جوانتانامو نافذة للقصاص وخلق الإرهاب والتطرف

اعداد: ميثم العتابي

شبكة النبأ: بعد احداث الحادي عشر من سبتمبر، قادت الولايات المتحدة حربا مفتوحة في أفغانستان لتنتهي تلك الحرب بالإطاحة بحكم طالبان، والذي كان المشتبه به الرئيس في أحداث سبتمبر بامريكا.

حتى تحولت الحرب بعد ذلك إلى العراق لتكون إمتدادا لما فعلته الولايات المتحدة، وأكلمت نهجها بملاحقتهم ووصفهم بـ المقاتلين الأعداء، فهذه المرة لاتوجد هنالك دولة عدوة وجبهة معروفة، إنما مقاتلون فرديون هم أعداء لأمريكا ويسببون لها القلق الدائم خاصة فيما يتعلق بمصالحها واهدافها في المنطقة. لكنهم كذلك اعداء للانسانية بسبب حملهم الفكر التكفيري الوهابي الذي يفتي بقتل كل مخالف في الرأي او المُعتَقد.

فهؤلاء أستباحوا دم الأبرياء في انحاء عديدة من العالم بحجة مقارعة أمريكا، والولايات المتحدة قتلت الأبرياء ايضا بحجة مطاردة عناصر وفلول القاعدة. وضاع الدم المدني للمواطن البريء بين الطرفين.

(شبكة النبأ) في سياق هذا التقرير الذي أعدته لكم عن معتقلي غوانتانامو، ونشاط الجماعات المسلحة، مع كشف لأوراق القضاة في المحاكم العسكرية التي تديرها واشنطن بمنأى عن العالم أجمع:

المعتقلون المفرج عنهم وعودتهم للنشاط القتالي

قال قريب كويتي افرج عنه من معتقل جوانتانامو الامريكي عام 2005 لقناة تلفزيون العربية ان المحتجز السابق نفذ هجوما انتحاريا في العراق.

وقال سالم العجمي ابن عم المحتجز السابق لتلفزيون العربية ان صديقا لابن عمه عبد الله صالح العجمي في العراق ابلغ اسرته ان عبد الله نفذ هجوم الموصل.

وقال سالم في مقابلة عبر الهاتف مع تلفزيون العربية انهم اصيبوا بالصدمة لدى تلقيهم النبأ المؤلم في اتصال هاتفي من احد اصدقاء ابن عمه عبد الله في العراق. ولم يقل متى نفذ الهجوم الانتحاري.

وتابع، ان عبد الله كان مفقودا منذ اسبوعين وان اسرته علمت بانه غادر الكويت بشكل غير مشروع الى سوريا. وارسل عبد الله رسائل الى زوجته من العراق. بحسب رويترز.

وقال سالم ان عبد الله (30 عاما) انجب طفلا بعد الافراج عنه من معتقل جوانتانامو بكوبا حيث تحتجز الولايات المتحدة من يشتبه انهم ارهابيون.

وقال انه لم تكن هناك اي علامات على ان عبد الله لديه اي خطط للانضمام الى المسلحين في العراق رغم انه كان اكثر انطوائية في الفترة السابقة لاختفائه.

وكثيرون من المحتجزين في معتقل جوانتانامو اعتقلوا في افغانستان خلال الحرب بقيادة الولايات المتحدة التي اطاحت بحركة طالبان من السلطة بعد هجمات 11 سبتمبر ايلول 2001. واحتجز كثيرون لسنوات وكلهم تقريبا دون توجيه اتهامات.

من جانبهم أكدوا ذلك المسؤولون الأمريكيون في وزارة الدفاع "البنتاغون" أن كويتياً كان محتجزاً في معتقل غوانتانامو الأمريكي، المخصص لاحتجاز كبار قادة تنظيم القاعدة وحركة طالبان قبل أن يُفرج عنه عام 2005، نفّذ عملية انتحارية، إلى جانب مواطن كويتي آخر، في العراق أواخر الشهر الماضي، في مؤشر جديد إلى عودة المعتقلين السابقين إلى ميادين المعارك.

