امريكا وايران: عودة شبح الضربة الانتقائية بضغوط إسرائيلية

شبكة النبأ: لا تكاد تهدأ التصريحات وما يتبعها من تحليلات حول امكانية قيام الولايات المتحدة بتوجيه ضربة مركزة لأهداف ايرانية نووية وعسكرية حتى تنطلق من جديد تصريحات اخرى اقوى وأشد خاصة فيما يتعلق بالرئيس الامريكي بوش الذي كان ولايزال مصرا على انهاء ولايته بالإقتران مع انهاء ملف ايران النووي، حيث تجددت التكهنات مؤخرا في ان منع ايران من تصنيع سلاح نووي هو امر مفروغ منه من قِبل الادارة الامريكية وحلفاءها الغربيين واسرائيل.. ومع ان هذا المنع لا يزال ضمن مساحة الضغوط الاقتصادية والدبلوماسية لكن الانتقال نحو العمل العسكري اصبح اقرب من اي وقت مضى على خلفية التطورات الايجابية التي يشهدها الوضع في لبنان وكذلك ملف الأمن في العراق وما استجد به ضمنا من القضاء على "المجموعات الخاصة" التي تعتبرها امريكا اذرعاً عسكرية مؤثرة لإيران في العراق..   

في اسرائيل ذكرت اذاعة الجيش الاسرائيلي أن معظم الشخصيات الاسرائيلية التي التقت بالرئيس الأمريكي جورج بوش خلال زيارته لإسرائيل فهمت منه أنه سيقوم بحرب ضد ايران لتدمير منشاتها الذرية، ولوقف تعاظم قوتها العسكرية قبل نهاية ولايته في شهر يناير 2009.

وبحسب المسؤولين الاسرائيليين فان الحرب على ايران ستضع بشكل أوتوماتيكي حدا لحزب الله في لبنان ولحكم حماس في غزة. بحسب تقرير لصحيفة الوطن.

وحسب اذاعة الجيش والمسؤولين الاسرائيليين فان الرئيس الأمريكي بوش وكل القيادات السياسية والعسكرية موافقة على الحرب ضد ايران عدا وزير الحرب الأمريكي روبرت غيتس ووزيرة الخارجية الأمريكية كوندليزا رايس.

وقالت المصادر ان بوش في نهاية الأمر سيحصل على موافقة جميع القيادات الأمريكية لشن الحرب على ايران، وتشير التقارير أيضا أن بوش أكد في خطابه بالكنيست على انه ينوي مهاجمة ايران في قوله: ان 300 مليون أمريكي يقفون معه لمحاربة الارهاب. بحسب تقرير صحيفة الوطن.

وبشأن رزمة المقترحات الايرانية قال وزير الخارجية الايراني متكي انه تم تقديمها الى الأطراف المختلفة بما فيها الأمم المتحدة ومجلس الأمن وبعض من وزراء خارجية الدول وكذلك سولانا، وسيتم خلال الأيام المقبلة تسليمها الى مسؤولي بعض الدول، مشيراً الى أنه سيتم الاعلان عن تفاصيلها في فرصة مناسبة.

على صعيد ذي صلة قال معهد أبحاث ان الاهتمام المتزايد بالطاقة النووية من جانب جيران ايران قد يفجر سباقا لامتلاك سلاح نووي في منطقة الشرق الاوسط المضطربة ما لم تتخذ اجراءات للحيلولة دون حدوث ذلك.

وقال المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية الذي يتخذ من لندن مقرا له في تقريره ان البرنامج النووي الايراني دفع دولا اخرى في المنطقة الغنية بالنفط الى التفكير في امتلاك التكنولوجيا النووية.

ومضى التقرير قائلا هذا الاهتمام المتزايد جدير بالملاحظة نظرا لوفرة مصادر الطاقة التقليدية في المنطقة ونظرا لعدم استخدام الطاقة النووية في المنطقة حتى الان.

وستصبح ايران بعد تشغيل محطة للطاقة النووية روسية الصنع في بوشهر أول دولة في المنطقة تطور الطاقة النووية. وعلى الرغم من ان طهران تقول ان برنامجها هو لتوليد الطاقة النووية فقط الا ان القوى الغربية ودولا في الشرق الاوسط تخشى ان تحاول ايران امتلاك اسلحة نووية.

