
شبكة النبأ: مازالت حدت التوترات القائمة بين إيران والغرب في
تصعيد مستمر ودون هوادة، خاصة بعد المناورات الأخيرة التي أطلقها
كل من إيران وإسرائيل، حيث عمدت الأولى إلى تجربة صواريخ طويلة
المدى، مما يحقق لها ضرب اهداف تقول عنها معادية، وهي بحسب الجانب
الإيراني الاهداف الأمريكية والإسرائيلية، مما يجعل الولايات
المتحدة في وضع صعب ومحرج، ذلك من الانتشار الكثيف لقواعد أمريكية
قبالة سواحل الخليج.
أما إسرائيل فكان ردها على هذه المناورة الصاروخية بعرض مناورة
خاصة بالطائرات، والتي تقول عنها انها متطورة جدا وجاهزة ومتمكنة
من ضرب العدو في أي لحظة، كما إنها قادرة على تدمير أهدافها بشكل
فعال. ويرصد مراقبون هذه التطورات ومالها من انعكاس واضح على
الجوانب السياسية والاقتصادية العالمية، كما يحاول البعض التقليل
من قدرات ايران واعتبار ان الاسلحة الايرانية أسلحة تقليدية وغير
دقيقة.
(شبكة النبأ) في سياق التقرير التالي تسلط الضوء على آخر
التطورات والمستجدات بشأن الملف الإيراني، والمارثون الحاصل على
صعيد الحرب الإستبقاية والجهوزية لكل من إيران وإسرائيل، وما هي
ردود أفعال العالم حيال المناورات الأخيرة التي أجرتها كل من إيران
واسرائيل:
دراسة أمريكية توصي بتغيير النهج السياسي
للتأثير على ايران
قالت منظمة راند للابحاث في تحليل يوصي بانتهاج سياسات طويلة
الأجل في التعامل مع ايران ان توجيه ضربة عسكرية الى طهران لن
يجبرها على الأرجح على تغيير سياستها النووية.
وتتزعم الولايات المتحدة جهودا دولية لكبح جماح الانشطة المشتبه
بها لتطوير اسلحة نووية. وتقول ايران ان برنامجها النووي مخصص
للاغراض المدنية فقط.
وخلص تقرير منظمة راند الى انه: اذا قصفت المنشآت الايرانية فان
تأييد الرأي العام لاي اجراء انتقامي تتخذه حكومة طهران سيكون واسع
النطاق. بحسب رويترز.
كما تتهم الولايات المتحدة ايران بتسليح مقاتلين في العراق
والتدخل في السياسات العراقية.
جاء تقرير منظمة راند وسط تزايد التوترات مع ايران التي أجرت
تجربة شملت اطلاق تسعة صواريخ قالت انها يمكنها ان تصل الى اسرائيل
ومنشات امريكية وحذرت واشنطن واسرائيل من انها مستعدة للانتقام اذا
تعرضت لاي هجوم بشأن مشروعاتها النووية.
وقال تقرير منظمة الابحاث المستقلة ان: شن هجمات على ايران
سيولد قدرا كبيرا من الحقد وفي رأينا لن يغير على الارجح من
السياسة الايرانية.
وأضاف التقرير ان: السياسة الامريكية يجب ان تركز على تهيئة
الاحوال لعلاقات فعالة في المدى البعيد.
وأوصى التقرير بتوسيع الاتصالات وتبادل الزيارات مع المواطنين
الايرانيين ووقف بيانات السياسة الامريكية التي تدعو الى "تغيير
النظام" وفرض عقوبات على الحكومة ايرانية ومسؤوليها لانتهاج سياسات
تضر بالمصالح الامريكية.
وخلص تقرير منظمة راند الى ان: الحكومة الامريكية لديها بعض
القدرة على تعزيز اتجاهات مواتية في ايران لكن هذه السياسات
ستستغرق وقتا لكي تثمر.
