التقرير البيئي حول واقع المدارس في كربلاء: مأساة وإهمال

الجدري المائي وخراب البنية التحتية والسموم تهدد حياة الآلاف

عدسة وتحقيق: مرتضى توفيق

شبكة النبأ: ضمن حملة تحديد الواقع البيئي لمدارس محافظة كربلاء، ولأهمية النظافة وانعكاسها على نفسية الطلاب والتلاميذ قامت دائرة بيئة كربلاء بجولة استطلاعية لعدد من المدارس للإطلاع على الواقع البيئي الذي تعيشه.

وكانت لـ( شبكة النبأ) هذه الوقفة مع المسؤول الإعلامي محمد علي حسين الذي قال:

ان الغاية من هذه الحملة هو تحديد مَواطن الخلل في الجانب البيئي للمدارس وكذلك مراقبة مصادر مياه الشرب والمجمعات الصحية فيها وكيفية التخلص من النفايات بشكل سليم وصحي وعدم حرقها او رميها بشكل عشوائي، وهذه الحملة بالتعاون مع ممثل المديرية العامة لتربية كربلاء.

وأضاف، ان هذه الحملات التي تقوم بها الدائرة أسفرت عن الكشف عن مدارس لا تتوفر فيها ابسط مقومات الصحة البيئة، حيث زرنا مدرسة مسلم بن عوسجة الابتدائية للبنات الواقعة في حي اليرموك وتم الإطلاع على مصدر مياه الشرب وعلى المرافق الصحية وبناية المدرسة ومدى النظافة والحديقة المدرسية فتبين ان المدرسة تعاني من تردي الواقع البيئي ابتدءا من المرافق الصحية التي تعاني من تسرب في الأنبوب الرئيسي للماء، وكذلك قذراتها وانبعاث الرائحة الكريهة، مما أكد على عدم صلاحيتها نهائيا، وأشار الى ان ساحة المدرسة غير نظيفة ومهملة وعدم توفر سلات المهملات ويوجد تجمع للنفايات بشكل لافت للنظر.

أما بخصوص بناية المدرسة فانها تعاني من نسبة رطوبة كبيرة، وتشوهات انشائية وتكسّر النوافذ والارضيّات خصوصا في داخل الصفوف الدراسية، وهي سيئة للغاية اذ تعاني من تكسّر الرحلات (مقاعد الدراسة)..

وأشار المسؤول الإعلامي للبيئة، ان اغرب حالة شاهدتها هي عدم وجود سبّورة (لوحة الكتابة) في بعض الصفوف، اذ تتم الكتابة على الحائط!!! وكذلك شاهدت منظرا يبعث على الاسف بشكل كبير في احد الصفوف حيث وجدت طلابا يجلسون على الارض حتى بلا فراش ونصف سبّورة ( لوحة كتابة) غير منتظم (متكسر الحواف) يكتب المعلم عليه الدروس للطلاب!! جدّيا ذلك المنظر ذكّرني بما نراه في مدارس دول افريقيا الفقيرة والمعدمة...

وأضاف المسؤول البيئي في تصريح خطير لـ شبكة النبأ، لاحظنا تفشي مرض (الجدري المائي) بين الطلاب بشكل كبير!!!. علما ان هذه البناية تضم ثلاثة مدارس وهي ( مدرسة مسلم بن عوسجة للبنات ومدرسة رقية بنت الحسين للبنات ومدرسة الراية لليافعين).

اما الزيارة الأخرى فكانت لمدرسة زيد بن علي الابتدائية الواقعة في بدعة اسود في ناحية الحسينية التابعة لمحافظة كربلاء، والبناية يشغلها مدرستين هما( مدرسة زيد بن علي للبنين ومدرسة الأشبال الابتدائية للبنين)، حيث وجدنا المرافق الصحية غاية في القذارة والاهمال بل انها لا تصلح للاستخدام البشري بكافة المقاييس، وتملؤها المياه القذرة نتيجة انسدادات المجاري وانقطاع الماء عنها ايضا، الأمر الذي أدى لإلغائها تماما!! وانبعاث الرائحة الكريهة منها وتحولها الى بؤرة لنقل الأمراض للاطفال!!!

