حوار: العمل التطوعي في العراق الثروة المجهولة

النبأ/خاص

 

* العمل التطوعي يُعد ثروة مهمة من الثروات التي تستثمرها دول العالم

* المشاركة في الأعمال الخيرية هي مطلب ديني، كما أنها حاجة إنسانية وضرورة اجتماعية

* ما نريده هو أن نجعل هذه الممارسات التطوعية الخيرية ظاهرة ثقافية واجتماعية ووطنية عامة

* العمل على تضمين المناهج الدراسية بعض القيم الاجتماعية والإنسانية التي تركز على مفاهيم العمل الاجتماعي التطوعي وأهميته

 

شبكة النبأ: من الموضوعات المدنية التي لم تحظ بالاهتمام الكافي في العراق لا على مستوى التنظير ولا على مستوى العمل، هي موضوعة المبادرات المجتمعية وتنظيم وتنشيط العمل التطوعي، ولأهمية هذا الموضوع من الناحية الإنسانية والاجتماعية والاقتصادية، شبكة النبأ المعلوماتية التقت الأستاذ جميل عودة مستشار وزارة الدولة لشؤون المجتمع المدني، وحاورته بهذا الشأن.

- هل بالفعل العمل التطوعي ثروة مجهولة في بلادنا، وما هو المقصود من العمل التطوعي بشكل عام؟

شكرا لكم، العمل التطوعي هو نشاط اجتماعي مجاني يقوم به الأفراد من تلقاء أنفسهم، بشكل فردي أو جماعي، وذلك من خلال التبرع بجزء من الوقت، أو الجهد، أو المال، أو الخبرة، وهو لا يقتصر على حقل اجتماعي محدد، بل، يشمل جميع الحقول الاجتماعية والإنسانية والخدمية مثل الخدمات العامة، والتعليم، والصحة، والتنمية الاجتماعية، والمساعدات العينية، والاهتمام بذوي الاحتياجات الخاصة: كالأيتام، والأرامل، والمعاقين، وغيرهم.

وبالتالي، فان العمل التطوعي، بالفعل، يُعد ثروة مهمة من الثروات التي تستثمرها دول العالم المختلفة، وتخصص لها برامج وخطط استثمارية سنوية، وهناك مئات الآلاف من مواطنيها يعملون بشكل مباشر أو غير مباشر في حقل العمل التطوعي.   

- نحن نسمع ونقرا عن المشاركات الكبيرة في العمل التطوعي في البلاد المتطورة كأوربا الغربية وأمريكا واليابان، وغيرها من البلاد، هل تعطون تصورا عن مدى حجم العمل التطوعي في هذه البلدان؟.

يحظى العمل التطوعي في البلدان المتطورة بأهمية بالغة، وهناك إحصاءات وأرقام تصاعدية مختلفة بخصوص المؤسسات المدنية وعدد المتطوعين في هذه الدول، فبعض هذه الإحصاءات يؤكد حوالي (93) مليون أمريكي أي نسبة 30% من مجمل الأمريكيين، يعملون في العمل التطوعي، وينفقون سنوياً (20) بليون ساعة في العمل التطوعي لصالح الأطفال والفقراء والتعليم وقضايا أخرى.

كما يقدر معدل التبرع المالي لكل أمريكي (500) دولار سنوياً، وقد تبرع الأمريكي (تيد تورنر) مؤسس الشبكة الإعلامية بثلث ثروته إلى المنظمات الإنسانية في الأمم المتحدة ويساوي مبلغ مليار دولار أمريكي.

وفي بريطانيا يوجد أكثر من 20 مليون شخص من البالغين يمارسون نشاطاً تطوعياً منظماً. أما في فرنسا فقد جاء في تقرير لجمعية فرنسا للشؤون الاجتماعية أن 10 ملايين ونصف المليون فرنسي يتطوعون في نهاية الأسبوع للمشاركة في تقديم خدمات اجتماعية مختلفة تخص الحياة اليومية من مجالات التربية والصحة والبيئة والثقافة وغيرها. وتتراوح أعمار 51% من المتطوعين ما بين الخامسة والثلاثين والتاسعة والخمسين عاماً، ويمثل الطلبة نسبة 21% وتتراوح أعمار المتطوعين منهم ما بين 18 و 25 عاماً.

ويشكل العمل التطوعي في البلاد المتقدمة، لاسيما أمريكا وأوربا الغربية جزءا مهما من الميزانية العامة، فقد أشار تقرير معهد «هدسون للازدهار العالمي» ونشرته صحيفة «الشرق الأوسط» الثلاثـاء 20 ربيـع الأول 1427 هـ 18 أبريل 2006 العدد 10003 إلى أن  نصف مواطني الولايات المتحدة يقومون بأعمال تطوعية، ويقدّر التقرير أن التطوع للمشاريع الخيرية يصل إلى 135 ألف ساعة سنويا، أي أن تلك الساعات إذا ترجمت إلى مبالغ فأنها تصل قيمتها إلى 4 مليارات دولار.