ونظر تقرير المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية أيضا في البرنامج النووي الاسرائيلي وخلص الى ان الدولة اليهودية تمتلك اسلحة نووية رغم رفضها الاقرار بذلك علنا وانه من غير المرجح ان تقبل بالتخلي عنها ليصبح الشرق الاوسط منطقة خالية من الاسلحة النووية.

وقال التقرير ان خطط ايران ستجعل منها استثناء من القاعدة القائلة بأن منطقة الشرق الاوسط هي المنطقة الوحيدة في العالم الخالية من الطاقة النووية وانه اذا تحققت يوما الطموحات الاخيرة لجيرن ايران فسيصبح هذا الاستثناء هو القاعدة.

البيت الأبيض ينفي تقارير عن قرب مهاجمة إيران

 ونفى البيت الأبيض ما أذاعته مصادر إسرائيلية من أن الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش يعتزم الترخيص بهجوم ضد إيران قبل مغادرة البيت الأبيض.

وقال بيان أصدرته الناطقة باسم البيت الأبيض دانا برونو إن "تقريرا ينقل عن مصادر لا يسميها بشأن موقف الرئيس من إيران، لا يساوي الورق الذي كتب عليه".

ومضت برونو قائلة "ورغم ذلك فإنه لا يتوجب على الرئيس استبعاد أي خيار من على الطاولة، لكننا نفضل الخيارات السلمية في الوقت الراهن".

وكان تقرير نشرته صحيفة جيروزاليم بوست قد نقل عن مسؤول رفيع، لم تذكر اسمه القول، إن الرئيس ونائبه ديك تشيني قد أعربوا عن تأييدهم لهذه الخطوة خلال اجتماع مغلق في البيت الأبيض.

ونقل التقريرعن المسؤول الإسرائيلي قوله إن " تردد وزير الدفاع روبرت جيتس ووزيرة الخارجية كوندليزا رايس يمنعان الإدارة من شن الهجوم حتى الآن".

ويقول المسؤولون الإسرائيليون إن الأحداث التي شهدها لبنان مؤخرا وصعود نفوذ حزب الله يعجلان من الهجوم الأمريكي.

وأضافوا أن الرئيس الأمريكي يعتقد أن صعود حزب الله يعني أن قوة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد في تصاعد وإن بوش يرى أن "عليه معالجة الداء لا الأعراض".

وكان الرئيس الامريكي قد صعد هجومه على إيران بسبب برنامجها النووي مؤخرا، وقال أمام الكنيست الإسرائيلية وأمام المنتدى الاقتصادي العالمي في شرم الشيخ إن السماح لإيران بامتلاك أسلحة نووية "سيكون خيانة لا تغتفر للأجيال المقبلة". واتهم بوش الرئيس الإيراني بأنه يحلم بإعادة الشرق الأوسط إلى العصور الوسطى.

هل يقصف بوش إيران في نوفمبر؟

وفي مقال بصحيفة التايم للكاتب ماسيمو كالابريسي، جاء فيه: من يصفي الاسئلة التي طرحها اعضاء الكونغرس الامريكي على الجنرال ديفيد بيترايوس يوم الخميس الماضي، لابد ان يعتقد ان الولايات المتحدة في طريقها الى حرب جديدة في الخليج.

فقد امضى اعضاء كلا الحزبين الديموقراطي والجمهوري فيه وقتاً طويلاً وهم يسألونه حول إيران، العراق وافغانستان لكنهم ركزوا على نحو خاص على إيران، فبينما وجه السيناتور جوزف ليبرمان من ولاية كُنتيكيت اسئلة محرجة لبيترايوس حول نشاطات إيران المناوئة للولايات المتحدة في المنطقة، تساءل السيناتور دانييل أكاكا من ولاية هاواي حول جدوى المفاوضات مع طهران ثم جاء دور السيناتور جيم ويب من فيرجينيا ليسأل بيترايوس ما الذي كان يعنيه بالقول ان من الضروري مواجهة النفوذ الايراني الخبيث وعواقب هذا النفوذ غير المشروع في المنطقة«.

واضاف الكاتب ماسيمو كالابريسي، بالطبع بذل الجنرال، الذي توقف تثبيته كرئيس للقيادة المركزية الامريكية على جلسة الاستماع تلك، جهداً كبيراً لتهدئة وارضاء هؤلاء الاعضاء حيث اكد تأييده للمفاوضات التي انعقدت على ثلاث جولات بين ايران، العراق والولايات المتحدة في بغداد وتناولت مسائل الامن.

