حروب امريكا: صراعات من اجل الطاقة واحتواء النظم المناوئة

اعداد/صباح جاسم

 

شبكة النبأ: منذ بزوغ نجم امريكا كقوة كبرى خلال وبعد الحرب العالمية الاولى وما تبع  ذلك من تطورات شهدتها هذه الدولة في النواحي الاقتصادية والسياسية والعسكرية، تحولت برامجها الى رؤى عالمية من اجل التطور اكثر فأكثر، ولكن ما لبثت تلك الرؤى الا ان تتحول الى خطط استراتيجية قائمة على مفاهيم الاستحواذ والسيطرة على العالم لتأمين الموارد وأهمها الطاقة.

بكثير من الوضوح وبعض الأسى اعترف الان جرينسبان الرئيس السابق لمجلس الاحتياطي الاتحادي في الولايات المتحدة (البنك المركزي) بأن الحرب التي شنتها بلاده عام 3002 لإسقاط نظام صدام حسين كانت "من أجل النفط" بغض النظر عن الأسباب المعلنة.

ويضرب في كتابه (عصر الاضطراب.. مغامرات في عالم جديد) أمثلة بحروب النفط العالمية التي كانت ايران عام 1591 ومصر عام 6591 مسرحين لها ليقول انه بغض النظر عن قلق بريطانيا وأمريكا "المعلن بشأن أسلحة الدمار الشامل الخاصة بصدام حسين.. يحزنني أنه ليس من المناسب سياسيا الاعتراف بما يعرفه الجميع وهو أن حرب العراق كانت الى حد كبير من أجل النفط."

ويسجل جرينسبان مقولة الرئيس الامريكي جورج بوش.. "ادماننا للنفط" هو الذي يجعل لمستقبل منطقة الشرق الاوسط اعتبارا أكثر أهمية في أي توقع طويل المدى للطاقة قائلا ان أي أزمة نفطية تشكل ضررا بالغا بالاقتصاد العالمي.

وجرينسبان الذي كان رئيسا لمجلس ادارة المجلس الاحتياطي الاتحادي أكثر من ثمانية عشر عاما ولد عام 6291 ودرس الموسيقى وبدأ حياته كعازف محترف ثم درس الاقتصاد وحصل على الدكتوراة من جامعة نيويورك وعمل في مجال الاستشارات الاقتصادية الى أن عينه الرئيس الاسبق رونالد ريجان رئيسا لمجلس ادارة البنك المركزي وظل في منصبه الى أن تقاعد عام 6002 .

وتقع الترجمة العربية للكتاب في 126 صفحة كبيرة القطع وأنجزها المترجم المصري أحمد محمود وراجعها الفلسطيني سامر أبو هواش.

ويصدر الكتاب عن (دار الشروق) في القاهرة بالتعاون مع مشروع (كلمة) الهادف لاحياء حركة الترجمة ومقره أبوظبي.

ويقدم المؤلف تعريفا موجزا للبنك الذي يضم 21 فرعا في أمريكا قائلا انه "مسؤول عن نظام الدفع الالكتروني الذي يحول أكثر من أربعة تريليونات دولار يوميا من النقود والاوراق المالية بين البنوك في أنحاء البلاد (الولايات المتحدة) وجزء كبير من سائر بلدان العالم."

ويقول جرينسبان ان هجمات 11 سبتمبر أيلول عام 1002 أدت مباشرة الى زيادة الطلب على اعانة البطالة لكن البنك رأى أن يخفض أسعار الفائدة لكي ييسر على الناس الاقتراض والانفاق وهكذا عاد الاقتصاد الامريكي بعد نحو شهرين للنمو هذا دليل على "حقيقة مهمة الى حد بعيد وهي أن اقتصادنا أصبح على قدر كبير من مقاومة الصدمات."

وفي سياق استعراضه لحركة الاقتصاد العالمي خلال الحرب الباردة يقول ان "اللحظة الحاسمة في اقتصاديات العالم هي سقوط سور برلين في عام 9891 مما كشف عن الخراب الاقتصادي وراء الستار الحديدي" بما يزيد على توقعات الاقتصاديين الغربيين وتأكد أن التخطيط المركزي "فشل لا يمكن اصلاحه" مضيفا أن هذا النظام سقط من أجندة العالم الاقتصادية باستثناء كوريا الشمالية وكوبا.

