ايران واسرائيل: ضغوط إسرائيلية لإشعال الحرب

اعداد: ميثم العتابي 

شبكة النبأ: محو اسرائيل من الخارطة العالمية وإزالتها من الجسد الشرقي، طموح ورؤيا إيرانية، ضرب إيران وامتلاك السلاح النووي ليقتصر بيدها، فكرة اسرائيل، وبين هذا وذاك تحاصر اسرائيل الشعب الفلطيني ويستمر المشروع الايراني بالتوسع رغم الجولات الثلاث من العقوبات التي فرضت عليها من قبل مجلس الأمن، وكل ذلك بعدوة أمريكية وتحريض اسرائيلي.

(شبكة النبأ) في سياق هذا التقرير تعرض عليكم التخوفات الاسرائيلية المستمرة مما تسميه بتهديد ايران لأمنها ما لو أمتلكت سلاحا نوويا، هذا مع دعوتها المستمرة والعلنية بتوجيه ضربة إلى المنشآت الإيرانية، يقابلها رد ايران العنيف الذي يحذر اسرائيلي بمحوها ما لو فكرت بالامر:

اسرائيل تلوح عن امكانية ضرب ايران

طرح نائب رئيس الوزراء الاسرائيلي شاوول موفاز في تصريح عن امكانية شن هجوم على منشآت نووية ايرانية معتبرا ان العقوبات الدولية المفروضة على ايران غير مجدية.

وقال موفاز الذي يتولى حقيبة المواصلات والمرشح لقيادة حزب كاديما الذي يتزعمه رئيس الوزراء ايهود اولمرت المشتبه به في قضية رشوة متحدثا لصحيفة يديعوت احرونوت: اذا واصلت ايران برنامجها النووي العسكري فسوف نهاجمها.

لكن موفاز الذي يدلي منذ بضعة اسابيع بتصريحات شديدة اللهجة حول جملة من المواضيع اشار الى انه لا يمكن شن مثل هذا الهجوم بدون دعم الولايات المتحدة.

وتابع، ان الخيارات الاخرى تسقط. تبين ان العقوبات غير مجدية. ولن يكون امامنا من خيار سوى مهاجمة ايران لوقف برنامجها النووي. بحسب فرانس برس. ودعا اولمرت في واشنطن الى التصدي للطموحات النووية الايرانية بكل الوسائل الممكنة.

وتابع اولمرت: من واجب المجموعة الدولية ومسؤوليتها ابلاغ ايران بوضوح عبر تدابير قاسية بان عواقب سعيها المتواصل للحصول على الاسلحة النووية ستكون مدمرة.

وبالرغم من فرض الامم المتحدة ثلاث مجموعات من العقوبات على ايران الا انها ترفض تعليق نشاطات تخصيب اليورانيوم التي تسمح بانتاج الوقود لمحطة نووية مدنية كما يمكن ان تنتج مواد لقنبلة ذرية مؤكدة ان برنامجها سلمي.

ويدعو الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد بانتظام منذ انتخابه عام 2005 الى محو اسرائيل عن الخارطة.

تبادل التهديدات بين طهران وتل أبيب

قال احد نواب رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت ان شن هجوم اسرائيلي على المواقع النووية الايرانية لا مناص منه  على ما يبدو في ضوء الاخفاق الواضح للعقوبات في حرمان طهران من التكنولوجيا التي يمكن استخدامها في صنع القنابل.

وقال شاؤول موفاز وزير النقل وقائد الجيش السابق والذي كان وزيرا للدفاع أيضا ان: مهاجمة ايران من اجل وقف خططها النووية سيكون امرا لا مناص منه.

وكان هذا اوضح تهديد حتى الآن ضد ايران من جانب عضو في حكومة اولمرت التي مثل ادارة الرئيس جورج بوش فضلت التلميح باستخدام القوة كملاذ اخير اذا اعتبرت عقوبات مجلس الأمن الدولي غير فعالة.

وتحدت ايران الضغوط الغربية للتخلي عن مشروعاتها لتخصيب اليورانيوم وهي تنفي السعى للحصول على اسلحة نووية. بحسب رويترز.

وهددت القيادة في ايران ايضا بالرد على اي هجوم على الاراضي الايرانية بضرب اسرائيل واهداف أمريكية في الخليج. ويعتقد ان اسرائيل هي الدولة الوحيدة في الشرق الاوسط التي تملك ترسانة نووية.