وبالرغم من اداء بيترايوس الجيد خلال تلك الجلسة في شرحه مختلف المسائل المتعلقة بإيران والعراق وافغانستان الا ان اسئلة اعضاء الكونغرس اظهرت مدى القلق السائد فيه من احتمال ان يكون الرئيس بوش يخطط سراً للقيام بضربة عسكرية ضد إيران.

نظرياً، يتعين الا تثير فكرة الحرب مع إيران القلق في امة انهكتها الحرب في العراق، ولم يعد لدى شعبها اي ميل للقيام بمغامرات اخرى في الشرق الاوسط حتى ولو كانت إيران مصممة على امتلاك السلاح النووي، وتسليح وتدريب القوى المناوئة لامريكا في العراق.

كما ان المرشحين الجمهوريين، الذين يواجهون أسوأ الاحتمالات الانتخابية الان لايميلون ايضا لتأييد العمل العسكري ضد ايران بل وحتى مسؤولو ادارة بوش، مثل وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس ووزير الدفاع روبرت غيتس، اظهروا بروداً ازاء هذه الفكرة اكثر من مرة.

واضاف الكاتب ماسيمو كالابريسي، غير ان الاصوات التي عبرت عن الشعور بالقلق في واشنطن لم تكن هي الوحيدة التي سمعها بيترايوس، ففي إسرائيل التي عاد منها بوش في الآونة الاخيرة يمكنك بسهولة اكتشاف مثل ذلك الشعور. فعلى هامش الاجتماعات التي عقدها بوش في هذه الدولة، ابلغ مسؤول اسرائيلي رفيع المستوى الـ »تايم« قائلا: القيام بعمل عسكري ليس خياراً جيداً في التعامل مع طموحات إيران النووية، لكن ثمة شيء واحد أسوأ منه هو ان تصبح إيران نووية. بل وثمة شخصيات اخرى خارج الحكومة الاسرائيلية تؤكد الحاجة الماسة للقيام بعمل ما بسرعة.

يقول يوسي كوبر فازر كبير ضباط الاستخبارات سابقا في القيادة المركزية لوزارة الدفاع: اشعر بقلق كبير من ان يكون الوقت فات في نوفمبر المقبل لمنع ايران من امتلاك القدرة على انتاج اسلحة نووية.

وحول القيام بعمل عسكري ضد مواقع ايران النووية يقول: افعلوها، بحق السماء قوموا بها، وحلوا لنا هذه المشكلة.

ويبدو ان شعور القلق هذا لا يقتصر فقط على الاسرائيليين، فالزعماء المصريون والسعوديون اعربوا هم ايضا عن مثله عندما التقى بهم بوش خلال رحلته في المنطقة.

حول هذا، يقول احد مساعدي بوش الكبار في البيت الابيض: يريد الناس في الشرق الاوسط حل هذه المسألة سلميا فعلا لكنهم يعربون عن قلقهم ايضا حيال سلامتهم لعلمهم ان الرئيس بوش متشدد في هذه القضية لا سيما ان الوقت يمر بسرعة.

وهنا يمكن طرح السؤال التالي: هل يلجأ الرئيس بوش للعمل العسكري اذا لم تؤد الجهود الدبلوماسية المبذولة حاليا الى نتيجة مقبولة لادارته؟

المنطق يقول ان هذا لن يحدث اذا ما تذكرنا الاوضاع الداخلية في امريكا ونفور الشعب من المزيد من المغامرات العسكرية. غير ان لحلفاء بوش في الخارج رأيا مختلفا، فمن المعروف ان بوش ينفرد عادة بالزعماء خلال رحلاته عندما يتعلق الامر ببحث قضايا حساسة.

واضاف الكاتب ماسيمو كالابريسي، وبعد اجتماع من مثل هذا النوع مع رئيس الحكومة الاسرائيلية ايهود اولمرت في يناير الماضي سأل الصحافيون هذا الاخير ماذا كان بوش »مقيد اليدين« عندما يتعلق الامر بايران، ورد اولمرت قائلا: انطباعي يؤكد لي ان بوش رئيس يتميز بتصميم استثنائي فطوال فترة رئاسته اثبت دوما استعداده للقيام بإجراءات غير عادية للدفاع عن المبادئ التي يؤمن بها ولتأكيد التزامه ايضا بأمن دولة اسرائيل.

