
شبكة النبأ: بالاضافة لما يعانيه الشعب البورمي خاصة المسلمين
منهم من معاناة الحكم الدكتاتوري هناك، تعرض هذا الشعب مؤخرا الى
اعصار مدمر اودى بحياة الالاف وشرد الملايين من مناطق سكناهم فضلا
عن الجوع والامراض التي خلفها خلال الاحد عشر يوما المريرة التي
قضت.
وأبدى المرجع الديني سماحة آية الله العظمى السيد صادق الحسيني
الشيرازي دام ظله، خلال حديثه بجمع من العلماء والمؤمنين في بيته
المكرّم بمدينة قم المقدسة، قلقه وتأثره العميقين لما يتعرّض له
المسلمون في بورما (ميانمار) من قتل جماعي وتشريد وإبادة وهتك
للأرواح والأعراض والنساء والأطفال من قبل الطغاة، ولما أصابهم من
خسائر فادحة جراء الإعصار الشديد الذي ضرب هذه البلاد مؤخراً.
ودعا سماحته المؤمنين الکرام جميعاً إلى التعاون والمشارکة في
تخفيف المعاناة الإنسانية الكبيرة للنازحين والمتضرّرين بالحادث ـ
بشتّى طرق المساهمة ـ ، فإن الراحمين في الأرض يرحمهم من في السماء
ـ كما في الحديث الشريف ـ.
وطالب سماحته المجاميع الإسلامية المتنفذة في كافة أنحاء العالم
بإستنكار المجازر والجرائم البشعة التي يتعرّض لها المسلمون هناك
والسعي الأكيد بشتى الأصعدة لوقفها.
وفي ختام حديثه دعا سماحته الله تبارك وتعالى أن يكشف هذه
الغمّة عن المؤمنين، وأن يتغمّد برحمته الواسعة القتلى والموتى
ويمنّ على ذويهم بالأجر الجزيل والصبر الجميل.
وفي هذا السيقا وبتكليف من المرجع الديني سماحة آية الله العظمى
السيد صادق الحسيني الشيرازي ، بدأ حجة الإسلام والمسلمين فضيلة
الشيخ محمد تقي الذاكري مدير مكتب سماحة المرجع الشيرازي في مدينة
النجف الأشرف اتصالاته مع رئيس الأمم المتحدة والمؤسسات التابعة
كمؤسسة الإغاثة، والشؤون الإنسانية، وبرنامج الأغذية العالمي
لمناقشة سبل إيصال المساعدات الإنسانية والمواد الغذائية إلى
المناطق المنكوبة في بورما.
يأتي هذا التحرك بعد محاولات من جهات دولية وإنسانية بعضها بائت
بالفشل ولم تتمكن من إرسال موظفي الإغاثة والمساعدات جراء منع أو
تباطؤ من المؤسسة العسكرية في إصدار تأشيرات للدخول وإرسال المؤن
إلى المتضرّرين في بورما.
وبعد متابعات كثيرة واتصالات أجراها مدير مكتب المرجع الشيرازي
في النجف الأشرف ـ عبر وسائط من الجالية الإسلامية في أمريكا ـ مع
أعضاء داخل المؤسسة العسكرية وتجّار مسلمين لهم التأثير على الحاكم
العسكري في بورما التي لاترغب بقبول المساعدات الحكومية نظراً
لأمور استعمارية وتبشيرية على حدّ تعبيرها، تمكّن الشيخ محمد تقي
الذاكري والفريق المتعاون معه (من داخل بورما وخارجها) من إقناع
مسؤولين في الخارجية لتسريع عملية إصدارتأشيرات الدخول لأعضاء من
مؤسسات إنسانية همّها إنقاذ الأطفال والعجزة.
