ملف الثقافة العربية: تدني الثقافة بين مثقفين مهاجرين وأفكار ظلامية

اعداد: ميثم العتابي

 

شبكة النبأ: لم تزل الثقافة العربية في خطوات حرجة ومقننة تتبع أسس ومنهج احتكاري من قبل السلطة او الانظمة الحاكمة للرقعة العربية، تعتمد الأخيرة على تسييس الحركة الثقافية، وادلجة الادب عموما، هذا ما جعل أغلب الثقافات العربية تقع في المحضور، وأبتعادها بشكل أو بآخر عن ذائقة ودعم الجمهور، وأفتعال الازمة بين المثقف العربي وبين المتلقي.

والغريب في الأمر ان العربي هو أول من وضع الأسس الثقافية والأدبية عالميا، فمنذ أبن رشد والفارابي والجاحظ، والكثير من الأسماء التي أنارت سماء العالم بعلمها وأدبها، وترجمت نصوصهم إلى العديد من اللغات العالمية، الغريب ان أصحاب اللغة العربية اليوم في تراجع واضح وبون شاسع بينهم وبين الثقافة الدولية العالمية. ويعزو البعض هذا التراجع إلى التقدم التكنولوجي من جهة ومن جهة أخرى إلى التردي الحاصل في الحالة الاقتصادية عموما.

(شبكة النبأ) في سياق التقرير التالي تعرض عليكم بعض أخبار الثقافة العربية، وتسلط الضوء على الوسط الثقافي وماذا يحصل داخل الاروقة الثقافية العربية:

معرض تونس للكتاب يمنع آلاف الكتب بوصفها ظلامية

قبل أيام من انطلاق معرض تونس الدولي للكتاب، الذي يعدّ من أعرق التظاهرات الثقافية في أفريقيا، أعلن المنظمون أنّهم منعوا مشاركة عدّة آلاف من الأعمال الدينية في هذا الحدث الذي يدخل دورته الـ26.

وأضاف المنظمون في مؤتمر صحفي، عقد إعدادا للدورة التي بدأ في 25 أبريل/نيسان وأنتهى في 4 مايو/أيار، أنّ 25 دار نشر عرضت مشاركة عددا كبيرا من الكتب التي تمّ رفضها لأنّها "رديئة وظلامية".

وقال مدير المعرض أبو بكر بن فرج: إنّه لا يمكن لمعرض تونس الدولي للكتاب، أن يقبل، تحت أي ظرف، مشاركة أعمال تنشر خطابات إيديولوجية ظلامية، تتعارض مع القيم الأساسية للمجتمع التونسي.

ووصف بن فرج الكتب التي تمّ رفضها، من دون أن يكشف عن بلد أو بلدان المصدر، بكونها "إجرامية تسيء إلى الإسلام". بحسب (CNN).

وأوضح قائلا: ليس لنا أي مشكل مع الكتاب الديني لأنّ تونس دولة الإسلام في صورته الحقيقية.

وتشارك في المعرض 1027 دار نشر من 32 دولة عربية وأوروبية وأمريكية وآسيوية وأفريقية، زيادة على مؤسسات دولية مختصة، أي بزيادة 25 بالمائة مقارنة بالدورة السابقة، وفق المنظمين.

وتشارك فرنسا بـ408 ناشر مما يجعل منها تحظى بنصيب الأسد من بين المشاركين، إلى جانب دول أوروبية تشارك للمرة الأولى مثل البرتغال وسويسرا وتشيكيا ورومانيا.

ومن ضمن الشخصيات الأدبية التي وجهت لها إدارة المعرض الدعوة للحضور، المصري بهاء الطاهر، ومواطنه "شاعر الفقراء" سيد حجاب، والفرنسي إريك إيمانويل شميت ومواطنه جيلبير سينويه والتونسي السويدي يوناس حسن خميري الذي بدأت أعماله الأدبية تشهد اهتماما كبيرا في أوروبا.

تاريخ الفلسفة والعلم تستعرضه عالم المعرفة في عددها الجديد

صدر العدد 350 من سلسلة عالم المعرفة، بعنوان "فلسفة الكوانتم"، فهم العلم المعاصر وتأويله، والكتاب من تأليف رولان أومنيس، وترجمة لسلسلة عالم المعرفة كل من أ.د.أحمد فؤاد، وأ.د. يمنى طريف الخولي.