لذا عندما ذكر بيترايوس خلال جلسة الاستماع الاخيرة في الكونغرس يوم الخميس الماضي ان ايران، ونقص الشفافية في موضوع البرنامج النووي السوري يشكلان اكبر مشكلة امنية تواجهها القيادة المركزية الامريكية، كان لا بد ان يثير ما قاله بيترايوس شعورا كبيرا بالقلق، فمثل هذا الحديث بالضبط هو مايخشى منه ا لكثيرون في واشنطن، وذلك لاعتقادهم ان بوش يخطط لقصف ايران ما بين نوفمبر ويناير حينما يشعر ان وقع مثل هذا القصف لن يؤثر عليه سياسيا مع اقتراب نهاية فترة رئاسته، وانه يفعل ذلك خدمة للرئيس الجديد.

ويختم ماسيمو كالابريسي بالقول، غير ان دان سينور مستشار السياسة الخارجية في ادارة بوش، يقول انه لا يجد مثل هذا السيناريو ـ القصف ـ محتملا لأنه يمكن ان يؤدي لجملة استقالات في دوائر الاستخبارات والقوات المسلحة التي اكتوت بتجربة الحرب العراقية، ربما يكون سنيور مصيبا في رأيه هذا، لكن هنالك الكثير من المؤشرات التي تجعل المراقبين يضعون كافة الاحتمالات على الطاولة.

اولمرت يقترح فرض حصار بحري على ايران

من جهة ثانية ذكرت صحيفة "هآرتس" ان رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت اقترح على الولايات المتحدة فرض حصار بحري على ايران لحمل هذا البلد على تجميد برنامجه النووي.

وعرض اولمرت هذه الفكرة خلال لقاء في القدس مع رئيسة مجلس النواب الاميركي نانسي بيلوسي على ما اوضحت الصحيفة.

وردا على اسئلة وكالة فرانس برس اكتفى مارك ريغيف الناطق باسم رئيس الوزراء بالقول "لا نؤكد هذه المعلومات" من دون ان يصدر نفيا رسميا.

واعرب وزير المتقاعدين رافي ايتان العضو في الحكومة الامنية عن تأييده لفرض حصار بحري وجوي على ايران لحمل هذا البلد على وقف نشاطات تخصيب اليورانيوم.

واوضح ايتان للاذاعة العامة "فرض حصار بحري وجوي على ايران احتمال جيد". واشار من جهة اخرى الى ان "الاصوات التي نسمعها في واشنطن تشير الى ان الخيار العسكري لا يزال مفتوحا".

وتتهم الولايات المتحدة واسرائيل القوة النووية الوحيدة في الشرق الاوسط وفق الخبراء الاجانب ايران بمحاولة امتلاك السلاح النووي تحت غطاء برنامج مدني الامر الذي تنفيه طهران.

غيتس يدعو الى مزيد من الاتصالات الفردية مع ايران

من جهته قال وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس ان ازدياد عدد الزيارات الخاصة التي يقوم بها افراد اميركيون لايران قد يتيح ردم الهوة بين البلدين.

لكن غيتس الذي كان دعا العام 2004 الى تعزيز العلاقات الدبلوماسية مع ايران رأى ان لا فائدة راهنا من التفاوض مع حكومة يترأسها الرئيس محمود احمدي نجاد.

وقال في خطاب القاه في الاكاديمية الاميركية للدبلوماسية "علينا ان نجد وسيلة لايجاد مقابل (نقدمه الى) الايرانيين قبل ان نجلس ونتحدث اليهم". بحسب فرانس برس.

واضاف "اذا كان لا بد من المناقشة ينبغي ان يكون لديهم شيء ايضا (...) لا يمكننا ان نناقشهم وان نكون الجهة التي تطلب (منهم) في شكل كامل من دون ان يشعروا بانهم يحتاجون الى شيء منا".

ودعا غيتس الولايات المتحدة الى البحث عن سبل خارج الحكومة "لافساح المجال (امام مزيد من التبادل) وامام مزيد من الاشخاص الذين يسافرون بين البلدين".

وقال ايضا "في الواقع ثمة عدد كبير من الايرانيين الذين يزورون الولايات المتحدة وعلينا ان نزيد العدد الذي يقوم برحلة معاكسة ولا اقصد الايرانيين بل الاميركيين".

