
شبكة النبأ: لا تزال تداعيات اسبوع القتال الذي شهده لبنان بين
انصار الاكثرية والمعارضة المتمثلة بحزب الله تلقي بظلالها على
الاوضاع الاقليمية والدولية حتى بعد توقف القتال وحصول اتفاق تهدئة
بين اطراف النزاع. لكن أشد المتأثرين في هذا النزاع ستكون على
الارجح اسرائيل، التي تخشى من ايران ان تطوي مسافات الجغرافية لتحل
جاراً ثقيلاً يكتم انفاسها في جنوب لبنان، بالإضافة الى الضغوطات
الدولية الحالية على تل ابيب من اجل التسوية مع سوريا بشأن هضبة
الجولان المحتلّة واحتمالات ان يكون نفوذ ايران حاضرا فيها بمجرد
انسحاب اسرائيل منها...
فقد عبّرت اسرائيل عن تخوفها من اقتراب ايران من حدودها
الشمالية في حال استسلام حكومة لبنان لحزب الله، على أثر الأحداث
الأخيرة التي عصفت بلبنان.
وفيما امتنع قياديون في الحكومة الاسرائيلية عن التعليق على
أحداث لبنان، كتب محلل الشؤون العسكرية والأمنية في صحيفة يديعوت
أحرونوت، ألكس فيشمان، المقرب من الأجهزة الأمنية الاسرائيلية، أن
أحداث نهاية الأسبوع في لبنان هي تذكير مؤلم بأنه بعد سنة ستجلس
ايران، بشكل رسمي، عند حدودنا الشمالية. ويتوجب اعتياد ذلك. بحسب
يو بي اي.
ورأى فيشمان أنه اذا لم تكن هناك مفاجآت، فانه بعد سنة سيسقط
لبنان، من خلال انتخابات نيابية، بأيدي حزب الله وسيتحول الى
مستعمرة ايرانية، ونحن مجرد احصائية وحسب في هذه القصة.
وأوضح فيشمان أن هذا ليس العام 1982 (الذي غزت فيه اسرائيل
لبنان للقضاء على نفوذ منظمة التحرير الفلسطينية)، ولا توجد لدينا
اية رغبة او قدرة على التدخل، كذلك ليس لدينا أي حليف قوي في لبنان،
وهكذا فان لا شيء سيساعدنا.
وأضاف فيشمان أن رئيس الحكومة اللبنانية، فؤاد السنيورة، ورئيس
تيار المستقبل والأغلبية في البرلمان، سعد الحريري، يلتقطان الآن
أنفاسهما الأخيرة في التاريخ الاقليمي، وهما يعرفان ذلك...ووصلا
الى هذا الوضع لأسباب عدة، بينها السياسة الامريكية المعوجة التي
تنتهجها كوندوليزا رايس.
وتابع، فمن جهة، منعت الادارة الامريكية السنيورة، طوال أشهر
أزمة الرئاسة، من التوصل الى تسويات كان بامكانه تحقيقها، مع حزب
الله، لكن من الجهة الأخرى، لم توفر (أمريكا) الدعم العسكري
والسياسي الضروري لمواجهة التحالف الايراني ـ السوري، وعندما تصل
الأمور لامتحان القوة فان الامريكيين ليسوا موجودين هناك.
واعتبر فيشمان أن الخطوة التي بادر اليها الثنائي السنيورة
والحريري في أواسط الأسبوع الماضي، في اشارة الى اتخاذ القرارين
بتفكيك شبكة الاتصالات التي نصبها حزب الله وتنحية مسؤول أمن مطار
بيروت الدولي، العميد وفيق شقير، كان تحديا لمصالح حزب الله، وكانت
غايتها ربما اثارة الولايات المتحدة وفرنسا في الدقيقة التسعين
لتحضرا وتقوما بعمل ما، لكن ما حصلا عليه لم يكن أكثر من تعاطف
امريكي.وسيرسل الفرنسيون الورود للسنيورة بالطبع بسبب خطابه الشجاع
وسيشربون نخب ذكراه.
