تقرير محافظة كربلاء: معالجة المياه الجوفية وحملة لزراعة مليون شجرة

11-6-2008

كربلاء/مرتضى توفيق

شبكة النبأ: حجم الدمار الذي سببته سياسات النظام السابق كبير جداً بحيث يُراد للعراق إعادة بناء بالكامل بعد عقود من الحروب المتتالية والإهمال للبنى التحتية واخيرا مرحلة العنف والارهاب التي مر بها البلد. لذا فان العراق بحاجة الى تضافر الجهود الحكومية والشعبية بكافة مستوياتها للنهوض والبناء من جديد..

(شبكة النبأ) تقدم تقريرها الدوري عن اخر مستجدات الإعمار والبناء في محافظة كربلاء المقدسة:

معضلة المياه الجوفية

قال محافظ كربلاء الدكتور عقيل الخزعلي.. إن رئيس الوزراء المالكي أوعز بإعداد دراسة متكاملة ووافية وعلمية بعيدة المدى عن مشكلة المياه الجوفية التي تهدد مرقدي الإمام الحسين وأخيه العباس (عليهما السلام) على ان  تسلم خلال مدة لا تتجاوز الشهر الواحد، وستقدم هذه الدارسة من قبل خبراء من وزارة الموارد المائية بالتعاون مع مجلس محافظة كربلاء، وذلك كون مدينة كربلاء المقدسة وخاصة منطقة ما بين الحرمين والعتبتين الحسينية والعباسية تعاني من المياه الجوفية.

وبيّن الخزعلي أن مدينة كربلاء تعاني من مشكلة خطيرة تتمثل بارتفاع مناسيب المياه الجوفية وهو ما يهدد بشكل كبير الأراضي الزراعية في المحافظة وحتى المنطقة المحيطة بالمرقدين الشريفين بسبب انخفاضها عن باقي المناطق بمقدار مترين.. موضحا ان هناك شبكة من المبازل في المحافظة إلا أنها غير ذات جدوى في الوقت الحاضر. وأعرب عن أمله في أن تحمل الدراسة حلولا جذرية ودائمية لمشكلة ارتفاع مناسيب المياه الجوفية.

وكان رئيس قسم الشؤون الفنية والهندسية في العتبة الحسينية بمدينة كربلاء قد حذر منذ نحو اسبوعين من أن المياه الجوفية وصلت إلى قبري الإمامين الحسين والعباس وسط المدينة التاريخية، داعيا إلى تنفيذ مشروع الجدار القاطع الذي قدمته إدارة العتبتين مطلع العام 2003 كحل للمشكلة ولم يجر تنفيذه حتى الآن.

وأضاف أن منسوب الماء وصل في العتبة الحسينية إلى 29.5 متر عن مستوى سطح البحر فيما وصل منسوب المياه في العتبة العباسية إلى 30 مترا عن مستوى سطح البحر.

وأكد أنه توجد مياه جوفية في العتبتين الحسينية والعباسية وكذلك منطقة ما بين الحرمين وما يجاورها، معللا سبب ذلك بانخفاض منطقة الحرمين بنحو مترين ونصف المتر عن الطرق المحيطة بها، ووجود مياه سطحية سببها التكسرات الموجودة في شبكات المياه القديمة وكذلك لوجود وصلات سائبة بالنسبة لشبكة المجاري التي سببتها عمليات التفجير التي حدثت أيام الانتفاضة الشعبانية عام 1991.

وتابع الخزعلي أن المياه الجوفية ارتفعت بشكل كبير خلال السنوات الماضية بسبب ما عده مشكلة البزل المعقدة في البلاد خاصة المحافظات الجنوبية.

وأضاف، أن كثرة المياه الجوفية في المدينة تعود لعدة أسباب منها: استعمال الوسائل البدائية في الري علاوة على الإهمال المتعمد من النظام المباد للمحافظات الجنوبية عموما وكربلاء خصوصا وتقادم شبكة مياه المدينة التي أنشئت بداية خمسينيات القرن الماضي.

مشيرا الى أن الحكومة المحلية تبذل جهودا خاصة في مجال تنفيذ وتجديد شبكات المجاري فيها والتي وصلت معدلاتها إلى 70 % مقارنة بعشرة بالمائة عقب سقوط النظام المباد.

زراعة مليون شجرة في مدينة كربلاء

وقال المحافظ إن دوائر المحافظة تستعد لحملة زراعة مليون شجرة ابتداء من الخامس من الشهر حزيران الجاري الغرض منها تحسين البيئة في المدينة وتستمر لمدة عام. وأضاف الخزعلي انه تم تشكيل غرفة عمليات للبدء بهذا المشروع الذي يستمر مدة عام. منوها الى إن الدوائر التي ستشارك في الحملة هي الزراعة والبلديات والمجاري والموارد المائية.

وبيّن إن الحملة سيرافقها تنظيم العديد من الفعاليات والمهرجانات الخاصة بهذا المشروع مع رفع الشعارات في الساحات العامة ودعوة المواطنين ومنظمات المجتمع المدني للمشاركة الفعالة في هذا البرنامج.

واشار الى ان الهدف من الحملة تجميل المدينة المقدسة والإسهام في تحسين بيئتها وتوسيع المساحات الخضراء وزيادة تقديم الخدمات الترفيهية للمواطنين، لافتاً الى ان هناك جوائز للدوائر المتميزة والمواطنين المساهمين بهذه الحملة.

محطة لتصفية المياه في ناحية الجدول الغربي

وقال الدكتور الخزعلي انه تم إنجاز مشروع لتصفية المياه في إحدى قرى ناحية الجدول الغربي شرق كربلاء بكلفة 670 مليون دينار.. وهو ضمن برنامج تنمية الأقاليم وتسريع الأعمار لعام 2007، واستغرق العمل في المشروع ثمانية أشهر.

وأضاف أن المشروع هو الأول من نوعه في القرية التي يبلغ عدد سكانها أكثر من 30 ألف نسمة،سيعمل على سد حاجتهم من الماء الصالح للشرب بعد أن تم مد شبكة انابيب بطول 12 كم داخل القرية.

وفي سياق ذي صلة ذكر الخزعلي أن وزارة البلديات والأشغال العامة خصصت مبلغ 130 مليون دينار  لتنفيذ شبكات ماء في إحياء الشهداء والجمعية في قضاء الهندية.

ولفت الخزعلي إلى أن حصة مشاريع ماء الهندية من برنامج تنمية الأقاليم للعام الحالي بلغت مليار و400 مليون دينار، تم توزيعها لتشمل تأهيل مشروع ماء الهندية الموحد وتجهيز الدائرة بالآليات الثقيلة ذات الصلة بعملها إضافة إلى إنشاء بناية جديدة لمركز ماء الهندية تقع ضمن حدود مشروع الماء القديم.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس  12/حزيران/2008 - 8/جمادي الثاني/1429

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م