وفي الإطار نفسه هناك تحرّك ملموس من الجالية الشيعية في أمريكا
ـ عبر الاتصال مع المفوضية العليا للاتحاد الأوروبي والمؤسسات
الإنسانية ومنظمة (عمل ضد الجوع) ـ لجمع المعونات وإيصالها إلى
المناطق المتضرّرة وإنقاذ حوالي مليون إنسان يعاني التشريد والجوع.
يذكر، أن المؤسسة العسكرية في بورما رفضت مساعدات دول عظمى خشية
استغلال القضية الإنسانية في (إعصار نرجس) لمصالح سياسية تخدم تلك
الدول.
جدير بالذكر، أن عشرة ملايين من المسلمين في بورما - مينمار
حالياً، من أصل خمسين مليوناً ـ تعداد سكان بورما ـ ، يعيشون جحيماً
حقيقياً، حيث تتعامل معهم الطغمة العسكرية الحاكمة وكأنهم وباء لا
بدّ من إستئصاله من كل بورما، فما من قرية يتم القضاء على المسلمين
فيها؛ حتى يسارع النظام العسكري الحاكم بوضع لوحات على بوابات هذه
القرى، تشير إلى أن هذه القرية خالية من المسلمين.
قرى بأكملها أُحرقت أو دُمرت فوق رؤوس أهلها، لاحقوا حتى الذين
تمكّنوا من الهرب في الغابات أو إلى الشواطئ للهروب عبر البحر،
وقتلوا العديد منهم، وكانوا يدفنون الضحايا في طين البحر وأداً
للفضيحة.
ومن أستعصى عليهم قتله ولم يتمكّن من الهرب ورأوا أن لهم حاجة
به، فقد أقيمت لهم تجمعات، كي يقتلونهم فيها ببطئ وبكل سادية،
تجمعات لا يعرف ما الذي يجري فيها تماماً، فلا الهيئات الدولية ولا
الجمعيات الخيرية ولا وسائل الإعلام يسمح لها بالإقتراب من هذه
التجمعات، وما عرف حتى الآن أنهم مستعبدون بالكامل لدى الجيش
البورمي؛ كباراً وصغاراً، حيث يجبرون على الأعمال الشاقة ودون
مقابل.
أما المسلمات فهنّ مشاعاً للجيش البورمي؛ حيث يتعرّضن للإغتصاب
في أبشع صورة.
لتفاصيل أكثر انقر على الرابط التالي:
http://annabaa.org/nbanews/70/119.htm
ميانمار ستواجه "مأساة لا يمكن تصورها"
اذا تأخرت المساعدات
وتدفق الناجون من اعصار نرجس وقد غلبهم اليأس على دلتا نهر
ايراوادي بميانمار بحثا عن طعام وماء ودواء لكن عمال المعونات
قالوا ان الافا منهم سيموتون اذا لم تصل الامدادات الطارئة على وجه
السرعة.
وتحولت المعابد البوذية والمدارس في البلدات الواقعة على اطراف
المناطق التي دمرها الاعصار الى مراكز ايواء مؤقتة للنساء والاطفال
والمسنين وهم بعض من 1.5 مليون شخص نجوا من الاعصار لكنهم يصارعون
من اجل البقاء.
ورغم قبول الحكومة العسكرية المعزولة المساعدات من العالم
الخارجي بما في ذلك الامم المتحدة فقد اوضحت بشدة انها لن تسمح
لفرق النقل والامداد الاجنبية اللازمة لنقل المساعدات باسرع وقت
ممكن الى الدلتا التي غمرتها المياه بدخول البلاد.
وقال جريج بيك من لجنة الانقاذ الدولية "اذا لم يكن هناك ضخ ضخم
وسريع للمعونات والخبراء والامدادات الى المناطق الاشد تضررا
فستكون مأساة على نطاق لا يمكن تصوره."
وقال مسؤول مساعدات بالمفوضية الاوروبية لرويترز ان السلطات في
بلدة لابيوتا الواقعة في دلتا ايراوادي التي دمر 80 في المئة من
منازلها تقدم كوبا واحد من الارز للاسرة في اليوم.