ورأى فيشمان ان الخطوة التي نفذها حزب الله ردا على خطوتي
السنيورة والحريري كانت موزونة ومدروسة ومخططة، ورغم أن القوة
السياسية التي تحركه هي حكومة ايران، لكن الدماغ الذي يقف خلفها
يجلس في دمشق، الضالعة في ما يحدث في بيروت حتى العنق.
وقال فيشمان ان حزب الله حقق هدفه في نهاية المطاف وسيواصل الآن
الحوار السياسي الداخلي في لبنان من موقع القوة، واستفاد من ذلك
بشكل واضح رئيس الأركان اللبناني(قائد الجيش) ميشال سليمان، الذي
استهزأ بحكومته ولم يصطدم مع حزب الله وبذلك ضمن لنفسه على ما يبدو
كرسي الرئاسة في لبنان ووسّع المعارضة لمعسكر السنيورة ـ الحريري
الذي أخذ يضعف.
وفيما يتعلق باسرائيل، كتب فيشمان انها تراقب الأزمة في لبنان
منذ تسعة شهور وبدون آمال لديها، تشاهد كيف تتلاشى الانجازات
السياسية لحرب لبنان الثانية.
من جانبهما، اعتبر مراسلا صحيفة هآرتس للشؤون العسكرية، عاموس
هائيل، وللشؤون الفلسطينية، أفي سخاروف، في مقال تحليلي أن الأحداث
اللبنانية الأخيرة هي حرب أهلية مصغرة ومساعي التهدئة هي تهدئة
مؤقتة وأنه ليس من شأن هذه التطورات في الساحة اللبنانية أن تؤثر
بصور فورية على وضع اسرائيل الأمني.
وكتبا، يبدو أن حزب الله يركز على تحسين مكانته في الحلبة
اللبنانية الداخلية ولا يبحث عن مواجهة مع اسرائيل.
رغم ذلك رأى هارئيل وسخاروف أنه في المدى البعيد قليلا، يتوجب
على أحداث بيروت أن تؤرق القباطنة في القدس لأنها تُعقّد الوضع عند
الجبهة الشمالية ومن شأنها أن تقوض أكثر الانجازات القليلة التي
تتفاخر بها حكومة (اسرائيل برئاسة ايهود أولمرت) في أعقاب حرب
لبنان الثانية، المتمثلة بابعاد حزب الله عن جنوب لبنان في اطار
قرار الأمم المتحدة 1701.
وأشار الكاتبان الى أنه تم خلال نهاية الأسبوع رفع حالة
الاستنفار في صفوف أجهزة مختلفة في الجيش الاسرائيلي، بينها
الاستخبارات وقيادة الجبهة الشمالية، لكن شعبة الاستخبارات
العسكرية الاسرائيلية لا تتوقع الآن اشتعالا (للجبهة) أمام حزب
الله.
التقارب السوري مع إيران عامل مهدد
للمنطقة
وفي تقرير لجريدة الوطن، اكد تقرير روسي ان التقارب الايراني ـ
السوري لايروق لزعماء الدول العربية النافذة..ووفقا لتقييمات
التقرير ان التحالف الايراني ـ السوري اصبح عاملا مساعدا على
اشتداد احتدام الوضع في منطقة الشرق الاوسط ونسف التسوية السلمية
هناك.
واشار التقرير الذي اعده معهد الشرق الاوسط وهو مؤسسة غير
حكومية مقرها في موسكو،الى ان العديد من الدول العربية تنتقد سياسة
سورية الرامية لنسف جهود تسوية الازمة السياسية في لبنان ودورها
السلبي بتسوية الوضع الناشب بالعراق ولمضًيها تعزيز علاقات الشراكة
العسكرية والسياسية مع ايران، واعادت الاذهان الى انه هذه السياسية
ادت الى مقاطعة رؤساء وملوك بعض الدول العربية للقمة اليوبيليةالتي
انعقدت في نهاية مارس 2008 في دمشق. وقال ان الدول العربية النافذة
تعلن بصراحة معارضتها للسياسية التي ينتهجها الرئيس السوري بشار
الاسد. ،منوهة ان هذا الموقف تجلى بصورة عملية في مقاطعة زعماء دول
عربية مؤتمر قمة الجامعة احتجاجا على سياسات دمشق.واشارت الى ان
عدم مشاركة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز
ورئيس جمهورية مصر وملك الاردن والرئيس اليمني عكس وجود ازمة عميقة
في علاقات دمشق مع هذه الدول العربية.