وبدأ العمل التطوعي، منذ أمد بعيد، يحظى بالأهمية نفسها في الدول العربية والخليجية، فهناك الكثير من المشاريع التطوعية التي تدعمها الحكومات الخليجية، منها مشروع "طبق الخير" في الإمارات العربية، وهو مشروع يهدف إلى فتح آفاق جديدة للعمل التطوعي المبدع واستنفار المجتمع للإسهام الفعال في العمل الخيري، وخصصت ريع هذا المهرجان من أجل كفالة الأيتام في الوطن العربي والعالم الإسلامي والإسهام في عمل الخير لاغاثة منكوبي الكوارث الطبيعية والمحن في العالم.

   ومشروع "جائزة البر" التي تأسس في الأول من أكتوبر من 1997 وذلك بمناسبة اليوم العالمي للمسنين· ويتأهل لهذه الجائزة كل من يقوم ببر والديه الذين تجاوزا 60 عاماً، ويعاني أحدهم من العجز أو كلاهما ويعيشان معه أو معها في نفس الدار·

  كما يتأهل للجائزة الابن البار الذي حرص على المداومة على زيارة أحد والديه أو كليهما لمن اضطرتهم ظروف حالتهم الصحية للبقاء في مركز صحي أو مستشفى لتلقي العلاج والعناية الصحية ·

ومشروع "جائزة الأسرة المثالية" الذي يهدف إلى تكريس وإعلاء قيمة الأسرة القوية المتماسكة التي تأخذ بأسباب العلم والعمل وخدمة الوطن وتحافظ في نفس الوقت على القيم، حيث يتم اختيار ثلاث أسر مثالية من الدولة، ويتم تكريمها معنوياً ومادياً خلال احتفالات الاتحاد النسائي بيوم الأسرة العربية ·

وفي المملكة العربية السعودية، ينمو العمل التطوعي المنظم يوماً بعد يوم، حيث زادت الجمعيات الخيرية- لعمل تطوعي منظم- عن (230) جمعية مرخص لها، كما أن الأعمال ذات الصفة التطوعية تتواجد في مختلف الساحات التعليمية والصحية والاجتماعية والاقتصادية وغيرها.

وفي التجربة السورية، هناك سعي لنشر ثقافة التطوع حيث يوجد أكثر من 1400 منظمة تطوعية من جمعيات ومؤسسات أهلية تتنوع أنشطتها في مجالات مختلفة من حيث الصحة والشباب والبيئة.

- هل بالفعل هناك يوم عالمي للتطوع؟

لهيئة الأمم المتحدة برنامج يُعرف ببرنامج الأمم المتحدة للمتطوعين، هذا البرنامج خصص يوم الخامس من ديسمبر من كل عام، يوما للعمل التطوعي، وتخصيص هذا اليوم جاء تكريما للعمل التطوعي ودعما لدوره في التنمية الاقتصادية والاجتماعية.

ومع ذلك فهناك أيام قريبة من يوم العمل التطوعي، وتصب بنفس الاتجاه مثل يوم اليتم، ويوم زراعة الأشجار، واليوم العالمي لتنظيف الشواطئ، واليوم العالمي لتكريم مدراء البرامج التطوعية، الخ.

- ما هي المصادر الشرعية التي تستندون إليها في الترويج لمفهوم وثقافة العمل التطوعي في العراق. 

ليس هناك كتاب في كل العالم، يرشد، ويحث، ويعطي الأجر الدنيوي والأخروي، كالقران الكريم والسنة النبوية، وهناك الكثير من الآيات التي تحث على العمل التطوعي، وعلى عون ومساعدة الآخرين، منها: قوله تعالي " ومن تطوع خيراً فهو خير له" وقوله تعالى " وتعاونوا على البر والتقوى " وقوله " وآتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل" وغيرها من الآيات الكريمة التي ترشد وتحث على فعل الخير.

وهناك العشرات من الآيات القرآنية التي تقرن العمل الصالح إلى جنب الإيمان بالله واليوم الآخر، كما نجد في سورة العصر: " والعصر إن الإنسان لفي خسر.. إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصو بالحق وتواصو بالصبر". إذ لا يكفي الإيمان وحده ما لم يقترن بعمل صالح، لأن الإسلام دين حياة وعمل وليس مجرد طقوس يؤديها الفرد ليس لها علاقة بواقعه ومجتمعه.

ويقدس الإسلام عمل الخير مهما كان صغيرا، ولو كان بمقدار ذرة كما في قوله تعالى:" فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره.. ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره" وبذلك لن يكون بمقدور أي أحد أن يقول مثلا أنا فقير لا يمكنني أن أقوم بفعل الخير، أو يظن بأن فعل الخير إنما يقتصر على الأغنياء وأصحاب الأموال الطائلة، كلا، إن فعل الخير يمكن أن يكون بتقديم رغيف خبز لمحتاج أو حتى مجرد تمرة أو أقل من ذلك. ومن لا يملك مالا بوسعه أن يقول كلمة يحض فيها الآخرين على العطاء كما بوسعه أن يقدم وقته وجهده ويساهم في العمل التطوعي الخيري.

