سجون أمريكا.. الأكبر في عالم الجريمة والعقاب

 

شبكة النبأ: عد المراقبون ان الولايات المتحدة الامريكية هي السجان الأول والاكبر في العالم، بحسب نسب قياسية ببعض الدول الاوربية، ويعد هذا الاتجاه في كون ان الولايات المتحدة تتخذ من نفسها سجن كبير رغم محاصرتها العالم، يقبع في داخلها العديد منهم.

فمنذ الحربين الاخيرتين على افغانستان والعراق، إزداد بشكل ملحوظ وخطير أعداد السجناء، بيد ان المراقبون الدوليون لم يتأكدوا من صحة الاعداد، خاصة في سجن ومعتقل مثل غوانتنامو المحصن حتى من الولوج الرسمي إليه. هذا إلى جانب الفروقات الطبقية التي ما زالت بين البيض والسود.

عنصرية الولايات المتحدة اتجاه السود

اعلنت منظمة "هيومن رايتس ووتش" للدفاع عن حقوق الانسان ان الولايات المتحدة هي اكبر سجان في العالم حيث تعتقل اليوم وراء القضبان 2,3 مليون شخص اي اكثر من اي بلد آخر في العالم واكثر من وقت مضى في تاريخها.

وقالت المنظمة في بيان حول الارقام التي نشرتها وزارة العدل الاميركية ان عدد السجناء يمثل ما نسبته 762 سجينا لكل مئة الف نسمة مقارنة بـ152 سجينا لكل مئة الف نسمة في بريطانيا و108 في كندا و91 في فرنسا.

وقال مدير المنظمة في الولايات المتحدة ديفيد فاهتي ان: الاعداد الجديدة للسجناء تؤكد ان الولايات المتحدة هي اكبر سجان في العالم. واضاف، على الاميركيين ان يسألوا لماذا تحتجز الولايات المتحدة هذا العدد الاكبر بكثير من العدد المحتجز في كندا وبريطانيا وديموقراطيات اخرى. بحسب فرانس برس.  

وتظهر الاعداد الجديدة المعلنة تفاوتا كبيرا بين اعداد السجناء البيض والسود في الولايات المتحدة حيث هناك ستة سجناء سود مقابل كل سجين ابيض واحد.

وبحسب ارقام وزارة العدل فان نحو 11% من الرجال السود في الولايات المتحدة الذين تتراوح اعمارهم بين 30 و34 عاما هم اليوم داخل السجن.

وتقول "هيومن رايتس ووتش" ان احتمال ارسال متهم اسود بقضية متعلقة بالمخدرات الى السجن في الولايات المتحدة يفوق بنسبة 12 مرة احتمال لو كان المتهم في القضية عينها ابيض على الرغم من ان نسبة تعاطي المخدرات بين البيض والسود متساوية تقريبا.

وقالت المنظمة انه على الرغم من ان البيض وهم الاكثر عددا يشكلون المجموعة الاكبر لمتعاطي المخدرات فان السود يشكلون 54% من اجمالي عدد الاشخاص الذين يدخلون السجون الاميركية في قضايا مخدرات جديدة.

المحتجزين لدى الولايات المتحدة وإظهار الفحوصات بتعذيبهم

قالت منظمة للدفاع عن حقوق الانسان ان فحوص طبية اجريت لاحد عشر مشتبها فيه بالارهاب احتجزوا لدى القوات الامريكية اظهرت ادلة على تعذيب جسدي ونفسي اسفر عن اضرار طويلة المدى.

وشمل سوء المعاملة التي اشار اليها الرجال الضرب وانتهاكات جسدية وجنسية اخرى والعزلة والاجبار على التعري والاجبار على الوقوف في اوضاع مؤلمة ومجهدة وايديهم وسيقانهم مغلولة.

وقال التقرير الذي اعدته منظمة اطباء من أجل حقوق الانسان ومقرها كمبريدج بماساتشوستس: التقييمات تقدم ادلة بمخالفة القانون الجنائي الذي يمنع التعذيب وارتكاب جرائم الحرب من قبل الجنود الامريكيين. بحسب رويترز.

وشوهت صورة الجيش الامريكي بانتهاكات سجن ابوغريب في العراق والانتقادات بشأن السجن الموجود في القاعدة الامريكية بخليج جوانتانامو في كوبا. وادانت جماعات حقوق الانسان الحكومة الامريكية للسماح باستخدام اساليب استجواب قاسية.

