائيلية مجمعا للتسوق في الضفة الغربية المحتلة وأمرت باغلاقه لمدة عامين بسبب مزاعم بأن لمالكه صلات بحركة المقاومة الاسلامية حماس.

وتحدى المتسوقون الفلسطينيون الامر الصادر باللغة العربية الذي ترك في المجمع ويحمل توقيع جنرال اسرائيلي وتدفقوا على مبنى المجمع المكون من خمسة طوابق في وسط مدينة نابلس.

ويهدد أمر الاغلاق مخالفيه بعقوبة السجن خمس سنوات ويمهل اصحاب المحلات في المجمع حتى 15 أغسطس اب لنقل انشطتهم التجارية منه وجاء فيه: مكاتب ادارة المجمع التجاري (نابلس مول) والاماكن التجارية تغلق المشاغل والمكاتب في المكان لمدة سنتين من يوم استلام هذا الامر. بحسب رويترز.

ويحيط الجيش الاسرائيلي بنابلس التي تحكمها السلطة الفلسطينية بقيادة الرئيس محمود عباس لكنه يقوم بمداهمات متواترة داخل المدينة فيما يصفه بمحاولات لمنع هجمات النشطاء.

وقال جمال المحيسن محافظ نابلس: لن نقبل هذه الاجراءات الغير القانونية التي اتخذها الجيش الاسرائيلي ولن نطيع أوامر الجيش بابقاء مركز التسوق مغلقا.

ودخل الجنود الاسرائيليون المجمع التجاري ومكاتب شركة بيت المال الفلسطيني العربي المساهمة العامة المحدودة التي تملكه في عملية قاموا بها في وقت مبكر وصادروا أجهزة كمبيوتر.

وقال مسؤول بالجيش الاسرائيلي ان مركز التسوق مملوك لحماس وزعم أن أرباحا حققتها المحال داخل المركز التجاري استخدمت في رعاية الارهاب. ونفى عثمان مصلح عضو مجلس ادارة شركة بيت المال هذه المزاعم.

وقال مصلح ان هذا المركز التجاري يتبع شركة عامة يزيد عدد حملة اسهمها عن أربعة الاف ولا صلة له بالسياسة أو بحماس.

وصعدت اسرائيل حملة على مؤسسات في الضفة الغربية المحتلة تقول ان لها صلة بحماس التي انتزعت السيطرة على قطاع غزة من حركة فتح التي يقودها عباس قبل عام وتعارض مباحثاته مع اسرائيل.

وقالت الحكومة الاسرائيلية في بيان لها ان وزير الدفاع ايهود باراك وقع أخيرا أمرا يعلن فيه اعتبار 36 منظمة خيرية عالمية تشتبه اسرائيل في انها تجمع اموالا لحماس، جمعيات محظورة.

وقال أمر اغلاق المجمع التجاري ان أي شخص يريد استئناف القرار يمكنه التقدم بالتماس الى القسم القانوني في الجيش الاسرائيلي. وتضمن الامر ارقام هواتف وخطوط فاكس.

فلسطيني يقود هجوما بجرار على الجدار العازل

قالت الشرطة الاسرائيلية ان فلسطينيا حاول ان يصدم بجرار الجدار الاسرائيلي العازل في الضفة الغربية وان عشرة أشخاص أُصيبوا في احتجاجات ضد مشروع وصفته المحكمة الدولية قبل أربع سنوات بأنه غير قانوني.

وقال ميكي روزنفيلد المتحدث باسم الشرطة الاسرائيلية ان الرجل الذي لم يحدد هويته قاد الجرار حتى الحاجز الخرساني عند قلندية وهي نقطة تفتيش عسكرية تقع خارج رام الله لكنه استدار عائدا صوب المدينة بعدما واجهته قوات حرس الحدود.

وأوضح: استخدموا وسائل فض الشغب لجعله يترك المكان. أفهم انه لم تحدث أضرار أو إصابات.

ويقول الفلسطينيون ان الجدار العازل وهو شبكة من الأسيجة والحوائط تلتف حول المستوطنات اليهودية المنتشرة في الضفة الغربية المحتلة سلب للاراضي قد يمنعهم من قيام دولة متصلة جغرافيا وقابلة للحياة. وتصف اسرائيل الجدار بأنه ساتر ضد المفجرين الانتحاريين وتقول انه قد يزال متى يحل السلام. بحسب رويترز.