وقالت مجلة نيويورك في الشهر الماضي ان الولايات المتحدة صعدت
عملياتها السرية ضد ايران بهدف زعزعة استقرار قيادتها.
وذكر المقال ان قوات العمليات الخاصة الامريكية تقوم بعمليات
عبر الحدود من جنوب العراق منذ العام الماضي. من جانبه نفى السفير
الامريكي لدى العراق رايان كروكر في مقابلة مع شبكة سي. ان. ان.
الاخبارية الامريكية مزاعم شن عمليات عبر الحدود.
الصواريخ الايرانية تهديد غير كافي لإسرائيل
عرضت ايران لقطات تلفزيونية تظهر صواريخ تحذر بأنها تستطيع
الوصول الى اسرائيل والقواعد الامريكية في الشرق الأوسط لكن محللين
عسكريين قالوا ان الضرر الذي قد تلحقه محدود ولا يكفي لردع اي
مهاجم محتمل.
ويشير المحللون الى أن قدرة ايران على الرد على أي هجوم امريكي
او اسرائيلي قد تكمن في تكتيكات أقل تقليدية من اطلاق صواريخ.
وذكرت وسائل اعلام حكومية أن الحرس الثوري للجمهورية الاسلامية
أجرى تجربة على اطلاق تسعة صواريخ طويلة ومتوسطة المدى وقال انه
مستعد للثأر اذا شن أعداء البلاد هجمات عسكرية على أنشطتها النووية
المثيرة للخلافات. بحسب رويترز.
ويبدو أن الاستعراض المصور تلفزيونيا لقدراتها التسلحية مصمم
ليبين للعالم وللمواطنين الايرانيين العاديين أن طهران قادرة على
الرد وسوف ترد على أي هجوم.
وقال اندرو بروكس من المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية وهو
مؤسسة بحثية في لندن: الايرانيون يقولون.. نستطيع أن نجاريكم اذا
وصل الامر الى هذا.
لكنه أضاف أن، امتلاك بعض الصواريخ لن يمنع اسرائيل من المضي
قدما اذا شعرت أن عليها قصف ايران حتى تمنعها من امتلاك أسلحة
نووية.
وقال المحلل الدفاعي بول بيفر ان برنامج ايران الصاروخي متقدم
بالفعل لكنه ما زال بحاجة الى الدقة وأنظمة التوجيه المناسبة
للمسافات الطويلة. ومضى يقول: انهم ما زالوا بعيدين الى حد ما عن
تهديد اسرائيل أو القواعد الامريكية.
وزادت التكهنات بأن اسرائيل يمكن أن تضرب ايران منذ قامت قواتها
الجوية بتدريبات الشهر الماضي، وقال مسؤولون امريكيون انها شملت
100 طائرة. ولم تستبعد الولايات المتحدة القيام بعمل عسكري اذا
فشلت الدبلوماسية في حل الخلاف النووي.
وقال بيتر ويزمان الباحث في المعهد الدولي لابحاث السلام في
ستوكهولم ان ايران قد تطلق الصواريخ اذا هوجمت لكن قوتها الحقيقية
تكمن في مكان اخر.
ويشير محللون الى أن ايران قد تستخدم أساليب غير تقليدية او
"غير متشابهة" للرد على سبيل المثال ضد القوات الامريكية في العراق
ومن خلال تعطيل امدادات النفط الخام الضرورية لاقتصاد العالم من
خلال هجمات كر وفر ضد ناقلات النفط.
وتعهدت اسرائيل التي يعتقد أنها القوة الوحيدة في الشرق الاوسط
التي تمتلك أسلحة نووية بمنع ايران من بناء قنبلة نووية.
وتصر ايران رابع اكبر دولة مصدرة للنفط في العالم على أن
طموحاتها النووية موجهة بشكل بحت لتوليد الطاقة.
