
شبكة النبأ: على خلفية انقطاع شعرة الاتصال والحوار التي
احدثتها محاولات الاكثرية النيابية في لبنان للسيطرة على مطار
بيروت الاسبوع الماضي ورفع خطوط الاتصال الهاتفي (الخاصة) بحزب
الله ومن ثم تفجر الوضع الامني ومقتل وجرح مئات اللبنانيين، فان
الايام الدامية التي مرت قد أثبتت للفرقاء ضرورة جلوسهم على طاولة
واحدة دون اللجوء للخيار العسكري الذي سيعود بهم لأيام الحرب
الاهلية وآلامها وجروحها التي لم تندمل بعد او تغيب من ذاكرة
اللبنانيين البسطاء..
اما بالنسبة للجهات الخارجية التي تحرك خيوط اللعبة في لبنان،
وأولها الولايات المتحدة، فانها الان في مواجهة خطر انهيار احدى
اولوياتها الاستراتيجية في الشرق الاوسط، فقد قال محللون سياسيون
ان الرئيس بوش يواجه انهيار إحدى أولوياته الثلاث في الشرق الأوسط
وهي استقرار لبنان ـ الديموقراطية العربية النادرة ـ نتيجة القتال
الجديد الذي نشب في لبنان ووضع الولايات المتحدة مرة جديدة بمواجهة
ايران وسورية.
صحيفة واشنطن بوست ذكرت أن وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا
رايس شددت على أن حزب الله لم يكن يعمل بمفرده عندما استولى مسلحوه
على بيروت الغربية.
وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الامريكية انه من غير
المحتمل أن يكون حزب الله قد اتخذ مثل هذه الخطوة المثيرة من دون
أخذ نوع من الضوء الأخضر من ايران، نظراً للأخطار السياسية
والعسكرية التي قد تترتب على ذلك. بحسب يو بي أي.
كما أوضح المسؤول أن ظهور حلفاء سورية اللبنانيين للمرة الأولى
في شوارع بيروت لدعم حزب الله الجمعة، بعد أن حافظوا مبدئياً على
بعد نسبي عن المواجهة، يشير الى أن دمشق أصبحت اليوم متورطة بشكل
كبير، في اشارة الى صور الرئيس السوري بشار الاسد التي رفعت في
بيروت وتحديداً في مقرات تيار المستقبل وذلك في خطوة لافتة بعد
انسحاب الجيش السوري واستخباراته من لبنان في ابريل من عام 2005
اثر اتهام الغالبية النيابية اللبنانية للنظام السوري بالضلوع في
الاغتيالات السياسية التي طالت شخصيات حكومية ونيابية واعلامية
ابرزها رئيس الحكومة الاسبق رفيق الحريري.
وذكرت الصحيفة أن ادارة الرئيس بوش كانت تجهد بقوة لتجنيد الدعم
الدولي للحكومة اللبنانية التي يرأسها رئيس الوزراء فؤاد السنيورة.
وذكرت الصحيفة أن ادارة بوش أنفقت خلال العامين الماضيين أكثر
من 1.3 مليار دولار لدعم حكومة السنيورة، منها نحو 400 مليون دولار
مخصصة لدعم القوى الأمنية اللبنانية.
غير أن مساعدات واشنطن لم تنفع بعد أن وضعت ميليشيا حزب الله
الشيعية المدعومة والممولة من ايران وسورية حكومة السنيورة تحت
حصار فعلي.
والى جانب العراق ومسيرة السلام الفلسطينية الاسرائيلية، كان
لبنان يشكل نقطة مركزية في أجندة ادارة الرئيس بوش في الشرق الأوسط،
خاصة فيما يتعلق بالترويج للديموقراطية.
وكان من المقرر أن يجتمع الرئيس بوش الى السنيورة في القاهرة في
نهاية جولته الشرق أوسطية، غير أنه ليس من المؤكد الآن اذا كان
السنيورة قادرا على مغادرة العاصمة اللبنانية، بعد اقفال مطار
ومرفأ بيروت.