وقال شهود عيان ومسؤولون طبيون ان الجنود الاسرائيليين أصابوا سبعة محتجين في اشتباكات بالأيدي في نعلين وهي بلدة بالضفة الغربية شهدت اسابيع من المظاهرات ومداهمات للجيش الاسرائيلي لان قطاعا من الجدار العازل يمر قريبا منها.

واظهرت لقطات تلفزيونية المحتجين يصعدون على جرافة والقوات تعترضهم. والقى جنود آخرون قنابل صوت وأخرى مسيلة للدموع لتفريق الحشد.

وقال ايمن نافع رئيس بلدية نعلين ان الاسرائيليين اعتقلوا ثلاثة محتجين خلال المظاهرات بالبلدة.

وطوق الجيش الاسرائيلي القرية التي يسكنها خمسة الاف نسمة وفرض حظر تجول فيها لمحاولة منع الناشطين الاسرائيليين والدوليين من الانضمام الى السكان المحليين في احتجاجاتهم شبه اليومية ضد الجدار العازل.

وقال مسعفون ان ثلاثة محتجين أُصيبوا في الجزء الشمالي من الضفة الغربية خلال مواجهات مماثلة ضد الجدار.

غارة إسرائيلية على مجلس البلدية في نابلس

قال مسؤولون فلسطينيون ان قوات اسرائيلية أغارت على مجلس بلدية نابلس بالضفة الغربية فأحدثت أضرارا واستولت على أجهزة كومبيوتر.

وأضافوا أن الجنود أغاروا أيضا على ستة مساجد وصادروا ثلاث حافلات من مدرسة اسلامية في البلدة.

ولم يرد تعليق فوري من متحدث باسم الجيش الاسرائيلي على الغارة التي تزامنت مع تصاعد حملة ضد المنظمات التي تشتبه اسرائيل أن لها صلات بحركة المقاومة الاسلامية (حماس). وأعلنت المتاجر والاعمال في نابلس اضرابا عاما احتجاجا على الغارة.

وكثيرا ما يشن الجيش الاسرائيلي غارات على نابلس فيما يصفها بمحاولات لمنع النشطاء من شن هجمات. بحسب رويترز.

وقال رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض ان الغارات كانت مدمرة بشكل كبير وأضعفت الجهود الامنية المدعومة من الولايات المتحدة التي تبذلها السلطة الفلسطينية لارساء القانون والنظام في مناطق تحت تحت سيطرتها في الضفة الغربية.

وقال حافظ شاهين القائم بأعمال رئيس بلدية نابلس: البلدية مؤسسة خدماتية. لا أرى أي سبب يدعو لمداهمتها. انه اعتداء على السلطة الفلسطينية أيضا.

شحة المياه في الشرق الأوسط وقيود اسرائيل

قال مقيمون وسلطة المياه ان المياه مقطوعة عن بلدات في الضفة الغربية ويواجه الفلسطينيون نقصا شديدا في المياه فيما يؤدي الجفاف الى الضغط على إمدادات المياه التي تقيدها اسرائيل أصلا.

ولا توجد مياه في مدن كبرى في الضفة الغربية مثل جنين والخليل منذ ما يقرب من شهر.. بل ان الأمر امتد لتنقطع المياه لعدة أيام عن صنابير بعض مناطق رام الله التي نادرا ما تشهد مثل هذه الظواهر.

وقال محمود ابراهيم وهو مواطن من جنين في شمال الضفة: لا توجد مياه لدينا منذ 40 يوما.. نضطر لشراء الماء من الباعة في الشوارع.

وهناك شح متزايد للمياه في الشرق الاوسط. وقضية المياه واحدة من القضايا الرئيسية في أي اتفاق للسلام بين الفلسطينيين واسرائيل. والجدل في هذا الشأن شديد التعقيد.

وقال شداد عتيلي مدير سلطة المياه الفلسطينية: اسرائيل تسيطر على إمدادات المياه. هذا العام أسوأ لان هناك نقصا في سقوط الأمطار. وتوقع أن يكون هناك نقص شديد في أنحاء الضفة الغربية وقطاع غزة هذا الصيف.

وفيما تشهد أجزاء من الضفة الغربية في كثير من الأحيان نقصا في موسم الصيف يقول الأهالي ان النقص سيكون أكثر هذا العام لشُح الأمطار. بحسب رويترز.

وتتحكم اسرائيل في كثير من إمدادات المياه في الضفة الغربية فتضخها من طبقة صخرية تحتجز مياها تحت اسرائيل والضفة ثم تبيع بعضا من المياه للفلسطينيين بحصص تم الاتفاق عليها في اتفاق أوسلو لعام 1993. وتقول جماعات حقوقية ان تلك الحصص لم تطرأ عليها زيادة اتساقا مع النمو السكاني للفلسطينيين.