وذكر تلفزيون بريس تي.في الحكومي أن الصواريخ "المتقدمة للغاية"
التي تمت تجربتها كان من بينها صاروخ جديد من طراز شهاب 3 الذي قال
مسؤولون انه يستطيع الوصول الى أهداف على بعد 2000 كيلومتر. وكانت
ايران قد قالت في وقت سابق ان اسرائيل والولايات المتحدة تقع ضمن
مداها.
وأشار بروكس الى أنه لا يعتقد أن اسرائيل تستطيع مهاجمة ايران
بمفردها بسبب المسافات ومنشآتها النووية المتناثرة لكنه أوضح أن
ترسانة ايران من الصواريخ لن تكون عاملا أساسيا بالنسبة لمتخذي
القرار في اسرائيل.
وأضاف بروكس بالهاتف من لندن أن: سقوط بضعة صواريخ أمر لا يؤخذ
في الاعتبار.
ونقل عن مساعد للزعيم الاعلى الايراني قوله ان بلاده ستضرب تل
ابيب والسفن الامريكية في الخليج والمصالح الامريكية ردا على أي
هجوم عسكري.
لكن ويزمان قال انه لا يعتقد أن ايران لديها مخزون كبير من
صواريخ شهاب 3 او أنها تستطيع التسبب في دمار كبير.
ويقول الجيش الايراني ان لديه الاف الصواريخ الموجهة ضد أهداف
محددة مسبقا لكنه لم يكشف عن تفاصيلها.
وأشار ويزمان الى أن الصواريخ ليست بهذه الدقة كما أن حمولتها
محدودة وأضاف: لا أعتقد أنها ستؤثر في اسرائيل بهذه الدرجة ما
داموا (الايرانيون) يستخدمون رؤوسا حربية تقليدية.
الاختبارات الايرانية لإطلاق الصواريخ
وتصعيد التوترات
أجرت ايران اختبار اطلاق تسعة صواريخ وحذرت الولايات المتحدة
واسرائيل من انها مستعدة للرد اذا هاجما الجمهورية الاسلامية بسبب
انشطتها النووية محل النزاع.
وأثرت اختبارات اطلاق الصواريخ الايرانية على أسواق النفط حيث
أدت الى ارتفاع اسعار الخام لنحو دولارين للبرميل بعد الانخفاضات
الاخيرة.
وتزايدت التكهنات بأحتمال ان توجه اسرائيل ضربة الى ايران منذ
ان أجرت قواتها الجوية مناورة في الشهر الماضي. ولم تستبعد
الولايات المتحدة العمل العسكري اذا فشلت الدبلوماسية في حل النزاع
النووي.
وقال حسين سلامي قائد القوات الجوية بالحرس الثوري الايراني في
تصريحات تلفزيونية ان الافا من الصواريخ مستعدة للاطلاق صوب أهداف
محددة مسبقا. بحسب رويترز.
ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الاسلامية الايرانية عن سلامي
قوله: نحذر الاعداء الذين يعتزمون تهديدنا بمناورات عسكرية وعمليات
نفسية جوفاء بأن ايادينا ستكون دائما على الزناد وان صواريخنا
ستكون مستعدة دائما للانطلاق.
وقال البيت الابيض لايران انه يتعين عليها: ان تحجم عن اجراء
مزيد من الاختبارات الصاروخية اذا ارادت حقا ان تكسب ثقة العالم.
لكن رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلسكوني قال ان الولايات
المتحدة لم تعط أي اشارة الى قادة مجموعة الدول الثماني الصناعية
الكبرى الذين اجتمعوا في اليابان بأنها تخطط لمهاجمة ايران.
وقال مسؤول أمريكي في واشنطن أمام لجنة تابعة للكونجرس ان ايران
حققت تقدما متواضعا على صعيد برنامجها النووي بسبب عقوبات الامم
المتحدة وحذر طهران من أنها ستدفع الثمن غاليا اذا واصلت مسارها
الحالي.