كما أظهرت التقارير المتعلقة بالكويتي الذي يدعى عبدالله صالح العجمي، أنه نفى تماماً صلته بحركة طالبان بعدما اعتقل في أفغانستان، وقال إنه دخل البلاد لدراسة القرآن، وقد أفرجت واشنطن عنه عام 2005 وأعادته إلى الكويت، لكنه غادرها قبل تنفيذ عمليته متجهاً إلى العراق عبر الحدود السورية.

وقال مسؤولون في البنتاغون إن العجمي نفّذ، إلى جانب مواطن كويتي آخر، هجوماً انتحارياً في الموصل في 26 أبريل/نيسان الماضي، أسفر عن مقتل ستة أشخاص، بينهم شرطيان كانت دوريتهما الهدف الأساسي للهجوم.

وأظهرت مواقع إلكترونية، غالباً ما تستخدمها التنظيمات المسلحة لنشر بياناتها، صوراً للعجمي قبل أيام، معلنة أنه كان أحد "أبطال" عملية الموصل. بحسب (CNN).

وحملت الصورة تعليقات مكتوبة جاء فيها (تغمدك الله برحمته يا عبدالله العجمي، أرسل إليك أسمى التحيات أيها الشهيد البطل، يا من كنت رجلاً في زمن عزّت فيه الرجال).

ووفقاً للمستندات التي يمتلكها البنتاغون، فقد اعتقل الجيش الأمريكي العجمي في أفغانستان بعد التدخل العسكري فيه عام 2001، وأقر العجمي حينها بأنه كان يقاتل في صفوف حركة طالبان الأفغانية، وأنه شارك معها في معارك ضد قوى التحالف الشمالي الأفغانية.

ومكث العجمي في غوانتانامو حتى عام 2005 دون أن توجّه إليه تهم رسمية، وقد نفى خلال وجوده في المعتقل صحة اعترافاته الأولية، وقال إنها انتزعت منه تحت التهديد، مدعياً أنه دخل أفغانستان لدراسة القرآن، وقد سلّمت واشنطن العجمي لاحقاً إلى الكويت مع أربعة كويتيين آخرين، وقد خضع لمحاكمة انتهت بإطلاق سراحه.

واعتبرت جهات عسكرية أمريكية أن قضية العجمي تطرح إشكالية عودة المعتقلين السابقين في معسكر غوانتانامو إلى ميادين القتال بعد الإفراج عنهم، وقال الرائد جيف غوردن، الناطق باسم البنتاغون: تشير تقاريرنا إلى أن العديد من المعتقلين السابقين في غوانتانامو عادوا إلى القيام بعمليات معادية لقوات التحالف الدولي، وقد قتل بعضهم في الميدان.

ولفت الناطق العسكري الأمريكي إلى أن المثال الأبرز على هذه الحالات يتمثل في عبدالله محسود، الذي اعتقل في المعسكر حتى عام 2004، قبل أن يعود إلى أفغانستان ليصبح قائداً كبيراً في مليشيات قبائل محسود التي ينتمي إليها.

وخلص إلى الاستنتاج بأن كل معتقل يُغادر غوانتانامو: يشكل خطراً محتملاً على مصالح الولايات المتحدة والدول المتحالفة معها.

وكانت الولايات المتحدة قد أفرجت عن 500 معتقل خلال السنوات الماضية من غوانتانامو، وقد نزعت عن 38 منهم صفة  "مقاتل عدو"، وسلمت 432 إلى بلدانهم الأصلية أو أطراف ثالثة.

المغرب يحاكم مرحلا من قاعدة جوانتانامو

أمر القضاء المغربي بسجن شخص جرى ترحيله الى المملكة في الاونة الاخيرة احتياطيا من معتقل جوانتنامو الامريكي بعد أن وجهت له تهمة الارهاب.

وكانت السلطات المغربية قد تسلمت سعيد بوجعيدية (39 عاما) يوم 25 أبريل نيسان من السلطات الامريكية بعد أن قضى أكثر من خمس سنوات في معتقل جوانتانامو. بحسب رويترز.