والمشاهد واحدة في مختلف انحاء الدلتا التي كانت "سلة الارز"
لاسيا حيث يخشى من مقتل اكثر من 100 الف شخص في اسوأ اعصار يضرب
القارة منذ عام 1991 عندما قتل 143 ألفا في بنجلادش المجاورة.
وقالت امرأة تعمل بمركز اغاثة في بلدة ميايونج ميا على بعد 100
كيلومتر غرب يانجون "يوجد 900 شخص هنا ..لكن لدينا 300 وجبة غذاء
فقط. اعطيناها للنساء والاطفال اولا. لايزال الرجال بلا أي
طعام."وأضافت "يأتي المزيد (من الناس) كل يوم."
وقال برنامج الاغذية العالمي اليوم انه ينقل الان المساعدات الى
المقرات الميدانية في لابيوتا عبر الشاحنات التي وفرها شركاؤه
القدامى في ميانمار ومن بينهم الصليب الاحمر.
وقال متحدث باسم البرنامج التابع للامم المتحدة ان البرنامج
ارسل سبع شحنات من المعونات ومن المقرر ان تصل الثامنة يوم الأحد.
ورغم الدمار فقد واصل المجلس العسكري الحاكم التركيز بشدة على "
خارطة طريق الى الديمقراطية" المكونة من سبع خطوات والتي يخطط ان
تتوج بانتخابات متعددة الاحزاب في 2010 وان تنهي نحو خمسة عقود من
الحكم العسكري في بورما السابقة.
وحملت صحيفة الضوء الجديد لميانمار المتحدثة الرسمية باسم
المجلس العسكري على صدر صفحاتها صورة لقائد المجلس العسكري ثان شوي
وزوجته وهما يدليان بصوتيهما في الاستفتاء الدستوري في نايبيتاو
العاصمة الجديدة النائية التي اقيمت في 2005.
وقالت الصحيفة ان مسؤولي الانتخابات يفرزون الاصوات "بنظام ودقة"
دون ان تذكر شيئا عن موعد اعلان النتائج.
وأرجأ الاستفتاء وهو اول ممارسة ديمقراطية في نحو 20 عاما
لاسبوعين في المناطق الاشد تضررا ومن بينها يانجون العاصمة السابقة
التي يسكنها خمسة ملايين نسمة. وثمة قليل من الشك ازاءالنتيجة
النهائية.
ورفض الجنرالات بشدة عروضا من الامم المتحدة لايفاد مراقبين
وضخت وسائل الاعلام التي يديرها الجيش خلال الفترة التي سبقت
التصويت سيلا لا ينقطع من الدعاية مبلغة سكان البلاد وعددهم 53
مليون نسمة ان من " واجبهم الوطني" الموافقة على الميثاق الذي يبقي
قبضة الجيش على السلطة.
وقال يو هلينح البالغ من العمر 57 عاما لرويترز في بلدة هليجو
شمال غرب يانجون "صوت بنعم. هذا ما طلب مني أن افعل."
وحتى قبل ان يضرب الاعصار نرجس البلاد ليل الثاني من مايو آيار
والجماعات التي تعارض الحكم العسكري والحكومات الاجنبية بقيادة
الولايات المتحدة تندد بالتصويت وتصفه بأنه محاولة من جانب الجيش
لاضفاء شرعية على حكمه المستمر منذ 46 عاما.
وتعتبر واشنطن ميانمار "قاعدة امامية للطغيان" لكنها تجنبت
توجيه انتقاد مباشر للتصويت الدستوري قائلة ان تركيز المجلس
العسكري الحاكم يجب ان ينصب على جهود الاغاثة من الاعصار.
ومن المتوقع ان تغادر اول طائرة مساعدات عسكرية امريكية تايلاند
غدا الاثنين رغم انه لا يوجد شيء مؤكد عند التعامل مع نظام لديه
شكوك عميقة من التدخل الخارجي وخاصة الغرب. وقال جوردون جوندرو
المتحدث باسم البيت الابيض للصحفيين "موقفنا بشأن الاستفتاء معروف.
