"زفرة في جوى عشق"

فريد النمر

  

أسألتني لم ذا العذاب وقد مضى = زمن تصرم حاكما فيه القضا
 

وزعمت في سككي العواطف صبغة= شوهاءَ يوقدها التباغض والرضا
 

فدعوتني للحب فيما تشتهي= أن حان موعد كأسه أن يعرضا
 

وفرضت للتحنان قلبا عاشقا= يجري مع النغم الجميل فينبضا
 

ورسمت في الآمال بيض مشاعر= يسلو بها عقل الشجاع تريضا
 

وضحكت من تسليم قلبي زفرة =في بعض ما قد سقته مستنهضا
 

أألى الجفاء بأصغريك ملبيا =كي ما تحرك راكدا لم يفرضا
 

كمقلب الأوجاع في تكرارها =غصصا تعاود للجراح محرضا
 

فلكم بنيتَ من الظنون معابرا= فتقوضت مثل السراب إلى الفضا
 

وظننت في الأحزان ُتنهض فكرة= متجنيا بالفكر كي يتقوضا
 

فخذ السرور ودع تعاسة أمة= تاريخها ماض تعثر معرضا
 

ودع الصبابة للظلام يقلها =وابعث ضياك ببسمة عما مضى
 

فوجدتني مستعصيا في فكرتي= متمسكا بشعورها  متغيضا
 

أسألتني لم ذا العذاب وقد مضى =ولم انتفاضة أحرفي جمر الغضا
 

أو ما علمت بداخلي ما تشتهي= ولكل ما أحببته متعرضا
 

فانا على عهد وثيق وخاطر= بوداده القربى فؤادا فوضا

وأنا إنتحابة طينة مشحونة= سكنتها أنة فاطم فتمرضا

أو بعد ذا حب ٍ يكونُ يروق لي= ورضاها اصدق ما يكون به الرضا

أسألتني والباب أعظم دمعة =سكَبت عليّ جمارها مذ أرمضا

أسألتني والنار في ألواحه= شبت بقلب محمد فتغيّضا

أسألتني والضلع بعض تكسري = والسقط أنهكه الجدار فأجهضا

أسألتني والمرتضى في حزنه = ربطت قواهُ وصية أن ينهضا

فهنا التي أُطربْتَ فيها مخلباً = كذبت عليك خداعُها إذ أومضا

لا تدعي للحب إن مشاعري= وحقيقتي لحريصة أن ترفضا

ولقد أسلت لأصغري حكاية= أن يمليان من البيان ففوضا

فوجدت في الأثناء في رجعيتي= قمم الحياة جديرة أن تقرضا

فمنحت للزهراء كل خلية =فيها استقيت من الفصاحة مَعرِضا

وأبيتُ إلا باليراع مصرّحا =حجمَ المصاب رزية  وتمخضا

ولكم تبنيت الدفاع فضيلة= بتحفز كالليث يرهب مبغضا

وبكيت من تشبيه حبك مسهبا = بعض العواطف منكرا ما أغمضا

فاستوقفت وجدي بخزي ٍ لذّ لي= كوني انبريت لحقها مستعرضا

ولقد حسمت مجاهرا بتوددي= ومصارحا بمصابها ومعرضا

وحسبتها مهضومة من ظالم = كسر الضلوع بعصرة لها مغرضا

حتى انتهى المسمار يوجع أعرشا= قدسية كادت تهدّ تقوضا

أو فاطم باللّطم يهتك سترها= وخباؤها بالطهر دام تروضا

يا منبت المسمار صدرا طالما= ضم الرسالة مشعرا و مُعَوّضا

هلا انتهى بأذى الرسالة وخزه= مجرىً كما العفن الخبيث تقيضا

وألم يسرْ وعلى المنابر جثة= يقتاتها التدليس كي تتمخضا

ولكم وقدت مواقفا متبضعا =حمم الصراع مطوعا ومروضا

ونزلت بالفتن الكبار منازلا= أو تدعي الحب الجميل مناقضا

ومجندا للشر ألف مصيبة  =قد عبّرت عن حمضها مذ أحمضا

أترى أقلده السلام عواطفا =وعواطفي بالحزن كادت تقبضا

وفواجع للآل من تغريره =كم استقين من الدماء تخوضا

مازال يذكرها الزمان أليمة= صبغت سنين النازفات تغيضا

لو لم تكن إلا الطفوف مصيبة= لصببت دمعيَ بالأثير كما اقتضى

أو لا ترى حتى المنائر فجرت= وتبعثر فوق الصعيد لتنقضا

ودماء أطفال عليها توزعت = شتلات رمز جراحها حتى الفضا

طفحت ومازالت دوائر بغيها= في مؤنساتِ بقتلها لم ترفضا

أسألتني عشقا فخذها مواجعي= قمما ترف محققا ومعرّضا

وأعد عليّ لأي عشق تنتمي = في بعض ما قد قلته مستنهضا
 

فهدى الرسول وآله هو قدوتي = ما يطلباه علي حتما يرتضى
 

فوددت لو إني الفداء لضلعها = متعفرا في نهضتي متفرضا
 

لحمدت من هذا اللّسان مواقفا = حتى تحركني الدماء  مفوضا

 

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 20 أيار/2008 - 13/جماد الاول/1429