كما تحظر اسرائيل حفر آبار فلسطينية جديدة بدعوى حاجتها لحماية الموارد المشتركة من زيادة الاستهلاك.

وقال أوري شور المتحدث باسم سلطة المياه الاسرائيلية: لا يمكننا السماح بالحفر أينما شاءوا. وأضاف ان اسرائيل التزمت بتعهداتها في إطار اتفاق أوسلو فيما أخفق الفلسطينيون في تنفيذ متطلبات إعادة تدوير المياه ولا يوزعون المياه بصورة فعالة.

وحذر مسؤولون اسرائيليون من أن البلاد مقدمة على نقص لم يسبق له مثيل في المياه.

وقال أوري شاني مدير سلطة المياه الاسرائيلية في مؤتمر صحفي: لم نشهد مثل هذه الأزمة. كما أعلن ارتفاعا في الأسعار وتدابير لتوفير المياه.

وأدى الجفاف الى نقص شديد في اسرائيل التي تعتمد على موارد أهمها بحيرة طبريا التي تحتل صدارة المفاوضات على المسار السوري.

وقال العتيلي ان الفلسطينيين يحصلون على 105 ملايين متر مكعب من آبار الضفة الغربية التي حفرت قبل احتلال اسرائيل لها عام 1967. ويشتري الفلسطينيون نحو 50 مليون متر مكعب سنويا من اسرائيل وطلبوا ثمانية ملايين متر مكعب اضافية.

وسيؤدي جفاف الطقس الى سرعة نضوب الآبار الفلسطينية غير المحفورة بأعماق كبيرة بخلاف الآبار الاسرائيلية.

وقالت سلطة المياه الاسرائيلية في موقعها على الانترنت ان متوسط نصيب الفرد من المياه يوميا بما في ذلك الاستخدام المنزلي والصناعي بلغ نحو 770 لترا (203 جالونات) في عام 2005 أي بما يزيد بواقع ستة أمثال ما استهلكه المواطن الفلسطيني العام الماضي بحسب بيانات العتيلي وهي 60 لترا.

وقالت منظمة بتسيلم لحقوق الانسان ان الجفاف الذي حرم أجزاء من الضفة الغربية هذا العام من نحو نصف هطل الامطار والتوزيع "الجائر" لموارد المياه سيسبب نقصا شديدا في المناطق الفلسطينية هذا العام.

وفي الشهر الماضي بدأت اللجنة الدولية للصليب الاحمر نقل المياه بالشاحنات لنحو ألف شخص و50 ألف رأس ماشية في أكثر المناطق تأثرا في جنوب الضفة الغربية.

وقال العتيلي: لدينا مياه تحت أقدامنا.. والناس عطاشى ولكن ليس من المسموح لنا استخدامها فيما ينعم المستوطنون والاسرائيليون عموما بحمامات سباح وري.

إسرائيليون يقيدون ويضربون فلسطيني أمام الجيش

قالت جماعة اسرائيلية مُدافعة عن حقوق الانسان ان مستوطنين يهودا قيدوا فلسطينيا بأحد الأعمدة في الضفة الغربية المُحتلة وانهالوا عليه ضربا حتى أنقذه جنود اسرائيليون.

ونشرت جماعة (تعايش) اليهودية العربية شريط فيديو عن الحادث وظهر فيه مستوطن يرتدي ملابس بيضاء يركل الرجل المُقيد في بطنه بينما كان الجنود الاسرائيليون واقفين. وبعدها تحرك أحد الجنود الاسرائيليين لكبح جماح المستوطن. بحسب رويترز.

وقال مدحت أبو كرش (30 عاما) وهو مُدرس فلسطيني يعيش قرب مدينة الخليل في الضفة الغربية انه تعرض للهجوم من قبل مستوطنين اتهموه زورا باضرام النار في حقول بالقرب من مستوطنة يهودية. ونفى أو كرش ذلك.

وقالت متحدثة باسم الشرطة الاسرائيلية: اعتقل اثنان من المستوطنين للاشتباه في اعتدائهما على رجل فلسطيني.

تمديد الحظر الاسرائيلي للتجول في بلدة فلسطينية

اصاب جنود اسرائيليون عشرة فلسطينيين على الاقل بجروح في بلدة بالضفة الغربية اثناء محاولتهم اخماد احتجاجات ضد الجدار العازل.