وقال موفاز أيضا في المقابلة ان الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الذي دعا الى محو اسرائيل من على الخريطة سيختفي قبل ان تختفي اسرائيل.

وتأتي تصريحات موفاز مع استعداده واعضاء كبار اخرين في حزب كديما الذي يتزعمه اولمرت لاحتمال ترشيح انفسهم لمنصب رئيس الوزراء اذا اجبرت فضيحة فساد اولمرت على الاستقالة.

ومازال موفاز مطلعا على التخطيط الدفاعي الاسرائيلي. وهو عضو أيضا في المجلس الوزراء الأمني ويرأس محادثات التنسيق الاستراتيجي مع وزارة الخارجية الأمريكية.

رغم التهديد الاسرائيلي أمريكا تدعو إلى الحل الدبلوماسي

تجنب البيت الابيض الرد على أسئلة بشأن تهديد اسرائيلي بمهاجمة المواقع النووية الايرانية اذا واصلت تخصيب اليورانيوم قائلا انه ملتزم بالتعامل مع طهران من خلال الدبلوماسية متعددة الاطراف.

وقالت دانا بيرينو المتحدثة باسم البيت الابيض للصحفيين: افهم ان اسرائيل قلقة بشدة بشأن مستقبلها وسلامتها عندما يكون لديها جار في منطقتها.. ايران.. يقول انه يريد محوها من على الخريطة. واضافت، نحاول حل هذه (المسالة) دبلوماسيا.

وردا على سؤال عما اذا كانت الولايات المتحدة تبقي الخيارات العسكرية مطروحة كملاذ اخير للتعامل مع ايران قالت ان الرئيس جورج بوش قال دائما انه: لن يرفع مطلقا اي خيار من على الطاولة لكن واشنطن تنتهج الدبلوماسية متعددة الاطراف. بحسب رويترز.

وحول تاكيدات ايران ان طموحاتها النووية سلمية قالت بيرينو: يحق للمجتمع الدولي التحقق من صحة ذلك.

وفي وقت سابق قال سكوت ستانزل المتحدث باسم البيت الابيض ردا على سؤال محدد بشأن ما اذا كانت واشنطن ستدعم هجوما اسرائيليا على ايران: لن أتحدث عن أمور مبينة على الافتراض. أعتقد أننا كنا واضحين تماما خلال الاسابيع والشهور الاخيرة بشأن نهجنا إزاء ايران.

المخابرات الامريكية وحجج اسرائيل لضرب ايران

وقال مسؤولون اسرائيليون ان مايك مكونيل مدير المخابرات القومية الامريكية يقوم بزيارة لاسرائيل للاستماع الى حجج كبار جواسيسها بأن ايران قد تحصل على اسلحة نووية خلال عامين.

وكان تقرير (تقييم المخابرات القومية الامريكية) قد توصل العام الماضي الى ان ايران التي تنفي السعي الى صناعة قنابل نووية قد ألغت برنامجها النووي العسكري في عام 2003 لكنها مع ذلك قد يكون بوسعها انتاج رؤوس حربية نووية في العقد المقبل.

وكان التقرير ضربة لاسرئيل التي يعتقد ان لديها الترسانة النووية الوحيدة في الشرق الاوسط وتقول ان تخصيب اليورانيوم لدى عدوها اللدود يقد يؤدي الى انتاج اول قنبلة بحلول عام 2010. بحسب رويترز.

وتقريب المواقف في هذه القضية قد يكون عاملا رئيسيا في التفويض بأي ضربات عسكرية مستقبلية للمنشات النووية الإيرانية وهو خيار قالت كل من الولايات المتحدة واسرائيل انه قائم اذا لم تنجح عقوبات الامم المتحدة في كبح جماح ايران.

وتأتي زيارة مكونيل في الوقت الذي يزور فيه رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت واشنطن لاجراء مشاورات مع الرئيس الامريكي جورج بوش بشأن ايران والقضايا الامنية الاقليمية الاخرى.

وقال مسؤول عسكري اسرائيلي: انه (مكونيل) هنا كجزء من نقاشنا بشأن مدى تقدم المشروع الايراني. انه موضوع مقارنة للاساليب وطرق جمع معلومات المخابرات وايضا كيفية تحليلها.

ومن المقرر ان يلتقي مكونيل بوزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك قبل رحيله. ولم تعلق السفارة الامريكية في تل ابيب على زيارة مدير المخابرات القومية الامريكية.