وقالت ان ما ساعد على استمرار الازمة وعدم تخفيف التوترخلال
القمة العربية الاخيرة ايضا قرار الرئيس السوري حينها بدعوته نظيره
الايراني محمود احمدي نجاد لحضور قمة الجامعة العربية.منوهة بان
الانتقادات الحادة التي وجهتها بعض الدول العربية، ارغمت بشار
الاسد على اعادة النظر بقراره، واعلن في نهاية المطاف ان وزير
الخارجية الايراني منوشهر متكي هو الذي سيترأس الوفد الايراني
ولاحظت ان متكي ضيف دائم على العاصمة السورية وكان قد زارها قبل
يوم واحد من العملية الارهابية التي اسفرت عن مقتل عماد
مغنية.واضافت ان كل ذلك ادى الى فشل القمة اليوبيلية. وسارعت ايران
باتهام الولايات المتحدة الامريكية بذلك. ووصفت صحيفة النيورك
تايمز يوم 30 مارس 2008 بانه ضربة قاصمة بسمعة سورية الدولية.
واعلنت بيروت احتجاجها على محاولات سورية المتكررة الرامية لزعزعة
الاستقرار في هذا البلد.وحمل رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة
في حديث صحفي ادلى به سورية مسؤولية بقاء لبنان من دون رئيس على
مدى 4 اشهر. وقال ان التطورات الاخيرة كشفت عن عزلة سورية في
العالم العربي. وهذا» في حقيقة الامر هو الثمن السياسي الذي تدفعه
سورية على النهج ضيق الافق الذي يختطه الرئيس بشار الاسد«. ويرتبط
ابتعاد العالم العربي عن دمشق بحد كبير الى علاقاتها بايران. وتظهر
قيادة البلدين اكثر فاكثر وبوضوح خصوصية علاقاتهما الثنائية.
ويرى التقرير ان بلدان الشرق الاوسط تعرف ان سورية وايران
تنسقان تحركاتهما منذ زمن بعيد. منوها بتعميق وتعزيز العلاقات
العسكرية ـ الفنية بين البلدين، بما في ذلك تمويل ايران صفقات
اسلحة لسورية من روسيا الاتحادية ومن كوريا الشمالية. ووفقا
لمعطيات التقرير فان ايران تسدد صفقة لشراء سورية من روسيا 400
دبابة من طراز تي ـ 72 المتطورة ومقاتلات ميج ـ 31 و 8 مقاتلات من
طراز سوخوي ومروحيات أم اي ـ 8. وتقدم طهران لسورية مساعدات فنية
لبناء مصنع لانتاج صواريخ متوسطة المدى وتزود الجيش السوري بما
يحتاجه من الدبابات وآليات النقل، التي تقوم بانتاجها. وفي الوقت
نفسه تصدر ايران لسورية التكنولوجيات النووية والاسلحة الكيماوية.
وبدأت منذ بداية عام 2008 الحالي مرحلة جديدة في الحوار العسكري
الايراني ـ السوري وتنوي ايران بالدرجة الاولى جر سورية لتحالف
عسكري.وترى في اقامة مثل هذا الحلف العسكري مظلة حماية عسكرية
وسياسية التي وبالاضافة للقدرات النووية ستضمن أمن هذه الدولة في
حال وقوع حالات استثنائية. وعلى هذه الصورة فان الحديث يدور حول
قيام تعاون ايراني ـ سوري سيكون عاملا مساعدا على اشتداد احتدام
الوضع في منطقة الشرق الاوسط وينسف التسوية السلمية هناك.حسب
التقرير.