وقال وليام برنز وكيل وزارة الخاريجة الامريكية للشؤون
السياسية: من الواضح أن ايران لم تتقن تخصيب (اليورانيوم).. وأدت
العقوبات التي تفرضها الامم المتحدة بصورة مباشرة الى عرقلة قدرة
ايران على الحصول على تكنولوجيا أو مواد مهمة لبرامجها الصاروخية
وحتى تلك (المواد) التي لها أكثر من استخدام.
واشارت وزيرة الخارجية الامريكية كونداليزا رايس الى أن
الاختبارات تبررخطط الولايات المتحدة لاقامة قواعد لدرعها المضاد
للصواريخ في شرق أوروبا وهو الامر الذي تعارضه روسيا بشدة.
وقالت رايس في بلغاريا: اولئك الذين يقولون انه لا يوجد تهديد
ايراني يستحق بناء أنظمة دفاع صاروخية ربما يجب عليهم أن يتحدثوا
مع ايران عن ... مدى الصواريخ التي اختبروا اطلاقها. وانضمت فرنسا
والمانيا وايطاليا الى انتقاد ايران.
وقال وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني في رام الله بالضفة
الغربية: هذه صواريخ خطيرة للغاية ولهذا السبب فأن المجتمع الدولي
وليس اسرائيل وحدها يهمه وقف هذا التصعيد بصورة قاطعة.
وقالت فرنسا ان الاختبارات تزيد من المخاوف الدولية فيما اعربت
المانيا عن اسفها بأن ايران ردت على عرض حوافز قدمته لها الدول
الكبرى بلفتة لا تدل على حسن النوايا.
ووصف مرشح الحزب الديمقراطي لانتخابات الرئاسة الامريكية باراك
أوباما ايران بأنها تهديد كبير ودعا الى التعاون مع الحلفاء لزيادة
الضغوط على طهران. وأعرب منافسه الجمهوري جون ماكين عن دعمه للدرع
الصاروخي لمواجهة ايران.
وقال تلفزيون (برس تي.في) الحكومي الايراني ان الصواريخ التي
اختبرها الحرس الثوري الايراني يوم الاربعاء تضمنت الصاروخ شهاب-3
"الجديد" الذي قال مسؤولون انه يمكنه الوصول الى اهداف تبعد 2000
كيلومتر. وكانت ايران قد اعلنت في السابق ان اسرائيل وقواعد
امريكية تقع في نطاق مرمى صواريخها.
وتقع بعض المنشات الامريكية على مسافة لا تزيد كثيرا على 200
كيلومتر عبر الخليج من الساحل الايراني وهو ما يضعها في نطاق
الاسلحة الايرانية حتى اذا شكك المحللون في دقتها.
من جانبه قال مارك ريجيف المتحدث باسم رئيس الوزراء الاسرائيلي
ايهود اولمرت بعد التجربة الصاروخية الايرانية: اسرائيل لا تهدد
ايران لكن البرنامج النووي الايراني اضافة الى برنامجها الصاروخي
النشط هو مثار قلق بالغ.
وعرضت القوى العالمية على ايران حوافز اذا علقت تخصيب
اليورانيوم وهو المطلب الذي رفضته طهران.
وهددت ايران من قبل باغلاق مضيق هرمز عند مدخل الخليج اذا تعرضت
لهجوم. ويمر عبر المضيق نحو 40 بالمئة من تجارة النفط العالمية تمر
فيه. وتعهدت الولايات المتحدة التي لها سفن وقوات في المنطقة بعدم
السماح لايران باغلاق أي ممرات ملاحية.
صواريخ إيرانية جديدة وطائرة التجسس الإسرائيلية
فيما قالت طهران عن تجربة مزيد من الصواريخ بعيدة ومتوسطة
المدى، أعلنت إسرائيل أنها بصدد عرض طائرة متطورة قادرة على التجسس
على إيران، وفي الأثناء، عبرت الولايات المتحدة عن عزمها على منع
أي تهديد إيراني.