في هذا الكتاب يصحبنا أومنيس في رحلة شاقة بالغة الجرأة، تبدأ من مدارس الفلسفة الإغريقية القديمة وصولاً إلى الحياة النابضة في مختبرات العلوم النووية على مشارف القرن الواحد والعشرين، والأسئلة الفلسفية الملحة التي لا تفارق العلماء أبداً، فتكشف جدليتها عن جوهر تطور الأفكار المتعلقة بحقيقة عالم الطبيعة ومسببات أحداثه وظواهره المختلفة.

كما يستعرض الكتاب لتاريخ الفلسفة والمنطق والرياضيات والفيزياء، فيعلمنا كيف أن العلم والفلسفة يمثلان وحدة معرفية متكاملة، فلا يفهم أحدهما حق الفهم دون الآخر، ويسفر هذا عن أسس مستقبلية جديدة لنظرية المعرفة التي تستطيع أن تفسر لنا كيف يمكننا، نحن البشر أن نفهم صميم هذا العالم الذي نحيا فيه ونعايشه بحسنا المشترك الذي لا يمكن أبدا التهوين من شأنه، وهو منطق وجودنا في هذا الكون أصلا.

ويعمل المؤلف على تجلية الصورة الضبابية للصلة بين عالم الفيزياء الكلاسيكية وعالم الكوانتم، وتفكيك الصورية التي انطلقت من العلوم الأساسية، ثم طغت وبغت في أعطاف النسق العلمي، عاصفة بكل ما هو حدسي ومحسوس وواقعي ويسهل تمثله وتمثيله» حتى أصبح العلم غريبا ومغترباً عن عالمنا العيني المعيش.

إن قطاعاً كبيراً من هذا الكتاب يقتفي أصول النزوع نحو المقاربة الصورية، وضرورتها في المنطق الرياضي وفيزياء النسبية والكوانتم، وفي النظريات التي تصف كل ما يشكل الكون والفضاء والجسيمات، أما القطاع الآخر من الكتاب فيبين كيف يمكن تفكيك هذه الصورية والتغلب عليها، واستعادة عالمنا الإنساني الحميم، فلا يعود العلم غريبا ومغتربا عنه.

ينجح المؤلف في التقريب بين دور الحس المشترك في تعريف العالم الكلاسيكي، والدور الذي تؤديه الرياضيات الصورية المعقدة حاليا لوصف العالم في أساسياته الأولية بدقة فائقة، حتى يمكن أن نجد الحس المشترك والواقع الكوانتي متوافقين، بحيث يمكننا البدء في النظر إلى العالم بأي منهما، كل منهما يفضي في النهاية إلى الآخر.

كتاب في جريدة وضرورة استمرار الدعم الثقافي

أكد كتاب ومفكرون عرب على ضرورة الاستمرار في دعم استراتيجية تطوير الثقافة في العالم العربي مؤكدين على وجود حماس كبير لدعم مسيرة مشروع (كتاب في جريدة) الذي تحول الى صرح ثقافي رائد يهدف الى بناء الانسان العربي المعاصر.

واعرب المشاركون في اعمال المؤتمر التاسع من نوعه لـ(كتاب في جريدة) الذي اختتم اعماله في فيينا، عن مؤازرتهم لكل الصحف العربية التي تقدم عبر مشروع كتاب في جريدة النموذج العالمي الاكثر نجاحا حسب منظمة اليونسكو لمشاريع وبرامج نشر المعرفة واشاعة القراءة من اجل الدفاع عن هوية وثقافة الشعوب.

واكد المؤتمرون في بيانهم الختامي على اهمية توسيع دائرة التوزيع واشراك عدد أكبر من الصحف وخاصة في شمال افريقيا التي مازالت مشاركتها لا ترقى الى مستوى الطموح بسبب قلة الصحف الشريكة مع مشروع اليونسكو لدعم الثقافة العربية عبر مشروع كتاب في جريدة. واثنى المؤتمر على الجهد الكبير الذي تقدمه صحيفة "العرب" التي توزع في اكثر من عاصمة عربية في شمال افريقيا. بحسب كونا.