ولا ينكر المؤلف أن "العالم الجديد الذي نعيش فيه الان يعطي مواطنين عديدين الكثير مما يخافون منه بما في ذلك اقتلاع الكثير من مصادر الهوية والامن التي كانت مستقرة من قبل".

وفي أحد فصول الكتاب يتعرض المؤلف للعلاقة بين أمريكا والمملكة العربية السعودية حيث اكتشفت شركة ستاندارد أويل أوف كاليفورنيا (شيفرون فيما بعد) النفط في الرمال السعودية عام 8391 طبقا لامتياز حصلت عليه عام 3391 ومنذ لقاء "الرئيس (الامريكي الاسبق) فرانكلين روزفلت بالملك (عبد العزيز) بن سعود على ظهر السفينة الامريكية كوينسي في فبراير من عام 5491 والعلاقات الامريكية السعودية وثيقة."

ويوضح أنه منذ عام 2991 أصبحت السعودية "أكبر منتج للنفط في العالم" كما ظلت الولايات المتحدة كالعادة أكبر مستهلك في العالم.

لكنه وهو يشير الى أنه تجول في العالم على مدى نحو ستين عاما ينوه الى أن بلاده التي تستهلك "اليوم ربع النفط العالمي. واذا ما قللنا زيادة استهلاكنا وخاصة اذا ما سار الاخرون على خطانا فمن المؤكد أن تتلاشى أهمية السعودية العالمية."

ويتساءل جرينسبان "ماذا تفعل الحكومات التي بات اقتصادها ومواطنوها يعتمدون اعتمادا كبيرا على واردات النفط عندما يصبح تدفقه غير موثوق به..."

ويجيب قائلا ان العالم المتقدم ارتبط اهتمامه المكثف بالشؤون السياسية في الشرق الاوسط "باستمرار بالامن النفطي. وما رد الفعل تجاه تأميم (رئيس الوزراء الايراني الدكتور محمد) مصدق للنفط لشركة أنجلو أمريكان أويل في عام 1591. وجهود بريطانيا وفرنسا المجهضة لالغاء استيلاء (الرئيس المصري الاسبق جمال) عبد الناصر على قناة السويس.. عام 6591 الا مثالين تاريخيين بارزين."

وتواطأت قوى أجنبية على مصدق الذي تولى رئاسة الوزراء في ايران بين عامي 1591 و3591 بعد أن أمم عددا من شركات البترول الاجنبية ونجح الى حد ما في تنحية الشاه محمد رضا بهلوي.

جيتس: امريكا يجب ان تركز على العراق والحروب غير النظامية

وقال وزير الدفاع الامريكي روبرت جيتس إنه يجب على الجيش الامريكي أن يركز اكثر على النصر في العراق والاستعداد لمقاتلة حركات تمرد اخرى وأن يقلل اهتمامه بحروب كبيرة محتملة مع دول أخرى. وأضاف جيتس "لاحظت ميلا كبيرا تجاه ما قد يطلق عليه.. الاهتمام المفرط بحرب تالية.. أي الميل لدى قطاع كبير في المؤسسة الدفاعية لصالح ما قد يكون مطلوبا في صراع مستقبلي."

وقال في حلقة نقاشية للصحفيين في كولورادو سبرينجز " صحيح اننا قد نقع تحت ضغط كبير لشن عملية برية تقليدية كبيرة في مكان اخر في العالم في هذا الوقت... لكن اين سيكون من المعقول القيام بهذا.."

وقال جيتس ان القوات الجوية والبحرية الامريكية لديها قوة قتالية وافرة للتعامل مع اي اعتداء في الخليج وفي شبه جزيرة كوريا وفي مضيق تايوان في اشارات واضحة الى تحركات محتملة لايران وكوريا الشمالية والصين. بحسب رويترز.

واضاف انه لكي يكون اي برنامج كبير للاسلحة مجديا فيجب ان تثبت صلته بذلك النوع من حروب مناهضة التمرد الدائرة في العراق وافغانستان والتي من المرجح أن تشغل القوات الامريكية في المستقبل.