وأطلق الجنود ذخيرة حية وقنابل صوت وغازات مسيلة للدموع لمحاولة كبح احتجاجات عنيفة في بلدة نعلين حيث تبني اسرائيل جزءا من جدار قضت محكمة العدل الدولية قبل أربعة أعوام بأنه غير مشروع.

وأبقى الجيش حظرا على التجول في نعلين لليوم الرابع على التوالي مستخدما القوة لمنع مجموعة صغيرة من المحتجين والصحفيين من الاقتراب من البلدة المحاصرة التي يسكنها خمسة آلاف نسمة.

وقال ايمن نافع رئيس بلدية نعلين ان رجلا يرقد في حالة حرجة وقال سكان اخرون بالبلدة ان اشخاصا اخرين اصيبوا بطلقات مطاطية اثناء المصادمات مع الجنود التي رشقوهم خلالها بالحجارة. بحسب رويترز.

وقالت متحدثة باسم الجيش الاسرائيلي ان الجنود ردوا على الاحتجاجات العنيفة التي القى فيها المحتجون الحجارة ومفرقعات.

واضافت قائلة: القوات استخدمت في باديء الامر وسائل تفريق الشغب لكن عندما استمرت المصادمات سمح لها باستخدام الذخيرة الحية... حدثت زيادة خطيرة في العنف في المنطقة في الايام القليلة الماضية وذلك هو سبب فرض حظر التجول.

وقال نافع ان اسرائيل رفضت السماح لسيارات الاسعاف بدخول البلدة لنقل الجرحى للعلاج لكن المتحدثة قالت ان سيارات اسعاف فلسطينية سمح لها بالدخول لعلاج المصابين.

واضاف نافع ان البلدة تعاني نقصا شديدا في الخضروات ومنتجات الألبان وبعض الادوية وانه لم يسمح للصيدلية المحلية بفتح ابوابها.

وقال في اتصال هاتفي: انهم يريدون ان يبعثوا برسالة مقاومة بناء الجدار ستسبب لكم ضررا ومعاناة.. سياستهم ستزيد تصميمنا على منعهم من اقامة هذا الجدار العنصري.

وفرض الجيش حظر التجول على نعلين قرب مدينة رام الله بالضفة الغربية بعد اندلاع أعمال عنف اثناء احتجاجات في موقع لإقامة الجدار.

وذكر متحدث باسم الجيش أن ثمانية من قوات الامن واثنين من العمال أصيبوا بجروح في الاحتجاجات في المنطقة خلال الشهر المنصرم.

ويقول الفلسطينيون ان الحاجز الذي يلتف أيضا حول كتل استيطانية يهودية ويعزل قرى في الضفة الغربية عن مساحات من الاراضي الزراعية يمثل انتزاعا لاراض قد يحرمهم من قيام دولة تتمتع بمقومات البقاء.

وقال خليل عميرة وهو مزارع كان يسير الى منزله بالقرب من نعلين ان الجيش منعه من الوصول الى أرضه الشهر الماضي بسبب خطط لتوسيع نطاق الجدار مما يحرمه أشجار الزيتون التي تعيش عليها أسرته.

وقال عميرة (61 عاما): يريدون أن يبعدوننا عن أرضنا. هذا غير قانوني. الارض تعني أنني ما زلت هنا وما زلت حيا.. ومن دون أرضي فأنا لا شيء.. ماذا أفعل.

وقال محمد الخواجة الذي يعمل بأحد البنوك في اتصال هاتفي من نعلين ان الجنود القوا القبض على الناس الذين غامروا بالخروج من منازلهم.

واضاف قائلا: حين جاء الجنود لتفتيش منزلي في وقت مبكر هذا الصباح سألت احدهم (ماذا تفعلون في نعلين). رد الجندي قائلا (ليس مهما ما نفعل.. الجدار سيقام في نهاية الامر). وسألته (لماذا تأخذون ارضنا.. خذوا ارضا من المستوطنات).

وقال أرييه ميكيل المتحدث باسم وزارة الخارجية الاسرائيلية: هذا السياج ينقذ الارواح. في المناطق التي يوجد فيها سياج انخفض عدد الهجمات بنسبة 95 في المئة... ومن ثم فان قرار المحكمة الدولية ضد السياج قرار غير عادل.

وقال صائب عريقات المفاوض الفلسطيني في محادثات السلام ان الفلسطينيين يدينون الفظائع الاسرائيلية في نعلين ويطالبون بالوقف الفوري لكل اعمال البناء في الجدار والمستوطنات.