وتفصيلاً، ذكرت وسائل الإعلام الإيرانية أن إيران أطلقت ولليوم
الثاني على التوالي عدداً من الصواريخ بعيدة ومتوسط المدى، وذلك في
إطار مناوراتها البحرية في منطقة الخليج.
وأوضحت وكالة أنباء فارس الإيرانية شبه الرسمية أن الصواريخ
أصابت أهدافها بدقة.
وقالت الوكالة ان: قوات حرس الثورة الإسلامية أطلقت بنجاح جيلاً
جديداً من صواريخ 'شهاب- 3' البالستية في المرحلة الثالثة من
مناورات النبي الأعظم البحرية الصاروخية التي تجري حاليا في الخليج
الفارسي. بحسب (CNN).
وأفادت الوكالة أن صاروخ شهاب-3 المطور يبلغ مداه 2000 كيلومتر
ويزن طناً واحداً، ويمكنه حمل رؤوس عنقودية.
على أن وكالة الأسوشيتد برس أفادت في خبرها أن الصواريخ، التي
أطلقت تتمتع بقدرات خاصة، دون أن تفصح عن مزيد من التفاصيل.
وعلى صعيد آخر، أعلنت إسرائيل أنها ستعرض طائرة متطورة قادرة
على التجسس على إيران، وتعتبرها رداً عملياً على التهديدات
الإيرانية الأخيرة.
من جهتها، واصلت الولايات المتحدة حملتها ضد إيران، وخصوصاً بعد
التجارب الصاروخية الأخيرة.
ففي مؤتمر صحفي في العاصمة الجورجية، تبليسي، قالت وزيرة
الخارجية الأمريكية، كوندوليزا رايس، إن الولايات المتحدة عازمة
على منع التهديدات الإيرانية ضد مصالحها أو مصالح حلفائها.
وقالت إن بلادها تعمل مع حلفائها للتأكد من أنهم (حلفاءها)
قادرون على الدفاع عن أنفسهم، وأنه ينبغي ألا يشعر أي منهم بالقلق
حيال هذا الأمر. وكانت الولايات المتحدة وإسرائيل قد عبرتا عن
امتعاضهما من التجارب الصاروخية.
فقد سارعت الإدارة الأمريكية للتنديد بالتجربة، وقال الناطق
باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، غوردون جوندروي: تطوير إيران
لصواريخ باليستية انتهاك لقرارات مجلس الأمن وتتعارض تماماً مع
التزامات إيران للعالم.
وأضاف: على الإيرانيين الإحجام عن إجراء المزيد من التجارب
الصاروخية إذا أرادوا حقاً كسب ثقة العالم.. كما يتوجب عليهم فوراً
وقف تطوير الصواريخ البالستية المحتمل استخدامها كسلاح نووي.
بينما بادرت إسرائيل على التعقيب على التجربة الإيرانية، وعلى
لسان الناطق باسم رئيس الحكومة، مارك ريغيف، الذي صرح قائلاً:
إسرائيل لا تسعى للدخول في مواجهة أو صراع مع إيران، إلا أن
البرنامج النووي الإيراني وبرنامج الصواريخ البالتسية الإيرانية
يجب أن يمثلا مصدر قلق للمجتمع الدولي بأسره.
قلق الصين
عبرت الصين عن قلقها وحثت على ضبط النفس في المواجهة بشأن
برنامج ايران النووي وتجنبت في نفس الوقت توجيه ادانة مباشرة
لطهران بسبب قيامها بتجربة اطلاق صواريخ أزعجت القوى الغربية.
واصبحت الصين وهي من مشتري النفط الرئيسيين من ايران ومن
الاعضاء الدائمين في مجلس الامن الذين يمكنهم استخدام حق النقض (الفيتو)
محور هذه المواجهة الدبلوماسية. لكن رد فعلها ازاء التجارب
الصاروخية كان متحفظا ولم يكن موجها نحو طهران فحسب.