ليس هذا فحسب، فهنا أريد أن أؤكد حقيقية قرآنية، وهي أن العمل التطوعي في القران ليس عملا إنسانيا تطوعيا، إن شاء الإنسان عمله، وإن شاء رفضه، لا، بل، هو واجب شرعي وأخلاقي في كثير من الحالات، وقد أشارت آية " وفي أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم" إلى هذا المعنى الإلزامي في العمل التطوعي.

وفي السنة النبوية، هناك المئات من الأحاديث الصحيحة والمتواترة التي تؤكد بما لا يدع الشك على العمل الخيري والتطوعي منها: " خير الناس أنفعهم للناس" والحديث يشير إلى نفع الناس أجمعين، وليس نفع المسلمين فقط. و" المال مال الله والناس عيال الله وأحبهم إلى الله أنفعهم لعياله"  و " إن لله عباداً اختصهم لقضاء حوائج الناس، حببهم للخير وحبب الخير إليهم، أولئك الناجون من عذاب يوم القيامة" و"لأن تغدو مع أخيك فتقضي له حاجته خير من أن تصلي في مسجدي هذا مائة ركعة" و " مازال جبريل يوصني على الجار حتى ظننت انه سيورثه"

- كيف يمكن الحصول على المتطوعين في برنامج العمل التطوعي؟

المتطوعون والمساهمون في الأعمال التطوعية أعدادهم تزادا يوما بعد يوم، وكل فرد من أفراد المجتمع عنده قدرة وقابلية على العطاء والبذل، وهناك الكثير من الفئات الاجتماعية التي يمكن أن نستثمر جهودها مثل كبار السن من المتقاعدين، فهؤلاء عندهم خبرة في مجالات اجتماعية وإدارية واسعة، وهذه الخبرة تكاد تكون عند الكثير معطلة، فالمتقاعدون عادة لا يمارسون أي عمل، وهؤلاء يمكن استثمار طاقاتهم وخبراتهم في العمل التطوعي.

وأيضا هناك فئة الطلاب، وهي شريحة اجتماعية معطاة وتتمتع بالحيوي، ولديها استعداد في أوقات العطل الرسمية، وخاصة عطلة الصيف، ويمكن استثمار طاقاتهم في أوقات عطلتهم. وأعضاء المؤسسات المدنية والمنظمات غير الحكومية، فهؤلاء يمكن تحفزيهم بهذا الاتجاه، مضافا إلى النجوم والأبطال الرياضيين الراغبين في تقديم أعمال معينة لمجتمعهم، وأصحاب المساجد والجوامع والحسينيات ورجال الدين، وهم شريحة جيدة للعمل التطوعي، وهناك عدد هائل من النساء العراقيات من كبار السن والأرامل وغيرهن ممن عندهن فرصة للعمل التطوعي.

المجتمع العراقي عنده استعداد عالي للبذل والعطاء والتبرع والمساهمة في أعمال البر والخير، ولكن هناك دور وحلقة تكاد أن تكون مفقودة لدى المؤسسات المدنية والمؤسسات الحكومية، وهي قدرتنها في تحفيز الناس، واستثمار أوقاتهم للعمل التطوعي، وكيف تستطيع أن تكيف نفسها وأنشطتها وفق أوقات المتبرعين وطاقاتهم، فمقياس نجاح أو إخفاق هذه المؤسسة التطوعية أو تلك، يعتمد على رصيدها البشري من المتطوعين.

 - متى نقول: هذا عمل تطوعي، وذاك عمل ليس تطوعي؟

كل ما نقدمه من عطاء أو عمل أو جهد، وكل خدمة نقوم بها دون أن نقصد من ورائها الحصول على مقابل أو أجر ما، هو عمل تطوعي. وكل عطاء أو عمل أو جهد نقوم به، ونقصد من ورائه الحصول على مقابل ما، هو عمل غير تطوعي، إلا أن العمل التطوعي يختلف في حجمه، وشكله، واتجاهاته، ودوافعه، فمن حيث الحجم فان العمل التطوعي يقل في فترات الاستقرار والهدوء والرخاء، ويزداد في أوقات الكوارث والنكبات والحروب.

ومن حيث الشكل، فقد يكون العمل التطوعي جهداً يدوياً وعضلياً أو مهنياً أو تبرعاً بالمال أو غير ذلك. ومن حيث الاتجاه، فقد يكون تلقائياً أو موجهاً من قبل الدولة في أنشطة اجتماعية أو تعليمية أو تنموية. ومن حيث دوافعه، فقد تكون دوافع نفسية أو اجتماعية أو سياسية.