كما حيا دور صحف مثل الشعب الموريتانية والاحداث السودانية اللتين تواصلان النشر والتوزيع بالرغم مما تعانيانه من وضع اقتصادي حرج.

ورحب المؤتمر بعودة العراق الى الشبكة الصحفية ممثلا بصحيفة الصباح بعد ان كان طيلة السنوات العشر السابقة معزولا عن المشاركة في هذا العمل الثقافي العربي المشترك.

وعبر المشاركون عن شكرهم وتقديرهم العميق لمعالي الشيخ محمد بن عيسى الجابر لرعايته الكاملة لهذا المشروع الذي يجمع الخارطة العربية ويوحد نسيج هذه الامة سعيا من اجل بناء جيل عربي قادر على الدفاع عن حضوره في عصر التحديات الكبرى.

كما اوصى المشاركون في مؤتمر (كتاب في جريدة) بنشر 33 كتابا خلال المرحلة المقبلة حيث ستتميز طبيعة الاصدارات المقترحة بالتنوع المعرفي وتشمل اكثر من حقل من حقول المعرفة.

وتوزعت طبيعة اختيار الاصدارات للمرحلة المقبلة بين 11 كتابا من التراث بينها نصوص لابن رشد وابو نواس وشعراء الوحدة والشعراء والصعاليك ورحلة ابن جبير وغيرها من المقترحات مقابل نشر 22 اصدارا عن مؤلفات معاصرة من بينها مختارات من الادب المعاصر يوم في بغداد وعاظ السلاطين لعلي الوردي وثلاثية غرناطة وكتاب عن المواطنة وغيرها من الاصدارات الاخرى المقررة للسنتين المقبلتين.

وشهد المؤتمر حضورا ثقافيا متميزا شارك فيه عدد من الادباء والمفكرين والاعلاميين العرب اعضاء الهيئة الاستشارية بينهم الشاعر السوري اللبناني علي احمد سعيد المعروف بـ(أدونيس) والدكتور جابر عصفور والدكتور مهدي الحافظ والدكتور هشام نشابة والدكتورة فريال غزول والاستاذ ناصر العثمان والدكتور احمد بن عثمان التويجري واحمد ولد عبدالقادر اضافة الى رؤساء تحرير عدد من كبريات الصحف اليومية من مختلف العواصم العربية الشريكة في (كتاب في جريدة) وبحضور جمع كبير من رؤساء البعثات الدبلوماسية والوسط الاعلامي العربي في العاصمة النمساوية فيينا.

يذكر ان مشروع (كتاب في جريدة) الذي يحتفل بعامه الحادي عشر يعتبر تجربة حضارية اولى من نوعها في العالم العربي وحاضنة ثقافية ترقى الى التحديات التي تواجهها الامة العربية في مطلع القرن الحالي.

مناقشات حول تحولات الثقافة الشعبية والابداع المتجدد

يرى باحث لبناني أن المأثورات الشفاهية الشعبية يمكن أن تساهم في اثراء الأدب في حين يذهب باحث مصري إلى أن الجانب الادائي في السير الشعبية العربية ينطوي على جهد ابداعي لا يخلو أحيانا من الايديولوجيا حتى لو أدى إلى "تحريف" النص المتعارف عليه.

وقال وجيه فانوس الاستاذ بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالجامعة اللبنانية في (مهرجان طيبة الثقافي الدولي) بمدينة الاقصر ان الكاتب العربي البارز عمرو بن بحر (الجاحظ) الذي عاش في القرن التاسع الميلادي أوصى بتدوين ما يقوله الناس كما هو بدون تعريبه أو تفصيحه كجزء من الثقافة الشعبية.

وربط بين توصية الجاحظ والتجربة العريضة للباحث اللبناني سلام الراسي (1911-2003) الذي يطلق عليه في بلاده "شيخ الادب الشعبي" حيث عكف على جمع الاقوال الشفاهية والأمثال والحكايات والمأثورات والنوادر.

وقال فانوس ان الاقوال الشعبية تساهم في اثراء الأدب: وبمستطاع المأثورات أن تصبح خميرة لابداع أدبي بعيدا عن الحنين. في إشارة إلى أن كثيرا من الباحثين والمثقفين العرب يقصرون دور هذه المأثورات على الحنين إلى فترات ماضية أو ثقافة تخص الطبقات الشعبية.