بوش يوجه تحذيرا الى سوريا وايران
من جهته حذر الرئيس الاميركي جورج بوش ايران وسوريا من ان
المجموعة الدولية لن تسمح بوقوع لبنان من جديد تحت هيمنة اجنبية
متعهدا بدعم الجيش اللبناني. واكد بوش في بيان دعم واشنطن لرئيس
الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة. بحسب فرانس برس.
وقال بوش "ادين بقوة المساعي الاخيرة لحزب الله والجهات
الخارجية التي تتولى رعايته في طهران ودمشق والرامية الى استخدام
العنف والمضايقة لكسر ارادة الحكومة والشعب اللبناني". واوضح ان "المجموعة
الدولية لن تسمح للنظامين الايراني والسوري عبر انصارهما باعادة
لبنان الى هيمنة الخارج وسيطرته".
لكنه قال ان واشنطن ستساعد السنيورة عبر تعزيز القوات المسلحة
اللبنانية. وقال بوش لقناة "العربية" بحسب نص مقابلة معه "قد تكون
تلك الطريقة العملية اكثر لتقديم له المساعدة سريعا" مضيفا "نريد
ان نجعلهم (الجيش) اكثر قوة لكي يتمكنوا من الرد".
وتابع الرئيس الاميركي في بيانه ان "الولايات المتحدة الحريصة
على توفير امن الشعب اللبناني ستستمر في مساعدة القوات المسلحة
اللبنانية للتأكد من انها قادرة على الدفاع عن الحكومة اللبنانية
والحفاظ على المؤسسات".
وذكر بوش انه سيغتنم فرصة مجيئه الى الشرق الاوسط لاجراء
مشاورات مع قادة المنطقة لتنسيق جهودهم من اجل مساعدة حكومة
السنيورة وتطبيق قرارات الامم المتحدة التي تدافع عن سيادة لبنان.
واضاف "انه لامر بالغ الاهمية ان تتوحد المجموعة الدولية لمساعدة
الشعب اللبناني في وقت هو في اشد الحاجة الى هذه المساعدة".
فيلق القدس يدرب مقاتلي حماس
ومن جهة ثانية كشف تقرير أعده مركز الارهاب والاستخبارات التابع
للمخابرات الاسرائيلية حول مراحل تعزيزالقدرات العسكرية لحركة حماس
ان الاستراتيجية التي رسمتها الحركة بالتعاون مع الاطراف الخارجية
تهدف الى جعل الصواريخ وسيلة لعرقلة عملية السلام. بحسب تقرير لـ
جريدة الوطن.
وقال معد التقريرمديرالدراسات في المركز رؤوفين ايرليخ ان
اسرائيل لا تتحمل وحدها مسؤولية مواجهة هذا الوضع، وانما مصر ايضا.
مضيفا، يتوجب على مصر ان تدرك مدى الاضرارالتي ستلحق بها، ونحن
نتحدث عن وجود ولاية اسلامية ايرانية على حدودها. محذرا من ان
الوضع في غاية الخطورة ويكفي وجود بعثة ايرانية واحدة في قطاع غزة
ليمثل خطرا على الدولتين، سينقل الى المنطقة كلها اذا لم تتم
مواجهته الآن.
ويشير التقرير الى مواصلة حماس تعزيز قدرتها العسكرية مما
سيؤهلها لتنفيذ عمليات نوعية خاصة داخل اسرائيل، فيما يتواصل مدها
وتجهيزها بالاسلحة المتطورة مثل الدبابات والصواريخ المضادة
للطائرات.
ويتضمن التقرير معلومات عن الاسلحة الايرانية التي وصلت الى
القطاع وتشمل صواريخ غراد 122 مليمترا من انتاج روسيا والصين واخرى
منتجة في ايران تتكون من اربعة اجزاء، مشيرا الى ان ايران وسورية
قامتا بتهريبها اثناء اقتحام الحدودبين غزة ومصر.