   ويمكن أن يكون العمل التطوعي مساهمة بالعمل أو التمويل أو لمبدأ الرأي أو تقديم الخطط والدراسات التي تساهم في معرفة الحاجات الاقتصادية والثقافية والتعليمية والتنموية للأفراد والمجتمع وتعمل على إيجاد الحلول ووضع البرامج اللازمة لتنفيذها.

- لماذا يمكن أن يتطوع الناس؟ بتعبير أدق، ما هي الفوائد التي يمكن أن يجنيها المتطوع؟

ليست ثمة شك، إطلاقا، أن العمل التطوعي عمل إنساني محض، وفوائده كما تعود على الفئات المستهدفة منه، فأنها أيضا، وبنفس القدر، وربما أكثر من الناحية الواقعية والنفسية تعود على المتطوعين أنفسهم، فقد قال تعالى: "فمن تطوع خيرا فهو خير له"، وهي إشارة واضحة إلى فائدة التطوع النفسية الكبيرة للمتطوع، فالمتطوع الذي تنازل عن أجره بإرادته واختياره، يحصل على الأجر والثواب الجزيل الذي لا يحصى ولا يعد من الله عز وجل، ليس ذلك في الآخرة، وحسب، بل، في الدنيا؛ فالجزاء الدنيوي والرعاية الإلهية تحيط بكل عامل خير ومتبرع، وقد روي عن نبينا محمد (ص) قوله: "من قضى لأخيه المؤمن حاجة كان كمن عبد الله دهراً "، وعنه (ص) أيضاً قال: " من مشى في عون أخيه ومنفعته فله ثواب المجاهد في سبيل الله" . وقال الإمام الصادق (ع): " قضاء حاجة المؤمن أفضل من ألف حجة متقبلة بمناسكها وعتق ألف رقبة لوجه الله".

وقد وجد العلماء أن التطوع للعمل الخيري هو وسيلة لراحة النفس والشعور بالاعتزاز، وبالتالي، فالمشاركة في الأعمال الخيرية هي مطلب ديني، كما أنها حاجة إنسانية، وضرورة اجتماعية. لذا يمكن أن نشارك في الأعمال الخيرية بما نستطيع، وبأي صورة ممكنة، وبأي لون من ألوان المشاركة … فهذا من أفضل الأعمال المندوبة عند الله سبحانه وتعالى، والمحبوبة عند الناس.

والعمل التطوعي هو أيضاَ دافع أساسي من دوافع التنمية بمفهومها الشامل اقتصادياًَ وسياسياً واجتماعياً وثقافياً ودليل ساطع على حيوية المجتمع واستعداد أفراده للتفاني والتضحية، وهو أيضاًً نوع من الاختبار الحر للعمل، وقناعة لمشاركة الأفراد طواعية في العمل من واقع الشعور بالمسؤولية.

وبدأنا نلاحظ أن الإنسان المتطوع يكتسب أهمية كبيرة في المجتمعات لكثير من الأسباب أهمها: أنه ينمي الجانب الإنساني للمجتمع الذي يساهم في التعامل والتراحم بين الناس ويتيح الفرصة إلى التعرف على احتياجات المجتمع، ويزيد من قدرة الإنسان على التفاعل والتواصل مع الآخرين وينمي الحس الاجتماعي لدى الفرد المتطوع. ويمنحه الثقة بالنفس واحترام الذات ويساعده على ترجمة مشاعر الولاء والانتماء إلى واقع ملموس ويساعد على استثمار الوقت.

وتكمن أهمية هذا العمل للإنسان في سن الشباب كونه يعزز انتماءهم ومشاركتهم وينمي مهاراتهم وقدراتهم الفكرية والفنية والعلمية والعملية ويتيح لهم المجال للتعبير عن رأيهم في القضايا التي تهم المجتمع والمشاركة في اتخاذ القرار.

-هل يتخذ العمل التطوعي أشكالا مختلفة؟ 

نعم، هناك من يميز بين شكلين رئيسين من العمل التطوعي، وهما:

 1- العمل التطوعي الفردي: وهو ذلك العمل التطوعي الذي يمارسه الفرد من تلقاء نفسه وبرغبة منه وإرادة، ولا يبغي منه أي مردود مادي، ويقوم على اعتبارات أخلاقية أو اجتماعية أو إنسانية أو دينية، مثل أن يخصص جزءا من واردات عمله إلى مجموعة من الأطفال بشكل شهري أو دوري، أو يخصص طبيب من الأطباء جزءا من وقته في عيادته لمعالجة مجموعة من المرضى الفقراء مجانا، أو يخصص معلم من المعلمين يوم الجمعة لتعليم الأطفال مجانا. 