وامر قاضي التحقيق المكلف بقضايا الارهاب في محكمة الاستئناف بمدينة سلا المجاورة للرباط بايداع بوجعيدية السجن الاحتياطي في انتظار بدء محاكمته بعد ان وجه له تهمة: تكوين عصابة اجرامية وارتكاب جنايات ضد الاشخاص والممتلكات وتمويلها والقيام بأعمال تخريبية تستهدف المصالح الاجنبية بشمال المغرب والمساهمة والمشاركة في تقديم الدعم المالي لعصابة والتزوير واستعماله والمشاركة والايواء والهجرة السرية وعدم التبليغ.

واعتقلت القوات الامريكية بوجعيدية في افغانستان في عام 2002 ورحلته الى جوانتانامو. وسبق للسلطات الامريكية أن رحلت عددا من المغاربة من معتقل جوانتانامو صدرت ضد بعضهم أحكام بالسجن وتمت تبرئة البعض. ووفقا لمنظمات حقوقية لا يزال مغربيان اخران معتقلين هناك.

سامي الحاج بعد ستة أعوام على اعتقاله يعود إلى السودان

عاد مصور قناة الجزيرة الفضائية سامي الحاج محمولا على نقالة الى الخرطوم بعد ست سنوات من الاحتجاز في قاعدة غوانتامامو الاميركية في كوبا وقال شقيقه عصام الحاج انه لم يكد يتعرف عليه من فرط هزاله. واكد عصام ان الحالة الصحية لشقيقه مقلقة وطالب بارسال فريق طبي دولي لمعالجته.

ونقل سامي الحاج فور وصوله الى مطار الخرطوم الى مستشفى الامل التابع لاجهزة الامن السودانية حيث بدا الاطباء في اجراء فحوصات طبية له.

وكان سامي الحاج بدا اضرابا عن الطعام منذ كانون الثاني/يناير 2007 وتمت تغذيته رغما عنه عدة مرات منذ ذلك الحين حسب منظمة مراسلون بلا حدود.

وقال شقيقه في اتصال هاتفي: لا يمكنكم ان تتخيلوا كيف اصبح ولا يمكننا ان نصدق انه الشخص نفسه الذي عرفناه قبل اعتقاله، مؤكدا ان سامي في منتصف الثلاثينات لكنه يبدو كهلا في التسعينات. وتابع، اصبت بصدمة عندما رايته في المستشفى. بحسب فرانس برس.

وكانت منظمة مراسلون بلا حدود التي دانت مرارا اعتقال سامي الحاج اكدت مطلع العام الماضي انه: ارغم على الاعتراف بصلات مفترضة بين قناة الجزيرة والقاعدة، واخضع لاكثر من 150 استجوابا وتعرض للتعذيب بصورة منتظمة.

واعلن محاميه كليف ستافورد سميث ان المعتقل السابق فقد 18 كلغ ويعاني من مشاكل في الامعاء.

واكد سامي الحاج الذي القى الجيش الباكستاني القبض عليه في كانون الاول/ديسمبر 2001 واعتقل منذ 13 حزيران 2002 في غوانتانامو في تصريحات ادلى بها للجزيرة الجمعة عبر الهاتف انه عاني من ظروف اعتقال بالغة القسوة وان سجانيه تعمدوا توجيه "اهانات" الى الاسلام امامه. واضاف، انه كانت هناك انتهاكات كثيرة وحرمنا من الصلاة ووجهت اهانات متعمدة للقران الكريم.

وقال، من حقنا ان نذرف دموع الفرح بعد هذه السنوات الصعبة من الاهانة والظلم التي عشناها ليس لسبب الا لاننا نؤمن بالله. وتابع، نامل ان تسارع الحكومات في العمل على اعادة مواطنيها المحتجزين حتى الان في غوانتانامو لانهم يعيشون ظروفا بالغة السوء.