والمهرجان الذي ينتهي غدا يشارك فيه باحثون عرب وأجانب ويحمل عنوان (المأثورات الشعبية ودورها في صناعة الحاضر والمستقبل) ويقام بالتعاون بين اتحاد كتاب مصر والمجلس الاعلى لمدينة الاقصر الواقعة على بعد نحو 690 كيلومترا إلى الجنوب من القاهرة ويوجد بها معبدا الاقصر والكرنك ومعبد حتشبسوت ومنطقة وادي الملوك التي تضم مقابر أبرز ملوك مصر الفرعونية أو ما يعرف بعصر الامبراطورية المصرية (نحو 1567-1085 قبل الميلاد). بحسب رويترز.

أما الباحث المصري عبد الحميد حواس فتناول في الجلسة نفسها دور الرواة وهم المؤدون الذين يطلق عليهم المنشدون في "تفنين الماضي وانشاء السير الشعبية" حيثث يتميزون بقدرات ابداعية في رواية الأحداث وابتكار صياغات متجددة للسير الشعبية.

وأخذ على معظم الدراسات التي تناولت السير الشعبية العربية: اغفال الاعتناء بنظرة المؤدين مع محوريتها في معرفة كيفية انشاء السيرة بل في فهم مكوناتها، حيث اهتم معظم الباحثين "لاسباب التحيزات الاجتماعية" بالنص المكتوب للسير وهي مجهولة المؤلف وتاريخ التأليف بعيدا عما يراه دورا محوريا للاداء والمؤدين.

وأضاف أن المؤدي منذ البداية يتعاقد مع الجمهور على أن يدخل الطرفان في عملية أداء فني تنسحب فيه إلى الخلفية الوظيفة المعرفية والإعلامية وتتقدم إلى الأمام الوظيفة الجمالية وبذا يأخذ الخيال الفني حريته في ابتكار عالم من الشخصيات والأحداث والعلاقات والأماكن والاوصاف قد لا يكون فيها من واقع الماضي التاريخي إلا الاسم ولا يكون المؤدي معنيا برصد تاريخ أو تقديم معلومات وانما برواية السيرة كمجال للتأمل والاعتبار في صيغة تعتمد على المتعة الفنية.

وقال حواس ان المؤدي لا يخبر في عرضه الشفهي عن تاريخ وانما يروي عن حاضر يرتدي قناع الماضي مستشهدا بقيام أحد المشاركين في الثورة العرابية في مصر بعد الاحتلال البريطاني للبلاد 1882 باعادة صياغة احدى وقائع السيرة الهلالية هي "واقعة الاشراف" وتتضمن الصياغة الجديدة خطابا يحفل بالتلميحات والتوريات التي تندد بمعاني الغدر والخيانة والقهر وتبث معاني المقاومة لبطش السلطة الانجليزية وتابعيها حيث تأثر المؤدي بعقاب سلطات الاحتلال له فأبدع صياغته الجديدة لجانب من السيرة الهلالية.

وأضاف أن الانشغال بقضية وطنية يرجع إلى جزء من التعاقد بين المؤدي والجمهور حيث ان بينهما عاملا مشتركا هو الانتماء السياسي والعقيدي.

وقال إن أول كتابة لسيرة عنترة بن شداد كانت في أيام الخليفة الفاطمي العزيز بالله الذي تولى الحكم بين عامي 975 و996 ميلادية بسبب سريان شائعة حول قلاقل في القصر كما تعددت كتابة السير الشعبية في العصر المملوكي في مصر نتيجة الصراع الدائم بين المماليك الذين كانوا يجلبون من بلاد الشرق الاقصى كعبيد ويتدربون على الفروسية والقتال إلى أن أصبحوا حكاما للبلاد.

وأوضح أن السيرة في هذه الحالة الشفهية "لا تؤدى كاملة أبدا" ولا يميل المؤدي إلى رواية التاريخ المدرسي المعتمد على الوثائق كما تنفصل السيرة الأدبية عن السيرة التاريخية اذ تمكن المؤدي المحترف من التجويد المستمر في الاداء والاساليب.