ونقلت الصحيفة عن جيفري كيمب العضو السابق في مجلس الأمن القومي
في ادارة الرئيس رونالد ريغان الذي عمل في لبنان خلال استيلاء
الشيعة على بيروت الغربية في عام 1984 من الواضح أن بوش أصبح لديه
الآن عنوانان رئيسان.عليه أن يفسّر سبب غياب التقدّم في مسيرة
السلام، والأزمة في لبنان التي قد تشهد انهيار حكومة السنيورة.
وأضاف كيمب تأتي هذه التطورات في وقت تحسّنت فيه الأوضاع في
العراق ووصل فيه سعر برميل النفط الى 126 دولاراً.
وقال مسؤولون في وزارة الخارجية الامريكية ان التحالف الدولي
الداعم للحكومة اللبنانية بوجه حزب الله الذي فشل في الالتزام
بقرارين لمجلس الأمن الدولي، لم يكن أقوى مما هو عليه الآن.لكن
الولايات المتحدة وفي كل من الأزمات الثلاث التي لعبت فيها دوراً
رئيساً في الشرق الأوسط، وجدت نفسها بمواجهة قوى فعالة موالية
لايران وسورية.
اسرائيل تخشى ان تسيطر ايران على لبنان
وقطاع غزة
من جهة ثانية صرح نائب وزير الدفاع الاسرائيلي ماتان فيلناي ان
اسرائيل تخشى ان تسيطر ايران على لبنان وقطاع غزة بواسطة حزب الله
وحركة حماس.
وقال فيلناي للاذاعة الاسرائيلية العامة ان "اخطر احتمال هو ان
تسيطر ايران على قطاع غزة ولبنان" موضحا ان "الاثنين مرتبطان
بواسطة تشكيلات تحركها ايران".
واضاف ان "الرئيس المصري حسني مبارك اكد اخيرا ان مصر لديها
حدود مع ايران عن طريق قطاع غزة والامر اسوأ من ذلك بالنسبة الى
اسرائيل لان الامر لا يتعلق بقطاع غزة وحده بل بلبنان في الشمال
ايضا". الا ان فيلناي اكد ان اسرائيل "لن تتدخل لكنها ستتابع بدقة"
ما يجري في لبنان. واضاف "لدي انطباع انهم (اللبنانيون) لا يريدون
خوض حرب اهلية لان لديهم تجربة في هذا المجال".
من جهته وصف وزير الداخلية الاسرائيلي مئير شتريت العضو في
الحكومة الامنية الوضع في لبنان بانه "خطير جدا" على اسرائيل. بحسب
فرانس برس.
وقال للصحافيين قبل الاجتماع الاسبوعي للحكومة ان "حزب الله وجه
ضربة الى الحكومة في لبنان. انه وضع خطير جدا على المدى الطويل لان
حزب الله يتفرع عن ايران".
من جانبه اتهم الرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز ايران الجمعة
بالتسبب بالاضطرابات في لبنان في اطار "محاولاتها للهيمنة على كل
الشرق الاوسط".
وقال بيريز ان "ما يجري في لبنان ليس مفاجئا في الواقع (...)
انه فصل جديد في المعركة التي تخوضها طهران للهيمنة على الشرق
الاوسط برمته".
لبنان إلى أين؟
الباحث بورزو دراغي كتب مقالا في صحيفة لوس انجليس تايمز، جاء
فيه: تمكن حزب الله بخبطة واحدة من السيطرة على قسم كبير من
العاصمة اللبنانية بيروت يوم الجمعة الماضي وغير بذلك التوازن
السياسي القائم في الدولة، مُظهرا مستوى من الكفاءة والانضباط
العسكري جعلت الحكومة التي يؤيدها الغرب تجاهد بصعوبة للاحتفاظ
بقدرتها على ممارسة سلطتها.