2- العمل التطوعي المؤسسي: وهو أكثر تقدماً من العمل التطوعي الفردي وأكثر تنظيماً وأوسع تأثيراً في المجتمع، حيث ينتظم مجموعة من المتطوعين في إطار مؤسسة مدنية، ويقدمون خدماتهم من خلال هذه المؤسسة، مثل جمعية الهلال الأحمر، أو مؤسسات المجتمع المدني المختلفة.

- هل يفشل العمل التطوعي؟

ليس هناك عمل تطوعي فاشل ابدأ، لان العمل التطوعي هو عمل خير، والعمل الخير لا يرجو الربح والمكسب المادي، ولكن هناك أخطاء في آليات التعامل مع العمل التطوعي، ومن أهم الأخطاء هو تكريس العمل التطوعي لخدمة الذات، فكل من يعمل في مجال العمل التطوعي بمفرده أو في إطار مؤسسة تطوعية ويريد أن يحقق مكاسب شخصية فانه يفشل حتما؛ لان الناس عندما يشعرون أن القائم أو المنظم للعمل الخيري، هو من المستفادين منه لا يتفاعلون معه، فلو شعر المتبرع الميسور أن الأموال لا تذهب إلى المستحقين، وأن القائم بالأعمال التطوعية أو المنسق يأخذ جزءا من هذه الأموال فانه لا يتعامل معه.

وأيضا ربط العمل الخيري والتطوعي بالعمل السياسي والحزبي، بمعنى أن يكون العمل الإنساني واجهة أو يافطة يستفيد منها السياسي لأجل تحقيق أغراضه لسياسية، فالبعض يضع رجل في العمل الإنساني ورجل أخرى في السياسة، وعلينا، كعاملين في الحقل الإنساني والخيري، أن نكون حذرين كي لا نقع في خطأ الخلط بين ما هو سياسي وبين ما هو عمل إنساني إغاثي، لان الناس –عادة- يريدون ويتعاطفون مع من يعطهم دون أن يكون له أدنى منفعة أو مصلحة، ولو كانت تلك المنفعة هي صوته الانتخابي.   

- إذن كيف نستطيع أن ننشط العمل التطوعي؟

هذا هو مربط الفرس، وهو كيف لنا أن ننشط ونحفز العمل التطوعي ونديمه ونفعله؟ فلابد أن يكون هناك حوافز ومنشطات للأعمال التطوعية وأصحابها؛ حيث يلعب التحفيز والتنشيط دوراً بارزاً في المحافظة على المتطوع واستغلال طاقاته وخبراته المستجدة، سواء على صعيد الجماعة أو المؤسسة ومن مجالات التحفيز مثلاً: مشاركته بالعمل الجماعي بالمؤسسة، وأن يكون مع الجماعة وليس على هامشها، وأن يكون عمل المؤسسة أو الشركة معروفاً ومرئياً لا أهداف مستترة له، ولا بد من الاعتراف دائماً بإنجازات المتطوع وعطاءاته، وأخذ رأيه بعين الاعتبار، ولابد من شكره وتقديره، وغيرها من المسائل والإجراءات التي تشد المواطن لأداء العمل التطوعي وترغبه فيه.

-أنتم تدعون إلى تفعيل وتنشيط العمل التطوعي في العراق، هل يعني أنكم تبحثون عن نظام للعمل التطوعي؟

لكل عمل اجتماعي أسس وقواعد، تحميه وتوفير له فرص النجاح والتقدم، والعمل التطوعي في العراق بحاجة إلى نظام وقانون يغطي مختلف جوانبه التنظيمية وإجراءات عمله، وما يرتبط بذلك من قضايا وتوجهات من اجل مواكبة التغيرات المجتمعية المعاصرة، وتقييم وتقويم مقومات ومعوقات «العمل التطوعي».

ولذلك فالحاجة ماسة إلى «نظام وتنظيم ومنظمة» للعمل التطوعي «المؤسساتي» يطور مفهومه، ووسائله، وطرقه، ويحث عليه كنماء للفرد وتنمية المجتمع وضمان تكافله وتذلل المعوقات التنظيمية والإدارية والمالية والتشريعية، وتفعيل دور الشباب في العمل التطوعي، ونشر ثقافته وإبراز التراث والأدبيات التي تحث على العمل التطوعي، وصولاً إلى تحقيق الترابط المجتمعي وتجسيد الدوافع العقدية والأخلاقية والإنسانية في هذا السبيل...

- إذن، هل نحن في العراق بحاجة إلى مؤسسة حكومية للعمل التطوعي؟

اليوم، في الدول المتقدمة، يسهم الجميع في مسؤولية مواجهة أعباء الحياة والمشاركة في بناء المشاريع والمؤسسات الخلاقة والمنتجة من مستشفيات ومدارس وجامعات، وهيئات اجتماعية وجمعيات خيرية تعاونية في مختلف حقول الحياة.

