
شبكة النبأ: التصعيد الاعلامي والحرب النفسية بين واشنطن وتل
ابيب من ناحية وطهران من ناحية اخرى على خلفية الملف النووي
الايراني يُعد حاليا من ابرز الاسباب التي أدت الى ارتفاع اسعار
النفط الى مستويات غير مسبوقة، وكذا فإن أي خطوة عسكرية من جانب أي
طرف سوف تخلق ازمة عالمية في الطاقة. بالإضافة الى التداعيات
الأمنية الاقليمية المتوقعة من الحرب ان نشبت بين الطرفين.
فقد اكد مسؤولون وخبراء ان سعر النفط قد يصل الى 200 دولار
للبرميل اذا حدثت أية توترات عسكرية في منطقة الخليج.
وكانت أسعار النفط ارتفعت الاسبوع الماضي متخطية حاجز 142
دولارا للبرميل الواحد ووصل سعر النفط الخام الخفيف تسليم اغسطس
نحو 26ر142 دولار في عمليات التداول التي حدثت يوم الجمعة الماضي
بأسواق نيويورك كما ارتفع سعر نفط (برنت) الخام لبحر الشمال ايضا
ليصل الى 6ر141 دولار للبرميل الواحد. وتعيش منطقة الخليج على وقع
حرب اعلامية بين اسرائيل التي كشفت خلال الفترة الماضية عن تدريبات
اجرتها على الهجوم على المنشآت النووية الايرانية بينما ردت
الثانية على لسان قائد الحرس الثوري الإيراني محمد جعفري الذي هدد
بفرض قيود على حركة النفط في مضيق هرمز اذا تعرضت بلاده للهجوم.
وقال الرئيس التنفيذي لمؤسسة البترول الكويتية سعد الشويب ان
هناك نسبة تتراوح بين 15 الى 20 في المئة من اسعار النفط الحالية
تعود الى التوترات السياسية في منطقة الخليج بينما يؤثر انخفاض
الدولار بنسبة 20 في المئة على الاسعار مؤكدا ان الاسعار سوف تنخفض
كثيرا لو تمت معالجة هذين العاملين. بحسب كونا.
واضاف الشويب انه لو حدث أي توترات عسكرية فستصل اسعار النفط
الى 200 دولار مشيرا الى ان ان التوترات الحالية رفعت الاسعار الى
فوق مستوى ال 140 دولارا للبرميل "وهي لا تعبر سوى عن تخوفات".
واوضح ان معظم احتياطيات النفط العالمية توجد في منطقة الخليج
كما ان ايران وحدها تنتج 3 ملايين برميل يوميا واذا حدثت توترات في
المنطقة فستحرم العالم من جزء من هذا الانتاج
وحول التهديدات الايرانية بغلق مضيق هرمز اشار الشويب الى ان
هناك خططا احتياطية لتصدير النفط الكويتي بالتعاون مع دول مجلس
التعاون الخليجي لكن هذه الخطط لم تنته بعد.
واوضح ان الكويت تعاملت قبل ذلك مع الحرب العراقية - الايرانية
وتمكنت من تصدير انتاجها رغم اشتداد وطأة الحرب .
وعزا وكيل وزارة النفط الاسبق عيسى العون ارتفاع الاسعار الى
عاملين احدهما التوتر المستمر في المنطقة بسبب العراق وايران والذي
يجعل شبح الاعتداء على ايران قائما مشيرا الى ان هذه هي المرة
الاولى التي نسمع فيها تهديدات مباشرة من المسؤولين الايرانيين حول
امكانية غلق مضيق هرمز.
اما السبب الثاني من وجهة نظر العون فهو ارتفاع حدة المضاربات
نتيجة الخوف من نقص امدادات النفط وزيادة حركة التخزين في الدول
الغربية لاسيما مع نضوب احتياطيات الدول المنتجة من خارج اوبيك
وزيادة الاستهلاك العالمي.
واوضح ان اسعار النفط ارتفعت خلال عامين فقط من 50 دولارا
للبرميل الى 140 أي 90 دولارا مرة واحدة و"دون حرب او اعتداء فما
بالك اذا كانت هناك حرب. ان الاسعار ستصل ساعتها الى 200 دولار
للبرميل على الاقل".