ففي خلال 12 ساعة وجه الحزب الذي تدعمه ايران المئات من مقاتليه
المسلحين جيدا الى الجزء الغربي من بيروت وهزم مجموعات صغيرة من
ميلشيات السُنة ودمر مكاتب خصومه السياسيين وأغلق المراكز الصحفية
والإعلامية الموالية لحكومة فؤاد السنيورة ولسعد الحريري زعيم حركة
المستقبل.
الجيش اللبناني التزم جانب الحياد ولم يفعل شيئا مؤكدا بذلك
تردده بتأييد اي طرف في الأزمة السياسية التي جعلت لبنان بلا رئيس
للجمهورية منذ نوفمبر الماضي.
يضيف الكاتب بورزو دراغي، كان لابد أن يكون لهذه الاشتباكات
انعكاس مثير للقلق خارج حدود هذا البلد. فقد أصبح لبنان الذي كان
منذ وقت طويل ساحة لمصالح اقليمية متباينة واحدا من ميادين المعارك
السياسية والعسكرية يتنافس فيها حلفاء الولايات المتحدة مع نظرائهم
المؤيدين لايران. اذ في الوقت الذي ترى فيه الولايات المتحدة
الحكومة اللبنانية الميالة للغرب نموذجا للمنطقة تعتبر ايران التي
رعت حزب الله منذ تأسيسه هذا الحزب قوة استراتيجية رئيسية مفيدة
لها.
بيد أن القلائل من المراقبين يتوقعون ان يحاول الحزب السيطرة
على لبنان أو حتى يستمر في ضبط الوضع ببيروت الغربية ولاسيما في
المناطق التي يهيمن عليها خصومه السياسيون منذ وقت طويل. فقد تجنب
مقاتلوا الحزب اقتحام المباني الحكومية مثل السراي الكبير التي هي
قصر فخم يعود في تاريخه الى العهد العثماني ويضم مبنى رئيس الحكومة.
من الواضح إذا ان الهدف من الهجوم كان لاظهار قدرة حزب الله على
اخضاع منافسيه في الداخل بسرعة دون الكشف عن ترسانة اسلحته الثقيلة
التي يمكن أن يستخدمها في حرب محتملة مع اسرائيل، طبقا لما يقوله
اوغوستوس ريتشارد نورتون مؤلف كتاب حزب الله: التاريخ القصير.
كانت شرارة الصراع الاخير قد اندلعت عندما تحدت الحكومة حزب
الله باعتبار شبكة اتصالاته الهاتفية الاستراتيجية غير قانونية،
ورد مقاتلو الحزب على هذا بالاندفاع الى قلب العاصمة من معاقلهم في
الضاحية الجنوبية لبيروت ومن الجنوب اللبناني.
ويبدو أن هذا التصعيد الخطير في الأزمة السياسية فاجأ حكومة
السنيورة. لذا ناشد بعض مؤيديها السياسيين ليلة الجمعة المجتمع
الدولي، الولايات المتحدة والدول العربية لمساندتها.
يقول أسامة صفا مدير المركز اللبناني للدراسات السياسية: ان ما
حدث يغير المعادلة تماما، فقد خلط حزب الله الأوراق وهو يعيد الان
تحديد توازن السلطة من جديد.
غير أن رئيس الحزب السيد حسن نصر الله كان قد تعهد منذ وقت طويل
بعدم توجيه ترسانة الحزب الضخمة من الاسلحة ضد المواطنين
اللبنانيين لكن هذا ما كانت تفعله بالضبط المجموعات الموالية له
منذ سنة على الاقل، إلا ان نصر الله وصف قرار الحكومة الذي أعلنت
فيه ان شبكة اتصالاته الهاتفية غير قانونية بأنه اعلان للحرب وضع
الحكومة في معسكر اسرائيل التي خاض الحزب ضدها معركة قاسية في حرب
2006 اسفرت عن اكثر من 1000 قتيل.