"تركيزنا الان على الحصول على مساعدات لشعب بورما ونحن نأمل
بالتأكيد ان يكون ذلك هو تركيز الحكومة البورمية."
ووجهت الامم المتحدة نداء لتقديم 187 مليون دولار كمساعدات رغم
أنها لا تزال غير واثقة من أن الطعام والمياه والخيام التي نقلت
جوا لميانمار ستصل الى الاشد احتياجا نظرا لرفض المجلس العسكري
الحاكم السماح بدخول موظفي الاغاثة الدوليين.
وتبلغ المحصلة الرسمية للقتلى التي اعلنتها الحكومة 23350 و
37019 مفقودا من الكارثة رغم ان مسؤولي المساعدات الاجانب يقولون
ان عدد القتلى يمكن ان يتجاوز 100 الف.
الامم المتحدة تطالب بجسر جوي الى بورما
والسلطات لا تتجاوب
وطالبت الامم المتحدة باقامة "جسر جوي" الى بورما لتفادي "كارثة
ثانية" لكن السلطات المحلية لم تتجاوب مع الضغوط الدولية ولا تزال
تتمسك بالاشراف على المساعدات الاجنبية المقدمة الى منكوبي الاعصار
نرجس.
فبعد احد عشر يوما على احدى اسوأ الكوارث الطبيعية في التاريخ
الحديث التي اسفرت عن نحو 62 الف قتيل ومفقود كرر المجلس العسكري
الحاكم في بورما رفضه السماح بدخول اعداد كبيرة من الفرق الانسانية
لتدير عمليات الاغاثة التي تشمل مليون ونصف مليون ناج. بحسب فرانس
برس.
وقال سو ثين المسؤول العسكري الكبير كما نقلت عنه صحيفة حكومية
"حتى الان لا تحتاج الامة الى موظفين انسانيين متخصصين" مضيفا انه
"تمت الى حد ما تلبية حاجة" مئات الاف الناجين. لكن الامم المتحدة
والولايات المتحدة وعددا كبيرا من الدول الغربية لا تشاطر المسؤول
البورمي رأيه.
ونبهت اليزابيث بيرز من مكتب تنسيق الشؤون الانسانية التابع
للامم المتحدة في جنيف الى ان هذه الازمة الانسانية الخطيرة تشكل "تحديا
لوجستيا ضخما (...) نحتاج على الاقل الى جسر جوي او جسر بحري
لايصال كميات كبيرة من المساعدات وفي اسرع وقت" وذلك لتفادي "كارثة
ثانية".
وكانت الامم المتحدة وواشنطن حضتا الاثنين السلطات البورمية على
التحرك بسرعة لانقاذ المدنيين وتسهيل المساعدة الدولية لكن النظام
العسكري الذي يعيش هاجس الدفاع عن سيادته يريد التحكم في هذه
المساعدات.
واعرب الامين العام للامم المتحدة بان كي مون عن "احباطه الكبير"
حيال هذا التباطؤ "غير المقبول" وقال "ادعو حكومة بورما الى اعطاء
الاولوية لحياة مواطنيها".
وعلق الرئيس الاميركي جورج بوش الذي يعتبر النظام العسكري
البورمي احد خصومه اللدودين "ينبغي على العالم ان يغضب ويدين" هذا
النظام. واضاف "من المستحيل القول كم من اشخاص قضوا بسبب رد الفعل
البطيء".
اوروبا تلوح باستخدام القوة لايصال المساعدات لبورما
ولوح مفوض الشؤون الخارجية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا
باستخدام القوة من اجل ايصال المساعدات الانسانية الطارئة لضحايا
الاعصار الذي ضرب بورما.