واستبعد امكانية غلق ايران لمضيق هرمز لان " العالم لن يسمح
بذلك" مشيرا الى ان السعودية تملك منفذا للتصدير على البحر الاحمر
كما ان الدول الاخرى تمتلك بعض الخيارات "لكن الامر لن يكون سهلا".
واوضح انه كانت هناك خطط في السابق لمد خط انابيب من الكويت الى
عمان لتصدير النفط دون المرور عبر مضيق هرمز ونوقش المشروع منذ ست
سنوات وكانت هناك موافقة مبدئية عليه من قبل دول مجلس التعاون
ورصدت له ميزانية تقدر ب 10 مليارات دولار لكنه توقف بسبب قناعة
دول المجلس بعدم الحاجة له.
من جانبه اوضح الخبير النفطي الدكتور طلال البذالي ل(كونا) انه
حسب العوامل الموضوعية المسيطرة حاليا فان سعر النفط سيتعدى 175
دولارا للبرميل بنهاية العام الجاري وذلك "بدون حدوث حرب اما اذا
كانت هناك حرب فلا يمكن ان نتوقع المستويات التي ستصل اليها
الاسعار".
وقال البذالي ان دول الخليج لا تمتلك في الوقت الحالي خططا
للتعامل مع امكانية غلق مضيق هرمز رغم الحديث عن وجود بعض المشاريع
التي لم تكتمل حول مد خطوط انابيب لنقل النفط مؤكدا انه "رغم كل
شيء يبقى ان العوامل النفسية تتحكم بشكل تام في اسعار النفط".
200 دولار السعر المرجح للبرميل قريباً
ونشرت صحيفة هيرالد تريبيون تقريرا بعنوان " النفط لم ينضب
وإنما فقدنا القدرة على انتاجه"، جاء فيه: مع تسجيل اسعار النفط
مستويات قياسية في السنوات القليلة الماضية كانت تحليلات خبراء
الاقتصاد تشير الى ان معدل الاستهلاك سيتراجع امام زيادة في
الامداد نتيجة لارتفاع الاسعار.
لكن هؤلاء الخبراء يشعرون الآن بالقلق لأن أيا من التوقعين
المشار اليهما لم يتحقق على الرغم من تجاوز السعر الى 120 دولارا.
اخيرا، طبقا لما ذكرته صحيفة هيرالد تريبيون، فالاسعار المرتفعة
لم تفعل شيئا لزيادة الانتاج أو تقليل الطلب العالمي. لماذا؟
يبدو ان السبب الرئيسي في ذلك هو تردد منتجي النفط من خارج
منظمة الدول المصدرة للنفط »أوبك« مثل روسيا، المكسيك والنرويج في
ضخ المزيد من الامدادات. ولا شك ان هذا مؤشر مثير للدهشة والقلق
لأن لهذه الدول حوافز كثيرة تدفعها عادة لانتاج اكثر عند ارتفاع
الاسعار من اجل تأمين المزيد من الارباح وهي في هذا على عكس دول
اوبك التي يبقى هدفها تنظيم عملية الامداد للمحافظة على ارتفاع
الاسعار. والواقع ان الدول المنتجة للنفط من خارج اقطار اوبك كانت
المصدر الرئيسي لزيادة الانتاج مع اكتشاف حقول جديدة في الاسكا،
بحر الشمال وغرب افريقيا خلال العقود الثلاثة الماضية. كما برزت
فرص جديدة في روسيا وبحر قزوين بعد انهيار الاتحاد السوفييتي.
بيد ان هذه البلدان بدأت تجد، ولأسباب عدة منها تكاليف الحفر
الكبيرة والسياسات الوطنية التي تقيد الاستثمارات الاجنبية فيها،
ان من الصعب بل من المستحيل زيادة الانتاج، ويبدو انها توقعت عند
انتاج ما يربو على 50 مليون برميل من النفط يوميا، وما نسبته %60
من امدادات النفط بالعالم على الرغم من وجود احتمالات ضئيلة
للزيادة قليلا.
وفي هذا الاطار، ذكر المحللون في باركليز كابيتال ان زيادة
الامداد من الدول التي لا تنتمي لـ »اوبك« تكاد تكون معدومة، واعرب
المسؤولون في بنك غولدمان ساكس عن مخاوف مماثلة الشهر الماضي
بالقول ان الامدادات من خارج دول المنظمة لم تعد امرا مفروغا منه.