وكان الحاج الذي غطت قناة الجزيرة على الهواء مباشرة عودته الى بلاده وصل الى مطار الخرطوم في طائرة عسكرية اميركية مع سودانيين اخرين كانا معتقلين في غوانتانامو منذ العام 2002 هما امير يعقوب والوليد محمد الحاج. واستقبلته اسرته في المطار قبل ان ينقل مباشرة الى المستشفى.

وقالت زوجته الافغانية الجنسية اسماء اسماعيلوفا عبر الهاتف خلال مؤتمر صحافي في الخرطوم ان سامي الحاج يخضع حاليا لفحوصات طبية شاملة. وحضر المؤتمر الصحافي المعتقلان السودانيان السابقان والمستشار الصحافي لرئاسة الجمهورية محجوب فضل بدري.

واكد المستشار الصحافي للرئاسة السودانية ان سامي الحاج والمعتقلين السابقين الاخرين سيمارسون كافة حقوقهم الدستورية ولن يتم التحقيق معهم او ملاحقتهم قضائيا لارضاء الولايات المتحدة نافيا وجود صفقة بين الخرطوم وواشنطن لاطلاق سراحهم.

واعتبر بدري ان الافراج عنهم جاء نتيجة ضغوط طويلة وصمود بطولي للمعتقلين انفسهم. واكد امير يعقوب في المؤتمر الصحافي ان المعتقلين في غوانتانامو تعرضوا لتعذيب نفسي وبدني، واضاف ان بعضهم توفي متاثرا بامراض مختلفة بسبب عدم توافر الرعاية الطبية.

قاض عسكري يقر بعدم أهلية شخصية رئيسية في محاكم جوانتانامو

ذكرت صحيفة نيويورك تايمز ان قاضيا عسكريا امريكيا قضى بعدم اهلية جنرال بالبنتاجون يعد شخصية رئيسية في محاكم جرائم الحرب الخاصة بجوانتانامو، للعب اي دور في دعوى قضائية ستنظرها المحكمة قريبا.

وقضى الكابتن في سلاح البحرية كيث ألريد بأن البريجادير جنرال توماس هارتمان من قوات الاحتياط بسلاح الجو كان متحالفا بدرجة وثيقة جدا مع سلطة الادعاء. واوضحت نيويورك تايمز ان أمرا صدر بالا يكون لهارتمان، وهو مسؤول بارز بالبنتاجون يعمل بمكتب اللجان العسكرية الذي يدير نظام جرائم الحرب، اي دور اخر في الدعوى المقرر ان تنظرها المحكمة هذا الشهر.

وكتب ألريد: أثار اهتمام وطني ركز على هذا النزاع شكوكا شديدة في قدرة المستشار القانوني على مواصلة اداء مهامه بطريقة محايدة وموضوعية، قائلا انه لم يتمكن من الاطمئنان الى ان هارتمان يحتفظ بالاستقلالية المطلوبة. بحسب رويترز.

وقالت الصحيفة الامريكية انها حصلت على نسخة من القرار الذي لم يكشف عنه علنا بعد. واضافت الصحيفة ان المتحدث باسم البنتاجون القائد بسلاح البحرية جيفري جوردون رفض التعليق ولم يقل سوى ان مسؤولي وزارة الدفاع يراجعون القرار.ولم يتحدث هارتمان ايضا عن الحكم ولم تستجب المتحدثة باسمه لطلبات بالتعليق.

وقال محامو الدفاع العسكريين للصحيفة انهم يتوقعون ان تثار المسألة في قضايا أخرى ومن المحتمل ان تتسبب في تأجيل اقامة الدعوى فيها ومن بينها دعاوى بالاعدام لستة معتقلين بخليج جوانتانامو بكوبا عن دورهم في هجمات 11 سبتمبر أيلول.

وقالت الصحيفة انه لا يزال بوسع مسؤولي البنتاجون ان يطلبوا من القاضي اعادة النظر في الحكم وان يتقدموا باستئناف امام محكمة استئناف عسكرية خاصة انشأت لنظر دعاوى جوانتانامو.

شبكة النبأ المعلوماتية- االاثنين 19 أيار/2008 - 12/جماد الاول/1429