وقال سولانا: "علينا استخدام كافة الوسائل لمساعدة هؤلاء الناس،
فميثاق الامم المتحدة يفتح بعض السبل في حال عدم التوصل الى حل،
حتى يمكن ايصال المساعدات الانسانية".
وفي رده على سؤال ما اذا كان هذا يعني استخدام القوة العسكرية
قال سولانا، في تصريحات للصحفيين من العاصمة البلجيكية ومقر
الاتحاد الاوروبي بروكسل: "يستخدم ما هو ضروري لمساعدة الذين
يعانون في تلك المنطقة". بحسب رويترز.
ودعت المفوضية الاوروبية الى اجتماع عاجل للوزراء الاوروبيين
المعنيين بالمساعدات الانسانية لبذل المزيد من الجهود من اجل
مواجهة كارثة ما بعد اعصار بورما الذي تخطت حصيلته الـ28 قتيلا.
في موازاة ذلك ارسلت الولايات المتحدة طائرة معونات هي الاولى
الى بورما، وذلك بعدما تم التأكد من ان السلطات البورمية ستسمح لها
بالهبوط.
ويستمر تدفق المعونات الدولية إلى بورما التي ضربها اعصار
نارجيس المدمر والذي ادى الى فقدان نحو ثلاثة وثلاثين الفا
وثلاثمائة شخص.
في هذه الاثناء حذرت لجنة الإنقاذ الدولية، وهي إحدى هيئات
الإغاثة الأمريكية، من أن بورما تواجه كارثة غير مسبوقة ما لم تصل
كميات كافية من المعونات إلى ضحايا إعصار نارجيس على جناح السرعة.
وقد صدر هذا التحذير بعد أن أشارت تقديرات الأمم المتحدة إلى أن
المعونات لم تصل حتى الآن إلا إلى حوالي ربع الناجين من الإعصار
الذي هب قبل ثمانية أيام. يُذكر أن الحكومة العسكرية في بورما لا
تزال ترفض منح تأشيرات الدخول لموظفي هيئات الإغاثة الدولية.
وكان البورميون قد صوتوا في استفتاء دستوري وسط دعوات من الخارج
لتأجيله بعد اعصار الاسبوع الماضي المدمر.
وجاء الاستفتاء وسط انتقادات دولية لحكام بورما العسكريين بسبب
طريقة تعاملهم مع الازمة التي خلفت عشرات الالاف من الضحايا. وتقول
الحكومة البورمية انها ترحب بالمساعدات الاجنبية لكنها لا ترحب
بعمال الاغاثة.
ووصلت اول قافلة اغاثة تابعة للامم المتحدة الى بورما برا ومن
المتوقع ووصول المزيد جوا.
واجري استفتاء في ثلثي البلاد لكنه تأجل لاسبوعين في المناطق
الاكثر تضررا بما فيها دلتا الروادي والعاصمة رانجون.
ويقول الحكام الجنرالات ان الاستفتاء سيمهد الطريق اما انتخابات
ديموقراطية في 2010، فيما تقول المعارضة انه يهدف الى تعزيز حكم
العسكريين. ويقول المراسلون ان كثيرين في بورما يسخرون من التصويت
في الاستفتاء.
الامطار تسبب المزيد من المعاناة للناجين
وسببت الامطار الشديدة المزيد من المعاناة لمنكوبي الاعصار الذي
ضرب منطقة دلتا ايراوادي في ميانمار مما أدى الى تعقد جهود توصيل
المساعدات التي تتسم أصلا بالبطء لاكثر من 1.5 مليون شخص يواجهون
الجوع والمرض.
وفي حين تصل كميات محدودة من المساعدات الاجنبية الى بورما
السابقة زاد منتقدو المجلس العسكري الحاكم من الضغوط للاسراع بجهود
الاغاثة التي تقدم نحو عشر الامدادات اللازمة فقط في منطقة الدلتا
التي دمرها الاعصار. بحسب رويترز.