وتصاعد التوتر بين ايران والولايات المتحدة منذ اتهمت واشنطن طهران بتمويل وتدريب وتسليح ميليشيات شيعية تشن هجمات على الجيش الاميركي في العراق. واعلنت طهران انها لن تعقد جولة رابعة من المفاوضات مع الولايات المتحدة حول الوضع الامني في هذا البلد.

المرحلة الاخيرة من عملية العراق وشيكة

واعتبر وزير الدفاع الاميركي غيتس ان المرحلة الاخيرة من عملية العراق اصبحت وشيكة لكنه حذر من العواقب الكبرى في حال سحب القوات الاميركية بشكل متسرع.

وقال غيتس "اخشى ان يؤدي الاستياء حول بطء العملية ومن التضحيات التي قدمت حتى الان الى قرارات قد تكون مرضية على المدى القصير لكن مكلفة جدا بالنسبة الينا على المدى الطويل".

وادلى غيتس بتعليقاته في خطاب القاه امام قوات العمليات الخاصة الاميركية في مقرها في تامبا بفلوريدا مشددا على الحاجة لهذه القوات في العراق وافغانستان لفترة طويلة.

وفيما لم يأت غيتس مباشرة على ذكر دعوات من قادة ديموقراطيين لسحب عدد كبير من القوات الاميركية السنة المقبلة في ظل الادارة المقبلة حذر من الانسحاب المتسرع.

وقال "نحن الان نشهد ما يبدو على انه المرحلة الاخيرة في العراق- مع خفض عديد قواتنا مع مر الوقت ضمن سلسلة ترتيبات جديدة لميدان المعركة معقدة جدا تعطي ببطء مسؤولية اكبر للعراقيين في العمليات الامنية اليومية". بحسب فرانس برس.

واضاف "انها عملية بطيئة- ابطأ مما يتمنى البعض وانا من بينهم لكن من الضروري انهاء المرحلة الاخيرة بشكل صائب".

وتنشر الولايات المتحدة حاليا نحو 155 الف جندي في العراق لكن يتوقع خفض هذا العدد الى 140 الفا تقريبا بحلول تموز/يوليو.

وكان الجنرال ديفيد بترايوس قائد القوات الاميركية في العراق شدد على ضرورة وقف خفض القوات عند هذا الحد لمعرفة ما اذا كانت القوات العراقية قادرة على تولي هذه المهمة.

وذكر غيتس بسلسلة الاخطاء التي سجلت في الماضي حين سلمت المهام الامنية للقوات العراقية قبل ان تكون مستعدة لذلك مشيرا الى انها "كانت تستند على توقعات تفاؤلية لم تكن تتطابق مع الواقع".

وقال "يجب ان نكون واقعيين حيال التحديات التي لا تزال تواجه العراق: ان القاعدة تبقى قوة فتاكة مثل سرطان يسعى على الدوام الى التكاثر والامتداد والميليشيات المسلحة لا تزال تقوض حكم القانون والحكومة ورغم بعض الخطوات الكبرى لا يزال لديها الكثير لتعلمه حول كيفية تقديم الخدمات الاساسية والامن لشعبها".

واعتبر غيتس ان النجاح في العراق وافغانستان ضروري من اجل الحرب الشاملة على الارهاب التي اعتبرها معركة طويلة ضد ارهاب دولي يتم بدوافع دينية.

وقال ان "المهمة المطروحة امامنا هي تدمير هذه الحركة وتفرعاتها من اجل خفض دائم لقدرتها على ان تضرب بشكل كارثي وشامل مع تجريد عقيدتها من مصداقيتها". واوضح وزير الدفاع الاميركي "فرصتنا الافضل للقيام بذلك هي في العراق وافغانستان".

واعتبر ان النجاح الاميركي في هذين البلدين سيوجه "ضربة قاضية" لحركة التطرف الاسلامي التي بنيت "بشكل منهجي على وهم النجاح".

وقال "نحن نخوض حربا في افغانستان حاليا بسبب الاخطاء التي ارتكبناها انا واخرون خلال المرحلة الاخيرة للحرب ضد السوفيات في اواخر الثمانينات". واضاف "اذا خضنا المرحلة الاخيرة بشكل خاطىء في العراق اتوقع ان تكون النتائج اسوأ بكثير".

أوباما: إيران المستفيد الأكبر من الحرب على العراق

من جهة اخرى قال السيناتور باراك أوباما إن إيران هي "المستفيد الأكبر الوحيد" من حرب العراق التي ما كان يجب خوضها.