وقال جيتس "ستجد القوات غير النظامية الاصغر (من) المتمردين ومقاتلي العصابات والارهابيين سبلا كعادتها دائما لاحباط وتحييد مزايا الجيوش النظامية الاكبر."واضاف في الحلقة النقاشية التي نظمتها مؤسسة هيريتج المحافظة "حتى الدول ستحاول استغلال ما تعتبره نقاط ضعف لنا بطريقة لا نظامية بدلا من مواجهة نقاط قوتنا المتأصلة."

وسيصغي صانعو السياسة وشركات انتاج العتاد الحربي الى رأي جيتس باهتمام لكنه لم يعد امامه الكثير من الوقت لتطبيقه لان الرئيس الامريكي جورج بوش سيغادر منصبه في يناير كانون الثاني.

وكمثال على اعطاء الاولوية للاحتياجات الحالية اشار جيتس الى برنامج يدافع عنه لطلب الاف المركبات المدرعة المقاومة للالغام وتحمي من الكمائن لتوفير الحماية للجنود من القنابل المزروعة على جوانب الطرق في العراق.

وقال جيتس "تعرضت المركبات المدرعة المقاومة للالغام والتي تحمي من الكمائن حتى الان لما يزيد على 150 هجوما ونجا الجميع فيما عدا ستة جنود." واضاف "هذه المركبات تنقذ الارواح."

وقال أيضا ان من المرجح ان تتزايد قيمة مهارات مثل تدريب القوات الامنية للدول الحليفة لمقاتلة حركات التمرد في صراعات المستقبل.

القوات الامريكية الخاصة.. خلف الستار في اسخن بقاع العالم 

ويشكل افراد القوات الخاصة الأمريكية صفوة الجنود في مختلف الاسلحة والافرع وهم من تتحاكى بهم أفلام هوليوود الا ان جولة وكالة الأنباء الكويتية (كونا) في عالمهم لمست جانبا من حياتهم على الطبيعة بعيدا عما تنقله السينما.

ويبلغ عدد افراد القوات الخاصة العاملين في الشرق الاوسط 8 الاف فرد غالبيتهم في العراق وافغانستان وهم يعملون خلف الستار في معظم الاوقات.

وعلى الرغم من شهرتها الكبيرة حول العالم فان عمر القوات الخاصة الامريكية بقيادتها الحالية ليس كبيرا فقد تاسست قيادة العمليات الخاصة (سوكوم) عام 1986 بمقتضى قانون من الكونغرس عقب فشل عملية تحرير الرهائن الأمريكيين في السفارة الامريكية بطهران عام 1980 وعقب اندلاع الثورة الاسلامية هناك.

فبعد فشل عملية تحرير الرهائن التي اطلق عليها اسم (مخلب النسر) وفقدان ثمانية طيارين امريكيين وثماني طائرات في صحراء ايران وجد الامريكيون ان انشاء ادارة للعمليات الخاصة صار امرا حتميا.

وفي جولة (كونا) وعدد من وسائل الاعلام العالمية في مقر القيادة بمدينة تامبا في ولاية فلوريدا في اطار اسبوع العمليات الخاصة الذي نظمه الجيش الأمريكي اطلع الصحافيون على هيكل القيادة وطبيعتها وتم تنظيم لقاءات مع قياداتها ومسؤوليها.

وعن طبيعة القيادة يقول الكولونيل هانز بوش ان "سوكوم تعد هيكلا فريدا يضم قيادة قتالية موحدة ويعمل افراده في مختلف مناطق العالم بايقاع وتناغم يحكمه عدد من الحقائق الاساسية اهمها ان البشر اهم من المعدة وان الكفاءة اهم من الكم وان العمليات الخاصة لايمكن ان توجد بعد وقوع الطوارئ بل يجب ان تكون دوما مستعدة وفي موقعها لمنع الطوارئ".

واضاف ان القوات الخاصة في المعتاد تحظى بمعدات متوافقة مع احدث التكنولوجيات بالمقارنة مع وحدات الجيش الاخرى كما انها تضم مدنيين في مناصب رفيعة.