لذا، وقبل ان تبدأ الحكومة تنفيذ قرارها سارع الحزب واستهدف
القوى السياسية التي تقف وراءها. ووصف مؤيدو الحكومة بدورهم ما جرى
بانه انقلاب هدفه خنق لبنان واخضاعه لمشيئة حزب الله.
حتى الان يمكن القول ان هجوم الحزب حقق هدفا عسكريا مهما. فقد
تمكن من سحق قوات حركة المستقبل التي هي مجموعة صغيرة من المقاتلين
غير المدربين جيدا ومن مؤيدي الحكومة المزودين باسلحة خفيفة كان قد
نظمهم ضباط متقاعدون من الجيش حول المكاتب وبعض المراكز في المنطقة
الغربية من بيروت.
كما كشف هجوم الحزب ضعف الحكومة اذ تمكن الحزب بسرعة من السيطرة
على العاصمة حينما تدفق رجاله وقادته في سيارات حديثة من طراز
شيفروليه سبربان دون ان تعترضهم قوات الجيش التي نسقت معهم في بعض
المراحل.
يضيف الكاتب بورزو دراغي، لاشك أن خطوة حزب الله هذه تحمل معها
مخاطر معينة، فهي تهدد بتقويض شعبية نصر الله الكبيرة في العالم
العربي، ونسف اتفاق اقتسام السلطة الدقيق الذي ابقى لبنان في سلام
منذ انتهاء الحرب الأهلية عام 1990 كما توسع الهوة بين السُنة
والشيعة أيضا.
إلا أن معظم المحللين يقولون ان رد الحزب استهدف منح نفسه ومنح
مسانديه الفرصة لتحقيق أهدافه الاستراتيجية على المدى الطويل
لمواجهة اسرائيل وردع المخططات الامريكية في الشرق الأوسط.
يختم الكاتب بورزو دراغي بالقول، فبالنسبة لايران يعتبر حزب
الله قوة استراتيجية رئيسية في أزمتها مع الولايات المتحدة
واسرائيل حول برنامج طهران النووي، وهو مفيد لها ايضا في سعيها
للهيمنة اقليميا ونشر نفوذها في الشرق الأوسط.
مقاتلو حزب الله يزيدون الضغوط على
منافسيهم
واشتبك مقاتلو حزب الله مع انصار الحكومة وذلك لليوم الخامس في
حملة من جانب حزب الله سددت ضربة قوية لحلفاء واشنطن في لبنان.
وأسفرت المعارك التي دارت في بلدة عاليه الواقعة في جبل لبنان
والمطلة على بيروت والقرى المجاورة عن مقتل ثمانية أشخاص.
وتغلب حزب الله وحلفاؤه على مسلحين موالين للحكومة في بيروت
خلال الايام الاخيرة في أسوأ عنف داخلي منذ الحرب الاهلية بين عامي
1975 و1990. بحسب رويترز.
وزادت الحملة التي يقودها حزب الله الضغوط على الائتلاف الحاكم
المدعوم من الولايات المتحدة والسعودية لقبول شروط المعارضة لانهاء
الصراع السياسي المستمر منذ 18 شهرا.
وقالت مصادر امنية ان مقاتلي حزب الله ومقاتلين دروزا متحالفين
معهم سيطروا على عدد من القرى في منطقة عاليه. وتردد دوي انفجارات
وأعيرة نارية عبر تلال التي تغطيها اشجار الصنوبر. وارتفع عدد
القتلى خلال خمسة أيام من الاقتتال في انحاء لبنان الى 53. وأصيب
أيضا مالا يقل عن 150.
وخفت حدة القتال وبدأ الجيش الانتشار بعد أن طلب الزعيم الدرزي
وليد جنبلاط الذي يقاتل انصاره حزب الله من الزعيم الدرزي المنافس
طلال ارسلان وهو حليف لحزب الله التوسط لانهاء الاشتباكات في الجبل.