ويأتي تصريح أوباما في إطار حرب انتقادات متبادلة بين سيناتور ألينوي والمرشح الجمهوري المفترض جون ماكين، حول آرائهما المختلفة بشأن السياسة الخارجية الأمريكية.

كما تأتي في أعقاب انتقادات ماكين له حول تصريحاته الأخيرة التي قال فيها إن التهديدات الإيرانية للولايات المتحدة أقل خطراً من تلك التي مثلها الاتحاد السوفيتي سابقاً.

ورد أوباما مهاجماً، خلال كلمة له في مونتانا ، بأن سياسة "بوش-ماكين" للحرب في العراق ستجعل من الجمهورية الإسلامية أقوى. بحسب CNN.

وأضاف قائلاً: "لا مجال للالتباس هنا.. إيران المستفيد الأكبر الوحيد من الحرب على العراق التي ما كان يجب إجازتها.. وما كان يجب أن تشن مطلقاً."

وأستطرد: "بفضل سياسة جورج بوش.. إيران باتت أكبر تهديد للولايات المتحدة وإسرائيل والشرق الأوسط لجيل بأكمله.. وجون ماكين يريد أن يضاعف كذلك من تلك السياسة الفاشلة."

وكان المرشح الجمهوري المفترض قد وصف غريمه سيناتور ألينوي بافتقاد الخبرة اللازمة وإصدار أحكام طائشة بتصريحه الأحد أن إيران لا تمثل ذات التهديدات الخطرة التي مثلها الاتحاد السوفيتي سابقاً على أمريكا.

من جهة ثانية أكد اوباما استعداده لاجراء محادثات مع زعماء دول تعتبرها الولايات المتحدة خصما لها مثل ايران لكنه قال ان ذلك لا يعني بالضرورة لقاء مع الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد.

ويقول اوباما الذي يتنافس مع هيلاري كلينتون على الفوز بترشيح الحزب الديمقراطي لمواجهة المرشح الجمهوري جون مكين في انتخابات الرئاسة الامريكية في نوفمبر تشرين الثاني انه مستعد للقاء زعماء دول مثل ايران وسوريا وكوبا وفنزويلا بدون شروط مسبقة. بحسب رويترز.

لكن مكين انتقد ذلك الرأي قائلا ان الجلوس مع شخص مثل أحمدي نجاد سيعطي الرئيس الايراني هالة من الاضواء وسيرسل اشارة خاطئة الى حلفاء لامريكا مثل اسرائيل.

وقال اوباما عضو مجلس الشيوخ عن ولاية ايلينوي ان انتخابات الرئاسة الايرانية التي ستجرى في 2009 ستكون عاملا في دراسة توقيت أي اجتماعات وكذلك دراسة من يمسك زمام السلطة.

واضاف قائلا للصحفيين اثناء حملته الانتخابية في ولاية نيو مكسيكو "لا سبب يبرر ان نجتمع بالضرورة مع أحمدي نجاد قبل ان نعرف انه هو الذي يحكم فعلا. انه ليس أقوى شخص في ايران."

ووفقا لنظام ولاية الفقيه في ايران فإن المؤسسة الدينية في الجمهورية الاسلامية لها الكلمة الاخيرة في جميع مسائل الدولة.

ويتهم الجمهوريون اوباما بأن موقفه متناقض لانه ومعاونيه أكدوا انه بينما لن تكون هناك أي "شروط مسبقة" لاجتماعات رئاسية محتملة مع الخصوم الا انه ستكون هناك تحضيرات واسعة على مستوى المساعدين.

وقال اوباما انه في حالة ايران فإن "التحضيرات تعني ان تجرى محادثات على مستويات منخفضة نظهر فيها بوضوح مخاوفنا بشأن برنامج الاسلحة النووية لكننا نظهر ايضا اننا مستعدون للاستماع الى وجهات نظرهم."

واضاف قائلا "هم يزعمون انهم لا يريدون تطوير سلاح (نووي) وان البرنامج مخصص بالكامل للاستخدام المدني. أنا لا أصدقهم... اعتقد انهم يسعون الى تطوير اسلحة. لكن ذلك سيكون موضوعا للنقاش وسأقدم أدلتي التي ستشير لهم الى ان هناك وسائل اخرى لتطوير قدرات نووية مدنية."

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت  31 أيار/2008 - 24/جماد الاول/1429