الدبلوماسية الأمريكية والتعامل مع الملف النووي الايراني

وجدد البيت الابيض تأكيد اعطاء الاولوية للدبلوماسية في السعي لثني ايران عن مواصلة انشطتها النووية الحساسة وذلك بعدما اعلن نائب رئيس الوزراء الاسرائيلي انه لم يعد هناك الكثير من الخيارات غير الخيار العسكري حيال طهران.

وردا على سؤال عما اذا كانت الولايات المتحدة ستدعم هجوما اسرائيليا على ايران قال المتحدث باسم البيت الابيض سكوت ستانزل: لن اقوم بتخمينات"

لكنه تدارك قائلا: اعتقد اننا كنا واضحين جدا بالنسبة الى مقاربتنا حول ايران خلال الاسابيع والاشهر الاخيرة.

وتؤكد ادارة الرئيس جورج بوش ان كل الخيارات مطروحة لاحتواء "التهديد" الايراني بما فيها الخيار العسكري. لكنها تقول ايضا انها تعطي الاولوية للدبلوماسية وتواصل تكثيف الضغط على ايران عبر تشديد العقوبات الدولية. بحسب فرانس برس.

وتريد الولايات المتحدة ان تشدد العقوبات الالزامية التي اتخذها مجلس الامن وايضا ابرز شركائها الدوليين. وهي تقول في الان نفسه انها تدعم المقترحات الجديدة للممثل الاعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا والتي سينقلها لطهران منتصف حزيران/يونيو في مسعى لاقناع ايران بالاستجابة لمطالب قسم كبير من المجتمع الدولي.

وقال ستانزل: ان المجتمع الدولي موحد في رغبته في جعل ايران لا تطور سلاحا نوويا وفي ان لا يكون عليها مواجهة تهديد شديد لا نرغب في رؤيته يتنامى.وفي هذه الاثناء يقول سولانا نفسه انه لا يتوقع حصول معجزات خلال الزيارة.

وتزايدت التكهنات بشأن اللجوء الى القوة او تنفيذ اسرائيل عملية عسكرية كتلك التي قامت بها ضد مفاعل "تموز" العراقي في 1981 او تلك التي نفذتها اسرائيل في ايلول/سبتمبر 2007 ضد ما قالت الولايات المتحدة انه مفاعل قيد الانشاء في سوريا مع زيارة رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت الى الولايات المتحدة. واكد موفاز ان عملية عسكرية ضد ايران لا يمكن ان تتم الا بدعم اميركي.

اذا تخلت إسرائيل عن الجولان ستنتشر قوات إيرانية فيها

قال زعيم المعارضة اليمينية رئيس حزب ليكود الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ان هضبة الجولان ستظل خاضعة للسيادة الاسرائيلية.

ونقلت الاذاعة الاسرائيلية عن نتنياهو القول ان: الوجود الاسرائيلي على الجولان يضمن الأمن. وحذر نتنياهو من أن تخلي اسرائيل عن الجولان سيؤدي في نهاية المطاف الى انتشار قوات ايرانية فيها.

وكان وزير الدفاع السوري العماد حسن توركماني قال في وقت سابق ان طريق السلام واضح وهو انسحاب اسرائيل من الأراضي المحتلة الى حدود الرابع من يونيو عام 1967.

ونقلت الوكالة السورية الرسمية للأنباء (سانا) عن وزير الدفاع قوله ان: سورية تؤكد من جديد رغبتها في السلام عندما قررت متابعة مفاوضات غير مباشرة وعلنية برعاية تركية وفقاً لمرجعية مؤتمر مدريد للسلام. بحسب د ب أ.

وأضاف توركماني في حفل تخريج دورتي ضباط القيادة والأركان العليا والدفاع الوطني في دمشق أنه لا توجد شروط سورية مسبقة للحوار. وقال ان حكومة (رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود) أولمرت بدأت تتلاعب بالألفاظ فمرة يقول أولمرت انه لابد من التنازلات الصعبة والمؤلمة ثم يعلن أن المحادثات ستسير وفق مرجعية مدريد فيما تصرح وزيرة خارجيته (تسيبي ليفني) عن شروط تعجيزية مسبقة. والواقع أنه لا توجد شروط.

وقال توركماني فيما اعتبر ردا على أولمرت، ان الانسحاب من الأراضي المحتلة لا يعد تنازلاً مؤلماً بل هو تحقيق للشرعية الدولية وتطبيق للقانون الدولي وطريق السلام واضح وهو الانسحاب من الأراضي المحتلة الى حدود الرابع من يونيو عام 1967.