وقالت المنظمة ان تقريرها يقدم اكبر تفاصيل متاحة مدعومة بالادلة الطبية عن تجربة معتقلين لدى القوات الامريكية عانوا التعذيب على يديها.

وقالت: علاوة على ذلك يقدم هذا التقرير ادلة اضافية عن الدور الذي لعبه المهنيون الطبيون في تسهيل الاساءة للمحتجزين بحضورهم اثناء التعذيب وسوء المعاملة.. وعدم محاولتهم وقف او توثيق انتهاكات المحتجزين.

وقال التقرير ان سبعة من بين الاحد عشر شخصا فكروا في الانتحار بعد تعرضهم للانتهاكات.

وتم نشر التقرير بعد يوم من جلسة للكونجرس ناقشت كيفية تطوير مسؤولي وزارة الدفاع اساليب الاستجواب بعد هجمات 11 سبتمبر وسط تساؤلات عما اذا كان هناك جهد حكومي منهجي لتحديد اشد الاساليب قسوة.

وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الامريكية برايان ويتمان ان الدراسة بها اوجه قصور ملموسة مشيرا الي حقيقة ان الاطباء لا علم لهم بالسجل الطبي الكامل للمعتقلين.

واجرت منظمة اطباء من اجل حقوق الانسان عمليات تقييم اكلينيكة ومقابلات على مدى يومين لكل من الاحد عشر معتقل لتوثيق النتائج النفسية والجسدية لمعاملتهم اثناء الاحتجاز.

واعتقل اربعة من الرجال في افغانستان او جيء بهم اليها بين اواخر عام 2001 واوائل 2003 وارسلوا بعد ذلك الى جوانتانامو. وكانوا معتقلين في المتوسط لمدة ثلاث سنوات قبل ان يتم الافراج عنهم بدون اتهامات.

اما السبعة الاخرون فقد تم اعتقالهم في العراق غالبيتهم في سجن ابوغريب سيء السمعة في عام 2003 وتم الافراج عنهم بدون توجيه اتهام في وقت لاحق من ذلك العام او عام 2004.

وقال الطبيب ألين كيلر احد المقيمين الطبيين للدراسة: كطبيب لدي اكثر من 15 عاما من الخبرة في تقييم ضحايا التعذيب ورعايتهم من كل انحاء العالم فان التعذيب والانتهاكات التي تعرض لها هؤلاء الرجال في ابو غريب والصدمة التي اسفرت عن ذلك لايفوقها شيء.

وقال كيلر انه وزملاؤه وجدوا: ادلة واضحة جسدية ونفسية للتعذيب والانتهاكات التي غالبا ما تترك معاناة دائمة.

وقال ليونارد روبنشتاين رئيس المنظمة ان الرجال ولاسيما اولئك الذين احتجزوا في العراق يصفون نظاما من "القسوة المجانية" على يد الجنود الامريكيين.

وقال روبنشتاين: احد الحقائق الهامة هي ان الاساليب المصرح بها والتي يرقى العديد منها الى التعذيب تولد اشكالا اخرى من التعذيب مما يبرهن مرة اخرى على انه بمجرد بدء التعذيب لايمكن احتوائه.

واعطى التقرير مثلا عن حالة رجل اسمه أمير اعتقلته القوات الامريكية في العراق في اغسطس اب 2003.

وقال امير انه اثناء اعتقاله في سجن ابوغريب وضع في غرفة كريهة الرائحة واجبر على التمدد على وجهه في البول بينما كان يتم ضربه ويركله. كذلك وضعت عصا في مؤخرته واجبر على ان يعوي مثل الكلاب اثناء قيام جندي بالتبول عليه. وفقد الوعي بعد ان وطأ جندي عضوه التناسلي بالحذاء.

وقال التقرير ان امير ما زال يعاني من اعراض التجربة النفسية والجسدية بعد اربع سنوات تقريبا من الافراج عنه.

الإدارة الأمريكية أرتكبت وارتكاب جرائم حرب في العراق

وذكرت الجمعية الأمريكية المكوّنة من أطباء يتابعون أوضاع حقوق الإنسان حول العالم، في تقرير أعدته من 121 صفحة، أن الاختبارات أظهرت تعرض المعتقلين للضرب المبرح والصعق بالتيار الكهربائي والحرمان من النوم، إلى جانب الإذلال الجنسي والشذوذ.

وبرز في التقرير مقدمته التي أعدها اللواء الأمريكي المتقاعد، أنطونيو تاغوبا، الذي قاد تحقيقات الجيش في فضيحة التعذيب بأبو غريب، والتي قال فيها: لم يعد هناك من شك في أن الإدارة الحالية ارتكبت جرائم حرب، السؤال الوحيد هو: هل سيصار إلى محاسبة الذين أصدروا الأوامر؟ بحسب (CNN).