وقال رئيس الوزراء الاسترالي كيفن رود للبرلمان "كان رد فعل هذا
النظام في بورما تجاه هذه الازمة يتسم بالقسوة وشعب بورما الذي
يعاني منذ فترة طويلة هو من يدفع ثمن هذه القسوة."
وتكدس عشرات الالاف في أنحاء منطقة الدلتا داخل الاديرة
والمدارس ومبان أخرى بعد الوصول الى بلدات كانت تعتمد أصلا على
المساعدات قبل وقوع هذه الكارثة.
ومع نقص الغذاء والماء والخدمات الصحية أصبحوا يواجهون خطر
أمراض قاتلة مثل الكوليرا. كما أن الامطار الشديدة زادت من معاناة
الناجين غير القادرين على الحصول على المأوى.
وقالت بريدجت جاردنر من الصليب الاحمر الدولي خلال جولة في
منطقة الدلتا يندر ان يقوم بها مسؤول اغاثة أجنبي "في المكان الذي
أتواجد فيه حاليا هناك أكثر من 10 الاف نازح والامطار غزيرة."
وفي حين أن الرحلات الجوية لنقل المساعدات ظلت تتوافد على
يانجون فان النذر اليسير من مواد الاغاثة يصل الى منطقة الدلتا
بسبب الفيضانات ولان المجلس العسكري الحاكم يبقي أغلب خبراء
المساعدات والامدادات الاجانب اما خارج البلاد أو في يانجون.
وقال برنامج الاغذية العالمي انه تمكن من توصيل أقل من 20 في
المئة من 375 طنا من الاغذية يريد توصيلها يوميا الى منطقة الدلتا
التي تغمرها الفيضانات.
وتقول منظمات اغاثة دولية ان العاملين المحليين يعانون ضغطا
شديدا لدرجة الانهيار في حين قالت منظمة أطباء بلا حدود ان عمالها
يواجهون "قيودا متزايدة" في منطقة الدلتا.
ورحب المجلس العسكري الحاكم بوصول "المساعدات من أي بلد" ولكنه
أوضح بشكل قاطع أنه لا يريد أن يقوم أجانب بتوزيعها.
وأدان الرئيس الامريكي جورج بوش متحدثا بعد وصول أول طائرة
عسكرية أمريكية حاملة للمساعدات الى ميانمار يوم الاثنين المجلس
لعدم اتخاذ خطوات بشكل أسرع لقبول المساعدات الدولية قائلا "اما
انهم انعزاليون أو غلاظ القلب."
وقال في مقابلة اذاعية مع شبكة سي.بي.اس الاخبارية "مرت أيام
ولم ترد انباء عن الخسائر في الارواح نتيجة رد الفعل البطيء."
ورفع تلفزيون ميانمار الحكومي يوم الاثنين العدد الرسمي للقتلى
الى 31938 الى جانب 29770 في عداد المفقودين. وسقط أغلب الضحايا
نتيجة موجة عاتية بلغ ارتفاعها 3.5 متر ضربت منطقة الدلتا الى جانب
رياح الاعصار التي بلغت سرعتها 190 كيلومترا في الساعة.
وضرب الاعصار منطقة تضم نحو نصف سكان البلاد البالغ عددهم 53
مليون نسمة بالاضافة الى المنطقة الرئيسية لزراعة الارز. وما زالت
المياه تغمر نحو خمسة الاف كيلومتر مربع من الارض.
ومن جانبه ناشد منسق السياسة الخارجية للاتحاد الاوروبي خافيير
سولانا العالم استخدام كل السبل الممكنة لتوصيل المساعدات. وقال
للصحفيين في بروكسل قبيل اجتماع طاريء لوزراء المساعدات في الاتحاد
الاوروبي لمناقشة الوضع في ميانمار "علينا استخدام كل السبل
لمساعدة هؤلاء الناس. ميثاق الامم المتحدة يفتح بعض السبل ما لم
تحل الامور من أجل توصيل المساعدات الانسانية." |