وتوقفت المعارك لعدة ساعات ولكن الجانبين اشتبكا مجددا في بجل
الباروك في جنوب شرق البلاد قبل فترة وجيزة من منتصف ليل الاحد.
ويفصل الباروك معقل الدروز في الشوف عن الطرف الجنوبي لوادي البقاع
الذي تقطنه اغلبية شيعية.
وقال جنبلاط في اتصال مع تلفزيون المؤسسة اللبنانية للارسال (ال
بي سي) "اقول لانصاري السلم الاهلي والعيش المشترك ووقف الحرب
والدمار اهم من كل اعتبار."وكان نداء جنبلاط لارسلان علامة على قوة
الضربة التي وجهها حزب الله للائتلاف الحاكم.
وجاءت الاشتباكات الاخيرة بعد اتهامات من حزب الله بان موالين
لجنبلاط قتلوا اثنين من نشطائه وحمله الحزب المسؤولية عن عودة نشط
ثالث مفقود.
صحيفة سورية: حزب الله "اعاد الاوضاع الى
نصابها"
من جهتها اعتبرت صحيفة البعث السورية الحكومية ان المعارضة
اللبنانية وتحديدا حزب الله "اعاد الاوضاع الى نصابها" في بيروت
عبر منع تحويل لبنان الى "محمية اسرائيلية ورأس جسر اميركي".
وقالت الصحيفة في افتتاحيتها ان حلفاء اميركا في لبنان "بدلا من
ان يفاجئوا القوى الوطنية المعارضة وفي مقدمتها المقاومة بانقلابهم
المخطط له في واشنطن فاجأتهم المعارضة باعادة الاوضاع الى نصابها
في لبنان".
واضافت ان ما قام به حزب الله في لبنان هدف الى "رفع الوصايات
الاجنبية عنه وقطع دابر المؤامرة التي رمت الى تحويل لبنان او قسم
منه الى محمية اسرائيلية ورأس جسر اميركي جديد في المنطقة".
ودارت اشتباكات دامية في لبنان خلال الايام الفائتة بين انصار
المعارضة المدعومة من دمشق وطهران والاكثرية المناهضة لدمشق
والمدعومة من الغرب وعدة دول عربية.
وانتهت هذه الاشتباكات في بيروت الى سيطرة حزب الله وحلفائه
الجمعة على احياء بيروت الغربية عسكريا قبل ان ينسحب المسلحون من
شوارع العاصمة اللبنانية السبت بناء على طلب من الجيش اللبناني.
وكانت الحكومة اللبنانية قررت التحقيق في شبكة اتصالات هاتفية
يبنيها حزب الله الشيعي وتنحية رئيس جهاز امن المطار الذي يعتبر
مقربا من حزب الله وقد اعتبر الامين العام للحزب السيد حسن نصر
الله هذين القرارين "اعلان حرب" على حزبه. بحسب فرانس برس.
وقالت البعث ان "التطورات التي شهدها (لبنان) خلال الايام
القليلة الماضية تؤكد ان سحر الساحر الاميركي ومعه بالطبع ازلامه
واعوانه في لبنان قد انقلب عليهم جميعا".
واعرب الرئيس السوري بشار الاسد السبت عن رفضه "تدويل الازمة
اللبنانية" مؤكدا ان "ما يحدث هو شان داخلي".
وتتهم الاكثرية النيابية اللبنانية سوريا وايران بعرقلة التوصل
الى اي حل للازمة السياسية التي يغرق فيها لبنان في حين تتهم
المعارضة الحكومة اللبنانية بالتبعية لواشنطن.
الجيش اللبناني يلغي الإجراءات ضد حزب
الله
من جهة اخرى قال الجيش اللبناني انه ألغى قرار الحكومة عزل
مسؤول أمني قريب من حزب الله وطلب من المسلحين مغادرة الشوارع وفتح
الطرق.