وروى طرائف عن كيفية تصديق الجمهور لما يرويه المؤدي لدرجة التسليم به على أنه "الحقيقة" حيث ذهب أحدهم في ساعة متأخرة من الليل لكي يوقظ المؤدي طالبا منه معاودة الانشاد لكي يفلت بطله الاثير من أسر وقع فيه كما طلب البعض أن يغير المؤدي بعض المواقف لكي توافق هوى الجمهور.

المغرب تطبع مئة كتاب عن رحلات عربية في عشرة قرون

تصدر مؤسسة أهلية جزائرية مستقلة خلال هذا العام طبعة مغاربية من الرحلات التي يصدرها (المركز العربي للادب الجغرافي ارتياد الافاق) وتغطي عشرة قرون من المؤلفات العربية في أدب الرحلة حول العالم بعضها بالعربية وبعضها مترجم الى العربية من لغات شرقية وغربية.

وقال الشاعر السوري نوري الجراح الذي يشرف على المركز في بيان أرسله الى رويترز في القاهرة ان المركز العربي للادب الجغرافي اتفق مع (مؤسسة البيت للثقافة والفنون) على اصدار سلسلة كتب مغاربية تنطلق من الجزائر من هذه الرحلات تحت عنوان (مئة رحلة عربية الى العالم).

و(المركز العربي للادب الجغرافي ارتياد الافاق) ومقره أبوظبي ولندن يرعاه الشاعر الاماراتي محمد أحمد السويدي وينظم منذ عام 2003 جوائز تحمل اسم الرحالة العربي ابن بطوطة بهدف تشجيع أعمال التحقيق والتأليف والبحث في أدب السفر والرحلات. ويدير المركز ويشرف على جوائزه نوري الجراح. بحسب رويترز.

وقال السويدي في البيان ان هذه الطبعة المغاربية من هذه الكتب تصدر لتحقيق شعار المركز في بناء: جسر بين المشرق والمغرب وبين العرب والعالم، مضيفا، أن هذه الخطوة تهدف الى التغلب على عقبات نقل الكتاب ومشكلات الحدود العربية القائمة في وجه صناعة الكتاب وثقافة الكتاب مشرقا ومغربا.

وأبدى الجراح تفاؤله بأن تغطي هذه السلسلة جزءا من فراغ يصفه بعض المغاربة بأنه قطيعة بين المغرب والمشرق العربيين حيث يكون انتقال الكتب من الجزائر الى دول المغرب أكثر سهولة.

ومن الكتب التي تصدر في هذه السلسلة (الرحلة العياشية.1661- 1663) لعبد الله بن محمد العياشي و(من برلين الى برلين.. 1889) وهي رحلة النهضوي المصري حسن توفيق العدل و(الشرق والغرب في مدونات الرحالة العرب والمسلمين.. الفضاء الجزائري المفتوح) وهي أعمال ندوة أقيمت بالجزائر عام 2004 و(افريقيا في مدونات الرحالة العرب والمسلمين) و(الرحلة العربية في ألف عام. من القرن العاشر الى القرن العشرين) و(الرحلة العربية الى الهند والصين وجنوب شرقي اسيا. من القرن الحادي عشر الى القرن العشرين) و(الرحلة العربية الى افريقيا 1896-1935).

ومن الاعمال الاولى في السلسلة (الاولمب الافريقي.. رحلات عربية في الجزائر 1900- 2005) ويسجل صورة للجزائر تتعدد فيها الزوايا بعيون رحالة عرب منهم التونسي محمد الخضر حسين والفلسطينية ثريا أنطونيوس والزعيم المصري محمد فريد (1868-1919) وادوار الياس وهو سوري الاصل مصري الاقامة.

الكاتب الارجنتيني بورخس في احتفاء عربي بالقاهرة

احتفل المركز القومي للترجمة في مقره بالقاهرة بصدور ترجمة كتاب بورخس، الذي ترجمه من الاسبانية الى العربية دكتور محمد أبو العطا أستاذ اللغة والأدب الاسباني بكلية الألسن جامعة عين شمس. وتم تقديم الكتاب الأحد الماضي في مقر المركز، وحضر الحفل السفير الأرجنتيني في القاهرة، ومدير معهد ثربانتس، ولفيف من المتخصصين في الأدب الإسباني وأدب أمريكا اللاتينية، إضافة الى باقة من المثقفين وعشاق فن بورخس.