وقال ليو جين كاو المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية في مؤتمر
صحفي عندما سئل بشأن التجارب الصاروخية التي اجرتها ايران: نعبر عن
قلقنا بشأن هذه التطورات.
وقال: الموقف في الشرق الاوسط معقد الآن وحساس ونأمل في ان تكون
الاجراءات التي تتخذها كل الاطراف في صالح السلام والاستقرار في
المنطقة. كما رحب ليو باحتمال اجراء محادثات جديدة بشأن برنامج
طهران النووي في الايام القادمة. بحسب رويترز.
وقالت ايران انها تتوقع اجراء محادثات مع منسق السياسة الخارجية
للاتحاد الاوروبي خافيير سولانا الذي يقوم بدور مبعوث القوى
السياسية الست ومن بينها الصين التي عرضت تقديم حوافز لطهران مقابل
وقف برنامجها النووي.
وقال ليو ان ايران أبلغت وزير الخارجية الصيني يانج جيتشي انها
مستعدة للدخول في مفاوضات بناءة مع الاتحاد الاوروبي والقوى الست.
وقال: نأمل ان يتمكن الاطراف الست من السعي الى حل لقضية ايران
النووية من خلال المفاوضات السلمية.
وايران هي ثالث أكبر مورد للنفط الخام للصين المتعطشة للطاقة
بعد السعودية وانجولا بفارق كبير.
وفي الاشهر الخمسة الاولى من العام الحالي شحنت ايران 9.6 مليون
طن من النفط الخام الى الصين بزيادة نسبتها 11.8 في المئة خلال نفس
الفترة من العام الماضي وفقا لاحصائيات الجمارك الصينية.
وأصدر مجلس الأمن قرارات بثلاث مجموعات محدودة من العقوبات ضد
ايران لكي تقدم للمفتشين الدوليين المزيد من المعلومات عن نشاطها
النووي ووقف تخصيب اليورانيوم.
وأيدت الصين توقيع عقوبات محدودة لكنها حذرت من توقيع عقوبات
اقتصادية قاسية يمكن ان تضر بمصالحها قائلة انها هذه العقوبات
ستعرقل التوصل الى حل عن طريق التفاوض.
إمتلاك ايران لصواريخ روسية دفاعية
وطويلة المدى
قال وزير الدفاع الامريكي روبرت جيتس ان الولايات المتحدة ليست
أكثر قربا من المواجهة مع ايران بعدما جربت ايران اطلاق صواريخ
تقول ان بمقدورها الوصول الى اسرائيل والمصالح الامريكية في الشرق
الاوسط.
وسئل جيتس عما اذا كانت الولايات المتحدة قد اقتربت من مواجهة
فقال للصحفيين: لا.. لا أعتقد ذلك. كما اوضح جيتس: ارسال الاشارات
مستمر بشكل كبير. لكني اعتقد ان الجميع يدرك ماذا ستكون عليه عواقب
صراع من اي نوع. بحسب رويترز.
كما سئل جيتس عن امكان ان تحصل طهران قريبا على صواريخ دفاع جوي
روسية. وسيجعل نظام دفاع جوي مطور توجيه ضربة لايران أكثر صعوبة.
وقال وزير الدفاع الامريكي: انطباعي مبني على معرفتي بأن من غير
المرجح للغاية ان تصل صواريخ الدفاع الجوي تلك لايدي الايرانيين في
اي وقت قريب.
وتعارض روسيا خطط اقامة درع صاروخية في اوروبا وتقول ان ايران
ليست قريبة من امتلاك قدرة صواريخ طويلة المدى.
وقال جيتس: هذا يرد بالتأكيد على الشكوك التي اثارها الروس من
ان الايرانيين لن يمتلكوا صاروخا طويل المدى لمدة تتراوح بين 10
اعوام و 20 عاما. الحقيقة هي انهم جربوا للتو صاروخا ذا مدى طويل
الى حد ما. |