واوضح ان مهام القوات الخاصة تخرج عن المهام التقليدية ومن بينها ما تم تنفيذه في المراحل الاولى من حرب افغانستان عام 2001 وحرب العراق عام 2003 وعمليات الدفاع الداخلي وعمليات الاستطلاع الخاصة والتعامل المباشر مع الاهداف مثل تدمير منشآت معينة او اعتقال اهداف عالية القيمة او مكافحة الارهاب الذي اتسع نطاق عملياته منذ تعرض الولايات المتحدة لهجمات ارهابية عام 2001.

وقال ان مهام القوات الخاصة تشمل كذلك شؤونا مدنية ونفسية تستهدف ما يطلق عليه اسم (الجمهور الثانوي) في مناطق الصراعات وقد تتضمن توزيع بيانات او مكافحة انتشار اسلحة الدمار الشامل او بذل جهود في الحرب العالمية على الارهاب

واضاف هانز بوش ان اكثر من نصف القوات الخاصة الامريكية يتبع الجيش ويتمركز غالبيته في قاعدة (فورت براغ) في ولاية كارولينا فيما يتوزع النصف الباقي على البحرية والقوات الجوية ومشاة البحرية وقيادة العمليات الخاصة المشتركة موضحا انه تم انشاء جامعة للعمليات الخاصة المشتركة للتركيز على التدريب التكاملي مع جهات اخرى مثل وزارة الخارجية.

وذكر ان قوام القوات الخاصة يبلغ 50 ألف فرد عسكري ومدني ينتشرون في 70 دولة حول العالم على الرغم من ان ميزانيتها تشكل 2 في المئة فقط من ميزانية وزارة الدفاع باجمالي 7 مليارات دولار الا ان كل سلاح تتبعه القوات الخاصة يقوم بتزويدها بمعداتها.

الجنود يعانون الكثير من المشاكل النفسية

من جهة اخرى أعلن آلاف الأطباء النفسيين أنهم سيقدمون خدمات الاستشارة مجانا للجنود الأمريكيين العائدين من العراق وأفغانستان ممن يعانون من مشاكل نفسية، وذلك بسبب نقص تلك الخدمات لدى الجيش.

ويعاني أفراد في الجيش الأمريكي ومحاربوه القدامى من الاكتئاب والانتحار والمشاكل العائلية ومشاكل البطالة لم يعهدها الجيش منذ حرب فيتنام. بحسب فرانس برس.

ومن بين الأطباء المتطوعين، الدكتورة برينا تشيريبي، التي تدير عيادة في فيرجينيا، وتقول: "سأعطي ساعة من وقتي لهؤلاء الذين يطوفون الدنيا ويحاربون من أجلنا؟"

ويبلغ عدد الأطباء النفسيين 1431 طبيبا في الجيش الأمريكي، الذي يبلغ تعداده 1.4 مليون فرد، وفقا لتيري جونز الناطق باسم وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون."

وقال: "نظام التأمين الصحي في الجيش لا يدعم عيادات الطب النفسي المتطوعة، لكننا نعترف بأن الذين تبرعوا بخدماتهم، قدموا خيارات ممتازة للجنود الأمريكيين."

ويقدر متخصصون بأن نحو 300 ألف جندي ممن خدموا في العراق وأفغانستان يعانون من نوبات قلق ومشاكل ما بعد الصدمة، عدا القلق الناجم عن ترك الزوجة أو الأبناء، بحسب أسوشيتد برس.

ويقول اتحاد المحاربين القدامى إن نحو 120 ألف جندي حاربوا في أفغانستان والعراق يعانون أعراض الأمراض العقلية، ونصفهم مصاب بمتلازمة ما بعد الصدمة.

ويقدم نظام الخدمات الصحية العسكري، في الولايات المتحدة، خدماته لنحو 9.2 مليون شخص بين عاملين متقاعدين واحتياط، وكذلك عائلاتهم.

قوات خاصة ستتولى "مطاردة وقتل" المسلحين بعد الإنسحاب من العراق 

وكشف وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس، أن قوات العمليات الخاصة ستتولى مهام "مطاردة وقتل المسلحين"، بدلا عن القوات التقليدية التي من المؤمل ان تبدا انسحابا بطيئا من العراق، دون ان يحدد موعد هذا الانسحاب.