وزير الدفاع الايراني: إسرائيل اضعف من ان تهاجم إيران
واكد وزير الدفاع الايراني العميد مصطفى محمد نجار ان اسرائيل
اضعف من ان تهاجم بلاده. وقال في تصريح للمراسلين في مدينه كركان
الواقعه شمال ايران، ان تهديدات اسرائيل بالهجوم على ايران، تهدف
اكثر من اي شيء آخر الى التغطية على نقاط ضعفها والأزمات الداخلية
الشديدة التي تعاني منها والتي ظهرت خلال الاعوام الماضية في
المواجهات مع المقاومة في لبنان والاراضي الفلسطينية. بحسب صحيفة
الوطن.
وحول الاحداث الأخيرة في لبنان قال نجار ان ايران تدعم لبنان
الموحد والآمن المعتمد على ارادة وصوت الشعب وتضافر جهود جميع
احزابه وفئاته، وتعتبر التدخل الاجنبي يضر بمصالح هذا البلد ويصب
في مصلحة اعداء الشعب اللبناني ومقاومته. وأضاف ان بلاده تامل بان
لا تنسى جميع الفئات السياسية ان تصعيد الخلافات الطائفية
والمذهبية وتبديلها الى تناقضات عدائية انما يصب في مصلحة القوى
الدولية التي تريد لبنانا غير مستقر الى جوار اسرائيل.
شرق اوسط نووي في الأفق
وفي مقال للكاتب أمير أورين نشرته صحيفة هآرتس، جاء فيه: ماذا
لو حدث السيناريو التالي: اعلن الرئيس المصري الجديد، خليفة حسني
مبارك، ان بلاده ستسحب عضويتها في الوكالة الدولية للطاقة الذرية،
وتبدأ بوضع حجر الاساس لبناء مفاعل نووي جديد وقال: اننا نسعى
لاستخدام الطاقة النووية سلمياً، ولسنا بحاجة لرشاوى خارجية، فنحن
غير معنيين باشرافهم، ولن نقبل بعد الآن ان يحتكر بلد واحد الاسلحة
النووية في المنطقة.
هذا الإعلان المصري ترددت اصداؤه في اسرائيل التي رأت فيه اشارة
واضحة على انقطاع علاقة القاهرة بواشنطن مما يعني توقف المساعدة
الامريكية لمصر. ماذا بمقدور إسرائيل ان تفعل عندئذ، هل تقصف مصر؟
مثل هذا السيناريو ليس خيالاً كما يمكن ان يعتقد المرء. اذ ان
على اسرائيل ان تختار قريبا بين سياستين متباينتين: اما السعي
لاقامة السلام مع جيرانها او منعهم من امتلاك القدرة النووية.
حتى الآن تمكنت اسرائيل من تجنب هذا المأزق (الاختيار) اما لان
جيرانها حاولوا وفشلوا في امتلاك القدرات النووية (العراق وسورية)،
أو انهم قبلوا الوضع القائم.
لكن ماذا لو حدث تغيير في الحكومة او السياسية في الاردن او مصر،
او في اي بلد عربي اخر من البلدان التي يمكن ان تتوصل اسرائيل
لاتفاقيات سلام معها ثم ادى هذا التغيير لقيام هذا البلد بمحاولة
الحصول على القدرة النووية؟
يضيف كاتب المقال، بالطبع، ان مثل هذا التوجه لن يشكل انتهاكا
لاي اتفاق سلام، وذلك لان وجود فقرة في اي اتفاق للسلام تحرم
امتلاك القدرات النووية لابد ان تنطبق عندئذ على الطرفين.
هنا ستجد اسرائيل نفسها امام مأزق واضح لان عليها ان تقرر حينئذ
اما المخاطرة بخرق الاتفاق بشن ضربة على منشآت جارتها النووية او
كبح نفسها والقبول بوجود شرق أوسط نووي.