ويحدث هذا في وقت يتزايد فيه الاستهلاك بخطوات اسرع من الانتاج.
فمن المتوقع ان يزداد هذه السنة بمقدار 10.2 ملايين برميل في اليوم
ليصل الى 87.2 مليون برميل على مستوى العالم يوميا. فهذا على الرغم
من ان الاستهلاك كان انخفض قليلا عمليا في الولايات المتحدة، البلد
الاكثر استهلاكا للنفط بالعالم، بسبب تعثر اقتصادها.
غير ان ذلك الانخفاض قابله زيادة في الاستهلاك في دول اخرى، ومن
المتوقع ان يرتفع الاستهلاك العالمي بنسبة %35 ليصل الى 115 مليون
برميل في اليوم خلال العقدين المقبلين، وسوف تأتي هذه الزيادة من
دول مثل الصين، الهند والبلدان المنتجة للنفط في الشرق الاوسط حيث
يشجع دعم اسعار النفط فيها استخدامه بإفراط.
يقول المحلل ديفيد غربلي من غولدمان ساكس: ما يقلقني هنا هو
اتجاه الامور نحو الاسوأ، لا الافضل، فهذه الاسعار المرتفعة لم تغر
الدول المنتجة على زيادة الامدادات النفطية.
وهذا صحيح، فقد استقرت مبيعات النفط لشهر يونيو عند 118.75
دولارا للبرميل في سوق نيويورك بعد ان سجل السعر رقما جديدا بلغ
119.93 دولارا.
بل ويتم التعامل الآن على اساس 108 دولارات للبرميل في عام 2013
مما يشير بقوة الى ان المستثمرين لا يرون من الآن سببا يذكر
لانخفاض الاسعار في السنوات الخمس المقبلة، وذلك لتراجع التوقعات
بحدوث زيادة في الانتاج.
بل يتوقع المحلل جيف روبن ان تصل اسعار النفط لأكثر من 200
دولار بحلول عام 2012 أي ما يعني 7 دولارات للغالون الواحد من
البنزين في الولايات المتحدة.
هذه النظرة المخيفة للمستقبل ليست غير واقعية اذا تذكرنا ببساطة
ان الاحتياطيات النفطية في بعض المناطق المهمة بدأت تنفد. فقد
انخفض انتاج النفط بنسبة %25 في النرويج منذ ان بلغ ذروته في عام
2001. بيد ان الانخفاض في بريطانيا كان مخيفا بنسبته التي بلغت %43
خلال السنوات الثماني الماضية بل ويمكن اعتبار بحر الشمال الآن
حوضا نفطيا جافا. كما يعاني الحقل العملاق في خليج برود هو بألاسكا
من تراجع مماثل.
ويبدو ان المشاكل ليست في باطن الارض، كما يحلو لمديري الشركات
القول، بل فوقها. فقد بات من الصعب جدا زيادة الانتاج لاسباب عدة
منها: الضرائب المرتفعة على البترول، بنود العقود المتشددة، ندرة
القوة البشرية المؤهلة، زيادة التكاليف بالاضافة للعنف والنزاعات
السياسية.
امريكا: لن نسمح لإيران بإغلاق مضيق هرمز
بدوره اعلن قائد الاسطول الاميركي الخامس في منطقة الخليج نائب
الادميرال كيفن كوسيغريف الاثنين ان الولايات المتحدة "لن تسمح
لايران باغلاق مضيق هرمز" الذي يمر عبره اربعون بالمئة من النفط
العالمي.
وقال كوسيغريف في مؤتمر صحافي عقده في مقر قيادة الاسطول الخامس
بقاعدة الجفير (شرقي المنامة) في البحرين ان الايرانيين "لن
يتمكنوا من اغلاق مضيق هرمز (..) لن نسمح لهم باغلاقه". بحسب فرانس
برس.
وكان كوسيغريف يرد على سؤال لوكالة فرانس برس حول الرد الاميركي
المحتمل في حال قيام ايران باغلاق مضيق هرمز.