وتعد الترجمة على جانب كبير من الأهمية، ذلك أن الاهتمام بالأدب الإسباني وأدب أمريكا اللاتينية تحديدا أصبح يلقى اهتماما خاصا في الأونة الأخيرة، كما أن الكاتب الأرجنتيني خورخي لويس بورخس(1899ـ1986) يعتبر من أهم كتاب أمريكا اللاتينية.

وتحدثت مجموعة من المتخصصين في الدراسات الاسبانية في الندوة التي عقدت وسبقت حفل توقيع الكتاب، فتناولوا أهمية الترجمة، والدقة المتناهية التي أعدت بها كما نوهوا بأسلوبية بورخس في الكتابة والمغامرة الأدبية التي تقتضيها ترجمة أعمال بورخس، والتي تنطوي على كثير من المراوغة والميل الى تضليل القارئ.

ومن جانبه اشار د.محمد أبو العطا، الى أن بورخس يعتبر أحد كتابه المفضلين، وأنه بدأ في ترجمته منذ الثمانينات، وترجم له قبل ذلك مجموعته القصصية الشهيرة الألف.

ويعتبر كتاب بورخس بمثابة ملف أدبي يستهل بمقدمة عن بورخس ومدرسته الأدبية وأهم أعماله، كما يضم العديد من قصصه القصيرة والمقابلات الصحفية التي أجريت معه. وفي هذا الصدد يشير المترجم: الحق إنني قد اندهشت تماما من حجم الحضور الذي غمر القاعة، إن أدب بورخس مقروء في مصر، ولكن لم أكن أتصور أن يصل الى هذا الحد، فقد قضيت 27 عاما أقرا لبورخس وأترجم أعماله، والأن أشعر بسعادة غامرة، لأن هذا الكاتب قد نال ما يستحقه في عالمنا العربي. بحسب (د ب أ ـ إفي).

ويذكر أن بورخس، هو أحد أهم الكتاب في أمريكا اللاتينية، وتنوع انتاجه ما بين الشعر والقصة القصيرة والترجمة، وكان مولعا بالقراءة والسفر، واشتملت كتاباته على عوالم سحرية مثل الصحراء العربية والأندلس وغيرها، ومن أشهر كتاباته مجموعة الألف، التي تتألف من قصص قصيرة تدور أحداثها في إطار عربي وإسلامي، كما أنه كتب الشعر وقام بالعديد من الترجمات من الانجليزية والفرنسية والألمانية الى العربية.

وقد نًشر في إسبانيا نهاية شهر مارس الماضي كتاب نظرة بورخس، الذى يروي الحياة العاطفية للكاتب الأرجنتيني الشهير، وهو من تأليف الكاتبة الأرجنتينية سولانج فرناندث أوردونيث التي اعتمدت على مخطوطات وملحوظات شخصية للكاتب. وكان بورخس قد قدم لمحاميه، تقديراً لمجهوداته، عدة صناديق مليئة بالملحوظات والمخطوطات تعود لبداية العشرينات من القرن الماضي وحتى أصيب بالعمى عام .1950 وكانت سولانج صديقة مقربة من العائلة وخاصةً والدة بورخس، ليونور آثيبيدو، واعتمدت في كتابها سيرة بورخس العاطفية، على الملحوظات والنزهات والمحادثات التي أجرتها مع بورخس نفسه.

ويذكر أن المترجم قام بترجمة العديد من الكتب من الأدب الاسباني وأدب أمريكا اللاتينية الى العربية، تنوعت ما بين الشعر والرواية والقصة القصيرة وغيرها.

نصر أبو زيد في محاضرة عن الحضارة الاسلامية

كان من المتوقع أن تكون لمحاضرة الكاتب المصري نصر حامد أبو زيد بعنوان (الفن وخطاب التحريم) آثار جانبية تمثلت في أسئلة الجمهور في الجامعة الامريكية بالقاهرة دفعته للتشديد على أن الحضارة الاسلامية لا يبقى منها الكثير اذا ألغيت منها الفنون.