وقالت الجمعية التي تحمل اسم أطباء من أجل حقوق الإنسان، إن التقرير يقوم على فحوصات مخبرية استمرت ليومين على 11 معتقلاً مكثوا في سجون أفغانستان وغوانتانامو وأبوغريب، وأفرج عنهم لاحقاً دون توجيه التهم إليهم.

ونقل التقرير شهادة رجل عراقي يدعى ليث، قال إنه اعتقل في أبوغريب بين أكتوبر/تشرين الأول 2003 ويونيو/حزيران 2004، وذكر تعرضه لإساءات جنسية وتعذيب قائلا: أرغموني (حراس السجن) حتى على خلع ملابسي الداخلية وأُجبرت على القيام بحركات سيئة للغاية كي يلتقطوا لي الصور.

وأضاف: سألوني ما إذا كنت أسمع أصوات النساء في المعتقل، فعندما أجبتهم قالوا لي: ستسمع إذا صوت أمك وشقيقاتك عندما نغتصبهم.

وفي الإطار عينه، تقدمت كبيرة خبراء الشؤون القانونية السابقة في البنتاغون، الجنرال جين دالتون، بشهادة أمام اللجنة العسكرية في الكونغرس الأمريكي، قالت خلالها إنه جرى تجاهل مذكرات الاعتراض على وسائل التحقيق المتشددة التي فرضت على الوحدات الأمريكية قبل أن تقرّ رسمياً عام 2002.

وقالت دالتون إن العديد من المحامين الموزعين على قطعات الجيش الأمريكي أرسلوا مذكرات احتجاج مكتوبة على قرار تطبيق بعض تقنيات التحقيق القاسية والمثيرة للجدل، غير أن مستشار البنتاغون في ذلك الوقت وليام هاينز، تجاهلها.

يذكر أن لجنة الكونغرس العسكرية تحاول منذ فترة معرفة الجهة التي أصدرت قرار السماح باستخدام القسوة في التحقيق مع المعتقلين في غوانتانامو وأفغانستان.

وقد شهدت الجلسة، إلى جانب تصريحات دالتون، توجيه انتقادات عنيفة إلى وزير الدفاع السابق، دونالد رامسفيلد، والذي اتهمه بعض النواب من الحزب الديمقراطي بتشريع أساليب التحقيق القاسية و"نشر عدواها" في المعتقلات الأمريكية في العراق، الأمر الذي أضر بنتائج التحقيقات الأمريكية.

بعد ان قتل والدَي عشيقته أختار ان يعدم بالكرسي الكهربائي

أعدمت ولاية ساوث كارولاينا الامريكية رجلا بالكرسي الكهربائي لادانته بقتل والدي عشيقته السابقة في عام 1994 في ثاني عملية اعدام في الولاية منذ ان رفع حكم للمحكمة العليا تعليقا عاما من الناحية الفعلية لهذه العقوبة.

وادين جيمس ايرل ريد/49 عاما/ في عام 1996 باطلاق النار على جوزيف وباربره لافايت عدة مرات وتضمن ذلك اطلاق النار على رأسيهما بعد ان رفضا ابلاغه بمكان ابنتيهما. ورفض ريد محاميه خلال المحاكمة وحاول الدفاع عن نفسه في المحكمة. بحسب رويترز.

واصبح ريد ثامن شخص يعدم في الولايات المتحدة منذ ان رفضت المحكمة العليا في ابريل نيسان طعنا قانونيا في التوليفة المؤلفة من ثلاثة عقاقير والتي استخدمت في معظم عمليات الاعدام خلال الثلاثين عاما الماضية.

واختار ريد ان يعدم بالكرسي الكهربائي ليصبح اول سجين في ساوث كارولاينا يفضل الاعدام بالكرسي الكهربائي عن الحقنة القاتلة منذ اكثر من اربع سنوات.

وتستخدم معظم الولايات الامريكية الحقنة القاتلة كوسيلة اساسية في تنفيذ عمليات الاعدام. ولكن بعض الولايات مثل ساوث كارولاينا تعطي المحكوم عليهم بالاعدام عدة خيارات مثل الكرسي الكهربائي او غرفة الغاز. ومازال الاعدام شنقا او باطلاق النار مستخدم في عدد صغير من الولايات.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاربعاء  25/حزيران/2008 - 21/جمادي الثاني/1429

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م