وعلقت صحيفة لوس انجلس تايمز Los Angeles Times الامريكية التي نشرت تصريحات غيتس، بقولها إن روبرت غيتس اوجز اكثر النسخ الاميركية تفصيلا لانهاء اخر فصول اللعبة في العراق، عندما تحدث البارحة، الاربعاء، عن انسحاب بطيء للقوات التقليدية الاميركية من العراق، في حين ستحل محلها وحدات عمليات خاصة ستتولى "مطاردة وقتل" المسلحين في العراق، فضلا عن المساعدة في تدريب القوات العراقية.

وتقول الصحيفة، نقلا عن غيتس، ان قوات العمليات الخاصة تلعب دورا مركزيا في العراق وافغانستان، وهي "نسيج رابط" بين مهام عسكرية مختلفة.

وتضيف ان حوالي 5.000 من افراد القوات الخاصة يعملون الان في العراق، فيما يوجد 3.000 منهم في افغانستان، وهذا ما يشكل ما يزيد عن 80% من حجم هذه القوات الاميركية العاملة في مناطق ما وراء البحار.

وقال غيتس ان هذه القوات "ستبقى في العراق وافغانستان لوقت اطول، كقوة تطارد الارهابيين وتقتلهم، وكذلك قوة تساعد في تدريب عراقيين وافغان."

وترى الصحيفة ان غيتس وقادة عسكريين كانوا قد وصفوا خططا وضعت للقوات الاميركية تتمثل بالتخلي التدريجي عن المسؤوليات الامنية للعراقيين والتراجع الى دور الاشراف. الا ان ملاحظات غيتس التي صرح بها امس، بخاصة ما يتعلق بدور قوات العمليات الخاصة، تقدّم تفاصيل جديدة بهذا الشأن.

وتتابع الصحيفة قولها ان في حديث له في مؤتمر لضباط قوات العمليات الخاصة العالمية، امس، قال غيتس ان المسؤولين الاميركيين يتحركون بسرعة كبيرة في وقت مبكر من الحرب نحو تسليم المسؤولية الى العراقيين على اساس "تكهنات مفرطة بورديتها والتي لم تكن بالضرورة متصلة بالواقع."

وعلقت الصحيفة قائلة ان غيتس اعترف باحباطه من بطء وتيرة تخفيض حجم القوات الاميركية في العراق، الا انه قال ان انسحابا سريعا سيرهق كاهل القوات العراقية، ويزعزع المكاسب التي تحققت على مدى العام الماضي.

وذكرت الصحيفة ان كبار القادة في قوات العمليات الخاصة الاميركية كانوا قد قالوا في الشهور القليلة الماضية انهم يتوقعون الابقاء على اعداد كبيرة نسبيا من قواتهم في العراق مع تقليل حجم القوات الاميركية (التقليدية).

واوضحت ان اللواء جون مولهولاند، الذي يشرف على العمليات الخاصة في الشرق الاوسط، قال ان قوات العمليات الخاصة الاميركية ستتكرس بتقديم الدعم لوحدات عراقية. اذ فضلا عن تقديم المشورة، كما قال الواء مولهولاند، ستسهم القوات الخاصة في عمليات اخلاء المصابين، والاتصالات، الاستخبارات، وعمليات دعم اخرى، الى الجيش العراقي.

تفصيلات مبالغ الحرب

ووضع الرئيس الامريكي جورج بوش طلبا مفصلا لسبعين مليار دولار لتمويل الحرب في كل من العراق وافغانستان جزئيا في الوقت الذي يوفر مزيدا من المساعدات لمعالجة ازمة غذاء عالمية اخذة في النمو.

ويضم طلب الرئيس للسنة المالية التي تبدأ في اول اكتوبر تشرين الاول والذي قدم اصلا في فبراير شباط 45.1 مليار دولار للعمليات القتالية في الحربين و3.7 مليار دولار للمساعدة في زيادة حجم القوات الافغانية وملياري دولار للقوات العراقية.