واضاف كوسيغريف ان "التصريحات الايرانية الاخيرة والتهديد
باغلاق مضيق هرمز غير بناءة وغير مسؤولة (..) مثل هذا العمل لن
يكون موجها ضد الولايات المتحدة بل ضد المجتمع الدولي باسره".
وكان قائد الحرس الثوري الايراني الجنرال محمد علي جعفري هدد
السبت باغلاق مضيق هرمز في حال تعرضت بلاده لهجوم عسكري.
وقال جعفري "حين تتعرض دولة ما لهجوم من الطبيعي ان تستخدم كل
قدراتها ضد العدو وسيطرتنا على الخليج الفارسي ومضيق هرمز يشكلان
جزءا من ذلك".
لكن كوسيغريف الذي سيترك منصبه رسميا في الاول من ايلول/سبتمبر
المقبل استبعد وقوع "مواجهة عسكرية بين الولايات المتحدة وايران".
وقال "لا اعتقد اننا ننوي مهاجمة ايران وما نقوم به مع الحلفاء هو
حماية خطوط الملاحة وضمان امنها في هذه المنطقة الحيوية".
واستبعد المسؤول العسكري الاميركي ايضا ان تقوم اسرائيل بتوجيه
ضربة لايران. وقال "لا ارى سببا لقيام اسرائيل بتوجيه ضربة لايران
في المدى القصير".
ويأتي هذا التصريح بينما لا يزال فيه مسؤولون اميركيون يؤكدون
ان كل الخيارات لا تزال مطروحة على الطاولة لمنع ايران من مواصلة
برنامجها النووي بينما يتحدث مسؤولون اسرائيليون عن احتمال شن هجوم
اسرائيلي على المنشآت النووية الايرانية.
من جهة اخرى اكد كوسيغريف ان "الذين يقفون وراء التصرفات غير
المسؤولة حيال بعض سفننا في مضيق هرمز وفي شمال الخليج بتصرفون
بشكل غير مسؤول".
واضاف "لا يتعين على احد ان يختبر جديتنا وعزيمتنا في حماية
جنودنا وحماية امن الملاحة في هذه المنطقة".
ووقعت حوادث عدة بين قطع بحرية اميركية واخرى تابعة للحرس
الثوري الايراني اعتبرتها واشنطن تحركات ايرانية استفزازية.
تحذيرات ايرانية شديدة
وكان قائد الحرس الثوري الإيراني الجنرال محمد علي جعفري هدد
باغلاق مضيق هرمز في حال تعرضت بلاده لهجوم عسكري.
وقال جعفري حين تتعرض دولة ما لهجوم، من الطبيعي أن تستخدم كل
قدراتها ضد العدو وسيطرتنا على الخليج الفارسي، ومضيق هرمز يشكلان
جزءاً من ذلك.
لكن كوسيغريف الذي سيترك منصبه رسميا في الاول من سبتمبر المقبل
استبعد وقوع مواجهة عسكرية بين الولايات المتحدة وإيران، وقال لا
أعتقد اننا ننوي مهاجمة إيران وما نقوم به مع الحلفاء هو حماية
خطوط الملاحة وضمان امنها في هذه المنطقة الحيوية.
واستبعد المسؤول العسكري الأمريكي أيضا أن تقوم إسرائيل بتوجيه
ضربة لإيران، وقال لا أرى سببا لقيام اسرائيل بتوجيه ضربة لإيران
في المدى القصير.
ويأتي هذا التصريح بينما لا يزال فيه مسؤولون أمريكيون يؤكدون
أن كل الخيارات لا تزال مطروحة على الطاولة لمنع إيران من مواصلة
برنامجها النووي بينما يتحدث مسؤولون إسرائيليون عن احتمال شن هجوم
إسرائيلي على المنشآت النووية الإيرانية.
من جهة أخرى، أكد كوسيغريف أن الذين يقفون وراء التصرفات غير
المسؤولة حيال بعض سفننا في مضيق هرمز وفي شمال الخليج يتصرفون
بشكل غير مسؤول.
وأضاف لا يتعين على أحد أن يختبر جديتنا وعزيمتنا في حماية
جنودنا وحماية أمن الملاحة في هذه المنطقة.
ووقعت حوادث عدة بين قطع بحرية أمريكية وأخرى تابعة للحرس
الثوري الإيراني اعتبرتها واشنطن تحركات إيرانية استفزازية. |