عرقلة اسرائيلية للجهود الرامية لمساعدة الفلسطينيين

قالت فرنسا والمفوضية الاوروبية وتوني بلير مبعوث رباعي الوساطة الدولية للسلام بالشرق الاوسط ان نقاط التفتيش التي تقيمها اسرائيل في الضفة الغربية واغلاقها لقطاع غزة تمنع تعافي الاقتصاد هناك وتحد من تأثير المساعدات الدولية.

وتعهد مؤتمر للمانحين الدوليين في ديسمبر كانون الاول بتقديم مساعدات تتجاوز سبعة مليارات دولار لحكومة الرئيس الفلسطيني محمود عباس في محاولة لتعزيز سلطتها بينما تسعى للتوصل الى اتفاق سلام عبر المفاوضات مع اسرائيل في محادثات تدعمها الولايات المتحدة.

وبعد اجتماع متابعة اعتيادي لمراقبة جهود المساعدات قال بلير ووزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنر ومفوضة العلاقات الخارجية بالاتحاد الاوروبي بينيتا فيريرو فالدنر ان تأثير الجهود الدولية سيكون محدودا اذا ظلت حواجز الطرق الاسرائيلية قائمة. بحسب رويترز.

واضافوا في بيان: لا تزال القيود التي تفرضها حكومة اسرائيل على حركة الفلسطينيين تؤثر بشدة على التوقعات الاقتصادية. في غياب رفع ملموس لتلك الحواجز في الضفة الغربية وتخفيف للقيود على التدفقات الانسانية والتجارية الى قطاع غزة.. سيظل أي تعاف اقتصادي ممنوعا.

وقالت عدة دول والبنك الدولي ومفاوضو رباعي الوساطة الدولية للسلام بالشرق الاوسط الذين يمثلهم بلير في ديسمبر كانون الاول انه يتعين على اسرائيل ازالة نقاط التفتيش التي تقطع الضفة الغربية المحتلة اذا أرادت للمساعدات أن تحدث فرقا كبيرا.

وبموجب تهدئة تم التوصل اليها بين اسرائيل وحركة المقاومة الاسلامية حماس بوساطة مصرية وبدأ سريانها في 19 يونيو حزيران يلتزم النشطاء في قطاع غزة الذي تسيطر عليه حماس بوقف اطلاق الصواريخ وقذائف المورتر في مقابل قيام اسرائيل برفع الحصار الذي تفرضه على القطاع الساحلي تدريجيا.

وأعلن مسؤول اسرائيلي أنه سيتم اغلاق جميع المعابر بين القطاع واسرائيل باستثناء معبر واحد بسبب هجوم بقذائف مورتر لكن اسرائيل قالت في وقت لاحق انها ستعيد فتح معابرها الحدودية بناء على طلب من مصر.

وقال بلير والمسؤولان الاخران انه تم تحقيق بعض التقدم بخصوص حزمة اجراءات تم الاتفاق عليها مع اسرائيل بشأن التنمية الاقتصادية والاجتماعية ورفع القيود على الحركة وتطوير مناطق في الضفة الغربية لكن هناك حاجة لفعل المزيد.

وأضافوا ينبغي لاسرائيل أن تنفذ بشكل كامل وسريع الحزمة التي اتفقت عليها كأولوية ملحة.

وتعهد المانحون بدفع 3.4 مليار دولار في صورة مساعدات في عام 2008. وخلال الشهور الستة الاولى من العام تم دفع 920 مليون دولار من المساعدات المباشرة لميزانية السلطة الفلسطينية التي يتزعمها عباس ووقع المانحون اتفاقات لتقديم مليار دولار لمشروعات للتنمية.

وعاب المسؤولون ايضا على بعض الدول عدم دفعها لاموال تعهدت بها في مؤتمر المانحين.

وقالوا دون تحديد دول بالاسم ستكون الاولوية خلال الشهور القادمة لتأمين مساهمات من أعضاء بالجامعة العربية. ستكون هذه المساهمات ضرورية لتمويل الفجوة في الميزانية ولدعم المؤسسات الفلسطينية.

وتعهدت دول عربية بعشرين في المئة من 7.7 مليار دولار تم التعهد بها في مؤتمر المانحين حسبما أظهرت القائمة النهائية للتعهدات.

شبكة النبأ المعلوماتية- االاحد  13/تموز/2008 - 9/رجب/1429

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م