وقال بوش في رسالة الى نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب الامريكي ان"هذا الطلب يمثل متطلبات ملحة وضرورية."

ومن المتوقع ان يوفر الكونجرس هذا المبلغ. ولكن الديمقراطيين الذين يحثون على تحديد جدول زمني لسحب معظم القوات الامريكية المؤلفة من 159 الف جندي من العراق يدرسون الحاق شروط قد يرى بوش انها سيئة.

واذا وافق الكونجرس على هذا المبلغ الاضافي للسنة الحالية والمقبلة فسيؤدي هذا الى وصول مجمل المخصص للحربين في العراق وافغانستان اكثر من 800 مليار دولار.

وقد يناقش مجلس النواب طلب بوش الاسبوع المقبل. وسيستخدم معظم المبلغ لتمويل الحربين بعد اول اكتوبر تشرين الاول وفي السنة المقبلة عندما يتولى رئيس جديد قيادة الولايات المتحدة.

ومن المحتمل ان يربط الكونجرس هذه الميزانية بطلب بوش 108 مليارات دولار للسنة المالية الحالية لتغطية النفقات الاضافية في الحرب والامور المتصلة بذلك.

ومن بين المقترحات التي يدرس الديمقراطيون الحاقها بميزانية التمويل توسيع المزايا التعليمية لقدامي المحاربين.

وتعارض ادارة بوش ذلك قائلة ان هذا الاقتراح قد يشجع الجنود الذين في الخدمة على ترك القوات المسلحة في وقت تحتاج فيه هذه القوات الى جنود.

وحث بوش الكونجرس ايضا على الموافقة على 350 مليون دولار لجهود السلام في الشرق الاوسط من بينها 200 مليون دولار للفلسطينيين شريطة عدم ذهاب اموال الى حركة المقاومة الاسلامية/حماس/ التي ترفض قبول حق اسرائيل في الوجود.

وبعد سنوات من الجمود على جبهة السلام العربية الاسرائيلية طرح بوش مبادرة جديدة العام الماضي مع مؤتمر للشرق الاوسط في انابوليس بولاية ماريلاند.

وقال في ذلك الوقت انه يهدف الى ضمان ابرام معاهدة سلام وانشاء دولة فلسطينية قبل ان يترك الرئاسة في يناير كانون الثاني المقبل ولكن لا توجد علامة تذكر على امكان نجاحه في ذلك.

ويتضمن طلب الميزانية ايضا 770 مليون دولار في شكل تبرعات للمساعدات الغذائية التي كشف بوش النقاب عنها يوم الخميس من بينها شراء أغذية وبذور ومساعدات أخرى في العالم النامي.

وتشمل الطلبات الاضافية:

- 2.2 مليار دولار للزيادة المتوقعة في اسعار الوقود للعمليات العسكرية والمخابرات.

-2.6 مليار دولار لنقل المركبات المقاومة للالغام والمحمية من الكمائن والتي تستخدم للقوات الامريكية في العراق.

-193.2 مليون دولار في شكل مساعدة عسكرية واقتصادية لباكستان ولتعزيز الانشطة الدبلوماسية في المناطق القبلية المدارة اتحاديا وتوسيع عمليات التنمية الامريكية هناك.

-35.6 مليون دولار لزيادة الامن الدبلوماسي لبعثات سلام الشرق الاوسط بالاضافة الى الافراد في السودان والصومال.

-15 مليون دولار للمساعدة في احراز تقدم في المحادثات السداسية التي تركز على جعل كوريا الشمالية تتخلي عن برنامجها للاسلحة النووية.

الولايات المتحدة ستسحب قريبا 3500 جندي اميركي

من جهة اخرى اعلن الجيش الاميركي انه سيسحب قريبا 3500 جندي من العسكريين الذين استقدموا في اطار تعزيز القوات في الى العراق في شباط/فبراير 2007.

وقال الجيش الاميركي ان "جنود فرقة المشاة الثالثة سيعودون الى قاعدتهم في جورجيا خلال الاسابيع المقبلة".