اسرائيل تحث ألمانيا على ممارسة ضغوطها على ايران

أكد وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك في القدس، ان عمليات تهريب الاسلحة من سورية الى لبنان مستمرة وان هذه الاسلحة تنقل الى منظمة حزب الله خلافا للقرار الاممي رقم 1701.

وذكرت الاذاعة الاسرائيلية أن تصريح باراك جاء خلال لقائه بوزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير. مشيرة الى أن باراك قد تطرق في لقائه الي الملف الايراني وقال: انه يجب على المانيا المساهمة في المجهود الدولي الرامي لتشديد العقوبات الاقتصادية على ايران لحملها على وقف تطوير اسلحة نووية. بحسب دب أ.

وقالت الاذاعة ان الوزير الالمانى اطلع باراك على نتائج زيارته لبيروت. في سياق متصل تلتقي تسيبي ليفني وزيرة الخارجية الاسرائيلية بنظيرها الالماني لبحث اخر التطورات المتعلقة بصفقة تبادل الاسرى المحتملة بين اسرائيل وحزب الله اللبناني. وأوضحت الاذاعة أن الاجتماع سيتناول ايضا المستجدات في المفاوضات مع الفلسطينيين.

تعهدات ألمانيا لحفظ أمن اسرائيل دائما

تعهد وزير خارجية المانيا بتأييد أمن اسرائيل وحث على اتخاذ خط متشدد ضد الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد ووصف نفيه للمحرقة بأنه "لا يحتمل".

وقال فرانك فالتر شتاينماير وهو يتحدث في مناقشات برلمانية بمناسبة الذكرى السنوية الستين لقيام دولة اسرائيل ان مسؤولية المانيا نحو اسرائيل تعني انه يتعين عليها اتخاذ موقف ضد حديث الرئيس الإيراني المرة بعد الاخرى.

وواجه الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد انتقادت دولية لقوله انه يجب محو اسرائيل من الخريطة، وتشكيكه فيما اذا كانت محارق النازي قد وقعت بالفعل.

وقال شتاينماير: نفيه للمحرقة شيء لا يحتمل مثل تشكيكه في حق اسرائيل في الوجود. واضاف، يجب ان تكون هناك رسالة واضحة في هذا الشأن. بحسب رويترز.

وقال شتاينماير ان العلاقات بين المانيا واسرائيل ستكون دائما خاصة مضيفا ان الدفاع عن وجود وأمن دولة اسرائيل يجب ان يبقى صفة دائمة للسياسة الخارجية الالمانية.

وفي مارس آذار أصبحت انجيلا ميركل أول مستشارة المانية تتحدث إلى البرلمان الاسرائيلي وقالت انها تنحني في خجل أمام ضحايا المحرقة وتحدثت عن خطر امتلاك إيران اسلحة نووية.

وعرضت الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن بالاضافة إلى المانيا على إيران مجموعة حوافز للتخلي عن تخصيب اليورانيوم دون نجاح حتى الآن.

على إسرائيل أن ترتب أوضاعها بسبب احتمال ضرب إيران!

وكتب آري شفيت مقالا في صحيفة هآرتس. عن تصوره لسيناريو خيالي وهو كما جاء هنا: في شهر نوفمبر بعد ان يصبح السيناتور باراك اوباما الرئيس المنتخب للولايات المتحدة يقوم الرئيس المغادر جورج بوش بتوجيه ضربة لايران. الضربة قد تكون حصاراً بحريا واستعراضا للعضلات العسكرية او هجمة جوية شاملة على المشروع النووي الايراني.

في الايام الطبيعية كان الناس الطبيعيون يستبعدون مثل هذا السيناريو الغريب فوراً. الجمهور الامريكي لا يؤيد فتح جبهة ثانية في الشرق الاوسط. المؤسسة السياسية والمؤسسة العسكرية والمؤسسة الاستخبارية خائفون، خطوة حربية كهذه وحتى شبه حربية يقدم عليها الرئيس المغادر هي عمل غير مسبوق وغير شرعي وستعتبر هوساً جنونياً اخيرا لادارة دينية هذيانية.