وقال الجيش في بيان انه سيبقي رئيس جهاز أمن المطار في منصبه
وانه سيتعامل مع شبكة الاتصالات الخاصة بحزب الله بطريقة "لا تضر
بالمصلحة العامة وأمن المقاومة".
وكان رئيس الوزراء فؤاد السنيورة المدعوم من الولايات المتحدة
قال في وقت سابق انه يضع القرارين اللذين تسببا في أعنف قتال منذ
الحرب الاهلية بين عامي 1975 و1990 في عهدة الجيش اللبناني.
وتركت سيطرة حزب الله على بيروت بعد ثلاثة أيام من القتال حكومة
فؤاد السنيورة مترنحة وعززت مركز الحزب باعتباره أقوى جماعة في
لبنان بعد 17 شهرا من الصراع مع التحالف الحكومي.
وفتحت بعض المحلات التجارية ابوابها بعد ان انتشر الجيش في عدد
من المناطق ولكنه لم يتدخل مع مقاتلي حزب الله الذين ابتعدوا عن
المكاتب الاساسية للحكومة في وسط بيروت.
ولم تتعرض المناطق المسيحية في شرق بيروت للقتال بعدما هزم حزب
الله المسلحين التابعين لسعد الحريري زعيم الاكثرية النيابية في
غرب بيروت. وما زال موالون للحريري يسيطرون على مناطق في الشمال
وابقوا على منطقة عبور اساسية مع سوريا في البقاع مغلقة.
والحريري هو نجل رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري الذي كان
اغتياله قبل ثلاثة اعوام بداية لأسوأ أزمة في لبنان منذ انتهاء
الحرب الاهلية عام 1990 والتي في حينها قسمت بيروت الى منطقتين
واحدة شرقية مسيحية واخرى غربية مسلمة.
ودعت مصر والمملكة العربية السعودية الى عقد اجتماع طاريء
لوزراء الخارجية العرب لمناقشة الازمة في لبنان.
وقال الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى لمحطة
تلفزيون الجزيرة القطرية ان الاجتماع خطوة مهمة لان الدول العربية
يجب ان تتحمل المسؤولية فيما يخص الوضع في لبنان وان الوضع ينذر
بعواقب اقليمية ويجب انقاذه.
المواجهة بين حزب الله والحكومة
اللبنانية
بدأ مقاتلو حزب الله الانسحاب من بيروت يوم السبت الماضي بعد
ان الغى الجيش اللبناني اجراءات اتخذتها الحكومة ضد الجماعة.
وكان حزب الله سيطر على النصف المسلم من بيروت واحكم قبضته على
المدينة في ضربة شديدة للحكومة المدعومة من الولايات المتحدة.
وفيما يلي تسلسل للاحداث منذ بدء الازمة مع الحكومة المدعومة من
الغرب قبل 18 شهرا. بحسب رويترز.
11 نوفمبر تشرين الثاني 2006 - استقالة خمسة وزراء شيعة مؤيدين
لسوريا من حزب الله وحركة امل بعد انهيار المحادثات بشأن اعطاء
معسكرهم دورا اكبر في الحكومة.
21 نوفمبر - مسلحون يقتلون وزير الصناعة
بيار الجميل.
اول ديسمبر كانون الاول - أنصار حزب الله وحركة امل والزعيم
المسيحي ميشيل عون يخيمون خارج مقر رئيس الوزراء فؤاد السنيورة في
بيروت في حملة مفتوحة للاطاحة بالحكومة.
13 يونيو حزيران - انفجار سيارة ملغومة في بيروت يقتل البرلماني
المناهض لسوريا وليد عيدو وخمسة اخرين.
2 سبتمبر ايلول - القوات اللبنانية تسيطر تماما على مخيم نهر
البارد للاجئين الفلسطينيين بعد شهور من القتال مع متشددي جماعة
فتح الاسلام الذي اسفر عن مقتل 420 شخصا بينهم 168 جنديا.