ومهما بلغت ثروات الدول الغنية، فإنها لا تستغني عن الجهود التطوعية لمواطنيها أبدا. وإذا كانت الدول الغنية تحتاج إلى هذا الكم الهائل من المتطوعين، فكيف بالدول الفقيرة والتي أكلت الحروب فيها الأخضر واليابس؟

هذا ما يجب أن نعمل عليه، فنحن لكي ننمي ونطور العمل التطوعي في العراق، فأننا نكون بحاجة إلى مؤسسة مدنية للعمل التطوعي تعتمد على التمويل التطوعي وتقدم خدماتها بدون عائد مادي، وتصمم سياساتها، وتوجه أنشطتها وتنفذ برامجها ضمن إطار يراعي أساسيات العمل التطوعي، ودوره في النهوض بمختلف أوجه خدمات المجتمع والمساهمة في تلبية حاجاته ويراعى في ذلك تفعيل مفهوم «العمل التطوعي المنظم» في تحقيق التنمية في المجتمع وتنشيط المشاركة المجتمعية الواعية بالمنظور التطوعي المتميز والفعال كدعامة أساسية للمشاركة الأهلية في جهود التنمية ومسايرة المتغيرات الاقتصادية والاجتماعية وسد النقص في جوانب الحياة المعيشية المعاصرة، وتفعيل مبدأ التكافل الاجتماعي الذي تحث عليه الشريعة الإسلامية السمحة وتحافظ عليه والأعراف والتقاليد والعادات الاجتماعية في المجتمع الإسلامي.

- هل تعتقدون أن هناك معرفة اجتماعية عامة بالعمل التطوعي في العراق؟

من حيث المبدأ، هناك معرفة فطرية وإنسانية بضرورة مساعدة الآخرين في الأوساط الاجتماعية العراقية، والمشكلة ليست في الناس، وليست في من يتبرع أو يعطي، المشكلة فينا نحن، فهل قمنا بنشر ثقافة العمل التطوعي؟ هل نشرنا مقالا عن المبادرات المجتمعية؟ هل كرمنا منظمة مدنية قدمت خدمة للمهجرين مثلا؟ هل نشرنا كتابا يحكي قصص أولئك الذين شيدوا مستشفى أو مدرسة أو مبرة لرعاية الأيتام؟

نعم، ينقصنا ثقافة المبادرة وفهمها وتفصيلها، فنحن بحاجة إلى تشجيع الناس في المساهمة بالعمل التطوع الفردي والجماعي، والمبادرة إلى تأسيس الجمعيات الأهلية والمنظمات غير الحكومية وحسن إدارتها وإدامتها، وتغير نظرة الناس إلى المؤسسات المدنية العراقية، سواء من خلال تحسين أدائها، أو من خلال نشر ثقافة إعانة ومساعدة وإغاثة الآخرين.

- تدعون إلى إحياء وتجديد ثقافة العمل التطوعي في المجتمع العراقي، ما مدى أهمية وفائدة العمل التطوعي في العراق؟

علينا أن نفهم أن المجتمع العراقي ليس مجتمعا مغلقا أو معزولا على ذاته مثل بعض المجتمعات التي توصف بالانغلاق والانعزال، إنما هو مجتمع علاقات وروابط متينة، وهي نقطة جوهرية ومرتكز قوي لتنشيط ثقافة العمل التطوعي، فالمجتمع العراقي كان وما زال يمارس العمل التطوعي بإشكاله المختلفة، ويندفع إليه، كلما وجد فرصة لذلك.

هناك الكثير من الأعمال التطوعية الخيري التي يقوم بها الناس يوميا، بهدف مساعدة الآخرين وتقديم العون لهم، ليس هذا المستوى الفردي فحسب، بل، على المستوى الاجتماعي، فالمناطق العشائرية والريفية تشهد على الدوام أنواعا مختلفة من العمل التطوعي، ومعروف حتى اليوم أن من يريد أن يبني بيتا في الريف العراقي، ينتخي بأقربائه وأصدقائه وجيرانه فينتخون له ويساعدونه في بناء بيته، فمنهم البناء ومنهم العامل.

وفي مناسبات الزواج تجد أن الكثير من الشباب قبل أيام من يوم الزواج يذهبون إلى بيت الزوج، صديقهم كان أو جيرانهم ويساعدونه في الأموال وفي شراء الأثاث ونقلها وترتيبها، وصبغ الغرفة أو البيت، والمساهمة في إعداد الطعام، واستقبال الناس، وكلها أعمال تطوعية خيرية.

أيضا في المناسبات الحزينة مثل المرض أو الوفاة تجد أن أهل القرية يهرعون من أول لحظة يسمعون فيها بوفاة أو مرض أحد أبنائها، وكل منهم يساهم بما يكون بمقدوره في أعمال التكفين والنقل والدفن وتكاليف مراسيم الفاتحة، ويواسون أهله أياما، وتحضر الرجال والنساء إلى مراسم العزاء، وكل منهم يساهم مرة بالعمل، ومرة بدفع ما يعرف عندنا بـ"الواجب" أي مبلغ من المال يدفع المعزي لذوي المتوقي كمساهمة في تكاليف الفاتحة.