وتاتي عودة الجنود في اطار خطة الولايات المتحدة لسحب ثلاثين الف عسكري ارسلوا في اطار عملية تعزيز القوات منذ شباط/فبراير 2007 للحد من اعمال العنف في العراق. واشار البيان الى ان استقدام جنود فرقة المشاة الثالثة ساهم في الحد من اعمال العنف في مناطق جنوب بغداد. بحسب رويترز.

من جانبه قال جنرال دان الين ان "مواصلة سحب هذه القوات يؤكد استمرار التقدم في العراق" وفقا للبيان. واضاف "بعد تموز/يوليو سيقيم القادة العسكريون اوضاع قواتنا لمدة 45 يوما ثم يقرر بعدها حجم القوات المطلوبة مستقبلا".

وكانت واشنطن اعلنت انها تسعى لاستكمال انسحاب ثلاثين الف جندي من قواتها البالغة 150 الف عسكريا في العراق بحلول تموز/يوليو المقبل.

ويقول مسؤولون اميركيون ان عدد الجنود الاميركيين المنتشرين في العراق حاليا يبلغ 156 الفا بينما يتواصل انتشار عشرة الف جندي اخرين من دول التحالف.

ويقول الين ان الولايات المتحدة في العراق تواصل سياستها في تدريب قوات الامن العراقية الذي اثمر عن انخفاض في مستوى اعمال العنف في العراق.

وقتل ما لا يقل عن 166 جنديا اميركيا في العراق خلال الفترة الماضية من 2008 مما يرفع الى 4071 عدد الذين قتلوا منذ بدء العمليات العسكرية في هذا البلد منذ اذار/مارس 2003 حسب حضيلة اعدتها وكالة فرانس برس استنادا الى ارقام موقع مستقل على الانترنت.

امريكا تدرس ارسال الاف اضافية من القوات لافغانستان

وقالت صحيفة نيويورك تايمز  ان وزارة الدفاع الامريكية (البنتاجون) تدرس ارسال ما يصل الى سبعة الاف جندي أمريكي اضافي لافغانستان العام المقبل لتعويض نقص المشاركة من الدول الاعضاء في حلف شمال الاطلسي.

وتابعت الصحيفة أن هذه الخطوة ستزيد تواجد القوات الامريكية من نحو نصف القوات الاجنبية في أفغانستان الى ثلثي القوات.

وظهر تقرير الصحيفة بعد يوم من تصريح لوزير الدفاع الامريكي روبرت جيتس بأن الولايات المتحدة قد تدرس تولي قيادة قوات حلف شمال الاطلسي في جنوب أفغانستان حيث تحجم بعض الدول الاعضاء في الحلف عن تقديم قوات مقاتلة.

ويخضع جنوب أفغانستان الذي شهد الاسوأ من تصاعد أعمال العنف من جانب طالبان لقيادة حلف شمال الاطلسي حاليا. ولبريطانيا وكندا وهولندا واستراليا قوات في المنطقة.

وقال جيتس للصحفيين عندما طلب منه التعليق على مناقشات تجري في البنتاجون بشأن امكانية تولي القيادة في جنوب افغانستان "هذه مسألة ستنظر ربما خلال بعض الوقت وذلك بصفة أساسية لانها تتطلب تشاورا مع حلفائنا."وأضاف خلال زيارة لمستودع ريد ريفر التابع للجيش في تكساركانا بتكساس "انها بالتأكيد تستحق القيام بدراسة."

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين بادارة الرئيس الامريكي جورج بوش لم تذكر أسماءهم قولهم ان ارسال ما يصل الى سبعة الاف جندي اضافي سيؤدي الى زيادة عدد القوات الامريكية في أفغانستان الى نحو 40 ألفا وهو أعلى معدل لها منذ أن أغارت الولايات المتحدة على البلاد عام 2001 وأطاحت بحكومة حركة طالبان في أعقاب هجمات 11 سبتمبر أيلول.

وتابعت أن الزيادة ستتطلب أيضا خفض عدد القوات في العراق على الاقل بنسبة بسيطة وأن التخطيط لزيادة القوات بدأ في الاسابيع الاخيرة.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول كبير قوله "ببساطة ستكون هناك (في أفغانستان) قوات أمريكية أكثر من أي وقت مضى."

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء  18/حزيران/2008 - 14/جمادي الثاني/1429

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م