19 سبتمبر أيلول - انفجار سيارة في بيروت يقتل المشرع المسيحي
المناهض لسوريا انطوان غانم وستة اشخاص اخرين.
23 نوفمبر تشرين الثاني - الرئيس اميل لحود يغادر القصر الرئاسي
في نهاية فترته دون انتخاب خليفة. ورئيس الوزراء فؤاد السنيورة
يقول في اليوم التالي ان حكومته تولت السلطات الرئاسية.
5 ديسمبر كانون الاول - رئيس البرلمان نبيه بري يقول ان الزعماء
اللبنانيين المتنافسين اتفقوا على العماد ميشيل سليمان كرئيس لكن
البرلمان لم ينتخبه بعد للمنصب.
12 ديسمبر كانون الاول - انفجار سيارة ملغومة يقتل العميد
فرانسوا الحاج رئيس عمليات الجيش وحارسا شخصيا في بلدة مسيحية شرقي
بيروت.
15 يناير كانون الثاني 2008 - انفجار سيارة ملغومة في منطقة
مسيحية في بيروت يقتل ثلاثة اشخاص ويصيب 16 ويلحق اضرارا بسيارة
تابعة للسفارة الامريكية.
25 يناير كانون الثاني - انفجار سيارة في شرق بيروت الذي تسكنه
اغلبية مسيحية يقتل وسام عيد النقيب في وحدة المخابرات بالشرطة
اللبنانية. وقتل خمسة اشخاص اخرين على الاقل.
11 فبراير شباط - توجيه الاتهام الى ثلاثة من ضباط الجيش و16
جنديا بشأن قتل سبعة محتجين معارضين يوم 27 يناير كانون الثاني.
14 فبراير شباط - حزب الله ينظم جنازة حاشدة لقائده العسكري
القتيل عماد مغنية في بيروت. وكان مغنية قتل في انفجار قنبلة في
سوريا في اليوم السابق.
20 ابريل نيسان - مسلحون في مدينة زحلة المسيحية يقتلون اثنين
من المسؤولين المحليين ينتميان الى حزب الكتائب المسيحي عضو
الائتلاف الحاكم المناهض لسوريا.
22 ابريل نيسان - البرلمان يفشل في عقد جلسة لانتخاب رئيس
للبلاد وهي المرة الثامنة عشرة التي يعجز فيها عن اجراء تصويت.
6 مايو ايار - التوتر بين الحكومة وحزب الله يتصاعد بعدما قالت
الحكومة ان شبكة اتصالات الجماعة تمثل انتهاكا لسيادة البلاد.
-- حزب الله يعبر عن غضبه الشديد من مزاعم الحكومة بأنه يتجسس
على مطار بيروت ومن قرار الحكومة اقالة رئيس امن المطار المقرب من
المعارضة.
7 مايو أيار - اصابة حوالي عشرة اشخاص في اشتباكات بين مؤيدي
الحكومة ومسلحين مؤيدين للمعارضة التي يقودها حزب الله في بيروت
بعدما شل أنصار حزب الله الحركة في العاصمة.
8 مايو أيار - زعيم حزب الله حسن نصر الله يقول ان الحكومة
اعلنت الحرب على الجماعة بعد قرارها تفكيك شبكة اتصالات الجماعة
واتخاذ اجراء قانوني بشأنها.
-- دوي الانفجارات واطلاق الرصاص يهز العاصمة اللبنانية فيما
اشتبك مقاتلون من انصار حزب الله مع مؤيدي الحكومة.
9 مايو أيار - حزب الله يسيطر على النصف المسلم من بيروت.
10 مايو أيار - مقاتلو حزب الله يبدأون الانسحاب من بيروت بعد
ان الغى الجيش اللبناني اجراءات الحكومة ضد الجماعة. |