إذن، ما نريده هو أن نجعل هذه الممارسات التطوعية الخيرية ظاهرة ثقافية واجتماعية ووطنية عامة، لا تخلو منها التجمعات الإنسانية، سواء في الريف أو في المدنية، وسواء بين الأحياء الفقيرة أو الأحياء الغنية، وسواء في البيت والمدرسة أو في الشارع. 

-كيف نستطيع أن نترجم ثقافة العمل التطوعي إلى حقائق ملموسة يشعر المواطن العراقي بوجودها، كجزء من مؤسسات تعمل لخدمته؟

عندما نؤمن بأهمية العمل التطوعي في بناء قيم الدولة ومؤسساتها، علينا أن نضع نصب أعيننا، كيف يمكن أن نترجم هذه الثقافة إلى واقع ملموس يشعر بها المواطن ويدافع عن وجودها؟ والمسألة ليست معقدة، بل، تحتاج إلى خطوة، وهذه الخطوة تستتبع بالضرورة خطوات من شانها أن تجسد ثقافة العمل التطوعي وتأصله بالاتجاه المطلوب.

وهناك الكثير من الخدمات المباشرة التي يمكن أن نقدمها للناس مثل إعداد برامج تنظيف وتشجير الطرقات الواقعة أمام بيوتنا، وتعبيد الأرصفة والشوارع، وبناء المساكن للمحتاجين، ورعاية الأيتام والمرضى والمعاقين، وتأسيس المراكز الصحية والخدمية الأخرى، وغيرها.

- ولكن الخدمات التي تقدمها المؤسسات المدنية العاملة في العراق اليوم ليس لها آثار شاخصة يمكن أن يتحسسها المواطن العراقي، أليس كذلك؟

أوفقكم الرأي، أن آثار الخدمات والمعونات التي تقدمها المؤسسات المدنية بعضها غير شاخص للعيان، وهذا ما يشعر به بعض المسئولين في الدولة العراقية، ويقولون: ماذا قدمت مؤسسات المجتمع المدني حتى تطالب الحكومة بتقديم المزيد من المساعدات والمعونات لها؟

  أولا، لا يجب أن نضع جميع المؤسسات المدنية في العراق بسلة واحدة؛ ونقول كلها عديمة الفائدة، انتم على سبيل المثل مؤسسة مجتمع مدني تعنى بنشر أفكار السلام واللاعنف، ومؤسسة الإمام الشيرازي العالمية هي أيضا مؤسسة مدنية ولديها مراكز فكرية وتربوية وحققت الكثير من الإنجازات، ولديكم مؤسسات خيرية تعنى بالشباب وتزويجهم، فلماذا نذهب إلى المؤسسات الخاملة، ولا نذكر المثل الجيد لهذه المؤسسات في العمل التطوعي.

وثانيا، هناك مسالة جوهرية يجب أن لا تغيب عن بالكم، وهي أن المؤسسات المدنية والمتطوعين في العمل الإنساني والخدمي والتنموي في العراق هم ليسوا مؤسسة واحدة، لها مكان محدد، وإدارة محددة يمكن أن تنطلق منه نشاطاتها، ويمكن أن يتردد عليها الناس، ويتعرفوا على خدماتها الإنسانية.

فدوائر الدولة في أي محافظة، إذا ما قامت بخدمة للمواطن وتكررت هذه الخدمة، فان الناس يقولون: إن دائرة الماء مثلا، أو دائرة الكهرباء، قد قدمت لنا الخدمة الفلانية. ولكن الوضع في العمل التطوعي يختلف تماما، ولا يجب مقارنته بالعمل الحكومي، فهناك أكثر من متطوع أو أكثر من متبرع، وأكثر من مؤسسة مجتمع مدني في كل محافظة، وهؤلاء بعضهم يعمل في السر وبعضهم يعمل في العلن، بعضهم ليس له مكان محدد، وبعضهم لهم أمكنة ينطلق منها، فلو جمعنا نشاط هؤلاء المتطوعين والمؤسسات المدنية في كل محافظة سوف يفوق عشرات المرات ما تقدمه دوائر الدولة.

-كيف لنا أن ننشأ مجاميع تطوعية في العراق؟

كل إنسان عنده رغبة ذاتية للعطاء المجاني، وكل إنسان عنه استعداد أن يعطي مما عنده، فالتاجر يمكن أن يتبرع ببعض الأموال التي لديه، والكاتب يمكن أن يخصص جزءا من وقته لكتابة مقال في العمل التطوعي، ورجل الدين يمكن أن يخصص محاضرة من محاضراته لحث الناس على أعمال الخير والبر، والمرأة يمكن لها أن تساهم بحكم تجربتها في الأسرة ببعض المساهمات الإيجابية من تربية ورعاية لفئات من الأيتام والمحرومين.

