قراءات في مسيرة الفن الامريكي الحديث.. ستفن كلاينشوستر مثالاً

رسول المرشدي - فرجينيا

 

شبكة النبأ: موضوعة الفن في كل العصور هي محنة الانسان.. وفرح الانسان ايضا مادة فنية لها فضائاتها التي تختلف باختلاف الثقافات وتنوعها رغم شدة تشابه الخطوط العامة لمشتركات الانسان في كل مكان وما يعتري ساحة الفن الحديث في العالم هو نفسه ما يلم بساحة الفن الامريكي الذي هو مراة ناصعة الرؤية لخلاصة تجارب الامم ذلك ان الفنان الامريكي لاينطلق من عقدة الولاءات والعقائد بل تشده تجاربه الى تفاصيل العملية الابداعية وتكنيكها الناتج عن خبرات متراكمة ودراسة منهجية.. ثم ان سوق الفن الامريكي يضع نصب عينيه حرفية المعالجة وتفردها اضافة الى الموضوع الذي ربما لايعينيه كما تعنيه لذة المشاهدة فلذلك كل فنان ياخذ بنظر الاعتبار وقاحة السوق وصراحته اضافة الى الرؤى الابداعية التي تضج بمخيلة الفنان..

وما يعانيه الفنان الامريكي لا يختلف تماما عن معاناة غيره في بقاع العالم المختلفة.. هنا الحرفية والسباق المحموم لاكتشاف الجديد والتفرد وسط موجة من المتشابهات البصرية هو ما يشغل بال الدارس والمدرس للفن في الولايات المتحدة الامريكية وقد تكون رؤيتي للمشهد التشكيلي هنا ( الولايات المتحدة) وعلى مدى عقدين من الزمان تتحرى المشتركات الاكاديمية والرؤيوية وهي ما يعنيني تماما..

وما اسعدني فعلا عند متابعتي لعلامات الفن الامريكي الحديث البارزة هو عودة الفنان الجاد والمتمرس للخامات التقليدية (الزيت الكامفس) وسبر اغوارها الذي ظن البعض وخاصة عندنا في الشرق انهم استنفذوها للاخر مبررين عجزهم الاكاديمي بتنظير تجريبي هو تبريري اكثر من كونه واقعي يتحرى ايجاد لغات جديدة للتواصل مع العالم فلقد اثبت الشباب الامريكي الواعي والمتحفز بان عوالم الزيت ومساحة الكانفس هي اكبر من مخيلة القافز على حقائق الفن بدون عدة من وعي ودراسة واحتراف لذا كانت اغلب تجاربهم تستمد من عوالم اللون لغة خالدة للتواصل مع مستقبل الوعي الانساني العام.. وقراءتنا لاعمال الفنان الشاب ستفن كلاينشوستر هي جزء من قراءات قادمة للعلامات الفارقة والحقيقية في مسيرة الفن الامريكي الحديث والتي ربما لاتحتاج منا في المرات القادمة الى مقدمة كهذه وسندخل فيها مباشرة في تسليط الضوء على اعمالهم وتجاربهم.

الانسان بخطوطه الخارجية المعروفة هو موضوع ستيفن الذي جعله (ثيمة ) اعماله.. والانسان لديه ليس كتلة من لون ليبرر معاناة ما فقط بل محاولات لهدم جدار الخصوصية بين المتلقي واللوحة.. محاولات لجعلنا نتجسس ببراءة على اطوار الانسان الخاصة والحميمية واحيانا الملل والضيق بجسده الذي تقع عليه اعباء جمة..

ساعد ستيفن على ملاحقة هذه الاطوار لعبته اللونية الذكية فمن خلالها يخفي ويظهر انطباعاته التي يجسدها لونا متماسكا على لوحته وهو واثق تماما بانه سيفلت بذكاء من تساؤلاتنا التي ربما ستحرجه.. اعطانا متعة اللون واحتفظ لنفسه بتؤهات الجسد الرجولي المثخن بالخطوط والالوان الضاربة في سطح اللوحة.. غير مكترث بالمعالجات التي سبقته والتي استخدمت الجسد الانساني كموضوعة فنية على مدى عمر الفنون البصرية الطويل.. لديه رؤيته الجديرة بالقراءة ومعالجة التي عمدها بدراسة لتاريخ الفن وتفوق في التعامل معه ولا نريد ان نفسد متعة مشاهدتنا لاعماله بالاستغراق في الحديث عن مكوناتها لنترك المشاهد يستقرئ ما قد غفلنا عنه وهو حتما كثير وله علاقة وطيدة بخلفياتنا الثقافية والفنية.. لكننا نشير اليه باعتباره فنانا حقق له مكانا جيدا في عالم الفن الامريكي الحديث وشهرة جعلت منه مطلوبا بالحاح في السوق الامريكية والتي هي مصدر الامان الذي لابد للفنان منه لكي يعمل..فزينت اعماله جدران العديد من المؤسسات الثقافية والسياحية في نيويورك وكولارادو وفي اماكن اخرى من الولايات المتحدة اضافة الى حضوره الفاعل في المؤسسة التعليمية لولاية كولارادو.

- Stefan kleinschuster 1970

عام 1993 الى كلية الفنون البصرية نيويورك

1996 بكالوريوس فنون جميلة من جامعة كولارادو

1999 ماجستير فنون جميلة من جامعة كولارادو

المعارض..

1996 كاليري( اكسبو 11) اولد تاون كوليز كولارادو

1999 كاليري( هاتين) جامعة كولارادو

وبعثة دراسية الى ايطاليا (فيورنتينو) صيف 1999

2000 كاليري(كريتزر) لوفلاند كولارادو

2000 كاليري (كونتمباراري) كوليز كولارادو

شبكة النبأ المعلوماتية- الأثنين  23/حزيران/2008 - 19/جمادي الثاني/1429

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م