ولكن هذه الايام ليست اياماً طبيعية والاشخاص ذوو العلاقة ليسوا اشخاصاً طبيعين. المنطق الذي يحرك بوش وريتشارد تشيني هو منطق ليس مفهوما دائما للرأي العام في الغرب، ولصناعه هذا المنطق يمكن ان يقود الرئيس ونائبه الى الاستنتاج بانهما ان لم يتحركا فلن يقوم اوباما بالمهمة. وان لم يفعل اوباما فستصبح ايران نووية. وان اصبحت كذلك فسينتصر الشر. لذلك الحوار الذي تجريه الادارة الحالية مع التاريخ قد يدفعها الى القيام بما تؤمن به قلة قليلة الان. هناك امكانية حقيقية بأن ينهي بوش ولايته البائسة كرئيس للولايات المتحدة بضربة عسكرية صاخبة وليس بالهمسات.

ويضيف الكاتب آري شفيت، هذا السيناريو هو سيناريو أرعن. ان انتخب جون ماكين لن تكون هناك حاجة لذلك. اما ان فاز اوباما من منطلق التعهد بمنع هذه الخطوة فاحتمالات تجسيدها ستقل. المؤسسات المختلفة ايضا في واشنطن قد تحبط عملية احباط المشروع النووي الايراني. بوش وتشيني قد يخافان من التنازل والتلاشي في غياهب النسيان.

وهكذا يعتبر السيناريو الخيالي سيناريو ذا احتمالية منخفضة، ولكن الاحتمالية المنخفضة ليست معدومة بل ضئيلة. عندما يتعلق الامر بامور مصيرية فإن احتمالات المنخفضة تستوجب الاهتمام ايضا.

على المدى الابعد السيناريو الخيالي افضل بالنسبة لاسرائيل كما هو افضل للولايات المتحدة. ايران النووية ستشكل خطراً على وجود اسرائيل واستقرار الشرق الاوسط ورخاء الغرب. في المقابل ايران بلا ذرة ستكون ضمانة لاسرائيل وتخفف من التطرف في الشرق الاوسط وتتيح للغرب بأن ينشر قيمه ونهج حياته على المدى الزمني.

ويضيف الكاتب آري شفيت، لكن على المدى القصير السيناريو الخيالي هو سيناريو محفوف بالمخاطر قد يكون هناك فشل استخباري او فشل عسكري في سياقه. على اية حال ايران آيات الله هي دولة عظمى دينية حاذقة ولا تخلو من القوة، ان حشرت في الزاوية فستفضل هي الاخرى عدم الزوال بصورة هادئة بل من خلال الضجيج والصخب. ليس هناك من يعرف اليوم بصورة مؤكده ما هو طابع وقوة هذه الضربة المضادة.

ويضيف الكاتب آري شفيت، الدولة الجدية ملزمة بان تنظر بجدية بكل سيناريو قد يؤثر على مستقبلها خيراً او شراً. عندما تكون امور كثيرة جداً مطروحة على الطاولة هناك واجبي بتدارس السيناريوهات ذات الاحتمالية المنخفضة باهتمام كبير. ليست هناك ثقة بأن يكون الشتاء القادم شتاءً ايرانياً. الا ان اسرائيل ملزمة بأن تتصرف في هذا الصيف وكان الشتاء الايراني امكانية وشيكه.

ويضيف الكاتب آري شفيت، على المستوى السياسي هناك مغزى واضح: ضربة خاطفة حاسمة. اسرائيل لا تستطيع المخاطرة بأن يكون في هذه اللحظة العصيبة على المستوى القومي على رأسها قائد مجرد من الصلاحيات الاخلاقية. كما انها لا تستطيع ان تخاطر بأن تكون في ذروة معركة انتخابية في لحظة ذات اهمية عليا من الناحية القومية. من هنا يتوجب ان يكون القرار واضحاً وشفافاً: الانتخابات الان او حكومة بديلة فوراً. يتوجب ان نضمن قيام قيادة جديدة ذات مسؤولية هنا يثق بها الجمهور قبل شهر نوفمبر.

ويختم الكاتب آري شفيت بالقول، ولكن القيادة الجديدة ليست كافية وحدها اسرائيل بحاجة ايضا الى جدول اعمال جديد يقوم على الاستعداد ومراكمة القوة والمصالحة والوحدة. النجاح في الاستعداد للسيناريو السيئ ذي الاحتمالية المنخفضة يستوجب تعديل اوضاع اسرائيل وتصويبها. الطريق الى مستقبل افضل محفوف بالمحكات القاسية والصعبة.

شبكة النبأ المعلوماتية- االاحد  8/حزيران/2008 - 4/جمادي الثاني/1429

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م