كل ما في الأمر أن تتوفر لدينا نية " العمل الخيري" أي أن تنعقد النية المخلصة لدينا، ثم نبحث عن الأسباب الموجبة لنجاح العمل، عند ذاك ستنفتح لنا أبواب الخير. يقول بعض الناجحين: إن أهل العطاء كثر؛ لأن رحمة الله واسعة لا حدود لها، ولكن الفاشلين هم الذين لا يحققون في أنفسهم الشروط الضرورية التي تؤهلهم لتلقي رحمة الله وعطاء الخيرين، تماما كالأرض غير المحروثة التي ينزل عليها المطر، ولكنها لا تثمر.

  - وأخيرا، برأيكم كيف تستطيع الدولة العراقية أن تنشط دور العمل التطوعي والخيري في العراق؟

 الدولة تستطيع بما لها من نفوذ وقدرة سياسية ومالية وتشريعية، أن تعطل وتحد من العمل التطوعي الخيري، أو أن تفعله وتنشطه وترفعه إلى أعلى مستوياته. فعلى سبيل المثال، كان أكثرية العراقيين في زمن النظام السابق عندهم استعداد لمساعدة العوائل المعوزة ماديا؛ ولكن كان بعضهم يخشى بطش السلطة، حيث كان من الصعب أن تقدم خدمة اجتماعية بمعزل عن معرفة ودراية الجهات الأمنية والحزبية، وقد سجن واعتقل لسنوات طوال بعض المحسنين، واتهم بالعمالة والخيانة والتعامل مع الأجنبي، وإدخال أموال غير شرعية وتوزيعها على العوائل الفقيرة، وبهذه الطريقة قيدت الدولة الدور الإنساني والاجتماعي للناس، وعطلت قدراتهم وكفاءاتهم، وقتلت مبادراتهم..

اليوم، الدولة ليست كذلك، بالعكس تماما، فهناك توجه حكومي واضح إلى دعم مؤسسات المجتمع المدني، وتشجيع المبادرات المجتمعية، وفسح المجال أمام العمل التطوعي، والعمل التطوعي ومؤسساتها أصبح محميا من الناحية الدستورية والقانونية، ولا نستطيع أن نسجل حالة واحدة وقفت أجهزة الدولة بالضد منها. ولكن برزت مشكلة من نوع آخر يمكن أن نسميها بمشكلة فقدان الرغبة بالمشاركة في تحمل مسؤوليات الاجتماعية، بسبب مآلت إليه الأوضاع من فساد، وهدر للمال العام، وترهل ونقص في الخدمات، وهي مشكلة طارئة واستثنائية ستحل بمرور الأيام مع استتباب الأمن وتحقيق الاستقرار ومكافحة الفساد وإعادة الثقة بالمؤسسات العاملة

ومن أهم المسائل التي يمكن أن تحققها الدولة في العراق في مجال العمل التطوعي هي:

  - العمل على غرس قيم الإيثار وروح العمل الجماعي التطوعي، وتشجيع المبادرات المجتمعية التطوعية لدى المجتمع من خلال الأسرة، والمدرسة، والجامع والحسينية، ووسائل الأعلام، ومؤسسات الدولة المتصلة بالمواطن.

 - العمل على تضمين المناهج الدراسية، خاصة في مراحل الابتدائية والمتوسطة والثانوية بعض القيم الاجتماعية والإنسانية التي تركز على مفاهيم العمل الاجتماعي التطوعي وأهميته ودوره التنموي، ويقترن ذلك ببعض البرامج التطبيقية؛ مما يثبت هذه القيمة في نفوس الشباب مثل حملات تنظيف المدرسة أو العناية بأشجار المدرسة أو خدمة البيئة.

- دعم المؤسسات والهيئات التي تعمل في مجال العمل التطوعي مادياً ومعنوياً بما يمكنها من تأدية رسالتها وزيادة خدماتها.

-إقامة دورات تدريبية للعاملين في هذه الهيئات والمؤسسات التطوعية مما يؤدي إلى إكسابهم الخبرات والمهارات المناسبة، ويساعد على زيادة كفاءتهم في هذا النوع من العمل، وكذلك الاستفادة من تجارب الآخرين في هذا المجال.

- تشجيع وسائل الإعلام المختلفة للقيام بدور أكثر تأثيراً في تعريف أفراد المجتمع بماهية العمل التطوعي ومدى حاجة المجتمع إليه وتبصيرهم بأهميته ودوره في عملية التنمية، وكذلك إبراز دور العاملين في هذا المجال بطريقة تكسبهم الاحترام الذاتي واحترام الآخرين.

- تدعيم جهود الباحثين لإجراء المزيد من الدراسات والبحوث العلمية حول العمل الاجتماعي التطوعي؛ مما يسهم في تحسين واقع العمل الاجتماعي بشكل عام، والعمل التطوعي بشكل خاص.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء  17/حزيران/2008 - 13/جمادي الثاني/1429

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م