وأثارت بعض الاسئلة اجابات تبدو خارج موضوع المحاضرة. منها ما اعتبره مفارقات في نصوص الدستور المصري فيما يتعلق بقضية الدين.

فأبو زيد الذي عرف نفسه قائلا: أعتبر نفسي معنيا بتحليل الخطاب" أبدى دهشته ليس من نص الدستور المصري على أن الاسلام هو دين الدولة.. ولا من كون الشريعة الاسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع.. بل من وجود هذا النص مع نص اخر يرفض قيام أحزاب على أساس ديني.

وتقول المادة الثانية من الدستور: الاسلام دين الدولة واللغة العربية لغتها الرسمية ومبادئ الشريعة الاسلامية المصدر الرئيسي للتشريع، كما تنص المادة الخامسة من الدستور على أنه لا تجوز مباشرة أي نشاط سياسي أو قيام أحزاب سياسية على أية مرجعية دينية أو أساس ديني. بحسب رويترز.

وعلق أبو زيد قائلا ان "الدين وقود" في الدولة التي تمارس ثقافة الاستبداد مضيفا أن هذا النوع من الثقافة مسؤول عن الفساد وغياب الحرية حيث يقوم على امتلاك الحقيقة المطلقة ويدعي حماية الناس من خطر ما يتم تضخيمه.

وبدأ أبو زيد محاضرته التي نظمتها مؤسسة المورد الثقافي، بمقدمة قرأ فيها فقرات من كتاب سيد قطب (1906-1966) الذي نشر عام 1945 بعنوان (التصوير الفني في القران) وهو كتاب أشاد به الروائي المصري نجيب محفوظ الحائز على جائزة نوبل في الاداب حيث كتب مقالا قال فيه ان القارئ يجد في الكتاب "نورا جديدا ولذة طريفة.

وظل محفوظ يحتفظ لقطب الذي صار من أبرز رموز التشدد الاسلامي بمكانة خاصة لانه كان أول من كتب عن رواياته وتحمس له كما لم يتحمس لروائي عربي اخر. ثم أعدم قطب عام 1966 بعد أن وجهت اليه تهمة بالتامر على نظام حكم الرئيس الاسبق جمال عبد الناصر في قضية شهيرة شملت بعض رموز جماعة الاخوان المسلمين عام 1965.

وقال أبو زيد (64 عاما) ان اختياره لكتاب قطب لا يخلو من عدم خبث حيث استشهد به على أن عبقرية القران في البيان والقدرة على التصوير قبل أن يكون كتاب أخلاق وتشريع، مضيفا أن في تحريم الفنون نوعا من الاضطهاد حيث يمارس الانسان أقصى درجات الحرية في الفنون من رسم وتصوير وشعر وتشكيل.

وأضاف أن المسلمين لم يجدوا حرجا في التماثيل التي وجدوها بالمعابد الاثرية في مصر والهند وغيرهما قبل أن تشهد السنوات الاخيرة تنويعات على التحريم مثل اصدار مسؤول مصري أمرا بازالة تمثال من مدخل مدينة السادس من أكتوبر وتدمير تمثالي بوذا في مدينة باميان بأفغانستان.

وأشاد بوعي المصريين الذين احتفوا بالمثال المصري الرائد محمود مختار (1891-1934) واستقبلوه في مدينة الاسكندرية الساحلية عند عودته الى البلاد ليقيم تمثال (نهضة مصر) تخليدا لثورة 1919 وتبرعوا بتغطية نفقات هذا التمثال وتماثيل أخرى في مدن مصرية لسعد زغلول زعيم تلك الثورة الشعبية.

وتعرض أبو زيد في منتصف تسعينيات القرن العشرين لمحاكمة انتهت بصدور حكم قضائي بالتفريق بينه وبين زوجته استنادا الى ما رأته خروجا عن الاسلام بسبب بعض كتاباته فاضطر للذهاب الى هولندا حيث قام بالتدريس في جامعتي لايدن وأوترخت التي يشغل فيها حاليا كرسي ابن رشد لدراسات الاسلام والعلوم الانسانية.

ووصف أبو زيد الثقافة العربية بأنها لاتزال شفاهية مشددا على أن الذين هاجموه والذين أيدوه لم يقرأوا كتبه.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء  17/حزيران/2008 - 13/جمادي الثاني/1429

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م