في اعقاب ماكشفت عنه ادارة الرئيس بوش في الآونة الاخيرة بشأن
الغارة الجوية الاسرائيلية على سورية في سبتمبر الماضي، أثار تبرير
قصف الموقع السوري قدراً من التساؤلات. لكن اذا كان ماحدث يبدو
مبرراً الا ان هذا التبرير يفتقر في الواقع الى عنصر الاقناع، فاذا
كانت تلك العملية ضربة وقائية ضد تهديد خطير، الا ان هذا التهديد
لم يكن يشكل خطراً لوجود اسرائيل.
اذا ان سورية كانت ولا تزال بعيدة عن تطوير اسلحة نووية. كما ان
ردع اسرائيل امام إيران ضعف هو الآخر بعد انكشاف طريقة العمل.
فبينما جرى تصوير عملية القصف في اسرائيل على انها انتصار لاجهزة
الاستخبارات الاسرائيلية، قوضت الرواية الامريكية للاحداث هذه
الصورة.
بل وبمقدور حتى كل اولئك الذين يعتقدون ان تلك الضربة كانت
ضرورية، القول ايضا انها جاءت متأخرة جدا، ذلك ان الرئيس السوري
السابق حافظ الاسد كان قد بدأ التعاون النووي مع كوريا الشمالية في
عام 1997، وبدأ بناء المفاعل في 2001 ثم وصل وقوده النووي في 2006.
يضيف كاتب المقال، لذا، ان على كل اولئك الذين يعتقدون ان اجهزة
الكشف الحساسة في تل أبيب تستطيع سماع كل كلمة يتفوه بها الرئيس
بشار الاسد في بيته ان يكونوا اكثر تواضعاً الان بعد قضية المفاعل
النووي السوري هذا. فقد برهنت هذه المسألة من جديد ان سورية وايران
وحزب الله يعرفون كيفية المحافظة على الاسرار بدليل ان المفاعل
السوري كاد ان يبدأ العمل وفقا للمصادر الامريكية والاسرائيلية.
كما يتعين عدم التقليل من اهمية خبرة الرئيس بشار الذي يمسك
الآن دفة السلطة في سورية منذ ثماني سنوات. وعلينا ان نتذكر ان
بناء مفاعل نووي ثم امتلاك اسلحة نووية امران مختلفان.
ويضيف كاتب المقال، لقد ميّز مسؤولو الاستخبارات المركزية
الامريكية خلال تناولهم هذه المسألة بين الحقائق القائمة على الارض
وبين تقديراتهم، واشار هؤلاء الى وجود احتمال كبير بان المكان
الهدف في سورية كان مفاعلا نوويا لانتاج البلوتونيوم، وان التعاون
النووي بين سورية وكوريا الشمالية كان موجوداً منذ وقت طويل.
الا ان هؤلاء المسؤولين اضافوا ايضا انه لم يكن هناك الا احتمال
واحد لتورط كوريا الشمالية في المفاعل المستهدف كما لم يكن هناك
دليل يُذكر على ان السوريين كانوا يعتزمون انتاج اسلحة نووية.
على هذا الاساس، يمكن القول ان الهجوم الاسرائيلي استهدف منع
بناء منشأة نووية يمكن ان تنتج في المستقبل مادة ضرورية لصنع
السلاح النووي.
ويضيف كاتب المقال، إذاً اذا كانت اسرائيل قد شنت في السابق
ضربة وقائية على العراق ثم الحقها في الآونة الاخيرة باخرى على
سورية لان سياستها تمنعها من القيام بمثل هذه الهجمات على مفاعلات
نووية ناشطة اي قيد العمل لان الاشعاع يمكن ان يؤذي المدنيين
المجاورين لها ولان القيام بذلك يمكن ان يشكل مبرراً لهجوم على
مفاعل ديمونا، فان بمقدور ايران هنا ان تنعم بالسلاح لسبب بسيط هو
انها تمتلك، مثل كوريا الشمالية، مفاعلات ناشطة، لكن ماذا اذا
اعلنت طهران فجأة استعدادها لبدء محادثات سلام مع اسرائيل؟ من
المؤكد ان الدولة العبرية ستجد نفسها عندئذ امام مأزق حقيقي لان
ذلك العرض يعني ان عليها التعايش مع إيران نووية. |