وقد قمنا بتوجيه إدارة المدرسة لاتخاذ اجراء سريع لمعالجة الانسدادات في المجاري والاهتمام بالنظافة، اما مصدر مياه الشرب فهو الآخر غير آمن تماما بل غير صالح للاستخدام وبحاجة الى اعادة تأهيل.

  أما مدرسة حذيفة بن يمان المختلطة الواقعة في بدعة اسود أيضا، فقد لوحظ ان صفوفها بحاجة الى ترميم حيث التشققات في الجدران والسقوف تهدد حياة الاطفال!!! وأرضية الصفوف عبارة عن صَب أسمنتي غير منتظم نهائيا وغير ملائم لصف دراسي.. اما بخصوص المرافق الصحية في هذه المدرسة فهي صالحة للاستخدام بينما مصدر مياه الشرب فيها بحاجة الى اعادة تأهيل ايضا. 

اما مدرسة الابتهال للبنات الواقعة في قرية (عون) فتعاني من انقطاع الماء بشكل مستمر في المرافق الصحية الأمر الذي أدى إلى إهمال في نظافتها وعدم صلاحيتها للاستخدام، وتعاني من عدم الاهتمام بموضوع النظافة، حيث تتحمل إدارة المدرسة مسؤولية ذلك..

المعامل الفوضوية، ومنها معامل الطابوق الاهلية، التي تحيط ببعض المدارس أضحت مصدرا اخر للامراض للطلبة، حيث تؤثر بشكل سلبي على صحة الطلاب وأهالي المنطقة من خلال بثّها الدخان السام في الاجواء!!، وأيضا لوحظ تواجد الباعة المتجولين الذين لا تتحلى بضاعتهم بأبسط مقومات النظافة، بالقرب من المدارس وأشرنا الى ضرورة تنبيه الطلاب وتحذيرهم من الأطعمة التي تباع لدى الباعة المتجولين.

وقبل ان ينتهي الاستاذ ممثل بيئة كربلاء، اضاف لـ شبكة النبأ، من زيارتنا الأخرى لمتوسطة العباسية للبنات الواقعة في حي الانتصار/الجمعية، لوحظ ان بناية المرافق الصحية قديمة وبحاجة الى ترميم وان كانت نظيفة، وكذلك تعاني المدرسة من وجود انقاض بشكل ملفت للنظر.. واستطرد، بخصوص جولتنا التي كانت لمعهد إعداد المعلمات الصباحي لوحظ عدم وجود مرافق صحية كافية نسبة لعدد الطالبات، وكذلك لوحظ إهمال واضح بالنظافة العامة للمعهد، علما ان البناية تستغل لدوامَين ( صباحي ومسائي).

وفي ختام حديثة قال، نوصي بوجوب الاهتمام بالواقع البيئي والنظر لما يحصل من تجاوزات خطيرة من ناحية نقص الخدمات والبنى التحتية المتهالكة لمؤسسات التعليم في محافظة كربلاء، التي من المفروض انها مركزا دينيا وسياحيا عالميا!! وكذلك وجوب النظر الى مأساة الواقع الصحي والتعليمي لأبنائنا الطلبة، ونحن في (دائرة البيئة) نرفع تقاريرنا الدورية للوزارات ذات العلاقة لإتخاذ ما يلزم بصددها.

والجدير بالذكر ان (شبكة النبأ المعلوماتية)، نشرت تقريرا مفصلا بالتصريحات الموثقة عن معنيين، لما يجري من تجاوزات على حصّة محافظة كربلاء من الكهرباء الوطنية من قِبل شبكة التوزيع الرئيسية، وكذلك تخلّي المسؤولين المعنيين في المحافظة عن مسؤوليتهم في السعي لتوفير الكهرباء الذي هو في صلب واجبهم، وعدم تكرار اعذار وحجج واهية اصبحت مستَهلَكة ولا يثق بها ابسط الناس.. يمكن مشاهدة التقرير على الرابط:

  http://www.annabaa.org/nbanews/70/212.htm

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

شبكة النبأ المعلوماتية- الاحد  25 أيار/2008 - 18/جماد الاول/1429